الخميس 12 ديسمبر 2024

ارتواء الروح

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز


عيناه مسلطة 
على المكتبة غلت دمائه طالعهم بأعين ڼارية طفحت الحمم البركانية بداخله وتأججت نيران الغيرة لدرجة ان عروق رقبته كادت على الانفجار انفلت زمام الامور 
ثم اندفع نحوهم پغضب 
الاستاذ واقف هنا خير فى حاجه !
لوى يوسف فمه ساخرا ثم اجابه بتهكم 
ده موضوع شخصى يا انس يعنى ميخصكش
اصطبغت بشرته بحمرة الڠضب وهتف بعصبية انعكست على نبرة صوته 

هو مش شخصى يا ابو الرجولة ليه مكانه مش كده 
واللى رايح واللى جاي يبص
توسعت عين يوسف فهو يريد ان يهدر كرامته امامها اجابه بشراسة 
وانت مالك مبقاش غيرك يعلمنى الأصول !
لكمه انس فى صدغه ارتد على اثرها يوسف الخلف وسالت الډماء من شفتاه ثم اعتدل يوسف ليرد له اللكمة 
لكنه تفادها انس
واوقعه ارضا فمد يوسف يده فى جيب بنطاله واخرج مدية وهو ملقا على الأرض وطعن بها فخذ انس 
صړخت هى بړعب وهى تشهد دماء انس
اسرع انس يلكمه ثانية ثم اخذه منه المدية 
ولوى معصمه خلف ظهره ولم يتركه إلا عندما سمع طقطقت عظامه التى ادت لكسر ذراعه
تجمعت الناس لفض الشجار فتحدث احدهم 
بقى كده ده انتوا شباب منطقة واحدة تعملوا كده فى بعض
قولوا هو ازاى يعمل كده كل الحكاية انى طالب ونس
على سنة الله ورسوله 
اردف يوسف بتلك الكلمات مسرعا لكسب تعاطف الناس من حوله
تحامل انس على نفسه ليقف على قدمه المصاپة 
ليردف بشراسة 
لا غلطت لما تبعت حد يطلب ايد خطبتى 
وتيجى تفف تتكلم معاها قدام الناس تبقى غلطت ولازم تتربى
خطيبته !!!!!!
يتبع
إرتواء الروح ٥
البارت الخامس
انت بين القلب والعقل حلما
خطيبته !!
وقفت جامدة فى مكانها فاغرة فمها وعيناها ترمش عدت مرات تحاول استيعاب الكلمة التى وصلت لأذنيها ولكن عقلها يرفض بشدة 
حتى فاقت على صوته الذى كان بمثابة انفجار 
إنت لسه واقفه عندك هنا ليه ! 
اطلعى فوق يلا
التزمت الصمت ثم تحركت وملامحها تحمل حزن جلى
وصعدت للأعلى تجر قدميها
فى الأعلى بعد مرور عدة ساعات تجلس والدته على الفراش بجواره وصوتها يحمل نبرة البكاء وعيونها
تسبح فى الدموع 
بقى كده تخضنى عليك ياانس .. كده برضه
اصدر ضحكه وهو يداعبها 
ايوه كده طلعى طقم معاملة الأم .. وكفاية معاملة 
مرات الأب دي
رفعت سبابتها فى وجه محذره 
طب اخر مره يا أنس انت عارف لما عرفت كنت عامله ازاى
لم تستطيع ضبط دموعها فرت دمعة من عيناها وهى تقف تراقب المشهد اسرعت تمسحها بظهر كفها ثم رفعت عيناها إليه بنظرة تنبض بالعشق و انصرفت وقد قررت الرحيل فبقائها حتما سيصيبهم بالكوارث 
اصدر زفيرا حارا وهو يراقب انصرافها يعلم ما تمر به من جلد الذات وصراع نفسى عادت امه لحديثها مره اخره 
طب ذنبها ايه البت توقف حالها وتقول خطيبتى 
ثم استرسلت يلا اللى حصل خير شهرين ونقول فسخت 
واهو الشارع مفيش حاجه مش بتتعرف
امسك بيدها والدته ويرجوها وتلك النظرات المستجديه تحتل عيناه 
طب وليه بس يا ست الكل مش نخليها كتب كتاب بعد شهرين
هل حقا ما سمعته اذنيها اخر شئ كانت تتوقعه ان 
يطلب هذا الطلب ردت على سخافته 
كتب كتاب على مين يا ولا .. على ونس 
انت بتخرف صح ولا دا من أثر الضربه
اجابها بابتسامة عذبة وعيون تلمع بالعشق 
هو انت بتفكرى زيهم وش نحس والكلام دا ولا أيه!
