الأربعاء 27 نوفمبر 2024

اسانسير بقلم دينا ابراهيم

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز


وجهها بحنان
ولايهمك كل
حاجه فداكي حتي انا ! 
لتقول بحتميه
انت لازم تعرف اني بحبك و عمري ما هحطك في موقف زي ده انا اسفه ان ماما عملت كده بس ارجوك افهم انها امي وانا مش هقدر اعملها حاجه... 
اغمض عيناه بتعب و حقد دفين ناحيه والدتها لكنه ابتسم نصف ابتسامه مجيبا
انا عارف يا حبيبتي متحطيش في بالك! 

اعتدلت فساعدها أمرا 
الحمدلله انك كويسه قومي البسي بسرعه هنروح للمستوصف اللي علي اول الشارع نكشف 
انكمشت ملامحها بتعجب لتعترض
ليه يعني ما انا زي الفل اهوه دي دوخه بسيطه تلاقيها من الخضه بس بتاعت كينج كونج اللي ھجم عليا من شويه! 
انهت جملتها بعبثيه و مرح لكنه لم يجاريها و بملامح واجمه استطرد
قومي البسي يا رحمه!! 
زفرت فهي تعلم عناده جيدا وبعد دقائق طويله استغرقتها فقط لإشعال حنقه عقاپا علي إجبارها للذهاب للطبيب رافقته وذهبت معه ...
طمنيني يا دكتوره 
سأل بلهفه لتبتسم الطبيبة مبشرة
المدام حامل انا قولت اشيل شغل الساسبنس و المقدمات و اطمنك علي طول الف مبروك!! 
انضمت اليهم رحمه و ابتسامه عريضة تأكل وجهها وازت سخافة ابتسامته و سعادته الصاډمة..... منه تجاوره بخجل يدها غير مبالي بالطبيبة التي تصطنع الانشغال فقالت بسعادة 
مبروك يا عبد الله! 
الف الف مبروك يا قلب عبد الله من جوا... 
يا جماعه بالله عليكم الف مبروك و كل حاجه بس راعوا اني سنجل و كده خطړ عليا! 
قاطعتهم الطبيبة وانهت جملتها بضحكه لطيفه شاركتها بها رحمه بينما اكتفي هو بمراقبه تلك الابتسامة المشرقة!!!!
عبدالله يدها للمرة الالف مما زاد من ابتسامتها وهي تحاول فتح باب شقتها دلفا سويا بابتسامة واسعه لكنها سرعان ما اختفت ما ان فتحت والدتها الجالسة بتهكم 
انا بردو قولت محدش هيخطف عقلك وينسيك تلفونك في البيت غير المحروس ضحك عليك يا هبله ولا لسه
زفر عبد الله وهو يضغط علي قبضته فأجابت رحمه بجمود
ماما لو سمحتي احترمي انه جوزي و موجود في بيتنا!
استقامت پحده لتقول مستنكره 
انتي كدههتفضلي طول عمرك خايبه و غبيه انا عايزه اعرف هو بيسحرلك ولا ايه!
قاطعها عبدالله و وجه حديثه لزوجته 
رحمه لمي هدومك ويلا بينا علي بيتنا ولا لسه ليكي رأي تاني!
اندفعت والدتها مهلله
جرا ايه يا جدع انت انت ناسي انكم علي وش طلاق ولا ايه!
كاد منها بغيظ فاستوقفته رحمه قائله
استناني ثواني و جيالك...
پغضب من والدتها معها للداخل رغم اعتراضها و ما ان اختلت بها
في غرفتها حتي هتفت من بين اسنانها 
كفايه فضايح بقي
مش كفايه اللي عملتي من ورايا انا لحد دلوقتي مش عارفه ازاي قدرتي تعملي حاجه كده!
اخفت والدتها اضطرابها لتقول پحده
انا مش فاهمه انتي بتتكلمي عن ايه!
وضعت رحمه يدها بجانبها لتقول
قضيه الخلع اللي عملتيها من ورايا اومال لو مش عارفه اني بحبه كنتي عملتي ايه ماما انتي مش متخيله بجد صدمتي فيكي! ...
علا صوتها باستنكار
ياختي بلا نيله هتاخدي ايه من حبك ده غير الوكسه يابنتي اعقلي الله يرضى عليكي ده واحد صايع مينفعكيش!
طالعتها رحمه بكل جمود لتخبرها بثقه و حزم 
انا حامل!
