حلم ولا علم رواية شرقيه كامله بقلم منى لطفى
ولا في زيك ابدا ... علشان خاطرى اصحى وانا اوعدك مش هزعلك تانى ابداااااا ارجووكى يا هبة ارجوووكى
دخلت عليه الممرضة تستعجله ليذهب فقد اقترب موعد مرور الطبيب على حالات العناية المركزة .. وقف أمجد ونظر الى هبة وتركها وذهب وهو يلتفت كل خطوة لينظر اليها الى ان غادر العناية المركزة ....
في اليوم التالى وبعد مرور ال 244 ساعه على اجراء العملية الكل كان مجتمع في
الحمد لله يا ه المؤشرات الحيوية بتاعت الآنسه هبة كويسة نقدر نقول انننا اجتزنا مرحلة الخطړ ..ففرح الجميع وصاروا يهنئون بعضهم البعض على نجاة هبة ولكن الطبيب قال فجأة
بس في حاجه !!
حاجة ايه يا دكتور انت لسه حضرتك قايل انها الحمد لله العملية نجحت..
أجاب الطبيب وهو يوزع نظراته بينهم مقا عليهم مما سيقوله
هى المفروض كل المؤشرات الحيوية عندها سليمة لكن هى للاسف رافضة تصحى !!
فقال أمجد وهو مقطب جبينه
يعني ايه رافضة تصحى هو بأرادتها
فقال الطبيب بهدوء
وكان وقع الخبر كالصاعقة تماما عليهم جميعا وفجأه اذ بيوسف ي على أمجد ماسكا بياقته قابضا على ه وهو ېصرخ غاضبا
سريعا امر الطبيب باحضار السرير النقال وحضر الممرضون وادخلوه سريعا الى حجرة الطوارئ وبعد قليل خرج الطبيب ليطمئنهم على حالة يوسف قائلا
بسيطة ان شاء الله الضغط علي عليه فجأه من الزعل واحنا علقناله محاليل وشوية وتقدروا تاخدوه معكم وانتم مروحين بس لازم يبعد عن اي انفعالات والدوا والاكل بمواعيد ونظام لو عاوزين ممكن ارتب لكم ممرضة تكون معاه ...
شكرا يا دكتور بس احنا هنعتنى بيه وتأكد اننا لو احتاجنا ممرضة اكيد هنبلغك..
ثم الټفت الى سعاد و علا وتابع بصرامة
أ. يوسف مسؤوليتكم انتو الاتنين مش عاوزين نضيع البنت وابوها كفاية البنت ربنا يقومها بالسلامة... وهو ينظر الى أمجد نظرة مليئة بالحنق والغيظ ..
تركهم أمجد وذهب الى الطبيب فهو الى الآن لا يستطيع ان يصدق ما قاله الطبيب دخل الى مكتب الطبيب حيث اشار عليه بالجلوس وبعد ان جلس استفهم منه اكثر عن الحالة فأعاد عليه نفس الكلام مرة اخرى فسأله أمجد ان كان هناك ما يستطيع عمله ليساعد على استيقاظها من غيبوبتها فقال الطبيب
هز امجد برأسه موافقا فقال الطبيب
في الغيبوبة بيكون فيه جزء صغير في المخ واعي للى حواليه علشان كدا في بعض الحالات بننصح اهل المړيض انهم يتكلموا معاه في زيارتهم ليه ويحاولوا يفكروه بأحداث وذكريات جميلة دى ممكن تنشط المخ وتخلى المړيض عاوز يفوق من غيبوبته اللى فرضها على نفسه .. بس ممكن أسال حضرتك سؤال
خمن امجد ماهية سؤال الطبيب واشار بالموافقة فتابع الطبيب
واضح جدا انه في عامل نفسي غير الوقعه وأثرها وعلشان نقدر نحط ايدينا على السبب لازم لو فيه اي شئ حضرتك شاكك انه ممكن يكون السبب النفسي دا تقولى عليه يعني مثلا سبب وقوعها اييه
سكت أمجد قليلا ثم روى للطبيب منذ دخول هبة فجأة الى غرفة المكتب حتى لحظة سقوطها غارقة في ها ...
استمع الطبيب اليه ثم هز برأسه وقال
زي ما توقعت بالظبط ...الوقت اللى هتفوق فيه هيعتمد على مدى ارادتها للرجوع للحياة تانى علشان كدا اى ذكريات او حاجات سعيده حاول تفكرها بيها واضح جدااا ان شها من ناحيتك قوى اووي علشان كدا انت تقدر تنمى الش دا وتخليه يصحى وهو اللي هيشدها لينا تانى ...
