الأربعاء 09 أكتوبر 2024
تم تسجيل طلبك بنجاح

رواية بقلم سلوى فاضل

انت في الصفحة 53 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز

ما تروحيش لو سمحتي . حافظة أنا عارفة انها خاېفة ترجع بسببي يمكن لو ... عبد الرحمن يا امي الله يكرمك ما تصغرنيش تاني وسبيني اتصرف زي ما أنا شايف . انصاعت اليه دون جدال حاضر يا ابني أنا عايزاك ترتاح والله. عبد الرحمن ما تقلقيش هيرحكوا كلكوا قريب سلام . الفصل الثالث والعشرين تركها واغلق الباب خلفه ذهب الي شقته فتحها وقف مكان دخوله وتذكر لهفتها عليه عند عودته واستقبالها له بتها وابتسامتها الرقيق ابتسم بحنين نظر لجميع اركان المكان مبتسما تجول داخلها وقف بكل مكان جلسا به تحدثا ضحكا تهامسا دخل غرفته نظر لمكان جلوسهما المعتاد باشتياق ثم الي البلكونة ونظر الي زهورها التي ذبل معظمها سقاها اتجه لدولاب ملابسه فتحه واخذ ملابس بيته وبدل ثيابه فهو لم ينقلها الي بيت والدته . جلس عبد الرحمن وتحدث مع نفسه وكانه يحادث شخص اخر جالس معه عبد الرحمن كنت فاكر لما سيبتك هناك يا حبيبه هتيجي بعد يومين تلاتة أو حتى تكلميني عشان كده استنيتك هنا ولما ياست ورحت قعدت مع ماما قولت لنفسي اكيد هترجعي بعد فترة سبت كل حاجة زي ما هي كان عندي امل . معقوله يا حبيبة ما بقتش مهم عندك بقت كل قيمتي اني أبو بنتك معقول نسيتي حبيبك وجوزك بالسهولة دي قدرتي تستغني عني . بعد قليل ر محمود فتح له عبد الرحمن واسته دخل محمود ولم يتحمل الصبر اكثر من ذلك. اعطاه ابنته جميلة يضمها اليه بحنان ورعاية. عبد الرحمن دي كبرت شوية يا محمود بتاخد شكل حبيبة قوي تحس نسخة تانية منها . محمود سيبك من جميلة دلوقتي وفهمني اللي قولته الصبح أنا من وقتها وعمال افكر أنت ناوي على أيه من كتر العصبية والتوتر مش عارف ولا فاهم أنت وحبيبة هتودوني فين وهتعملوا فيا أيه عبد الرحمن طيب نشرب شاى وأنا افهمك . محمود مش عايز شاي فهمني الأول وبعدين نشرب . عبد الرحمن أنا قدمت النهاردة على السفر هيردوا عليا خلال أيام . محمود استعفر الله العظيم يا صبر أيوب . تحدث بجدية عبد الرحمن فهمني أنت بتفكر في أيه مش بقولك عملت ايه ولا قدمت ولا لأ اخذ نفس عميق ووضع جميلة براحة على الكنبة جواره عبد الرحمن بص يا محمود اللي بعمله ده هيخلي حبيبة تقف مع نفسها وتاخد قرار . محمود ما لو أنت عايز توصلها انك هتسافر عشان تاخد القرار بسرعة وتحدد موقفها يعني مش هتسافر فعلا ! عبد الرحمن أنا فعلا قدمت وفي الغالب هيوافقوا هي مسألة وقت مش اكتر وعشان ما تسالش أنا هيرحك . حبيية يا اما فعلا زي ما أنت بتقول مكسوفة تكلمني أو انها فعلا مش عايزة ارتباطنا اكتر من كدة وشايفة ان دي النهاية سفري هيكون الدافع لها اللي هيوضح لها لينا موقفها وعايزة أيه لو فعلا مكسوفة هتيجي ونتكلم وتطلع كل اللي جواها من غير ما تخبي حاجة ولو دي النهاية فعلا يبقي من حقها تتحرر مني ووقتها أنا مش هقدر افضل هنا ولازم ابعد فالسفر هيكون حل مناسب ليا ولها اما جميلة فأنا هكون مطمن عليها معاك مش هقدر ابعدها عن حبيبة مهما حصل سفري هيكون سنة أو اتنين اجمع فيها نفسي عشان اقدر