لا الموضوع مش كده دي مطلقة ...ليه تاخد واحده مطلقة
بدا هادئا وهو يلقى عليها السؤال 
ايوه يعنى ايه مطلقة !! 
حياتها تقف عشان اطلقت ... ربنا حلله احنا نحرمه 
بعدين لو عندى اخت واتجوزت وطلع جوزها مش كويس نسبها تكمل معاه عشان محدش هيرضى بيها
المطلقة بشړ واكتر حد حقه فرصة تانية تداوى الچرح القديم اللى بيبقى جواها . 
و ونس كونها مطلقة ده مش عيب فيها ونس محتاجه لونس فى حياتها.. قولتى ايه
انحرفت شفتياها ليسار قليلا ثم قالت وهى تضحك 
يخيببك ياواد يا انس ده انت واقع على عينك وانا مش واخدة بالى
ايوه وهرتينى اختك واخوكى . 
المهم بقى استرى عليا وجوزينى احسن كل يوم 
خناقة 
قال جملته بنبرة تحذرية بينما قالت هى بنبرة دافئة 
هى غلبانه وانا يهمنى تكون مبسوط
طب يلا اخرجى كلميها عشان هى اكيد حطت فى نفسها وانا جاى وراكى يلا نوناااا بسرعة 
اجابها بابتسامة وارتسمت على ملامحه السعادة
على الجانب الأخر وصلت لغرفتها ثم ألقت بجسدها على الفراش تاركة العنان لدموعها تغمرها فى بحر شجونها كيف تتجنب سوء حظها
فرت هاربة منه لكنه لم يفارقها بعد ان وجدت الامان بينهم 
وليس الأمان بل العشق الذى دق بابها لأول مرة فى حياتها تشعر بمرارة الحنظل بحلقها
فتحت نوال الباب ولجت للداخل وجدتها تجلس على الفراش ودموعها تنهمر على وجنتاها
انتبهت ونس عليها فمسحت دموعها لتقول بصوت مبحوح من البكاء 
انا السبب انا عارفة انا همشى ومش هستنى اعمل مشاكل اكتر من كده
ما تستهدى بالله يا بنتى ايه هو اللى امشى امشى 
لو على انس مش اول مره طول عمره كده بيخضنى ومغلبنى معاه مالك انتى
تلك الجملة التى اردفتها نوال وهى تعقد ذراعيها ولم يطل حديثهم طويلا فقطعه طرق الباب فقالت 
اهووو اللى مغلبنى عايزنا ..يلا قومى حطى حاجه على دماغك خلينا نشوفه عايز ايه !
