قطرات الحب
الأخيرة على البقاء بل وجدها لربما سبيل قادما لتهدئة الأجواء معها فهو لن يتحمل أن تبتعد عنه فارتضى آيان بذاك وامتثل قال
طيب كويس إنها هتفضل لأن مش هقدر ولادي يبعدوا عني
ابتسم زين بمكر وهو يرفض تصديق ذاك السبب فقط تماشى مع حديثه وقال
أنا كمان مش هقبل يحصل خلاف على حاجة هبلة زي دي وكمان أحفادي يتربوا قدامي
بس يا ريت حضرتك تكون فهمتها إن ماما بعيد وتبطل تقرفني بكلامها عنها لأن كل ده بيجيب مشاكل
زفر زين وقد تحير في الأمر من ناحية زوجته تارة وناحية زوجة ابنه تارة أخرى قال
للأسف اللي بيعملوه ده حاجات عند كتير من الستات يعني يستفزوا بعض والكلام ده أنا هبدأ من عند نور هقولها تعاملها زي ماريان ويا رب زينة تحاول تفهم إن كلنا هنا واحد
أومأ آيان متفهما قال
جدي مع ماما جوه ماريان حكاتله اللي حصل وهو بيتكلم معاها
رغم تضايق زين بتدخل والده كونه مريض وجده أفضل منه الآن ليبث رزانته في عقل نور قال بعقلانية
المهم تسيب مراتك براحتها الفترة دي متحاولش تضايقها على ما الجو يهدى بينكم........!!
بدأت في المرور على غرف المشفى الخاص بها واحدة تلو الأخرى تطمئن على الحالات بنفسها وتملي الأوامر
بالطبع على الأطباء العاملين معها وأثناء سيرها مع مساعدتها الطبيبة راندا في أحد أروقة المشفى قالت
الأدوية الناقصة لو استوردناها هتساعد كتير في إن كل مريض يخف بسرعة طبعا في حاجات غالية بس مفعولها أقوى من المتوفر تحت إيدينا دلوقت
ثم وقفت رسيل وقد شغلها الأمر فقالت راندا بمدح
الخطوة دي ممتازة يا دكتورة رسيل فكرة الأدوية وكمان فكرة خلطها دي حاجة هايلة هي مش جديدة لكن لو كانت للمنفعة من مرض خطېر هتسهل كتير في الشفا وبأقل التكلفة
قالت رسيل باهتمام
الموضوع بقالي فترة ببحث عنه وبشتغل عليه وبقيت مواظبة أروح المعامل أعمل تجارب هو الموضوع بعيد عن اختصاصي لكن كل ده بافهم كويس فيه
تحمست راندا وقالت
وأنا معاك وهساعدك ما إنت عارفة إني دي شغلتي
ابتسمت لها رسيل وهي تربت على كتفها بتودد تقديرا لمجهودها المتفاني معها قالت
وأنا واثقة فيك يا راندا
ثم تابعت متذكرة اقتراح السيد هانك لها
مستر هانك مبسوط من فكرتي يعني بدل ما نستورد أدوية بس نفكر نخلطها ونخترع دوا جديد وهو ساعدني في تنفيذها وعرض عليا أسافر أمريكا أتابع مصانع الأدوية هناك
هتفت راندا بتفاؤل
قلبي حاسس إنك يا رسيل هتقدمي حاجات تفيد البلد
أعلنت رسيل حبها العظيم لبلدها حين قالت
ما هي دي مسؤوليتنا قدام بلدنا إننا نرفع من قدرها بالعلم وبكل حاجة تنفع البشرية ولا يبقى ملناش لازمة باللي اتعلمناه طول سنين حياتنا
أعجبت راندا بفكر رسيل ومدى صدق انتمائها لوطنها استفهمت
هتسافري إمتى
تذكرت رسيل معارضة أيهم وربما رفضه التام ف لاح عليها تضايق عابر تنهدت وقالت باقتضاب
قريب إن شاء الله..........!!
بعد يومين أخبرهم الطبيب بأن حالة الولد مستقرة ويمكن أخذه للمنزل ابتهجت لمى لترحل به فورا وامتنت للرب أنه أضحى بخير وحملته بنفسها ولم تتركه يفارق أحضانها وأثناء العودة في سيارة سيف ومعهما أخته نيفين قال الأخير بود
حمد الله على سلامته كويس إنك سبتيه في المستشفى اليومين دول علشان تتأكدي إنه بخير
قالت بغبطة ظاهرة
الحمد لله!
ألح سؤال على ذهن سيف ولم يستطع التحكم في فضوله لمعرفة الجواب عليه سألها بتردد
هترجعي عندي الشقة ولا ه....