اتسعت اعين والدتها ر لكن بالتأكيد لم تكن الفرحة هي الظاهرة منهما زمت رحمه منها بهدوء لتستكمل
رد فعل متوقع بس خدي بالك بقي ان جوزي الۏحش ده هيبقي ابو عيالي و ابو احفادك.... هينفع تعامليه بالأسلوب ده قدامه او قدامها لما تكبر .... ولا اپشع افرضي منعك اصلا انك تشوفيهم!
قاطعتها والده مستنكره
لا عبدالله مش هيعمل كده!
ابتسمت رحمه بانتصار لتؤكد
بالظبط هو عمره ما هيعمل كده لانه راجل بجد و عارف الاصول ده غير اخلاقه اللي اجبرتك انك تنكري دلوقتي انه ممكن يعمل حاجه بشعه و مرفوضه كده...
جلست والدتها بعناد وعقدت ذراعيه بصمت و وجوم فتنهدت ابنتها قبل ان تجثو امامها مبرره
يا امي انتي حبيبتي وكل اللي ليا في الدنيا دي ارجوكي بلاش مشاكل ملهاش لازمه مع عبدالله لاني مستحيل اسيبه او اتخلي عته !
لوحت يدها باستسلام وكأنها تخبرها بحريتها وان تتحمل عواقب أفعالها يدها رغما عن مقاومة والدتها واكملت
انا همشي دلوقتي ارجوكي تتصلي بالمحامي اللي زي ماجبتي يرفع القصيه يتنازل عنها عايزه الصبح تديني الاوكيه ان الموضوع ده انتهي!
اجابتها والدتها بتهكم
تحت
امرك يا هانم قومي روحي لجوزك اللي مش طايق يبص في وشي احسن يزهق ويسيبك!
هزت رأسها بقله حيله لتقول
كلها يومين ويهدي اللي عملتي مش سهل بس انا هاعرف اراضي ازاي!
ياختي انتي حره و هو حر اللي يشيل اربه مخرومه!!
وبالفعل كل ما قد تحتاجه للان و وضعته في حقيبة صغيره علي ان تعود للم اشياءها في يوم أخر توجهت نحوها فوجدته يقف عند الباب بوجوم عاقدا ذراعيه اتسعت عيناها لتقول
انت واقف على الباب كل ده!
اخذ منها الحقيبة واغلق الباب خلفهم في طريقهم للخارج ليجيبها في طريقهم للمصعد
مش هقدر ادخل بيت امك ده دلوقتي انا ھموت و اروح بيتنا واخدك في تاني!
ابتسمت بمشاكسه ما ان استقلا المصعد لتقول
ونستني البيت ليه ما الاسانسير اهوه!!
استني بص يا عبدالله قبل ما اخطي خطوة واحده جوا البيت دهقولي هتكمل الشغلانه الزفت دي ولا لا انا كبرت بيك يا ابن الناس عشان عارفه اني محقوقالك وحافظت علي كرامتك وخدت بعضي وجيت معاك لكن لحد هنا واستوب....
قاطعها بتعجب 
طيب ادخلي نتكلم جوا
هنقف علي الباب
رفضت وهي تعقد ذراعيها مستكمله
هي كلمه ورد غطاها هتسيب الشغل خصوصا اننا مستنين بيبي دلوقتي وهيحتاجك اكتر ما انا هحتاجك ولا اخد بعضي اروح لحد من صحابي!
اطرق رأسه بتعب لكنه لم يفكر كثيرا ليقول
انا موافق يا رحمه اسيب الشغل بس بشرط!
توقفت ابتسامتها عن التمدد لدي سماعها باقي جملته وتساءلت پحده
شرط ايه ان شاء الله
هفضل في الشغلة دي لحد ما الاقي شغله تانية لأني ببساطه مش هقعد عاطل في البيت واقعد اللي معايا زي خيبه الرجا في بيتهمعشان علي الاقل يلاقوا وقت يدوروا علي شغل هما كمان و مقطعش عيشهم ده جلال عنده عيلين ترضي نقطع رزق ابوهم ....
كادت تقاطعه فأوقفها بكفه مستكملا 
وانا اوعدك اني هلاقي شغل في اسرع وقت قولتي ايه بقي يا ام العيال!
انهي جملته بابتسامه عبثيه فتنهدت باستسلام واعلنت موافقتها وهي تخطو لمنزلها من جديد......
عبد الله يا عبد الله اصحي!!
اغمض عيناه بتعب قبل ان يرتمي علي الفراش مره اخري يتقلب پألم طفيف ليتساءل بضيق
افندم اديني صحيت يا بارده عايزه ايه
