حلم ولا علم رواية شرقيه كامله بقلم منى لطفى
نفسها ذات المكالمات المجهولة المصدر والتي دأبت على إزعاجها في الآونة الأخيرة ولكن تغلب فضولها على خۏفها واستلمت المكالمة وما ان أجابت قائلة پخوف غريب داهمها وصوت حاول الحفاظ على ثباته وان خاڼها واصطبغ بنبرة شك وقلق
الو ...
حتى سمعت نفس الضحكة المخيفة وقال صاحبها
النهاية قربت يا ...شاطرة ....
استيقظت هبة في الصباح الباكر ففوجئت بخلو مكان امجد بجوارها وتذكرت انها لم تنم الليلة السابقة الا بعد ان عاد امجد حيث اندست بين ذراعيه دون ان تخبره شيئا ...
ارتدت هبة ملابسها ووقفت امام المرآة لترى التغيرات التي طرأت على جسمها بعد الحمل فهي قد دخلت شهرها الرابع رأت بروزا بسيطا في بطنها وتذكرت امجد وهو يمسد بطنها ويتحدث مع ابنه وهى تضحك قائلة
هبطت الى اسفل وخرجت الى الحديقة حيث شاهدت الجد جالسا يقرأ في الجريدة وما ان رآها حتى رحب بها وهو يشير الى المقعد بجواره لتجلس عليه جلست وصبت الشاي الموضوع امامهما على الطاولة لكليهما ولكنها اضافت الحليب الى فنجانها وفيما هما يتجاذبان اطراف الحديث اذ ب علاء يقبل عليهما وبعد ان ألقى تحية الصباح جلس ثم نظر حوله قبل ان يتساءل
أجابت هبة بابتسامة
البوس! وايه اللي هيجيب البوس دلوقتى الساعة لسه 10 ونص تقريبا واخوك بيخرج من 7 الصبح مش بييجي قبل 4 العصر مع بابا !!
قال بمكر غامزا بخبث
لا يا هانم جوزك هنا من اكتر من ساعه انا كنت بره ودخلت معاه بس انا روحت الاستوديو بتاعي وسيبته واقف هنا في الجنينه ..
سارت متجهة الى المنزل ولدى دخولها قابلت حسنية حيث سألتها على امجد فأكدت كلام علاء فهى قد رأته هو و ضيفته يدخلان الى غرفة المكتب و أكد عليها الا يزعجهما أحد ألا يقاطعهما أي مخلوق!!
انت اټجننت.. انت بتعملي ايه
لم يكن قد انتبه لوقوف هبة كالتمثال بعد فقد فاجئته سارة بارتمائها في احضانه والتي ما ان ابعدها حتى سمعها تقول بتشفي موجهة نظرها لنقطة معينة خلفه
تمااام زي المرة اللي فاتت بالظبط صح يا ... هبة
الټفت امجد سريعا وهو ېصرخ في دهشة وذهول وأقسى كوابيسه تتحقق أمامه
هبة .!!
نقلت هبة نظرها بينهما وهى تشعر بتتابع صور مشابهة تتوارد إلى عقلها وصورة ل امجد وهو في مثل هذا المشهد مع ذات الشخص وصورتها وهى تركض هاربة وهو يركض في إثرها الى ان تعثرت وقعت من سلم المدخل الرخامي حيث ضړبت رأسها و غااابت عن الوعي ..
كانت تنظر اليهما وهي مذهولة فيما تقدم اليها امجد بهدوء وهو يتحدث بنبرة صوت حاول ان تكون هادئة
هبة حبيبي.. انا هشرحلك .. والله المرتين مش زي ما انت فاهمه .. انا هوضح لك ..
وإذ ب سارة تهتف وهي تضحك ساخرة
هتقولها ايه بالظبط يا امجد نفس المشهد بيتكرر...تفتكر هتصدق انه في المرتين معقولة صدفة ماهو مش ممكن يعني اكون شربتك حاجه أصفرا يعني!!
الټفت اليها وهو يقول پغضب صارخ
انت تخرسي خاالص حسابك معايا بعدين ... واللي عملتيه دا كله مش هيعدي بالساهل .. هدفعك التمن يا سارة وغالي اووي
أجابته ببرود وهي تتناول حقيبتها الجلدية حيث تلفها حول ذراعها
انت المفروض تشكرني اني خليت الذاكرة ترجع لحبيبة القلب ولا انت كنت عاوزها كدا ... من غير عقل علشان تعرف تمشيها على مزاجك
فاذ بيده تهوى على وجهها بصڤعة قوية جعلت فمها يسيل دما وهو يقول
اخرسي !! انا هوريك مين هو امجد انا حذرتك قبل كدا بس واضح انه الكلام منفعش معاكي جنيتي على نفسك وعلى أهلك يا مچرمة استلقي وعدك بقه انا هخليكي تتمني المۏت ما تطوليهوش!!...
الټفت الى هبة التي لاتزال تقف مسمرة في مكانها لا تكاد تستوعب ما يجري امامها وما ان سمعت صوته يناديها حتى نظرت اليه و كأنها لا تراه ثم همست بخفوت و الم
الحقني يا أمجد أنا... بڼزف!!
نظر امجد بدهشة اليها فوجد خيطا من الډماء الكثيفة يسيل بين قديمها حتى أنه خضب ثيابها باللون الأحمر القان وما إن صعد بنظراته الى عينيها حتى فوجيء بها وهي تهوى فاقدة الوعي ولم تكد تلمس الارض حتى تلقفها بين ذراعيه وقد أفاق من دهشته صارخا
اسعااااااااااااااااااااف !!...
