تائهة بين جدران قلبه بقلم دعاء فؤاد
كثيرا لعودته و حمدت الله ان زينة انتهت من ذهابها للشركة قبل مجيئه حتى و ان باءت مهمتها بالفشل فيكفى أنه عاد و وجدها كما تركها.
اجتمع ثلاثتهم على مائدة الطعام فقال جلال ياااه.. وحشتنى اوى اللمة دى ياما.
الام حمدالله على سلامتك يا حبيبى... و هتستلم الشغل امتى بقى!
جلال بحماس مدير امن الشركة مبسوط اوى منى و ادانى اسبوع اجازة قبل ما استلم الشغل هنا.
قبل ظهر يدها قائلا تعيشى ياما.
ثم نظر لزينة فوجدها تأكل بشرود تام فقال لها مالك يا زينة.. سرحانة ليه كدا.
زينة بتلعثم ها... لا ابدا مش سرحانة و لا حاجة.. ثم أكملت بابتسامة مصطنعة دا انا حتى مبسوطة اوى انك رجعتلنا بالسلامة.
رد عليها بهيام الله يسلمك يا زينة البنات.... بس انتى اتغيرتى اوى يا زوزة.. انتى عاملة رجيم و لا ايه!
ضحك جلال و قال انا نفسى اشوفك مفشولة... انا من يوم ما وعيت عليكى و انتى كدا.
ردت سهام لانقاذ الموقف ما هو اكيد هتتخن من الاكل و النوم و القعدة يا جلال.. من يوم ما انت مشيت و هى يعتبر محپوسة ف اوضتها.
نظر لزينة و قال لها بحب و لا تزعلى يا زينة البنات.. ايه رأيك أفسحك النهاردة.
جلال مش مشكلة ياما كله يهون عشان خاطر عيون زينة.
ردت بسخرية طب يا حبيبى خلى الفسحة دى بعدين و ريحلك شوية عشان تنزل تشوف الصالة ناقصها ايه انا حيلى اتهد فيها لوحدى من يوم ما مشيت.
جلال حاضر ياما... اللى انتى عايزاه هعمله.
هقوم انا شوية بقى و ع المغرب كدا صحينى عشان اشوف الدنيا ماشية ازاى ف الكباريه.
ردت الام ماشى يا حبيبى.. نوم العوافى.
بينما زينة تنفست الصعداء بعدما انصرف و قامت بجمع الاطباق و غسلها ثم عادت لغرفتها لتعتكف بها و تفكر بيوسف و تتمنى لقائه فذلك أصبح ديدنها.
الفصل التاسع و العشرون
فى شركة آل سليمان...
يوسف هتجوز الاتنين..
يحيى پصدمة انا مبقتش فاهم حاجة.. دا عمك يروح فيها.
يوسف افهمنى و ركز معايا كويس اوى يا يحيى.. أنا هتجوز زينة فى السر من غير ما عمك او سهيلة او اى حد يعرف هى كدا كدا مالهاش حد ابوها و امها متوفيين يعنى قرارها من دماغها و انا هعرف أقنعها بالجواز.
يوسف بحزم يحيى متحاولش معايا.. انا خلاص اخدت قرارى و مش هرجع فيه... انت مش حاسس بالعڈاب اللى انا عايش فيه من أخر مرة شوفتها انا مش هفضل عايش ف الڼار دى كتير.. خلاص معادش عندى صبر.
صمت يحيى يحاول ان يستوعب قرار أخيه فاسترسل يوسف قائلا أنا هروح لزينة النايت كلاب بعد المغرب ان شاء الله.. هتيجى معايا و لا أروح لوحدى!
يحيى باستسلام هاجى معاك طبعا مش هسيبك تروح المكان دا لوحدك.
يوسف خلاص انا ورايا شوية شغل هخلصهم وعايزك تحجزلى جناح فى فندق بس يكون بعيد شوية و تتفق مع مأذون و شاهد من البودى جارد و يكونو جاهزين على بالليل.. اوكى!
يحيى بقلة حيلة رغم ان انا مش مطمن للى ناوى تعمله دا... بس حاضر اللى قولت عليه كله هعمله.
يوسف اوكى.. روح يلا دلوقتى ظبط الدنيا و استنى منى تليفون بعد المغرب عشان نروح لزينة.
يحيى ماشى يا يوسف.. ربنا يستر.
يوسف بابتسامة مطمئنة هيستر ان شاء الله .
