روايه حصريه بقلم ډفنا عمر
حابة اشتغل يا عمي اي شغلانة تعيشني منها أتسلي ومنها يبقا ليا قرش من عرق جبيني لو عايزني أعيش وسطيكم مرتاحة ساعدني وهتكون خدمة مش هنساها ابدا.
و شخصت عيناها قليلا وهي تغمغم أنا عاهدت نفسي أكون قوية وقد ظروفي كل حاجة فيا كرهتها وخلتني ضعيفة هغيرها أعتمادي علي نفسي دي اول خطوة هتتحسسني القوة واني مبقيتش ضعيفة زي ما كنت.
بجد يا عم سلامة لقيتلي شغل
ابتسم الرجل بوقار وهو يستقبل فرحتها بحنان غامر طبعا يابنتي وشغل حلو كمان هطمن عليكي فيه هتشتغلي في صيدلية هتبيعي العلاج وتدي حقن في واحدة هناك هتعلمك كل حاجة الصيدلية في نفس المنطقة كلنا هنروح ونيجي عليكي اي وقت وهتبقي تحت عنينا.
_ اللهم امين ويعوضك خير يا أشرقت أن شاء الله.
استيقظت اليوم التالي وهي بقمة النشاط كي تتأهب لأول يوم عمل لها في الصيدلية ياله من شعور بالرضا والراحة يغزوها بعد حصولها علي تلك الفرصة.
مش هتفطري يا أشرقت
ثم انحنت تلثم يدها باحترام دعواتك ليا يا خالتي بالتيسير ده اول شغل ليا انا عمري ما اشتغلت قبل كده.
مرت بكفها علي رأسها بحنان و غمغمت ربنا يوفقك و يفتحلك أبواب الخير كله يا قلب خالتك.
همت بالرحيل ليوقفها زوج خالتها استني يا أشرقت
دني منها ليضع بين كفها بضعة نقود
وقبل ان تهم باعتراض رمقها بتحذير وبعدين مش اتفقنا إني زي والدك ولا هتزعليني منك انتي زي سارة وده اول يوم شغل ليكي خلي القرشين دول معاكي محدش عارف المواقف اللي ممكن تتعرضيلها.
توقفت يدها عن مقاومته وهي تتقبل نقوده لكن عيناها لم تتوقف عن ذرف دموعها وهي تتذوق المزيد من حنانه الذي لم تعتاده من رجل كل يوم يمر تحت كنفه يملأ داخلها فراغ الأب الذي حرمت منه باكرا ودون تردد انحنت تلثم كفه هامسة ربنا يخليك ليا ياعم سلامة انت وخالتي وسارة أماني وسندي الوحيد بعد ربنا.
يعني انبسطي في شغل الصيدلية يا قلب خالتك
صاحت أشرقت والسعادة تغمرها جدا جدا يا خالتي المكان نضيف وأصحابه محترمين خالص والبنت اللي شغالة معايا مونساني وشكلها عشري اوي فكرتني بسارة.
واستطردت باقتراح لقولك بما إنك هتخرجي كل يوم كده هتعوزي لبس كتير ايه رأيك يوم ااجمعة نخرج نشتري كام طقم
أشرقت بقلق كام طقم لا يا سارة ماينفعش اصرف فلوسي كلها في اللبس واحدة واحدة.
_ يا بنتي مټخافيش أنا هوديكي محل حلو اوي في فيصل أسعاره مش عالية وهتعجبك اطمني أنا فاهمة قصدك و أوعدك أظبطك بمبلغ خيالي.
أستسلمت لاقتراحها أخر الأمر قائلة ماشي يا ستي أما أشوف شطارتك.
هتفت سارة بثقة هبهرك يا شوشو.
بمهارة يتقنها جيدا راح يشكل الكرات الخضراء المرصعة بحبوب السمسم والكزبرة و رائحتها الزكية الدافئة تجذب كل من يمر جوارها ان يشتريها و يتذوقها راح رضا يغمس الكرات بزيت ساخن غزير و حدقتاه تكاد لا تحيد عن موضع ولوج زبائن مطعمه الشعبي ذو السمعة الطيبة ينتظر حضور جميلة المقلتان التي تأتي إليه كل صباح تأخذ نصيبها من عجينته الخضراء الساحرة ويأخذ هو نصيبه من سحرها هي راضي بتلك الدقائق القصيرة التي ينالها برؤيتها كل يوم وهي تشتري شطائرها منه صار وكأن صباحه لن يبدأ شروقه إلا عندما تطل هي عليه بوجهها الضاوي.