دلفوا للخارج كان يجلس على الأريكة ويطالعها 
بابتسامة هادئة بينما هى غامت عيناها بالعبرات ولكنها شدت على محابسهم ورسمت ابتسامة مريرة وهى تطالع جرحه فهو ټأذى بسببها تعترف بداخلها انه من اجمل الصدف التى حدثت لها طيلة حياتها لكن يجب ان ترحل ستفقد الأمان لكن هذا التفكير الأكثر عقلانية
حتى لا تسبب لهم المصائب فلابد من نهاية يجب عليها المغادرة و كبح مشاعرها المتدفقة نحوه أتاها 
نبرة صوته الخشنة قائلا
بالنسبة اللى قولته تحت يا ونس
قاطعته مسرعه وعبراتها طفرت فى مقلتيها تهمس بخفوت 
عارفه عارفه قولت كده ليه وعشان محدش يتكلم وانى زى اختك
تمتم انس ساخرا وهو ينظر إلى والدته 
أدى اخرت قعدتك مع امى عجبك كده يا ست الكل
تداركت والدته خطأها الغير مقصود بابتسامة على حال ابنها فاكمل انس حديثه بنبرة دافئة 
لأ انا عايز اقولك أن فعلا بطلب ايدك وعايزك 
تكونى مراتى أيه رأيك !
بداخلها مشاعر مختلطه خوف حزن فرح سعادة 
سألته بعدم تصديق 
تتجوز مين أنا .. أنا أكون مراتك 
لأ لأ لو عشان اللى قولتلوا تحت لا متاخدش بالك 
انا ممكن امشى من هنا ادور على أى حته تانيه
انتفض من جلسته يقبض على ذراعها يهمس من بين اسنانه 
تانى امشى عايزه تروحى فين هااا 
المره الأولي ربنا ستر وامير جابك هنا أيه مفيش مخ 
بقولك عايزك مراتى .. وانا مش عيل عشان اقول كده تحت وانا مش عارف اقصد ايه بكلمتى
همست پبكاء حارا 
وانت ايه يجبرك على واحده زى الناس كلها 
ما بتقول عليها نحس وغير كده مطلقة
عكس ما توقعت تماما هدأت ثورته وتوجه للأريكة
يجلس بهدوء قائلا 
أولا كده مفيش حاجه اسمها نحس كلها حاجات عاديه انتى اللى مكبره الموضوع 
ثانيا يعنى أيه مطلقة خرجتى عن الدين مثلا
اجرمتى ما ربنا حلله احنا هنخترع دين جديد 
ولو مش راضيه ده حقك ولا كأنك سمعتى شئ
منى وانتى هنا فى بيتك
انهى حديثه وهو يراقبها بأعين متلهفه سهام تخترق قلبها اصابتها نوبة بكاء عڼيفة قاومت نوال رغبتها 
الملحة فى مشاركتها البكاء واقتربت منها نوال تضمها بحنان امومى وهى تهمس 
طب ليه العياط !
اجابها انس مسرعا بمرح 
مش بيقولوا بردو ان الدموع علامة الرضا بلاش تضغطى عليها اكتر هى كده وافقت
اڼفجر ثلاثتهم بضحك ثم قال 
نعتبر الدموع ديه علامة الرضا .. وكمان ضحكت يبقى قلبها مال معروفه
لوت امه فمها وشفتها بمكر 
لا يا حبيبى الكلام ده مينفعنيش .. ده انت تيجى وتجيب اهلك وتيجى تطلبها منى هنا
اختفت ابتسامته وهو يرفع حاجبه بتهكم 
اهلى ده اللى هو ازاى ! انا ليا اهل غيرك 
انتى كده طرف محايد يعنى خط وسط كده
اقبلوا بيا بقى ده حتى انا لسه مجروح
تحاول ونس كبح ابتسامتها 
بينما نوال عقدت ذراعيها وتحدثت بجدية 
قوم امشى يا واد من هنا لما تلاقى حد ابقى تعالى 
قال مجروح و خط وسط
ياشيخه احلفى انى انا ابنك وانتى امى 
قال جملته مستنكرا كلمات والدته ثم نهض منصرفا وهو يلوح بيده
انت يا زفت شكلى كده حلو 
تلك الجملة وجهها انس لأمير
فخامة يا زعامة بقالنا نص ساعة كده ما تخبط بقى 
رد عليه امير بحنق
طرق على الباب فطالع وجه والدته فجز على اسنانه
يرسم ابتسامة غيظ فتنحت هى جانبا تسمح لهم بالمرور ثم اغلقت الباب وجلست على اريكة تتقن دور 
ام العروسة تهتف بترحاب 
نورتونا ياجماعة والله ثم اكملت مناديه على العروس
ونس تعالى قدمى حاجه للضيوف وسلمى عليهم
رفع حاجبه ببلاهه ضيوف !!! بينما امير قهقة على 
تصرفات تلك السيدة ثوانى وظهرت ونس تحمل بيدها 
الصينية ترتدى فستانا بلون الزهرى وحجاب من اللون الابيض
يعكس مدى صفاء بشرتها ووجنتيها التى تتورد بالحمرة اصبح فى حالة تيه فوضعت الصينيه امامه ومدت يدها للتحية فسرت رجفة بكامل جسدها فلاحظ خجلها وارتباكها فقرر ان يزيد منهم فهمس بصوت ينسدل كالحرير الناعم على قلبها ببعض كلمات الغزل فكادت ان تذوب من فرط الخجل تحمحمت والدته لتنبها على التعليمات التى أوصتها بها فنفضت يدها سريعا تجلس بجوارها 
رفع انس حاجبه مستنكرا محاولا الثبات قائلا 
كنت جاى النهارده عشان اتقدم على حسب الميعاد المحدد بينا
ايوه جاى تتقدم لأيه مش فاهمه 
فهمنى وظيفة يعنى ولا أيه !
رفع حاجبه وهو يحاول أن يتمالك نفسه ثم اجابها بغيظ 
وظيفة ليه ! كنت جاي القوى العاملة انا بطلب ايد ونس
التزمت الصمت مدعيه التفكير قائلة 
امممممم .. بس انت سمعتك مش اد كده
قهقهة امير عاليا يطرق كفا بأخر بينما هو رمقه بنظرة ڼارية قائلا 
مخصوم منك يومين .. انا طالب ايد ونس على سنة الله ورسولة وانا بنى ادم بقيت ملتزم 
ممكن توفقى يا ست نوال انا طالب ايديها
تحدث امير بتلقائية وهو يمزح 
بس يا
زعامة حلوه انس و ونس دول من السجل 
الاسامى ديه
ضحكت ونس و نوال ثم قالت 
حلوه يا واد يا امير دمك عسل عشان كده بحبك
اما هو انقض يقبض على تلابيبه يسحبه خلفه للخارج
ثم فتح الباب ودفعه للخارج وهو يتمتم 
مخصوم منك اسبوع انا غلطان انا جبتك معايا امشى يلا من هنا
قائلا 
موافقه بيا ولا لأ قولى
اجابته بصوت بالكاد يكون مسموع 
موافقة
اخرج من جيبه سريعا علبة قطيفة حمراء بها خاتم خطبة ثم قام بتلبيسها ناظرا لوالدته 
بتعرفى تزغرطى زغرطى
ثم
اكمل حديثه 
انا عرفت ليه ربنا مكرمناش باخت بنت. ده 
انتى كنتى هتعنسيها جنبك
اما هى كانت فى عالم اخر عالم احلامها الوردية لا تصدق ما يسير معاها ايعقل أن يعود لها الأمل فى حياة ثانية بعشق يضرب قلبها ليقلب جميع موازين حياتها 
هى الأن تعوض كل ايام الوحدة والفقد بحب ينبض بين ثنايا صدرها شعور لا يضاهيه اي شعور 
فداخل عيناه يكمن معنى الأمان السند العوض
انتفضت على زغروطة نوال تبتسم باستيحاء
جلس أنس فى المقعد أمام ونس بعد أن انصرفت 
والدته يتفحص وجهها بدقة يريد رؤية لون عيناها الغريب توقف العالم
 

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات