درة القاضي لساره حسن
بتربص و تركيز نظرت كل من شهد ودره لبعضهما وتجاهلوا تلك النظرات الثاقبه من خلفهماوصعدوا لأعلى وعقل كل منهما منشغل في كيفيه العيش والتأقلم هنا فيمنطقه القاضي.
رواية درة القاضى الفصل الثالث بقلم سارة حسن.
في منزل كبير يتوسط المنطقه وكل من حولها يعرف البيت جيدآ واصحابه من الجيل القديم حتي شباب هذا الوقت
يتكون البيت من عده طوابق بنظام الشقق المنفصله بخصوصيه و يطلق عليه بيت القاضي.
في زمن الفتونه جاء الجد الاكبر لهذه المنطقه اشتهر بقوة بنيته وعمامته البيضاء وجلبابه التقليدي كان دائما يناصر المظلومين ويخشي منه الظالم اشتهر وذاع صيته واصبح رأيه يسير علي الكبير والصغير واسس منزله مع زوجته واولاده وتوالت السنين حتي مسك والد حسن الحاج عبدالرحيم القاضي من بعد والده قام ببناء ذلك المنزل الكبير ليتسع اشقائه وزوجاتهم واولادهم كان يدرك جيدا ان القوة بالعصبه خصوصا الذكور ترابطهم في المعارك كان يعطيهم القوة والرهبه للدخيل لذلك كان محاوطهم جميعا حتي يكونوا دائما يد واحده قويه لاتكسر.
وبجانب منزل القاضي مبني منفصل بيت مكون من طابق واحد بناه والد حسن منذ فترة لكن بعد ۏفاته تمسك به حسن لنفسه بعيدا عن بيت العائله ولا يذهب اليه الا عند النوم فقط.
دلف حسن وابن عمه سيف لمنزل العائلة قائلا سيف بتباهي لابن عمه
بس ظبطناهم يامعلم احنا شفناهم علي الآخر
سيف مين السكان الجداد دول
كاد ان يسأله سيف نفس السؤال ولكن سبقه ابن عمه رد عليه قائلا
و الله ماعرف كنت لسه هاسالك اصلا باين عليهم مش من هنا خالص وشكلهم ولاد ناس
اومأ حسن مؤكده علي حديثه وقال بجديه
عندك حق اعرفلي دول مين وجاين منين وايه حكايتهم
هتف سيف
اكيد من عنيا
وتابع متسائلا
رايح لشقتك برضو
قال له حسن وهو ينظر باتجاه آخر
كده احسن ياسيف
اوما سيف برأسه متفهمآ
براحتك يابن عمي
صعد حسن لشقته بعد انفصال والدته عن والده وتزوجت من اخر قضي عمره مع والده وعائلته حتي ټوفي والده من عدة سنوات وبقي بشقته المنفصله بعيد عن تلصص اعين العائله عليه وكان الاقرب اليه من ابناء اعمامه سيفذراعه اليمين والذي يذكره بالنصف الثاني من شخصيته القديمه التي كان يتخللها بعض المرح و الاقبال علي الحياهولكن بعد تلك الأحداث الماضيه لم يعد حسن كما كان ولم يعد شئ كما هو تغيرت شخصيته لا احد ينكر انها للأحسن ولكن بداخله يشعر ان ذلك الشرخ لم يلتئم بعد وان ماضيه
يؤرقه ويمرر عليه تلك الراحه التي ينشدها من الايام ولكن في النهايه لم يجدها وتلك الغصه لا تفارقه ولا احد يعلم عنها شئ.
..................
جلست كريمه بركبتين هلاميتين من الخۏف الذي عاشته منذ قليل قائله
الحمدلله انكم بخير كنتي جيتي معانا علي طول احسن بدل البهدله دي يادره
قالت دره وهي تنزع حقيبتها ملقيه بها بجانبها بحنق
اعمل ايه بس ياماما مش كنت بكمل ورق تحويلي لهنا
هتفت والدتها
الحمدلله انك في سنه امتياز ونخلص
اخفضت دره رأسها ارضا وقالت بصوت تغلب عليه الإحباط
ساندتها شهد في حديثها قائله
والله ولا انا شوفتي كانوا بيضربو بعض ازاي دول ولا افلام محمد رمضان ممثل مصري
والتفتت الي والدتها متسائله في فضول
صحيح ياماما مين القاضي ده
اجابتها كريمه وهي تتذكر سنوات عديده مرت
ده كان كبير المنطقه هنا من ايام ابوكي الله يرحمه اسمه عبد الرحيم ومن قبلها ابوه عبد الرحيم كان في شبابه وقتها وقت ما سكنت هنا سنتين بعد جوازي من أبوكم قبل ماننقل من هنا بس دلوقتي شكله ابنه اللي بقي مكانه
هتفت دره بتهكم ساخره
اخد منصب مهم اوي يعني ماهو بلطجي
قالت كريمه مصححه
ماكنش بلطجي يا دره الحاج عبد الرحيم كان راجل جدع وشهم ماحدش كان بيقصده في حاجه ويرده أبدا
قالت شهد وعقلها يتذكر ذلك الذي انتشلها من المعركه
ومين اللي معاه ده
قالت كربمه وهي تتحرك من مكانها
والله يابنتي معرف انا زي زيكم كل حاجه اتغيرت هنا ولسه مش عارفه حد المهم يالا قومو غيرو هدومكوا عشان نتغدى
دخلت دره غرفتها نظرت للارجاء وابتسمت بحزن من تغير الاحوال لو كان والدها علي قيد الحياه لهون عليها الكثير وربما لم تكن متذمرة من ذلك المكان لكانت شعرت بالامان انه معهن التمعت عينيها اشتياق اليه وخوف من المجهول لكن عليها ان تتسلح بالقوة كل القوة حتي تتعايش في ذلك الوسط المريب حولها لحماية نفسها وشقيقتها ووالدتها.
توجهت لنافذتها وازاحت الستار وظهرت امامها مباشره تلك اللافته على الورشه و المكتوب عليها بخط كبير اسم