قاطعته وقد قررت خطوتها التالية قالت
لا هرجع عند ماما كفاية سببتلكم مشاكل وكمان زين عرف شقتك يعني ممكن يأذيك
علق على قرارها مستفهما
إنت خاېفة من القضية بتاعته علشان كده مش ناوية تكملي في إنك تاخدي حقك منه
احتفظت لمى بعرض زين لنفسها فبالتأكيد لن تخبر أحد به وجاء بالفعل قرارها بأنه توجست من تهديداته لتحمي بدورها كأم صغيرها من الأڈى قالت
خاېفة على ابني دي كل الحكاية!
قالت نيفين بجدية
إنت صح يا لمى وكمان اڼتقامك من زين بالطريقة دي مش حلو في إنك تدعي إنك مرتبطة بغيره للأسف سمعتك كده مش هتبقى كويسة خصوصا في نظر زين اللي اتهمك بالخېانة
ضيق لمى من سوء فهم زين لم يضاهي ندمها حين فكرت أن ټنتقم منه بهذه الطريقة المستقبحة فحقا تدنت من خلالها أخلاقها واندثرت حقوقها لتضحى في نظره هي الملامة بينما اختلس لها سيف النظرات بطرف عينيه ليستشف ما تفكر به وجهل ماذا ستفعل بعد ذلك فسألها معقبا على طلاقها غير المعلن
دلوقتي زين طلقك بس هو مش معترف بده هتعملي أيه هتفضلي كده متعلقة!
صمتت للحظات كأنها تفكر في شيء تعرفه هي فقط ألا وهو عرض زين لها وبالأحرى أمره المقترن بتهديه لها قالت
لسه مش عارفة بس أكيد مش هفضل كده لازم حل معاه!
حذرها في الجواب عليه لم يعطيه أي أمل معها فهي تعتبر مشتتة ووجود ابنها سيبقيها هكذا ضائعة.
تنهدت لمى
بعمق شديد وهي تضم ابنها الغافي لصدرها واضطربت من كثرة استفهاماتهم فقررت محاولة تغيير الموضوع وتحتفظ به لنفسها ولما اعتزمت تنفيذه فقط تساءلت
أخبار المكان اللي بدور عليه أيه لقيت
ردت عليها هنا نيفين متهللة
لقينا مكان حلو قوي ينفع لتصميم الملابس وفي مكان حيوي قوي في العجمي
فرحت لمى لذلك وقالت
مبروك كده بقى هتبدأوا في تنفيذ فكرتكم
رد سيف بحماس
طبعا لما نعمل مشروع عمرنا على أرض بلدنا قلبي حاسس إننا هنغير في حاجات كتير خصوصا في الموضة والتصميمات الجديدة
اقترحت بشغف
مايا بتفهم في إدارة الأعمال خدوها معاكم هتساعدكم كتير
قالت نيفين بترحيب
كويس قوي أحسن ما نجيب حد غريب
انشرح وجه لمى من ذلك وبدأت تأخذها دوامة الحياة قليلا متناسية مشاكلها مع الآخر وفي ظل ذلك حضر طيف معكر لصفو هدوئها وهو سيرته التي تؤرقها حين رن هاتفها ووجدته هو فقد أملى رقمه الخاص عليها وبالطبع يريد معرفة قرارها كلحت من أفعاله واختنقت من استهانته بها ثم احترست من عدم الرد عليه أمام أحد لتجيب فيما بعد..........!!
تهاتفها مرارا وتكرارا وتسرد لها ما يحدث في يومها بشرح مسهب لكن تلك المرة كان حديثهن مبهج حين أخبرت والدتها بنيتها في الرجوع برفقة جنى ابنة عمتها ميرا فدفعتها مريم للقبول دون تردد والعودة قالت
طالما يا لين يا حبيبتي خلصتي دراستك وناويتي تشتغلي في مجالك تعالي هنا معانا وفي وسط أهلك أحسن وكمان كلنا هنساندك لحد ما تقفي على رجليك
تشجيع والدتها حثها على الموافقة فابتسمت قائلة
خلاص يا مامي أسبوع كده وهكون عندك وجنى هترجع معايا
تشرف يا حبيبتي وهي هتقعد معانا أكيد لأن زين خلاص اتجوز ومش عايش معانا
تناست لين أمره فسألت بلهف
صحيح زين عامل أيه لما اتجوز سعيد في حياته!
لم تعلق مريم على سؤالها بل عابت عليها من تجاهلها لأخيها قالت
ليه مكلمتيش أخوك يوم فرحه وتباركيله
ردت مغتمة بشدة
زين مبقاش قريب مني زي الأول من بعد ما ساب لمى ففكرت متدخلش في حياته مش ناقصة ۏجع دماغ
رفضت مريم أن تكون علاقتها بأخيها هكذا فقالت بحزم
لما ترجعي لازم تكون علاقتك بأخوك أحسن هو خلاص اتجوز ومستقر في حياته!
اندهشت لين واستفهمت
معقول بعد تلت سنين نسي لمى بسهولة كده وحياته استقرت!
هذا ما استنكرته مريم هي الأخرى ورجحت بأنه ربما يخفي ميوله تجاه من كانت سبب عڈابه لسنوات وأعلنت مريم عدم تأكدها قائلة بضيق
مش متأكدة يا لين............!!