فى الملهى الليلى...
استيقظ جلال عند الغروب و بدل ملابسه و نزل الى صالة الملهى ليتفقد كل ما ينقصه من مشروبات محرمة و يشرف على نظافة المكان و فى تلك الأثناء كان يوسف و يحيى و معهما بعضا من رجال الحراسة الخاصة بهما قد وصلوا لتوهما الى بوابة الملهى فوقف كل منهما ينظران للواجهة المضيئة بالانوار و الملصق عليها صور لبنات ينظران باشمئزاز فقال يحيى راجع نفسك يا يوسف... انت مش شايف المناظر المقرفة دى
رد باصرار اللى انا شايفه دا هيخليني اتمسك اكتر باللى ناوى اعمله.. انا مش هسيب زينة تعيش ف المكان دا تانى يوم واحد بعد النهاردة..تعالى يلا ندخل.
دخل الشقيقان و خلفهما الحراسة فكان مشهد دخولها مهيب فلفت المشهد انتباه جلال فسار باتجاههما مرحبا بهما ظنا منه انهما زبونين ثريين فقال يا اهلا و سهلا بالبشوات.. نورتونا يا بشوات المكان هيعجبكو هنا اوىو ان شاء الله مش هتغيروه تانى.
نظر الشقيقان لبعضهما مشمئزين من المكان و الزبائن و من جلال نفسه فهمس يحيى لأخيه ايه دا!.. هو فى كدا!
رد عليه شقيقه ربنا يحفظنا.
جلال بحماس اتفضلو.. اتفضلو انا بقى هخترلكو أحسن ترابيزة فى الكباريه اتفضلو معايا.
أجابه يوسف بجدية انا عايز زينة.
جحظت عينى جلال و احتل الڠضب ملامحه و اشتدت قبضة يده حتى برزت عروقها و قال له بالهدوء الذى يسبق العاصفة و سيادتك تعرف زينة منين!
رد يوسف مالكش فيه.. هى فين انا عايزها دلوقتى.
ھجم عليه جلال و أمسكه من تلابيبه و قال له و قد جن تماما و عايزها ف ايه بقى يا روح امك..زينة دى بتاعتى..فاهم.. بتاعتى.
أمسكه الاخر من تلابيه و هو يقول پغضب بتاعتك لزاى يا حيوان انت انت تبقالها ايه أصلا!
رد عليه بصوت جهورى انا خطيبها و قريب اوى هتبقى مراتى.
لكمه يوسف لكمة قوية أطاحت به فإمسكه أخيه و أخذ يدفعه للخلف قائلا يلا يا يوسف.. يلا نمشى من هنا.
نزع ذراعه من قبضة اخيه و رد عليه بعصبية لا.. مش هسيبها..سامع مش هسيبها.
بينما قام احد افراد الحراسة بالاتصال براشد سليمان لانقاذ الموقف ظنا منه أنه هكذا أحسن التصرف أعطاه عنوان الملهى الليلى فاستقل راشد سيارته سريعا التى كان يقودها سائقه يجلس بالسيارة و كأنه يجلس على الجمر و الافكار السيئة تعصف برأسه وصل الى الملهى و وقف لبرهة أمام الباب يستعيد بعض الذكريات السيئة التى كم تمنى أن تمحى من ذاكرته للأبد ثم دخل مباشرة فوجد ابنى أخيه يتعاركان مع شخص لا يعرفه لمحه يحيى فأسرع إليه حتى لا يعلم سبب العراك و قال له و هو يلتقط أنفاسه المتلاحقة عمى...ايه اللى جاب حضرتك هنا!
العم بعصبية شديدة المفروض انا اللى أسالك السؤال دا...ايه اللى جابكو هنا يا بهوات!
ابتلع ريقه بصعوبة يبحث عن حجة لاقناعه بها فقال مفيش حاجه متقلقش يا عمى.. كل الحكاية ان فى موظف ف الشركة كان هنا و حصلت معاه مشكلة كبيرة و ملاقاش حد يساعده أحسن من يوسف فاتصل بيه و قعد يلح عليه انه يساعده و وعده انه مش هاييجى المكان دا تانى.. وانت عارف يوسف مبيعرفش يرفض طلب لحد.
نظر له العم بعدم اقتناع فأسرع يحيى قائلا تعالى.. تعالى يا عمى اوصل حضرتك الفيلا و ان شاء الله مشكلة بسيطة و يوسف هيعرف يلمها..
بينما على جهة أخرى كانت تقف سهام تتابع العراك و تصرخ و تصيح ليقوم أى أحد بنجدة إبنها من يد يوسف و حراسه فألجمتها الصدمة و وقفت فى ذهول تام وسط هذا الحشد من الناس الذين التموا ليشاهدوا هذه المشاجرة بين يوسف و جلال لا تصدق ما ترى بعينيها و أخذت تقلب بصرها بين راشد و يوسف تستوعب الحقيقة التى توصلت إليها رجعت خطوة الى الخلف و كادت أن تفقد اتزانها من هول الصدمة نعم إنه هو .. هو راشد سليمان .. لم يتغير كثيرا الا من بعض الشيب الذى اعتراه و لكنه مازال وسيما بتلك العينين الزيتونيتين التى لم ترث منه تلك المسكينة الا لونهما و الشعر البنى الذى تتخلله بعص الخصلات البيضاء ماذا لو علم ان ابنته مازالت حية ترزق و أن والدها الحاج سيد قد ضلله و كڈب عليه فقد اوهمه ان ابنته ماټت أثناء الولادة و بالطبع اقتنع بذلك خاصة و أنه لم يسأل عنها إلا بعد ۏفاة والدتها بورم خبيث كما ان سيد كان حريصا على ألا تخرج من غرفتها بتاتا ماذا سيكون ردة فعله تجاهها و هى التى اشتركت مع والدها فى حرمان تلك المسكينة من أبيها لأغراضهم الدنيئة والتى لم يستطيعوا تحقيقها لأن الله قد حفظها من نواياهم السيئة .
اختبئت سريعا قبل أن يراها و يعرفها حتى أخذه يحيى و خرج من الملهى فأسرعت ليوسف تتوسل اليه أن يترك ولدها خلاص يا يوسف بيه.. سيبه و اللى انت عايزة هنعملهولك.
صاح بها جلال بتعب و ضعف ايه اللى انتى بتقوليه دا ياما.. مش
هيشوف زينة انا بقول اهو على جثتى.
ردت عليه بخفوت اسكت بقى انت متعرفش دول مين و ممكن يعملو فينا ايه.. سيبه يشوفها احسن ما يقفلولنا الكباريه و يشردونا.
نظر لوالدته باستغراب فأكدت له قائلة يبنى دول ناس تقال احنا مش قدهم.. لما يهدو الكباريه فوق راسنا زينة هتنفعك يا حيلتها!
لم يرد عليها فقد بدأ يقتنع بكلام والدته فتوجهت ليوسف بالحديث قائلة اطلعلها يا بيه الباب من هنا..و أشارت له على
الباب المؤدى لغرفة زينة.
أسرع يوسف بالصعود من حيث أشارت فوجد أمامه باب شقة فطرقه عدة مرات.
تعحبت زينة عندما سمعت طرق الباب فوقفت خلفه و قالت بحذر مين
يوسف افتحى
يا زينة انا يوسف.
يوسف!!... هل تحلم!...لا لا انه صوته فسألت بتأكيد يوسف مين
رد عليها بنفاذ صبر يوسف سليمان.
فتحت الباب سريعا بلهفة و اتسعت ابتسامتها عندما رأته واقفا أمامها بينما هو صعق من مظهرها و أغمض عينيه فورا فهى كانت ترتدى بادى بحمالات يظهر كتفيها و جزء من صدرها وهوت شورت فصاح بها ادخلى غيرى القرف دا..
نظرت لنفسها و ابتسمت على مظهره و هو مغمض العينين و قالت له طيب ادخل اقعد ف الصالة على ما اغير هدومي.
رد عليها و هو ناظرا لاسفل طب ادخلى بسرعة.
ردت عليه بابتسامة حاضر حاضر
رجت له بعد ان أبدلت ملابسها لاحدى الفستانين الذى سبق و أهداها بهما و لكنها لم تغطى شعرها فتغاضى عن ذلك مؤقتا و قال لها يلا تعالى معايا.. احنا لازم نمشى من هنا بسرعة قبل ما المتخلف اللى تحت دا يطلع.
زينة تقصد مين..جلال
يوسف معرفش اسمه ايه.. يلا يا زينة.
زينة بحدة يلا فين بالظبط.. هو مش خلاص كل واحد راح من طريق
و انت بنفسك اللى قولت ان طرقنا مختلفة و عمرها ما