أتت الجميلة الغامضة تشق طريقها بين الزبائن تبا لهم جميعا ألا يرون الأميرة تمر من بينهم ليفسحوا لها الطريق
ألا يوجد احترام لهيبة جمالها الأخاذ
سريعا ما أضحت قبالته باسطة يدها بعفوية هاتفة
عايزة اتنين طعمية واتنين فول وشوية مخلل.
ليأخذ منها النقود مغمغما و واحد بابا غنوج مني للانسة.
رفعت أحد حاجبيها الجميلة باعتراض أنت هتبقشش عليا يا جدع أنت
استقبل سخطها الذي كشف عن عفة نفسها صائحا وهو يستغل تقديم نفسه لها گ فرصة جاءته علي طبق من ذهب
انا أسمي رضا يا ست البنات وانا هدفي نعمل واجب مع الغريبة عن حارتنا اللي نورتنا.!
صاحت بتهكم ما غريب إلا الشيطان يا أخينا خليك في حالك أنا مش بقبل واجب من حد معرفوش.
رد عليها مبتسما رغم حدتها خلاص ماتزعليش نيتي خير والله دقايق واجهز طلبك بنفسي اتفضلي ارتاحي هناك لحد ما أخلصه!
انزوت أشرقت تنتظر تجهيز شطائرها بعين شاخصة تتفكر في حالها الأن ها هي تمارس عملا شريف يكفيها شړ الحاجة ويعفيها من أن تصبح عبء على العم سلامة و خالتها لا تحتاج منهم غير الأمان والونس والرفقة تدعوا الله سرا أن يدوم استقرارها وسعادتها تلك وألا يعكر صفوها شيئا.
_ اتفضلي ياست الكل!
فاقت على صوت رضا ينزعها من شرودها وهو يقدم لها شطائرها التي فاحت برائحتها الزكية فتمتمت بشكر مقتضب وغادرت فراقبها بعيناه البنية المولعة برؤياها وغمغمته الهامسة لذاته سرا ياترى حكايتك إيه ياست البنات! وليه النصيب رماكي في سكتي تاني بعد ما شوفتك صدفة!
الفصل الثامن.
______
تمدد جسدها الهزيل باسترخاء فوق فراشها والتعب احتل عظامها أخر الليل تطوعها لتفعل كل شيء نيابة عن زوجة أبنها قمر نال من صحتها وقوتها التي نضبت لم تعد قادرة على منح المزيد خاصتا وزوجته لا تراعي لها عمرا تتركها تفعل كل أعباء منزلها وتطهو طعام غدائهما كل يوم حتي حفيدها هي من ترعاه وتحممه وتشرف علي طعامه.
تخاف أن تستمر بتغفيل أبنها رفعت فتضره دون أن تقصد هل الأجدر بها أن تدعه يكتشف مساويء زوجته التي تتفاقم يوم عن يوم أم تستمر بما هي عليه وتضلله كي لا يخترب بيته العامر ولكن هل هكذا تعمر البيوت
خواطرها الحائرة أرقتها وسلبت النوم من مقلتيها الذابلة ورغم تعبها الشديد هذا نهضت تتوضأ لتصلي وتستخير الله في أمرها.
___________
غمغم بعد لاك بعضا من طعام الغداء
أخبار أخوكي عزت ايه دلوقت بعد ما طلق أشرقت.
ابتلعت قطعة خبز قبل أن تتنهد بحسرة أخويا بقي مسكين يا رفعت أمي بتقولي مش داري بنهاره من ليله كل يوم يجي وش الفجر ينام ويصحى يخرج تاني بقا ولا شغل ولا مشغلة.
لم يبدو عليه أي ذرة تعاطف وهو يغمغم ببرود يمكن ربنا جزاه عشان اللي عمله في مراته.
رغعت عيناها تحدجه قمر بحدة هاتفة أنت شمتان في اخويا يا رفعت! و هو كان عمل فيها ايه ان