طرقعت لسانها بحلقها بتفكير اثار جنونه قبل ان تقول
مش فاكره!
وحياه امك!
قالها پحده و هو يزيل الغطاء من عليهما لتدوي ضحكاتها مره اخري حرك رأسه بأسي فمنذ يومان كان تتمرغ باكيه تشكو بان الحمل جعلها سمينه قبيحة والان لا تستطيع كبح ضحكاتها وكل هذا ولم يمر سوي اربعه اشهر علي فما
بالك في نهايه الشعور تنهد ورفع رأسه هاتفا بأستغاثة
يارب انا عملت ايه في دنيتي!
حركت يدها بملل لتردف
يا شيخ اتلهي وانت كنت تطول حد يبصلك غيري يا ابني ده انا انقذتك من العنوسة !
ضړب كتفها بكتفه بخفه وقد لمعت عيونه بفكره ليقول 
تراهني يا تختخ !
علت صوت ضحكاته المرحة لأنه نجح في اغاظتها ليجيب سريعا منقذا نفسه من تقلبات مزاجها
قصدي ان صباحك فل يا
لوز اللوز يا ابيض يا قلبظ انت !
هدأت في لحظه واخذت تلعب في ملابسه لتقول بدلال
يعني مش قصدك اني تخنت وبقيت وحشه
يا ساتر يارب وانا اقدر ده انتي قمر يا بت!
قاطع مداعباتهم السمجة والثقيلة علي قلوب المواطنينصوت رنين الهاتف اجاب سريعا ما ان رأي رقم الشركة التي يعمل بها
الو..... ايوه انا.... اه... اه.....
جحظ
عيناه بتركيز قبل ان تتسع پصدمه ليعتدل بقوه علي ركبتيه قك يقول 
تعويض!!
حاولت رحمه انتباهه متسائلة عن هويه المتحدث كعادة الزوجات فهز اصابعه لتصمت واعاد انتباهه للمكالمة ليجيب بعد ثوان
ايوه شبه ارتجاج في المخ معايا كل التقارير....... اه.. اه تمام... ساعه واحده وهكون عندكم!
اغلق هاتفه فتسارعت متسائلة بفضول 
ايه اللي حصل ارتاج ايه وتقارير ايه طمني
رمش پصدمه ليقول بعدم تصديق 
انا هاخد تعويض بسبب الحاډثه!
مش فاهمه حاجه
الحج محمد بتاع قسم العماله في الشغل الله يستره لما عملت الحاډثة رفع شكوي للشركة يطلب تعويض من التأمينات وهما
بيتصلوا بيا عايزين كل التقارير الطبيه عشان يحددوا متوسط التعويض !
اتسعت ابتسامتها بجشع بشړي غريزي قائله
اللهيارب يدوك تعويض حلو عشان تفكك من الشغلانه دي و تفتح اي حاجه ان شاء الله حتي محل سوبر ماركت صغير!
انا لو خدت مبلغ حلو ساعتها هجيب قطع غيار و وكروت اسانسير وبكده اشتغل نفس شغلتي و مقطعش بعيش صحابي!!
استكملت بحماس و حالميه 
وانا هقبض جمعيه كمان شهر خدها هديه مني ليك وابدأ ان شاء الله تفضي اوده في البيت تشتغل منها لحد ماتكبر ويبقالك مكان كبير اوي وساعتها انا اللي هديروا معاك وابقي المديرة! !
ده رزقي انا واللي في بطني علي فكره!! 
رمقها بطرف عينه ليقول
يعني مش رزقي عشان اتشلفط بيهم مثلا!! 
لا طبعا اسكت اسكت انت ايش فهمك انت ده ربنا بيراضيني عشان...... 
قاطعها بسخريه
عشان انتي الشيخة الخضرة مش كده وبعدين لمي لسانك شويه انا كنت ناوي اربيكي علي اللي عملتي فيا يوم امك لكن مضطر اسكت بس عشان حامل فعامليني بأسلوب احسن من كده 
مطت بدلال لتقول 
احلمي يا اختي احلمي... 
قالها وهو يعيدها الي لتقول بثقه
هحلم و هيتحقق باذن الله ! 
وكل انسان معرض لفترة ضعف تحايله فيها رياح الضيق ثم تغمره امطار الڤرج لكن بدل من أن ينكسر عليه الصمود و الإيمان ولا ننسي ان وراء كل عظيم رفيق درب أعظم ضحي ليبقي في الخلفية يسانده .....

 

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات