الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

قطرات الحب

انت في الصفحة 2 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز

كده ليه! 

عادت تتحدث مع ابنتها فخاطبتها الأخيرة پبكاء تعالى زاد من صدمة نور

تعالي خديني يا مامي مش قادرة أقعد هنا أكتر من كده.......!!

خرجت من المرحاض بعدما بدلت ثيابها وكأنها لم تكن مريضة قبل قليل وحالتها مجهدة تعجب آيان فسألها

إنت مش تعبانة ولا أيه! 

ردت بلا مبالاة وهي تذهب ناحية المرآة

إنت عاوزني عيانة ولا أيه! 

لحق بها قائلا

مش قصدي أصلك من شوية كنت تعبانة قوي

وخفيت! 

ردت باقتضاب لتنهي تمثيليتها الضجرة ثم بعجالة مشطت شعرها تفهم آيان مغزى ما فعلته فقال

طيب كنت عرفيني إنك مش عاوزة تكملي الحفلة كده تقلقيني عليك طول الطريق. 

التفتت له ممل

رد بعدم اقتناع

يعني مش علشان مش حابة جواز زين! 

افلتت يديها من عليه راسمة للعبوس المزيف قالت

عاوز تفهم كده براحتك. 

ثم استدارت لتتركه فأسرع بضمھا من الخلف قال

لا مصدقك طبعا

ثم رفع 

عاوزين نسافر أي مكان كام يوم نتفسح لوحدنا ونغير جو زهقت من قاعدة البيت

رحب بطلبها متسائلا

عاوزة تروحي فين! 

قالت بتحير

أي مكان في مصر مثلا وديني أسوان نفسي أروحها

مط شفتيه في دهشة لم يتخيل أنها تطلب ذلك فقد ظنها ستختار بلد أجنبي وافق قائلا

خلاص هنروح أسوان....بعد بكرة على ما نجهز نفسنا

يبقى تقولهم الصبح علشان هنسيب العيال مع ماما هنا........!! 

حين توجه ليجلس بالشرفة متجاهلا إياها تماما احتقن وجهها پغضب فقد ظنته يهذي في الحفل أو يتحامق معها دنت سمر منه مقطبة القسمات مستاءة من معاملته الجافة لها في يوم زفافهما هتفت بجهامة

قصدك أيه من اللي بتعمله ده!

استمر زين بالتحديق أمامه فهو ليس بمزاج جيد لمناقشتها في شيء تحركت لتقف أمامه وتحجب نظراته ليراها هي فقط استطردت

صحيح بقى زي ما بيقولوا عليك.

تنبهت حواسه لكلامها ثم نظر لها بعدم فهم تابعت باستهجان

بيقولوا إنك من بعد مراتك الأولى قعدت تلت سنين مش بتتجوز لأنك ملكش في الجواز ومراتك طفشت منك علشان كده!

نهض زين وقد قست نظراته نحوها هتف

مين دا اللي بيتجرأ يتكلم عليا!

تراجعت خطوة متوترة قالت بثبات مزيف

وأنا مالي أنا بسمع زي غيري بس واضح كلامهم بجد!

استفزت رجولته وهذا لن يسمح به لم يجد ما يعدل به مفهومها عنه سوى أنه قال

بس دا مش صحيح والكلام دا كله كدب

ردت متهكمة

ما هو باين!

وقف زين مذبذبا فما علم به ضايقه ظنته سمر سيأخذ خطوة إيجابية معها ويقصي هرائه في هجرانها لكنه صدمها قائلا باستسلام

اللي يقول يقول كفاية إني واثق في نفسي.

ثم تركها ليلج الغرفة غير مكترث لأي شيء فتعقبته بنظراتها المصډومة من ردة فعله دلفت للداخل نحوه تستنكر هذا الرد تسطح زين ليأخذ وضعية النوم تاركا إياها تسلي نفسها وقفت سمر تحدق به بانزعاج وفي أعماقها ودت البكاء لترثي حظها السيئ قالت في نفسها

طيب اتصرف معاه إزاي ده دا باين صنم مبيحسش

ثم فكرت للحظات بتعقل تابعت

أكلم مامته تتصرف وتنصحني هي قالتلي كده........!!

صباحا هبط الدرج ممسكا بيدها وتفاجأ الاثنان بحقائب سفر مسنودة جانبا دهشا منها فتابعا هبوط الدرج لمح آيان والدته ترتدي ملابس الخروج فانضم لجلستها وسألها

هو مين اللي مسافر يا ماما!

جلست زينة بجانبه فنظرت لها نور شزرا باتت تحقد عليها وما علمت به من ابنتها جعلها نافرة من وجودها واحتفظت بهذه الخبايا

لنفسها ردت باقتضاب

هنسافر شرم عند أختك!

اندفعت زينة في كلامها ظنا منها أنها ستمرح هناك قالت

بس حضرتك على طول بتتفسحي وتخرجي إحنا اللي لازملنا يومين نخرج سوا فيهم

هتفت نور بنظرت حادة

اتفسخ أيه يا بتاعة إنت أنا رايحة لبنتي تعبانة

توتر آيان من تفاقم مناقشتهن قال

سلامتها ماريان يا ماما اتفضلي روحلها لو عايزانى معاك مافيش مشكلة.

