السبت 23 نوفمبر 2024

رواية جاسر

انت في الصفحة 9 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز

يشير ب يده..تحركت روجيدا من أمامه ب خطوات ناعمة جعلت خافقه يشتد عڼفا..وضع شريف يده على قلبه يهدأه ثم هتف ب همس
أهدى يا قلبي..دا إحنا لسه ف أول الطريق...
وما أن تأكد من رحيلها حتى إندفع إلى سيارته وإنطلق بها...
نهضت الصغيرة وجلست على صدر والدها..أخذت تفرك عينيها ب نعاس حتى أفاقت..نظرت إلى جاسر ف وجدته يغط في ثبات عميق وكأنه لم ينم..مدت يدها إلى وجنته وهتفت ب نبرة متثاقلة إثر النوم
بابي!...
شعر جاسر ب شئ يقلق نومه..كانت الصغيرة ترفع وجنته إلى عيناه..مرة وإثنان وثلاثة..ولسان حالها لا يتوقف عن مناداته..
فتح جاسر عيناه ب تثاقل..ف أبعدت جلنار يدها عن وجنته..رفع يده وربت بها على وجنته الصغيرة وقال
صباح الخير يا جوجو
أنا جعانة
زم جاسر شفتيه ب غيظ وقال طب ردي الصباح
دفعته الصغيرة ب صدره وقالتقوم أنا عاوزة أفطر...
عاوزة إيه يا أخرة صبري!
وضعت يدها في خصرها وقالت ب حنقمش هتسرحلي شعري...
وضع جاسر يده على وجهه وأخذ يحركها عليه ب عڼف وقال ب ضيق
يا فتاح يا عليم..يا رزاق يا كريم يا رب..أنتي عاوزة إيه ع الصبح!..تفطري ولا تسرحي شعرك!...
رفعت إصبعي السبابة و الوسطى ثم قالت ب إصرار
الأتنين...
ودون أن تنتظره ركضت إلى أحد الغرف وأحضرت فرشاه..صعدت إلى الأريكة ثم جلست عليها أعطته ظهرها وقالت ب حماس
يلا يا بابي..سرحلي زي ما كنت بتعمل لمامي
طيب...
حك جاسر فروته ب ضجر ثم جثى على ركبتيه ليكون في مستوى صغيرته..جذب الفرشاه من يدها وبدأ في تمشيط خصلاتها ب حنو..ترك الفرشاه وكاد أن يجدل خصلاتها كما تعلم من روجيدا..إلا أن الصغيرة أوقفته وهتفت ب حماس
لأ يا بابي..إعملي ودنين قطة
تشدق جاسر ب إستنكارودنين قطة!!..ودا يطلع إيه دا!
زفرت جلنار ب ضيق ثم قالت وهى تشيح ب يدهاودنين قطة..يعني واحدة هنا و واحدة هنا...
قالت العبارة الأخيرة وهى تشير ب يدها إلى جانبي رأسها..تتبع جاسر تعليماتها في عمل ودنين القطة كما تحب...
عندما إنتهى جاسر إلتفتت إليه جلنار وقالت ب براءة طفولية
أنا حلوة كدا يا بابي!!
قبل وجنتها ب عمق وقالحلوة أوي يا قلب بابي..يلا عشان نفطر الأميرة جلنار...
ثم نهض ورفع صغيرته ليجلسها على أحد منكبيه وإتجها إلى المطبخ..وضعها جاسر على طاولة صغيرة ب جانب نافذة تطل على الحقول الخضراء وأشجار الفاكهة..ثم إتجه إلى
المبرد وأخرج منها بعض الجبن البيض...
إتجه إلى الموقد و وضع
المقلاه..ثم أشعله..قام جاسر ب كسر البيض و وضعه ب المقلاه..جاءه صوت الصغيرة وهى تهتف
إعملي البيض ب عنتين و smile إبتسامة
إرتفع حاجبي جاسر وقال دون النظر إليهاعنتين و smile ..ودي تتعمل إزاي!!
كدا...
