رواية بقلم سلوى فاضل
حق البنت وتعلمه ما يكررش فعله مع أي بنت تانية وأسف لأني ضړبته لكن رتك عارف العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم رحل عبد الرحمن مستمعا لصرخات الشاب إثر ما يتلقاه من والده لم يشعر بالأسى عليه ولا السعادة ولكن شعر ترداد كرامته وأخذ ثأره الفصل الثاني وكعادة الحياه نفقد بها الأحباب فما الحياه إلا لقاء وفراق وإن طال اللقاء إشتد المړض على محمد وفارق الحياة وكأنه علم بقرب الفراق فأعد محمود ليصبح خلفا له أتمت حبيبة في هذا الوقت عامها الخامس لا تعي ولا تدرك أين ذهب والدها معتقده أنه سيعود يوما ما عمل محمود على طمأنتها واحتوائها ظل قريبا منها ملازم لها معظم الوقت يأتي من مدرسته إليها يذاكر بالقرب منها شعر حقيقتا إنها ابنته وليست اخته الصغرى زاده حزنه على والده قوة وزاده اشتياقه له رجولة فحاول دوما أن يكن سندا لوالدته حانيا عليها وعلى حبيبة ورفيقا بهما وأن يعوض أخته حنان الأب الذي افتقدته مبكرا ذبلت فاطمة ذاب قلبها اشتياقا فبهتت بسمتها وانحنت قامتها وكأن روحها ذهبت مع زوجها ورفيق دربها وما عادت تتمسك بالحياة إلا من أجل ابنائها فمن لهم سواها عام قاس على الأسرتين فأذاقهما مرارة الفقد فذاق عبد الرحيم ألم الفراق پوفاة والدته بعد صراع مع المړض فحزن عليها حزنا شديدا فقد كان متعلقا بها بشدة لم يتخيل أن تغب عنه يوما فلحق به المړض وأعياه فسقط صريعا طريح الفراش لعدة أسابيع تخلت عنه قوته وهيمنته السابقة بات ضعيفا لا يقوي على أبسط الأشياء لازمه عبد الرحمن يرعاه ويمرضه ينام بالقرب منه حتى لحق عبد الرحيم بوالدته وعلي نحو أخر أعاد هذا العام لحافظة حياتها فلم يعد هناك من يؤدبها أو يوبخها أو حتى يحاسبها وأخيرا تنفست الصعداء وباتت هي المسيطرة وبيدها لجام الأمور لكنها تعجبت من نفسها بل صدمت فقد شعرت بقلق وتخبط بالبداية فحاولت ترتيب نفسها وتنظيم حياتها لكنها فشلت ولم تستطع تحمل المسئولية وحدها وكأنها اعتادت على تلقي الأوامر والإلتزام بالقيود فقسمت الأدوار بينها وبين عبد الرحمن واحتفظت لنفسها بالقليل متشوقة أن يأتي الوقت الذي تمارس فيه دور وهيمنة حماتها دأبت حافظة على غرس نفس مبادئ زوجها بعبد الرحمن ترغبه فيها وتزينها له زرعت بفكره أن قمة الإهانة أن ي الرجل من امرأة حتى وإن كانت والدته أو معلمته لذا بات عبدالرحمن متفوقا بكل المواد التي درستها له معلمات ومشاغبا بتلك المواد التي درسها له معلمون لاحظ الجميع ذلك فدأبت إدارة المدرسة على جعل جميع مدرسيه سيدات تجنبا لإثارة المشاكل كبر عبد الرحمن يري أمه أعظم الأمهات فيكفي أنها امتنعت عن ه منذ ۏفاة والده تعامله كرجل قائد البيت تسأله وتأخذ رأيه في كل الأمور فتحمل المسئولية صغيرا ومع الوقت أصبح هو من يقرر ويحدد لها ما تفعله بكل تفاصيله بيده وحده مقاليد كل الأمور رأيه نافذا عليها لا ي النقاش ولكن ببعض الأوقات تقلب الأوضاع وتتبدل وذلك ببعض الأمور السطحية البسيطة فيمتثل لأمرها يطيعها فقط يوافقها وينفذ حلمت حافظة كثيرا بدور الحماه المسيطرة والمتحكمة بزوجة ابنها تقص على عبد الرحمن دوما وتحكي له ما يرسغ تلك الفكرة بوجدانه عارف يا عبد الرحمن نفسي الأيام تجري وتتخرج من الجامعة تشتغل وتتجوز وأشوفك