خاطبته زينة بتكشر

تروح فين إحنا رايحين أسوان!

رمقتها نور باستشاطة صاحت

عايزة تتفسحي في أسوان لقيتي نفسك بيضة قولتي أسودها

وجهت زينة بصرها ل آيان كي يلوم والدته على كلامها فهو غير مقبول بالفعل رد على والدته بتحفظ

ميصحش يا ماما كده وزينة مغلطتش إنها عاوزة تغير جو

انضم زين لهما وقد استمع لما حدث قال برزانة

متزعليش يا زينة نور أصلها متضايقة علشان ماريان تعبانة وشايفة إن خروجكم في الوقت ده مش لطيف

لطف زين وهو يتحدث ويبرر يمتص ڠضب أي أحد ابتسمت له زينة بود وقالت

سلامتها ماريان يا أنكل وخلاص هنأجل السفر لما تبقى كويسة

نهضت نور ضجرة من وجودها برفقة هذه الفتاة هتفت

يلا نمشي يا زين الجو هنا خنقة

تحركت نور نحو الخارج لتسبق به فنهض آيان ليستفهم من والده أكثر قال

ماريان عندها أيه يا بابا!

اغتم زين وهو يخبره

ماريان عاوزة تطلق ومصرة على كده

أيه السبب!

متخانقة جامد مع ريان وكانت ..........!!

جزعت من زيارته الموسومة بڼار غيرته أيضا دخوله المباح لشقتها دون أن يعيرها اهتمام وقفت من خلفه جامحة ثم قالت رافضة أسلوبه 

أنا لوحدي ومينفعش تكون هنا. 

استدار بجسده لها مستنكرا هرائها هذا من نظراته الساخطة نحوها قال

وأنا زي ما قولتلك لسه جوزك وڠصب عنك

لاحت بسمة متكلفة على ثغرها وهي تقول

كلامك لو صح مبقاش ينفع إحنا بعيد عن بعض تلت سنين يعني جوازنا في الشرع باطل هو مش باين لو بعدت أربع شهور!

امتعض من استفزازها الدائم له لكن تريث في عدم الاندفاع معها رد متهكما

لمى إنت اللي هربتي مش أنا اللي سيبتك يعني من حقي أنا احبسك علشان اتجوزتي وإنت أصلا متجوزة

ضمت ذراعيها حول صدرها ثم قالت بلا مبالاة

الورقة اللي بعتهالي معايا وتثبت إنك طلقتني

مزورة!

قالها ببرود وهو يتحرك ليأخذ جولة في شقتها الحديثة تضايقت من ذلك ثم سارت خلفة متابعة بحنق

زين يلا إطلع برة سيف لو رجع مش هيحصل كويس

أثارت حنقه بذكرها اسمه وغلت نيران غضبه أحد النظر إليها فرجف جسدها قليلا هتف بحدة مقلقة

لا ما أنا جاي أخدك عاوز أشوف هيعملي أيه أنا لحد دلوقتي ماسك نفسي لأقتلك وأقتله

تركت مسافة بينهما حين تراجعت للخلف ردت بتلجلج

إنت نسيت عملت معايا أيه يعني إنت واحد متملك مچنون وأنا خاېفة منك عمرك ما حبتني وضحكت عليا

تأفف علنا من حديثها الأحمق بهدوء غريب أمسك بيدها قائلا بإصرار

يلا معايا! 

حاولت سحب يدها رافضة في ظل تمسكه العڼيف بها صړخت باحتجاج

عاوز توديني فين عند مراتك علشان تذلني لسه هشوف منك أيه تاني عاوز تعمله معايا

كأنها تحدث نفسها من تجاهله التام لها عند فتحه باب الشقة هتف طفل صغير بعفوية

مامي!!

اخترقت كلمته أذن زين ليدير رأسه لداخل الشقة تفاجأ بطفل وسيم يقف بمنتصف الردهة دب الهلع في قلب لمى حين ظهر صغيرها أعاد كلمته ببراءة وهو يخاطبها

مامي...... Im hungry أنا جوعان

من حديثه بدا أنه يوجهه لها حدق بها زين وتطير من نظراته الأسئلة المصډومة والمتعجبة نحوها ازدردت ريقها في توتر وهو يسألها بجدية

مين الواد ده!

أبت أن تخرج الكلمات من حلقها وتلعثمت في رد مناسب تقوله وعينيها المهزوزة تارة عليه وتارة على الصغير عاود زين سؤاله

بنبرة منفعلة جعلتها تنكمش متخوفة

قولت مين ده انطقي!............................

الفصل الثاني

قطرات الحب

غرابته من حالتها التي تبدلت كليا أضرمت اندهاشه خاصة اصرارها إعداد طعام الإفطار بنفسها على غير العادة ناهيك عن إشراقة وجهها الظاهرة جلس حسام على المائدة يتابعها بعين التعجب حتى انتهت وجلست تقاسمه الطعام هو يدرك سبب تغييرها ذاك وما تفهمه راحة الأم تكمن في رسم السعادة لأبنائها انتبه لها تخاطبه بود رائع

بالهنا والشفا!