كان امجد يسير جيئة وذهابا امام غرفة هبة في المشفى حيث نقلها من فوره لن ينسى أبدا منظرها وهو يحملها بين ذراعيه والدم يلطخ ثوبها ويديه وقد صړخ في الموجودين لكي يفسحوا له الطريق وقد لحقه باقي عائلته ووالدها ...
خرج الطبيب من الغرفة فسار اليه امجد رأسا ما ان شاهده وباقي العائلة حيث وقف امام الطبيب وسأله بقلق
طمني يا دكتور ايه الاخبار
ربت الطبيب على كتفه وأجاب
الحمد لله يا أ. امجد ربنا ستر .. بس المدام هتقعد معانا هنا يومين علشان نطمن عليها..
قالت مدام سعاد وعينيها شديدتي الإحمرار من كثرة البكاء
اومال الډم دا كله من ايه يا دكتور
قال الطبيب بهدوء
كل الموضوع ان الضغط ارتفع عندها مرة واحده والدم دا بيبقى رحمة من عند ربنا لانه ممكن كان لا قدر الله الضغط العالي يعمل جلطة وجايز جدا كان اتسبب في فقدان الجنين لكن الحمدلله ربنا ستر
شهقت سعاد شهقة حزن عالية في حين ردد يوسف مذعورا
جلطة !! يارب سترك يارب ...
بينما قبض امجد يديه الاثنتين وقد نفرت عروق رقبته في حين اكمل الطبيب مطمئنا لهم
ما فيش داعي للقلق يا جماعة الحمد لله هي بخير دلوقتي ورحمة ربنا انها في الشهر الرابع ممكن لو كان الحمل لسه في الاول كانت فقدت الجنين بس الحمد لله اهم شئ انها تبعد عن اي انفعال خااالص .. عن اذنكم ...
وإنصرف الطبيب تاركا كل فرد فيهم وهو ينظر الى الآخر بقلق ويدعو الله في سره ان يتم شفاء هبة بسلام وامان...
سار أمجد الى ركن بعيد عن الآخرين وضغط بضعة أرقام على محموله وما ان سمع الصوت على الناحية الأخرى حتى قال بقوة وعڼف وعينيه تلمعان بتصميم مخيف
نفذ... حالا !!....
اتجه امجد الى غرفة هبة حتى وقف امامها حيث كانت العائلة مجتمعه لم يدخل أي منهم بناءا على تعليمات الطبيب سأله الجميع عن سبب ما حدث ولكنه لم يجيب وبدلا من ذلك قال بجدية موجهة حديثه الى شقيقه الأصغر
علاء خد ماما و علا وروحهم البيت قعدتهم هنا
مالهاش لازمة..
ثم نظر الى الجد و يوسف متابعا
انا محتاج اقعد معكم شوية قبل ما تروحو مع حسانين ....
جلس امجد مع الجد و يوسف وقص عليهما بالتفصيل ما حدث سكتا قليلا ثم قال يوسف بهم و حزن
اللي كنت خاېف منه حصل! انا سبق وحذرتك يا أمجد وقلت لك إن البنت دي مش سهلة وهتأذي بنتي وأهو اللي خفت منه حصل !!
أجاب امجد بعزم مخيف
ما تخافش يا عمي مش هتقدر تقرب لمراتي تاني وانا متأكد من كدا ...
قال الجد بهدوء
ناوي على ايه يا امجد
فأجاب أمجد بحزم وعينيه تبرقان بنذير شړ
ابدا يا جدي لكن انا بحذر مرة واحده بس وهي اللي اختارت... انا حذرتها قبل كدا الا هبة تبعد نهائي عني وعن مراتي لكن هي ما سمعتش الكلام وانا من النوع اللي مابحبش اعيد كلامى مرتين !! ثم نظر الى يوسف متابعا
اطمن يا عمي سارة خلاص معدتش تقدر تعمل حاجه تاني حتى لو كانت عايزة !!
ابتسم يوسف ساخرا بهدوء
انا مش خاېف منها دلوقتي انا خۏفي من ردة فعل هبة لما تفووق اللي فهمته من كلامك ومن كلام الدكتور المباشر لحالتها ان الذاكرة رجعت لها واللي هي فيه دا من صدمة رجوعها ليها مرة واحده وبنفس الظروف وااضح جدا ان الحية اللي اسمها سارة عرفت بطريقة ما انه الصدمة دي هي اللي هتخلي الذاكرة ترجع لها وللاسف كأنها بتعيد شريط فيديو... كررت نفس المشهد بالظبط وحصل اللي حصل اللي انا خاېف منه رد فعل هبة ومش من ناحيتك بس.. لأ!!.. دا من ناحيتي انا كمان! خصوصا لما تعرف اني وافقت انكم تتمموا جوازكم وانا عارف سبب فقدان الذاكرة عندها وربنا يستر من اللي جاي ...
نظر امجد الى جده و يوسف نظرة مليئة بالقلق وهو يأمل ان تقبل هبة بالاستماع اليه لانه لا يدري ماذا سيفعل لو رفضت ..
دخل امجد الى غرفة هبة وسار بهدوء حتى وصل الى الفراش فنظر اليها يطالعها بحب كانت عيناها مسبلتان وخدودها غائرة والمحاليل المغذية متصلة بيدها التي ظهرت عروقها بارزة بوضوح لشدة نحولها كما كان وجهها شاحبا الى درجة البياض مال عليها مقبلا جبينها فشعر بها تبتعد برأسها عنه واذ بها تفتح عينيها وما ان رأت وجهه امامها حتى اشاحت بوجهها فيما قال لها بخفوت
حمدلله على السلامة يا قلب امجد ..
لم تجبه فتابع قائلا وهو يضع يده على بطنها
حمدلله على سلامة عتريس !!
فشعر بتشنج جسدها تحت يده فقبض أصابعه واعتدل واقفا فيما هى لاتزال