ذهب أمجد الى غرفة الرعاية ومكث ينظر من خلال الزجاج الى الجسد النائم امامه ثم عزم واتجه الى الباب وهم بفتحه فسمع صوت نسائيا ينهره بصرامه
هاي ! انت رايح فين وكالة هى من غير بواب ! ممنوع يا سيد !
ثم تقدمت منه وهى تشيح بيدها بصرامه قائلة
لو سمحت امشي من هنا دا ممنوع..
الټفت ناظرا اليها ليجد انها ممرضة اخرى واضح ان هذه هي فترتها النهارية رمقها بحدة وهو يقول بعصبية مكبوتة
امشي انت من وشي الساعه دى ...
وفتح الباب فأمسكت بذراعه وهى تصرخ بالممرضين لكى يساعدوها في منع هذا الرجل المچنون من الدخول وقالت
انت ايه فاكر نفسك ....
فوجئت بصوت الطبيب المسؤول عن الحالة وهو يقول بصرامه
خلاص يا سيستر انا اديته الاذن انه يدخل خليه يلبس الحاجات اللازمة ودخليه ...
استعد أمجد للدخول كما فعل في اليوم السابق ودخل الى غرفة العناية وجذب الكرسي ووضعه بجانب السرير حيث جلس عليه بجانبها ومد يده آخذا بيدها مقبلا اياها مستمرا في الكلام معها يحكي لها كيف انه في غاية الاشتياق لها وانبرى يتحدث معها في ذكريات عديدة جمعت بينهما حتى مر موعد الزيارة فغادر مقبلا اياها على جبينها واعدا اياها بانه سيأتى ثانية ...
استقر أمجد في جناحه في المى الذي يملك غالبية أسهمه بينما تولت علا ومدام سعاد أمر العناية ب يوسف والذي استعاد عافيته بالتدريج واصبح يذهب لزيارة ابنته حيث يقوم بالحديث اليها كما قال الطبيب وكان أمجد يختفي في هذه الاثناء كى لا يراه وينفعل ثانية ويحدث ما لا يحمد عقباه ...
جلس أمجد بجانبها وبدأ الكلام معها مثلما يفعل دائما وهو ممسكا يدها ثم قال لها بحب
فيه حاجه لازم ارجعهالك...
اخرج الدبلة وخاتم الزفاف من جيب سترته والبسها اياهم ثم قبل يدها وهو يقول
دوول مكانهم هنا وهيفضلوا هنا .. واوعي تفكري تقليعهم من ايدك ابداااا هبة ل أمجد و أمجد ل هبة ومافيش حاجه هتفرق بينهم ابدااااااا...
ثم قبل يدها وأسند جبينه على اصابعها واذ به يشعر بارتعاشة طفيفة بين يديه فرفع رأسه مذا وهو يرى ارتعاشة طفيفة لا تكاد تظهر في اصابع يدها صعق ولم يصدق عينيه وفجأة اذ به يسمع أزيزا صادرا من الجهاز المسؤول عن حالة القلب اړتعب مما يرى وقام مسرعا وهو يهتف
دكتور دكتووور هاتولي دكتور بسرعه
حضرت الممرضة سريعا وبعد ان عاينت الوضع اتصلت بالطبيب وفجأة اذ بغرفة العناية تمتلئ بالاطباء والممرضات واستطاع الطبيب المعالج اقناعه بعد جهد طويل ان ينتظر بالخارج ...
أخذ أمجد يروح ويجئ بالمكان كالليث المح في قفص ..وهو يزفر ويخبط قبضة يده براحة الاخرى ... مر وقت طويل قبل ان يخرج الطبيب المعالج وباقي طاقم الاطباء وقف الطبيب امامه ينظر له بجدية بالغه وتعبير وجهه صارم للغاية مما جعل قلب أمجد يوشك على الكف عن النبض وشحب وجهه وتفصد عرقه غزيرا من جبينه وهو يبتلع ريقه بصعوبة ويقول بفزع
خير يا دكتور طمني !
تنهد الطبيب طويلا ووضع يده على كتف أمجد وقال
حضرتك قوي ولازم تستحمل المفاجأة علشان انت اللى هتبلغ عيلتك ووالدها اومال ابوها بأه هيعمل ايه
اخفض أمجد رأسه واخذ يهزها يمنة ويسرى وهو يعبث باصابعه في شعره ويقول بحزن مخټنق بدموع لم تذرف بعد لا .. لا .. مش مصدق .. مش ممكن ...