ارجع تاني قوي واقدر اكمل حياتي واشوفها واتعامل معاها من تاني. نظر اليه محمود باشفاق من اجله الهذا الحد متعلق بحبيبة يفكر بها ويقدمها على نفسه طيب ووالدتك ما فكرتش فيها. فكرت كتير بس حقيقي لو وصلنا للنهاية التانية بعدي عنها هيكون احسن لها وليا لاني فعلا وقتها ممكن ااذيها بالكلام واكيد مش هسمح اني اعمل معاها كده مهما حصل منها . طيب هتعرف حبيبة امتي وازاي امتي لما اخلص الورق ازاي لا أنا ولا أنت هتعرف من حد تاني. محمود قصدك مين مامتك . أومأ له موافقا لاني مش هعرفها غير لما ورقي يخلص هقولها اني مسافر لما يحددوا معاد السفر وهي اكيد هتروح لحبيبة تستنجد بها وقتها الخيار هيكون معاها رد فعلها هو اللي هيحدد اللي هيحصل. كان محمود ينظر اليه بدهشه وصدمه معا مشفق عليه وعلي جميلة يشعر بالضيق والڠضب من حبيبة . عبد الرحمن محمود هي حبيبة لسه بتنزل تقعد مع سما في المكتبة محمود للاسف أيوة . عبد الرحمن الشارع ما بقاش امان زي الأول دايما في شباب مش في وعيهم ومش متاخر زي زمان دول من العشا بيكونوا في كل مكان وبيضايقوا أي واحدة ست حتى الستات الكبار ما سلموش منهم مش عارف ازاي بتسيبها كده. محمود للاسف مش راضية كلمتها كتير وأنا مش عايز أجبرها بصراحه خاېف عليها لان الوقت اللي مش بتنزل فيه بتفضل قاعدة لوحدها ساكته حبيبة ما بقتش بتتكلم غير مع سما هي المتنفس الوحيد لها حبيبة دبلت يا عبد الرحمن أنا مش قادر اتكلم معاك ما ليش عين بس أنا فعلا خاېف عليها من الوحدة ومتضايق منها ومن تفكيرها. عبد الرحمن أنا عندي الحل . محمود ازاي يعني هتعمل أيه عبد الرحمن أنا بفكر في الموضوع من فترة وبالصدفة قابلت حد اعرفه عايز يعمل مشروع واقنعته يشارك في مكتبة سما باقي نكلمها ويتفقوا .وبكده نبقي كمان ريحنا سما من ان حد يضايقها وشغلها يتطور . محمود دماغك دي شغالة ما بتنامش فكرة ممتازة جدا وأنا هخلي بسمة تكلمها . عبد الرحمن وأنا هكون معاهم في الاتفاق عشان اضمن لها حقها وكله يكون تمام وبعقود بس مش عايز حبيبة تعرف اني ورا أي حاجة من ده . محمود ربنا يهديها أنا همشي بقي . رحل محمود وظل عبد الرحمن مع احزانه وذكرياته وبعد فترة لا يعلم طويلة كانت ام قصيرة بدل ملابسه ثم عاد الي والدته فوجدها جالسة بأنت ظاره بتوتر وقلق. حافظة أيه كل التاخير ده يا ابني قلقتني عليك . عبد الرحمن خير يا امي أنا كويس ماما أنا هرجع بيتي تاني من بكرة. حافظة ليه يا ابني هو أنا زعلتك في حاجة لو عشان كنت عايزة اروح لحبيبة فخلاص هسمع كلامك ومش رايحة أنا مش هعمل حاجة تضايقك تاني والله . تحدث بصوت خالي من الحياة أو الامل بدأ حديثه وهو واقف امام الباب ثم بدأ بالتحرك نحو غرفته عبد الرحمن لا يا امي ربنا ما يجبش زعل أنا بس كده هكون مرتاح اكتر وهاجي لك كل يوم أو يومين بالكتير اطمن عليك . ردت پانكسار اللي تشوفه في صالحك اعمله يا حبيبي ربنا يريح بالك ويرد مراتك وبنتك لنك . بتلك اللحظة كاد ان دخل للغرفة فتوقف محله واغمض عينه بالم ثم تمالك نفسه ودخل غرفته بدل ملابسه و عاد لتفكيره وبحر ذكراته . لم يكن عبد الرحمن هو الوحيد من يغوص في بحر ذكرياته فكانت