في بيتك قوي متحكم زي أبوك كلمتك أمر نظرة منك ټرعب مراتك وعيالك محدش يقدر يراجعك في أي كلمة وقتها أنا كمان هبقي زي جدتك ابتسم لها مجيبا لازم أرعبها ما ينفعش بالحب كادت حافظة أن تفقد تحكمها بذاتها وبالكاد تحكمت بكلماتها حب أيه! ده كلام أفلام يا عبده الست لازم تترعب من جوزها وتخاف منه تسمع وتنفذ كلامه وإلا الحزام يشتغل أنت ناسي أبوك كان بيعمل معايا أيه ياما زرق لي ضهرى كنت اترعش أول ما يدخل البيت وكنت أمشي على العجين ما الغبطوش كنت فاكرك مش حابة ده عشان كده كنت بتضايقي بابا كتير حاولت جاهدة إخفاء مشاعرها كنت ببقي عايزة أحس بقوته فبعمل كده كنت بتضايقي لما أحاوطك واتحمل الضړب مكانك عشان كنت ببوظ اللي أنت عايزاه أجابته باقتضاب وأبعدت مقلتيها عن مداره تخفي وجهها الذي كسته الحمره عنه أيوة ظن أن حمرة وجهها خجلا فاسترسل ودور جدتي أنها تقوى بابا وتشجعه صح! أجابت بتسرع تخط بعلقھ ما تود فعله مستا ده ما كانش الأساس كتير تخلق مشكلة عشان أبوك يأدبني وساعات تخليه يني من غير سبب لو فضل حبة مفيش مشاكل عشان ما انساش لسعة الحزام وأفضل خاېفة وعلي حد تعبيرها امشي على العجين ما الغبطوش فاجأها بسؤتل لم تتوقعه كنت مبسوطة بده لم تجيبه بل وتحدثت بأمر أخر مش عندك مذاكرة ولا أيه روح ذاكر عايزاك شاطر ولا عايز أى مدرسة من اللي عندك تعاقبك وتك! أوعي يا عبد الرحمن دي إهانة كبيرة قوى لا يا أمي أنا بذاكر كويس جدا إستحالة أخلي مدرسة تعاقبني مهما كان العقاپ بسيط أو أنها تزعق لي شاطر يا عبده يلا قوم كمل مذاكرة اجتهدت حافظة لتزين غايتها لابنها توهمه أن تلك الأفعال تسعد الزوجة وتشعرها بقوة زوجها تخفي دوما حقيقة شعورها بأنها کرهت والده وکرهت وجودها معه لم تشعر بأنها ما زالت على قيد الحياه إلا بعد ۏفاته ووالدته بل غزتها السعادة حين توفيا وأن حمرت وجهها ڠضبا ولست خجلا كما ظنها دوما تقص حافظة ما عاشته مع زوجها وتسرده مزينا لتعزز فكرة عقاپ الزوجة وتأديبها وتثبتها في قلب ووجدان عبد الرحمن وهو يسمعها يحمل داخله علامة استفهام عظمى رغم بسمته التي تزين وجهه يتسائل عقله هل هذا فعلا ما تحبه النساء! كيف يكون الألم حبا كيف يكون الخۏف قوة أيختلف إحساس الألم من الرجل للمرأة أهو للمرأة حبا وللرجل سيطرة وهيمنة! غريبة هي هذه العلاقة ما أعجبها! لم يظهر عبد الرحمن لوالدته تساؤلاته عن تلك العلاقة واندهاشه لغرابتها فأخفى عدم اقتناعه يرى دوما بعينيها ما يحدثه بعكس ما تقصه له وترويه يرى بين طيات كلماتها كلمات أخرى تسدل عليها ستارا بقي غير مقتنع بكلامها شاعرا بالتخبط بين ما ترويه وما يسكن مقلتيها مر الوقت واستمر الحال على ما هو عليه اعتاد عبد الرحمن ومحمود حياتهما الجديدة فأصبح كلا منهما عماد بيته وقائده لم يرد عبد الرحمن تكوين صداقات يتعامل مع جميع من حوله بحدود لا يسمح لأحد بالاقتراب منه إلى حد الصداقه وانشغل محمود باحتواء أسرته الصغيرة وإحاطتها بالحب والحنان عن تكوين صداقات إعتاد ملازمة حبيبة ومصاحبتها ذهابا وإيابا حتى المدرسة رغم قربها من المنزل إلا إنه لا يطمئن إلا وإن فعل واظب على مصاحبتها بجميع حفلات المدرسة معروفا محبوبا بين مدرسيها اعتادت حبيبة أن تلقبه بابا وأحب هو سماعها منها حاول محمود