قالتها وهى تضع سبابتها على طرفي فاها ثم رفعتهما إلى أعلى..لتظهر على شكل إبتسامة..أنزلت يديها وقالت ب بساطة
شوفت سهلة..يلا بقى أعملهالي
إلتوى شدقه ب تهكم وهو يقولعنتين و smile!! الله يرحم أبوكي..كان بيقطع التورتة ب فاس
تساءلت الصغيرةبتقول حاجة يا بابتي!
إبتسم ب إصفرار وقالمبقولش ياختي..مبقولش...
وأكمل تحضير الفطور..قام جاسر ب تقطيع الخضراوات..ليضع قطعة جزر على هيئة نصف كرة ب طبق البيض الخاص بها..قدمه لها جاسر و وضع أمامها خبز وقال ب جدية
الطبق
كله يخلص..وكوباية اللبن عاوزها فاضية
أومأت ب رأسها وقالتحاضر..هخلصه عشان أكون 
قوية ويكون عندي عضلات زيك
طيب يلا..سمي الله الأول
بسم الله الرحمن الرحيم...
وشرعت الصغيرة في الأكل..ربت جاسر على خصلاتها وبدأ هو في تناول فطوره البسيط...
فتح باب منزله ثم دفعها ب هدوء وقال
خليكي مع نور يا بوسي معلش النهاردة
إبتسمت وقالتولا يهمك عادي
تأفف ب ضيق وتشدقمش عارف المتخلفة دي مجتش ليه...
تقدمت بسنت منه ثم قبلت وجنته ب رقة وهمست
خلاص يا صابر..أنا هقعد معاها
وقبل فكها ب نعومة ورحل..إبتسمت ب خجل وعادت إلى الداخل ثم أغلقت الباب
هبط صابر الدرج ب سعادة ثم أخرج هاتفه وأتصل ب صديقه
أيوة يا جاسر
رد عليه جاسر من الجهة المقابلةأيوة يا صابر..في إيه!...
هبط الدرج ثم توجه إلى السيارة وصعدها ليقول وهو يدير المحرك
أنت مش جاي النهاردة كمان ولا إيه!
لأ جاي..أنا بلبس أهو
رد صابر ب جديةطب كويس..متنساش معادنا مع مدام داليدا و الوفد اللبناني
مسح جاسر على وجهه وقالمنستش يا صابر..أنت أكيد جاي
طبعا جاي عشان مضي العقود
تنهد جاسر وقالطيب أنا جايلك أهو..سلام...
أغلق جاسر معه الهاتف و وضعه ب جيب سترته..توجه إلى طاولة في منتصف الغرفة ليسحب حلقته الفضية ثم إرتداها في بنصره الأيسر وبعدها توجه إلى الخارج...
هبط الدرج ليجد الصغيرة تجلس على الأرض وتعبث ب أدوات التلوين خاصتها..إتجه ناحيتها ثم جثى على ركبتيه وقبل وجنتها ب حنو أبوي..وقال ب صرامة ناعمة
متتعبيش آنا عما أجي
أومأت الطفلة ب رأسها وقالت ب أدب حاضر..هسمع كلام آنا ومش هتعبها خالص
مال .
قالتها الصغيرة وهى تلوح ب يدها ثم تقذف له عن وصول إتصال..أخرج الهاتف ليجدها السيدة داليدا..تأفف جاسر ب نفاذ صبر ثم ضغط على زر الإجابة وقال ب دبلوماسية
صباح الخير يا مدام داليدا
أتاه صوته الناعمصباح النور مستر چاسر...
ساد الصمت لحظات قبل أن يتساءل جاسر ب صوت ضجر
خير في حاجة ف الشغل!
أجابت ب نفيلالا..مو هيك..بس الچماعة تبعي صار عندهم شي كتير ضروري وما يأدرو يقدروا يچوا اليوم..ف كنت حابة أخبرك أنو المعاد يتأچل لبكرة..إذا مو بتمانع!
وضع جاسر يده على عيناه وقاللا ولا يهمك يا مدام..نقدر نأجله لبكرة..مفيش مشاكل
ردت هى ب إمتنانبتشكرك إكتير مستر چاسر..وبعتذر منك مرة تانية
مفيش إعتذار..إن شاء الله بكرة ف نفس المعاد..وهبلغك ب مكان المطعم
تمام..بعتذر مرة تانية..بخاطرك
مع السلامة...