حسناء طوال الوقت غارقة بها ايضا كلما اختلت بنفسها عادت وتذكرت ما مرت به في الماضي القريب والذي مر عليها وكانه اعوام بالرغم من انه لا يتعدي العامان فقط . فبعد ان استلقت بجانب الصغير انس وتاكدت انه غاص في نوم هادئ نهضت من جانبه بهدوء شديد كي لا توقظه رتبت المنزل ثم دخلت لغرفة الابناء ووقفت امام صورة جمعتها هي ووالدتها بسلمي ببطنها المنتفخة اثناء حملها بابنتها موضوعة على منضدة الزينة بالغرفة وتذكرت احدى احاديثها معها بتلك المرة كانت جالسة معها بالصالة وتحدثت معها بفضول . حسناء يعني حماتك كانت كويسة معاكي ولا زي اللي بنشوفهم في التليفزيون وبنسمع عنهم وكانت مطلعة عينك . سلمي أنا نفسي افهم دماغك دي ازاي يا حسناء بقولك ان عادل اتجوزني شهامة وعشان يحميني من كلام الناس وهي امه فاكيد واخد اخلاقه وطباعه منها . حسناء أنا بحب التفاصيل احكي يا سلمي ما تختصريش . ضحكت بخفة حاضر يا سيتي احنا طبعا لما اتجوزنا حماتي كانت شايلاني جوة عنيها وكانت بتدعي ليل نهار انه يحبني ونتهني مع بعض ودايما توصيه عليا وتقولي بالحنية هيلين ويوم ورا يوم والحال هو الحال والحقيقة كانت ونعم الام دايما في صفي ما كانت ش بتخليني اشيل حاجة ولا اقف اساعدها ولا أي حاجة . حسناء طيب ما جاتش معاكم ليه ولا مرة كلمتكم ولا جت ولا روحتوا لها . سلمي يخربيت الفضول لو صبرتي ثانيتين كان زماني قولت لك من غير ما تسألي يا سيتي حماتي الله يرحمها و ما تسالي هي كانت صحتها كويسة والحمد لله سافرت عمره كانت دايما تدعي ربنا يقبض روحها على طاعة و في بيته الحړام وكأن ربنا استجاب دعوتها و اراد تحقيقها وهي هناك وبعد ما تمت العمره وجوة الحرم كلمتنا من هناك ودعتنا وقفلت تاني يوم الصبح الشركة اللي طلعت معاها كلمتنا وبلغتنا خبر ۏفاتها واتدفنت هناك ظهر الحزن على معالها جليا يومها عادل انهار كانت أول مرة اشوفه كده بكي كأنه طفل صغير حالته كانت وحشه قوي وفضل كده فترة . حسناء على وجهها علامات الاهتمام والشغف لمعرفة ما حدث هاه وبعدين عملتوا أيه قربتوا وحبك وكده صح صح سلمي حسناء ربنا يكرمك أنا حامل وتعبانة مش قادرة بقولك لحد النهاردة ما حبنيش بيتعامل معايا بما يرضي الله ومراعي فيا ربنا بس ما حبنيش ازاي بقي حبني ساعتها . ردت بحرج مضحك اه صحيح بس ده معندوش ډم خالص . سلمي حسناء اتلمي ما تتكلميش عنه كده على العموم ملايكته حاضرة وردت عنه . حسناء الحب وسنينه يا بخته يا سيتي عقبالي يا رب . سلمي عقبالك أيه لا يارب نصيبك يحبك وتحبيه ما يبقاش زيي من طرف واحد لانه صعب بزيادة صعب لدرجة المۏت . عادت حسناء من ذكرياتها وهي تغلق عينها وتمتم بخفوت حسناء الله يرحمك يا سلمي ويحسن اليكي سيبتي لي احلي تلات هدايا أنت عارفة سلمي بنتك حته منك وشكلها كده واخد قلبك الطيب الله يرحمك يا حبيبتي وحشتيني قوى قوى . عادت واكملت ترتيب المنزل حتى استيقظ الاطفال وبدأت فترة مرحها اليومي معهم والذي ينسيها المها ويفصلها عن العالم كله . مر الوقت وصعدت اليهم والدتها لتجلس معهم كعادتها كل يوم بمثل هذا الوقت تبادلوا الاحاديث و
52  53  54 

انت في الصفحة 53 من 63 صفحات