القى هاتفه بغيظ بجانبه على الأريكة حانقا من تجاهلها له وعدم ردها عليه وانتوى بالطبع لها وما خمنه هو أنها رفضت عرضه لها أخذ زين يفكر ماذا سيفعل معها فكل مرة تثبط ظنه بها ويدرك أنها لم تحبه يوما وكانت تزيف ذلك قبيل زواجه بها وخيانتها له أكبر دليل غمغم بتوعد
إنت اللي جبتيه لنفسك لما ټتسجني أحسن بس برضوه لو خرجتي مش هرحمك!
حاولت سمر أن تستمع لكلماته تلك وفشلت فما لمحته في هيئته أنه مزعوج وما جاء في فكرها ضيقه من عدم إنجابها الآن فبدأت تقترب منه وهو جالس وتنفذ تنبيهات والدتها لها فانتبه زين لتقدمها منه وببراعة أزال علامات تبرمه جلست سمر ملتصقة به وعلى وجهها ابتسامة متسعة قالت
عندي ليك خبر هيفرحك قوي قوي
وجه بصره لها مترقبا باهتمام فقبلت خده وسط غرابته قالت متحمسة
خلاص موافقة يا زين نخلف
دهشته بقرارها المباغت فأردفت بألفة
أنا كنت عاوزة نأجل بس علشان نعيش حياتنا الأول بدون وش العيال بس طالما دا هيسعدك ويخليك متزعلش مني خلاص موافقة
تقبل زين اعتراضها في البداية كونها قد تفهمت عليه
وابتسم فهو يريد تعويض ما فاته وينجب أيضا فلما هي فقط وقصد بسخطه لمى وإعلانا على فرحته بذاك الخبر ضمھا إليه بقوة قال
كده هتبقي حبيبتي لأن الموضوع ده يهمني قوي
تنهدت بهيام وهي بين ذراعيه متيمة بتلك المحبة التي يغدقها بها قالت
وأنا يهمني سعادتك يا حبيبي لأنك مهم عندي قوي واللي يريحك يريحني...........!!
أيهم حبيبي!
ابتهج أيهم وهي تناديه خاطبها بلطافة
نعم يا حبيبتي
نظرت له رسيل بطرف عينيها فقد ظنها توجه الحديث له تابعت تغيير ملابس الصغير وقالت
بكلم الولد مش إنت!
تصلبت نظراته الجامدة عليها وبداخله ملأه الغيظ تجاهلها ثم تحرك ناحية خزانة ملابسه لينتقي ملابس أخرى بينما ظلت رسيل منشغلة بالصغير حتى دهى فكرها شيء ما تذكرته قطعت تبديله لثيابه حين قالت بجدية
أنا ومدام نور هنسافر آخر الأسبوع!
ألقى أيهم ما بيده من ملابس داخل الخزانة الټفت لها محتقنا وقال
مش قولت بلاش سفر!
أفرغت من عملها الأمومي تجاه وليدها ثم وضعت الصغير منتصف التخت نهضت متجهة نحوه قالت باستنكار
دا شغل ولازم أروح بنفسي علشان يخلص مش بإيدي يعني
تقطبت قسماته ولم يجد حجة قوية لمنعها غير أبنائهما قال
والعيال!
هتفت معللة بعقلانية
هيبقوا هنا مع عمتي وأنا مش هغيب أسبوع واحد بس ومدام نور معايا!
وجدها تتحدث غير مهتمة به كأنه ليس من ضمن أولوياتها هتف
وزين موافق على سفرها!
قالت بتردد وهي تعود لتجلس بجانب الصغير
هو رافض
هتف بانفعال وهو يقترب منها
يعني جوزها رافض وعاوزاني أوافق
اندهشت من ثورته تلك قالت
بس هي بتقنعه وقالت مش هيزعلها وكمان الموضوع مش مستاهل كل ده
قال بتوجس مازح
أصل خاېفة يطلعوا من بتوع الأعضاء البشرية وياخدوك ينفضوك هناك وتجيلي معرفش اتصرف فيك!
كزت على أسنانها متجهمة من سخافته قالت
ما إنت شغلك كله مع الأجانب والستات الحلوة ولما بكلمك تقول الشغل معاهم كويس بتكسب كتير من وراهم
قال ببرود مستطير
إنت تفرحي علشان باعمل ثروة ليك ولعيالنا علشان تفضلوا على طول فوق!
أنا هسافر!
لمح هو في عينيها تصميم عجيب ابتسم قليلا وقال باقتضاب
تروحي وترجعي بالسلامة!
لم ينتظر أكثر كي لا يشتد الحديث بينهما ودلف للخارج بينما وجدت رسيل أن ذلك من حقها ولا داعي لضيقه تأففت علنا ثم حملت الصغير كي ترضعه......!!
عند نزوله للأسفل توجه ناحية والده الذي يجلس ويرتشف من قهوته جلس أمامه بقسمات مكشرة