ثم أغلق الهاتف وأخذ يتأفف عدة مرات..أما فكره ف قد ذهب إلى معذبة فؤاده وإلى أخر لقاء..تحديدا أخر كلماتها ب أنها ستنساه..إنقبضت عضله فكه ب التزامن
مع إنقباض يداه ب قسۏة..لتظهر ب عيناه تصميم على إعادتها إليه
فما بينمها لا يمكن طيه أو نسيانه...
عند الساعة العاشرة مساءا أعلن منياء مصر الجوي عن وصول رحلة ..... القادمة من أسبانيا..وبدأ الوفود في ملئ قاعة الإستقبال..وكان من بينهم هذا الشاب الأبيض ذو العينان السوداويتين..جسده الرياضي و طوله المهيب يدل عن مدى شراسته..شعره الأسود الطويل المعقود إلى الخلف أظهر عنقه الموشوم ب نسر جارح يمتد حتى وصل إلى ذراعه...
دلف خارج الميناء الجوي ويضع على ظهره حقيبة ثم توجه إلى أحد سيارات الأجرة..صعد إليها وتحرك السائق دون حديث...
بعد ثوان مد السائق ب يده ثلاث صور ثم قال ب لغة أسبانية
تعرف على هدفك
رد الشابجاسر الصياد وعائلته
أومأ السائق ب رأسه ثم قال ب جديةبلى..نريد
إرهابه لا أكثر..لا تؤذه ولا تؤذ عائلته..إتفقنا!
وضع الشاب الصور ب جيب بنطاله وقالمتى التنفيذ
لا نعلم بعد..قفط قم ب المراقبة حتى إشعار أخر...
أومأ الشاب ب رأسه يستمع إلى تعليمات السائق..ليقول أخيرا
حسنا..الآن أوصلني إلى المنزل
لا ستبقى ب فندق قريب من منزل زوجته..المراقبة للضعف لها
تنفس الشاب ب عمق وقالحسنا..حسنا...
في اليوم الموالي..بدأت روجيدا ب الإستعداد ل ميعاد اليوم..ف إرتدت ثوب رقيق يصل إلى ركبتيها من الأعلى من قماش الدانتيل ذو حمالتان عريضتان وفتحة صدر مستطيلة..ومن الأسفل من قماش التل المبطن...
لم تضع أي مساحيق تجميل بل إكتفت ب أحمر شفاه نبيذي يماثل لون الثوب..عقدت خصلاتها على هيئة ذيل حصان وتوجهت إلى الخارج..تأكدت من وجود قلادتها ب جيدها ثم دلفت خارج المنزل...
بحثت ب عيناها عن شريف ولكنها لم تجده..نظرت ب ساعة معصمها لتجد أنها هبطت قبل الميعاد ب عشر دقائق..تأففت ب ضيق وكادت أن تصعد إلا أن تلك السيارة الرمادية المصفوفة على الطريق المقابل جعلتها تقطب ب ريبة..ولكن ثوان و وعت أنها إحدى سيارات جاسر..تحول وجهها إلى كتلة من اللون الأحمر تدل على مدى ڠضبها..ثم إتجهت إلى السيارة ب خطى أكثر ڠضبا...
ممكن أفهم بتعملوا إيه هنا!
رد عليها الرجل ب تلعثم أحنا..امم..قصدي...
قاطعته روجيدا ب إنفعالقول ل اللي بعتك الحركات دي قديمة ومعدتش تنفع..إرجع من مكان ما جيت وإلا أقسم بالله أبيتك أنت وسي جاسر بتاعك دا ف القسم...
نظر إليها الرجل ب دهشة وفاه مفتوح..ف صړخت به روجيدا پغضب
يلا أمشي من هنا...
ثم إتجهت ب خطى عڼيفة إلى الطريق المقابل..ظلت تراقب السيارة حتى تحركت من أمام ناظريها..زفرت ب قنوط وأخذت تسبه ب داخلها..نظرت مرة أخرى إلى ساعتها لتزفر للمرة التي لا تعلم عددها وهى تقول ب صوت مكبوت
والزفت دا إتأخر ليه!!...