جاهدا إخراج والدته من دوامة حزنها لفراق والده لكنه عجز فلم تستطع فاطمة تخطي صدمة ۏفاته وطالما شعرت باقتراب أجلها وداومت على توصيت محمود على اخته حبيبي أنت عارف أنك مكان بابا الله يرحمه عايزاك دايما تفتكر كان يتعامل معاك إزاي ونقاشه معك في كل حاجة خصوصا القرارات اللي تأثر في حياتك مهما كبرت أو صغرت فاكر طبعا يا ماما بابا الله يرحمه عودني على النقاش معه وكان يسمعني كويس طويل البال ودايما يوضح لي إزاي أقدر أختار وأفرق بين الصح والغلط عايزاك دايما تعمل كده مع حبيبة أوعي تجبرها على حاجة مهما شوفتها صح أو تمنعها ڠصب عن حاجة مهما اختلفت رأيك عنها دايما تناقش معاها وفهمها عواقب كل حاجة احسبها معها كلمها دايما عن بابا زي ما بعمل دلوقت هي مالهاش غيرك من بعدي بعد الشړ عنك يا أمي ليه بتقولي كده! ربنا يخليكي لينا ويعطيكي الصحة الأعمار بيد الله يا حبيبي وكلنا لنا معاد أنا من يوم ما بابا سابنا وأنا بحاول أكون قد المسئولية وأنت يا حبيبي شايل كتير تعمل مع حبيبة اللي بابا كان حيعمله وأكتر بقيت أخوها وباباها ربنا يبارك فيك يا حبيبي أعتبر كلامي ده وصية فأي وقت ألحق بابا تنفذها خليك سندها وأمانها عون لها في الصعب عمرك ما تتخلى عنها مهما زعلت منها تفضل جنبها أوعدني يا محمود أوعدك يا حبيبتي ربنا يديكي الصحة ويبارك لنا في عمرك أنت إن شاء الله اللي هتجوزيها وتشيلي ولادنا كمان ربنا ما يحرمنا منك انهى كلماته فابتسمت بشرود ولم تعقب اتسمت حبيبة كمحمود بحسن التفكير سريعة البديهة كلما كبرت ظهر ذلك لاحظت بسن العاشرة تألم والدتها كلما لقبت محمود بابا وبعد طول تفكير أرهقها ذهبت إلى محمود وهو يذاكر بغرفته طرقت بابه المفتوح بهدوء ووقفت خجلة مخفضة الوجه تعالي يا حبيبة كان جالسا على مكتبه نهض مقتربا منها وعلي وجهه ابتسامة بشوشة حاوط كتفها بذراعه أجلسها على فراشه وجلس جوارها ممسدا على رأسها بحنان منتظرا كلماتها تحسست كلماتها تنظر لمحمود تارة وتخفض بصرها خجلة تارة أخرى بابا هو أنا لو بطلت أقول لك بابا هتزعل اندهش من سؤالها ولم يتوقعه ليه يا حبيبة! أنا زعلتك في حاجة أو ضايقتك ومكسوفة تقولي! حاسة إني مقصر معاكي في حاجة قاطعته متفاجأة من تحليله لا والله يا بابا بس بحس إن ماما بتتعب و پتتوجع كل مرة أقولك كده قدامها وصحتها مابقتش زي الأول أنا خاېفة عليها بقت حساسة قوي من كل حاجة ودايما تعبانة أدمعت عينيها مسترسلة والله لما بناديك بابا برتاح وبحس إنه لسه معنا بس عشان ماما رأسها كما اعتاد مبتسما وأجابها خلاص اتفقنا وأنا حفضل بابا بردو خليني أسمع اسمي منك وحشني قوي أنا قلقت أفتكرت إني زعلتك في حاجة أو جيت عليك بس وعد يوم ما تحبي تناديني بابا تاني اعملي كده على طول من غير كسوف و طول عمري حاتعامل معاكي على إنك بنتي واختي الصغيرة مهما كان الاسم اللي هتناديني به ضمھا إليه بحنان رابتا ظهرها بحب مرت الأعوام إلتحق عبد الرحمن بدراسته الجامعية رغب أن يلتحق بكلية التربية وتخصص بدراسة اللغة العربية التي يها ليكمل موهبته في فن الكلم وحسن أنتقاء الكلمات طوال فترة دراسته لم يتعرف على أي من زميلاته بل لم يراهن من الأساس وكأن بداخله شئ ما يمنعه من الاقتراب من الفتيات أو التعامل معهن يؤمن أن الإبتعاد