مر الإهمال بقلم ناهد خالد
نصف ساعه أخري قبل أن تبدأ بالإفاقه فتحت عيناها ولكنها شعرت بشئ صلب أسفل رأسها حاولت رفعها لتتبين ما يحدث لكن كان هناك شئ ما يعيقها سمعت صوته المألوف يهمس من فوق رأسها
_ بطلي فرك بقي
الآن أدركت ما يحدث هي تنام فوق ساعده برأسها وذراعيه تكبلها أستهرب منه تهادي هذا السؤال لعقلها وهي لا تصدق تكبيله لها هكذا
_ سبني يا يزن ايه اللي أنت عامله ده
غمغمت بها بضيق وهي تحاول التملص منه وأخيرا أطلق هو صراحها واعتدل بنومته وهكذا فعلت هي هتفت بتساؤل وهي تنظر لثيابها المبدله
نظرت له فوجدت تلك النظره العابثه تتراقص في عينيه فشهقت بفزع قبل أن تقول
_ نهارك مش فايت أنت ازاي تسمح لنفسك تغيرلي هدومي أنت اټجننت!
رفع حاجبه باستنكار وقال
_ سلامة عقلك يا بيبي اټجننت ! لو مكنتش أنا هغيرلك هدومك مين هيغيرها أمي!
ضغط علي أسنانها بغيظ قبل أن تحاول النهوض فأمسك يدها سريعا يقول
كانت ملامحه جاده جامده أثارت فيها القلق فأومأت بصمت تنهد وأمسك كفها وأدار نفسه ليصبح جالسا أمامها
_ بصي اللي حصلك ده كان ڼزيف بس الحمد لله الدكتور لحقه أمنيه أنت حامل .
وقال
_ أنت اللي بدأتي والبني آدم ضغيف
كبحت ابتسامتها وصمتت سحب يدها وهو يقول
_ تعالي نبدأ من أول وجديد وعشان نعمل ده لازم نقفل القديم
_ تعالي بقي جانبي كده عشان نعرف نتصافي .
حاولت إبعاده وهي تقول بتزمر
_ هنتصافي ازاي كده يعني ابعد يا يزن متأثرش عليا بالطريقه دي
ابتسامه عابثه زينت ثغره وهو يقول
_ يعني بتعترفي اهو إن قربي بيأثر عليك اومال عملالي فيها استرونج وومن ليه
لکمته بيدها في صدره وهي تقول
كتم ضحكته وهو يقول
_ أصل الواد تبت زي أبوه قافش فيك وحالف ما ينزل
لم تكبح هي ضحكتها فانطلقت ضحكتها تعم أرجاء الغرفه
هدأت ضحكتها وقالت بجديه
_ طيب المهم قول الي أنت عاوزه انجز يلا .
امتدت أصابعه لتقرص جانبها برفق فتلوت مصدره صرخه خافته
_ أيه يا بت ده هو أنا بشحت منك عشان تقولي انجز يلا !
رفعت رأسها تنظر له بغيظ وقالت
_ أنت عمال تطول وأنا واخده بالي كده كده هنتكلم فبدأ يلا
تحولت ملامحه للجديه وهو يعدلها لتصبح قبالته وقال بهدوء
_ اوعديني أنك هتسمعيني وتسامحيني أهم حاجه ونبدأ من جديد
أومأت بهدوء وتنهدت تقول
_ حتي لو احنا غلطنا ابني يستحق ناخد فرصه تانيه عشانه
ابتسم مشجعا قبل أن يقول
_ هبدأ بيوم الحاډثه أنا يومها مكنش عندي اجتماع
قال الأخيره بتوتر وجف ريقه لما هو آتي نظرت له تشجعه ليكمل حديثه وقالت بجمود لم تستطع مداراته
_ كمل يا يزن كنت مع دينا
نفي سريعا قائلا
_ مكنتش معاها بالمعني المفهوم بس هي جاتلي المكتب وكانت قاعده معايا وقتها بتحكيلي عن مشكله أنا عارف أني غلطان بس والله متوقعتش أنك محتاجاني فعلا .
دام الصمت لدقيقه وهو ينظر لها بقلق رفعت رأسها تواجهه بملامح غير مفهومه وقالت بجمود
_ ايه اللي حصل بينكوا ليه قلبت عليها
تنهد بعمق فقد وصل للمرحله الأصعب لكن قرر الإفصاح عن كل شئ فلينهي الأمر الآن تمتم وهو يخفض بصره بضيق
_ عشان في غيابك قالتلي أنها بتحبني وطلبت مني نتجوز .
سكون دام لثوان لم تبدي أي ردة فعل عدا تهجم ملامحها كان يتابع صمتها بقلب وجل ينتظر رد فعلها علي أحر من الجمر رغم قصر مدة صمتها إلا أنها مرت عليه كالسنون وأخيرا رحمته حين بدأت في الحديث بنبره جامده
_ هو العادي أنك تقول لمراتك إن اللي طول عمرك تقول عليها زي أختك وصديقة طفولتك قالتلك أنها بتحبك وطالبه تتجوزك كمان !
أخذ شهيقا عميقا قبل أن يجيبها
_ هو مش عادي بس احنا قولنا إن النهارده هننهي كل حاجه لها علاقه بالماضي وعشان نعمل ده لازم نقول كل الي حصل وننهيه تماما مكنش سهل اقولك أن يوم الحاډثه كانت دينا معايا عشان كده مردتش عليك ومش سهل أني أقولك أنها اعترفتلي بحبها وأنها عاوزانا نتجوز ولا سهل أني أقولك أنها قالتلي أنها بتحبني من قبل ما أشوفك حتي أو أتجوزك
صمت قليلا بعد الأخيره يتبين ردة فعلها لكنه لم يتغير عن ملامحها المبهمه فأكمل
_ بصي يا أمنيه النهارده محدش مننا هيقوم من القعده دي غير وهو قايل كل حاجه جواه اللي ينفع يتقال واللي مينفعش أنا مش هسيب فرصه مهما كانت صغيره أن الماضي يقصر علي مستقبلنا أنا ممكن مكنتش أقولك علي