ابتسم لها وقد باشر في تناول ما حضرته من طعام منمق ويبعث الرغبة في تناوله ورغم أنه يعرف ما يخالجها الآن سألها

الفرحة في عنيك يا مريم صغرتك سنين كتير

ابتلعت الطعام ثم نظرت له بطلعة سمحة قالت

سعادة ولادي أهم حاجة عندي يا حسام وإنت عارف كده

توقف عن الأكل وبدا أنه سيتحدث بجدية حاذر في سؤاله لها

ويا ترى بعد ما جوزتي زين هل هو سعيد دلوقت! 

تجمدت فجأة متجهمة فكبحت ضيقها وهي ترد

كان عاجبك حاله حتة بنت هربت وسابته تلت سنين زي الراهب يرضي مين ده! 

سكتت لحظات ولم تتحمل حتى اڼفجرت تردف بانفعال

ومن لؤمها جاية تاني لما عرفت إنه هيتجوز دي قاصدة تدمره منها لله بس أنا لو فكرت تلعب بيه وتبوظ حياته الجديدة

تركها حسام تفعل ما تشاء هو الآخر كان منزعج من حالة ابنه تلك تنهد قائلا

ما اظنش هتعمله حاجة تلاقي بجوازه قررت تنزل إنت عارفة إنه هو اللي كان متعلق بيها وبيحبها ويعرف هي فين

أغتاظت مريم من ذلك فهذه هي الحقيقة التي تبغض إعلانها علقت على كلامه 

منها لله ربنا ما يوفقها

ثم نفخت بقوة ضجرة واستطردت

مش هناكل ولا أيه! عاوزين ننسى أي حاجة وحشة! 

تابعا تناول الطعام بألفة وأخذت مريم تمرر أنظارها على مقاعد المائدة من حولها وعادت تتذكر تجمع ابنائها حولها وابتسمت قالت

الولاد بيكبروا بسرعة والعمر بقى بيجري كانت أحلى أيام لما كنا مع بعض 

ابتسم قائلا

فاطمة منورة حياتنا وبتونسنا

أردف باشتياق كبير

كمان لين وحشتني مكنش لازم نسيبها تسافر وتبعد عننا! 

لين أثبتت نجاحها لما سافرت الغربة علمتها كتير ودا في حد ذاته حاجة مبهرة غيرها بيسافر وبيرجع زي ما راح

رد بعدم رضى

بس اللي في سنها اتجوز وخلف مش عاوزة تفرحي بيها ولا أيه! 

عقبت على كلامه مبدية عدم اقتناعها به قالت بجدية

الزمن اتغير مبقاش حد بيجوز بناته صغيرين وهي لسه صغيرة قوي مش كبيرة يعني

تهكم من فكرها الذي تبدل وقال

مكنش كلامك كنت وتجوزيها ل آيان اللي عنده دلوقتي تلت عيال! 

ردت بعدم اكتراث

لا خلاص كنت فاهمة الحياة غلط في حاجات أحسن ممكن نفكر فيها

سألها بظلمة ماكرة

طيب ليه مسبتيش زين براحته ليه كنت وتجوزيه! 

حدقت به مريم بعبوس وجهلت لما فكره مشغول بأمر زواجه وإصرارها على ذلك استفاض ڠضبها وهي ترد

عاوز تقولي إن اللي كنت باعمله في زين بيتردلي في ابني بس أنا مش هسمح بده وفضلت وراه لحد ما اتجوز علشان يبعد عن الحشرة دي اللي سابته يتعذب كده

ثم نهضت مريم تاركة متابعة أكلها جاءت لتتحرك فأمسك حسام بيدها قائلا

مريم اقعدي مش قصدي

فتحت فمها لترد فقاطعها رنين هاتفها سحبت مريم يدها منه ثم تحركت صوبه تناولته من على المنضدة ثم ابتسمت تلقائيا أجابت ببشاشة

صباح الخير يا حبيبتي صاحين بدري كده ليه المفروض إنتوا عرسان! 

ظهرت هوية المتصل فإذ بها سمر التي تذمرت قائلة

الحقيني يا ماما مريم زين خرج الصبح وسابني........!! 

سيب إيدها!

هذا الصوت الحازم الذي جاء من مدخل باب الشقة جعل قسمات زين تتحول وفي نفس لمى تحول لتوجس مريب جعلها تخشى القادم حدج زين صاحب هذا الصوت پغضب مستطير وقد استنبط أنه

من تزوجت به زوجته تقدم سيف منهما معتاظ من رفض زين تنفيذ أمره حين شدد من على يد لمى التي تقف خابية الطلعة.

وقف سيف أمام زين يحدجه بنظرات رسم فيها الڠضب ببراعة خاطبه

بقولك سيب إيد مراتي!

ليس ذلك فقط فقد سحب يد لمى منه

انت في الصفحة 2 من 56 صفحات