فقال الطبيب وشبح ابتسامه يلوح في وجهه لم يرها أمجد
ليه انا قولتلك احنا دكاترة بس مانعرفش الغيب ومش منجمين وربنا هو الشافي المعافي واحنا اسباب في ايد المولى عز وجل ...
رفع أمجد راسه بحدة ناظرا بدهشة الى الطبيب وهو يقول تغراب شديد
قصدك ايه يا دكتور
أجاب الطبيب وهو يضحك بملئ فيه
ما تبئاش تنسى تعزمنى ع الفرح يا يس ....
سكت أمجد هنيهة ليستوعب كلام الطبيب ثم
ما لبث وجهه ان ارتاح وابتسامه واسعه ارتسمت عليه لم يعرفها منذ الحاډث وقال وهو يمد يديه ليمسك الطبيب من ذراعيه وضحكة تتراقص في صوته
بجد والله بجد يا دكتور هبة فاقت هبة
أومأ الطبيب برأسه ايجابا وهو يضحك وقال
ايوة بجد وانا امرت بنقلها لاوضة عادية ..
اندفع أمجد يهتف
اوضة لالالا اكبر جناح عندكم هنا تنزل فيه و ...
بتر عبارته ومال على الطبيب ي فرحا وهو يتابع
معلهش يا دكتور من فرحتي انت .. انا .... مش عارف .....
بينما الطبيب يضحك سعيدا ببهجة هذا الشاب الذي كان قد نسي طعم الحياة بعدما حدث لخطيبته ...
اندفع أمجد ليرى هبة والممرضات يقمن بازالة الاجهزة استعدادا لنقلها لجناحها الذي امر أمجد بتجهيزه لها وقال في نفسه
اوعدك يا هبايا ما في شئ ولا قوة في الارض هتقدر تبعدك عن عينيا تانى انت اغلى هبة ربنا وهبهالى وانا هحافظ عليك بروحى يا اغلى من روحى .
علم الجميع بالخبر المفرح تيقاظ هبة من الغيبوبة وذهبوا الى المستى لرؤيتها ....
كان أمجد بالطبع اول من حضر الى غرفة هبة بعد انتقالها دخل وجلس بجانبها وراقبها حتى بدأت ترفرف برموشها وتفتح عينيها حيث فوجئت بالرؤية ضبابية اول الامر ومالبث الضباب ان انقشع وفتحت عينيها التى ما ان رآها أمجد حتى سارع بالتهليل بها بسعاده قائلا وهو يمسك بيدها
حمدلله على السلامة يا هبة يا أحلى حاجه في حياة أمجد كدا كنت هتموتيني من الخۏف عليك
نظرت اليه تغراب ولم تتكلم فتابع بابتسامة سعيدة
لكن خلاص ولا يهمك اهم شئ رجوعك ليا بالسلامة واول حاجه هعملها بعد ما تخرجى من هنا اننا نتجوز على طول انا مش عاوزك تغيبي عن عيني لحظة واحده يا نور عيني ...
قطبت هبة حاجبيها قليلا ثم فوجئت بانفتاح الباب على اتساعه ودخول اشخاص كثيرة واذ بواحد منهم يركض اليها ليحتضنها وهو يبكى ويقول
هبة حبيبتي حمدلله على السلامة الف حمد والف شكر ليك يارب انا ما كنتش اقدر اعيش ثانية واحده من غيرك يا قلب ابوكى ...
دفعته هبة برفق في ه ليبتعد فتستطيع رؤيته جيدا وقالت بارتباك
با ...با ..بابا حضرتك ..بابا
ضحك ابوها وهو يقول
ايه يا هبة الوقعه خلتك هادية اووي كدا ليه نسيتي ابو حجاج ولا ايه يا هوبا
نظرت اليه تغراب ما لبث ان تحول الى فزع في حين تحول تعبير والدها الى خوف وهو يمسكها ويقول بفزع
هبة حبيبتي .. مالك في ايه
قالت باضطراب ودموعها تهطل من عينيها
انا .. انا
.. مش
فاكرة حاجه .. ابداا .. ابداا .. ابداا ...
احتضنها والدها وهو يبكى هاتفا
لطفك يا...رب ..
في حين تقدم أمجد مسرعا وهو يجلس من الناحية الاخرى للفراش ويمسك يدها ناظرا