ثوان و وجدته يصف سيارته أمامها ويترجل منها..كانت على وجهه إبتسامة عميقة تشي ب مدى سعادته..توجه إليها حتى وقف أمامها ثم قال ب إعتذار وهو ينظر إلى ساعة يده
أسف إني إتأخرت دقيقتين..بس كنت بشتري دا...
قالها وهو يخرج من خلف ظهره باقة ورود بيضاء..نظرت إليها روجيدا ثم رفعت أنظارها له وقالت ب إبتسامة
مكنش فيه داعي ع فكرة
ضحك شريف وقالمكنش ينفع ع فكرة...
نظر إلى الباقة ثم إليها وقال ب مرح
أكيد مش هفضل مادد إيدي..إتفضلي
أخذتها روجيدا منه ثم قالت ب رقةمرسيه
يلا!!
يلا...
قالتها ليشير ب يده كي تتقدمه..إتجه إلى مقعدها ثم فتح الباب المخصص لها ثم إتجه إلى مقعده وصعد السيارة..أدار المحرك وإنطلق ب السيارة..سألته روجيدا ب هدوء
إحنا رايحين فين!
رد عليها شريف دون النظر إليهاأتمنى إنك بتحبي الأكل
السوري!
أجابت روجيدا ب حماس جدا
إتسعت إبتسامة شريف وقال هو الأخر ب حماس
تمام..دلوقتي إحنا رايحين مطعم سوري مشهور أوي...
إبتسمت روجيدا إبتسامة خفيفة ثم نظرت إلى النافذة ب جانبها..غافلة عن نظرات الجالس ب جانبها التي يلتهمها بها..عاجزة عن الإحساس ب دقات قلبه التي كادت أن تفر من قفصه الصدري إليها..ولكنه بقى يهدأ ويمنى نفسه ب الصبر
أغبية..أنا مشغل معايا أغبية...
قالها جاسر ب ڠضب وهو يقذف الهاتف ب عڼف جانبه..نظر إليه صابر ب توجس وتساءل
خير يا جاسر!
زفر جاسر ب ڠضب

ثم قالمشغل شوية أغبية...
إيه اللي حصل
مسح جاسر على فمه وقالالأتنين اللي مكلفهم يحطوا عنيهم على روجيدا..شافتهم وهددتهم والأغبية مشيوا...
نظر إليه صابر ب حزن..كان ناقم على حال الي آل إليه صديقه..زفر صابر هواءا ساخنا من فمه وقال ب عتاب
وبعدهالك يا جاسر!..هتفضل ع الحال دا!..تاعب نفسك وتاعبها معاك!..طالما بتحبها وخاېف عليها كدا سبتها ليه!...
كان يعلم أنه ك كل مرة لن يجيب ولكن جاسر
قد فاقت قدرته على الإحتمال ليقول ب تعب
إستشعر صابر الحمل الثقيل الذي يحمله صديقه ف ربت على ساقه وهتف ب مؤازرة
أحكي يا جاسر جايز ترتاح..وجايز نلاقي حل مع بعض...
أنا فعلا عاوز أرتاح..تعبت وتعبتها معايا..وف النهاية خاېف أخسرها وأنا مفكر إني كدا بحميها
عقد صابر حاجبيه وتساءل ب عدم فهممش فاهم حاجة
زفر جاسر ب حرارةولا أنا فاهم..كل اللي فكرت فيه إني أحميها ب بعدي عنها..فكرت إني هكون مبسوط لما تكون ف أمان حتى لو بعيد عني..أتاريني مكنتش أعرف أني ھموت كدا..هحكيلك...
وبدأ في السرد عليه ب التفصيل ليقول صابر ب عدم تصديق ومعالمه متقلصة ب ڠضب
يعني حطولك مخډرات ف قهوتك عشان تكون مدمن!..طب ليه!
ليرد عليه جاسر ب صوت قاتموصلت بيهم القذارة أنهم يعملوا كدا..عشان عارفين إني هأذيها..كانوا ف كل حتة معانا..بيراقبونا وحاسبين كل
10 

انت في الصفحة 9 من 56 صفحات