الجمعة 29 نوفمبر 2024

روايه حصريه بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 21 من 94 صفحات

موقع أيام نيوز

متقلقيش القاعة قريبة حتي مش محتاجين نركب حاجة.
_ يا سلام عايزانا نمشي في الشارع واحنا قمرات كده ده احنا نتخطف يا ماما.
قهقهت أشرقت وهي تلكزها مع قولها بحب فيكي ثقتك في نفسك اوي يخربيت حلاوتك.
مر ليشتري غرضا ما ليقف متسمرا في مكانه بغتة وهو يلمحها قادمة مع قريبتها من بعيد يالا حظه السخي الذي جعله يمر من هنا بهذا التوقيت كل الطرق تؤدي إليها وتجمعه بها دائما ها هي تتهادي مقتربة گ الفراشة بثوبها الرائع مع قريبتها أين هم ذاهبون يا تري رآهما يشيران لإحدي سيارات الأجرة وسريعا ما اختفوا داخلها مرت السيارة جواره فلمحها جيدا وجهها كان يبرق من جماله. 
انطبعت صورتها الخاطفة هذه في صفحة عقله كأنها مازالت أمامه بعين خياله يتأمل تفاصيلها وبسمتها الهادئة الناعمة عجبا كل العجب! 
مشاعره تجرفه لتيارها بشكل لم يحدث له من قبل.
لما لا يعلن عن رغبته المشروعة بها ما الذي ينتظره
لديه شقة تمليك مناسبة ورثها عن أبيه وعمله يمضي بشكل جيد وميسور الحال ما الذي يمنعه أذا أن يكمل نصف دينه فليخطو تلك الخطوة الحاسمة مادام اختبر مشاعره نحوها بالقدر الكافي لعلها تضفي لحياته لمسة حياة جديدة يحتاجها رجلا مثله لم يخض أي تجارب او يرتكب عبثا يغضب الله.
عادا من خطبة دينا بمزاج رائق يمزحان ويتضاحكان فقابلتهما الخالة بحنان يسلملي العصافير الحلوين حبايب قلبي اتبسطوا
في الفرح يابنات
سارة أوي يا ماما ودينا كانت زي العسل.
أشرقت اه والله كانت قمر عقبال ما تفرحي بسارة يا خالتي.
_ عقبالكم انتوا الاتنين يا حبيبة خالتك. 
صاحت أشرقت بانزعاج الله يكرمك ياخالتي بلاش الدعوة دي وسيبيني في حالي انا كده زي الفل بلا جواز بلا هم. انا جربت حظي وخلاص خلصنا مش هعيدها تاني.
رمقتها خالتها مليا دون ان تخوض بالمزيد لكل شيء آوانه وأشرقت لا تزال تعاني من أثر ما كان عليها 
ما تعرضت له نحت بها شخصية جديدة وغريبة عليها الڠضب والقسۏة يتوهجان ويتصارعان بمقلتاها دائما هي تبحث عن القوة وتخاف خوض تجربة زواج تسلب منها ما اكتسبته و قد عاشت عمرا تتلحف بعباءة الضعف والخنوع من يلوم سجين يحارب لأجل حريته وقد انبثق من بين جدرانه المعتمة نورا هزم حجيم أسره سنوات وسنوات
تنهدت الخالة وانسحبت من بينهم داعية الله سرا أن يرزقها العوض الذي تستحقه و أن يهيء صخرة قلبها المتحجر هذا لمطر العطايا الذي سيهطل عليها يوما ما ويروي روحها المتعبة.
____________
بعد تقصيه علم ان العم سلامة يأتي كل مساء للمقهي في توقيت محدد فقرر أن ينتهز الفرصة ويذهب ليحدثه في أمره دون تأجيل فلم يعد لقلبه صبرا علي ذلك.
السلام عليكم يا عم سلامة
رفع العجوز عينه ليبتسم بوقار قائلا وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ازيك يا رضا يا ابني عامل ايه
_ الحمد لله في خير ونعمة. 
ثم تنحنح قبل ان يقول معلش يا عمي لو هعطلك بس كنت عايزك في كلمتين.
أفسح له المجال وهو يشير له كي يجلس قبالته مفيش عطلة ولا حاجة يا ابني اتفضل. 
ضايفه العم بكوب شاي قبل أن ينصت له باهتمام فيما يريده. 
_ خير يا رضا يا ابني كنت عايزني في ايه
تنحنح ببعض التوتر وهو يحاول ترتيب أفكاره وما سوف يقوله للعم فغمغم أخيرا حضرتك طبعا عارفني كويس وعارف أصلي و ظروفي كلها الحقيقة أنا بقالي فترة بفكر استقر واكمل نص ديني عشان كده جيت انهاردة اطلب منك إيد الأنسة أشرقت قريبة الحاجة سمية مراتك وتحت أمركم في أي حاجة تطلبها.
مفاجأة حقيقية كانت من نصيب العم سلامة ليس فقط بطلبه لأشرقت بل حين قارنها بلقب أنسة يبدو ان هذا الشاب الخلوق لم يتقصى عنها بالقدر الكافي ولا يعرف بعد أنها سيدة مطلقة وليست أنسة! 
والأمانة هنا تحتم عليه إحاطته علما بكل شيء ما دام راغبا بها.
_ أنت تعرف ايه عن أشرقت يا رضا
_ أعرف انها قريبتكم وعايشة معاكم بقالها فترة بس معرفش السبب لكن مهما كان السبب مش فارق أنا ليا انها كويسة ومؤدبة وفي حالها هو ده اللي لاحظته من وقت ما جت هنا. 
ثم أعلن عن مشاعره دون حياء وبصراحة كده أنا قلبي مايل ليها يا عمي وشاغلة بالي طول الوقت وانا لقيت مفيش حاجة تمنعني إني اتقدم ليها واطلب حلال ربنا عشان كده جيتلك اطلبها وكلي عشم في ربنا ثم فيك إن يحصل نصيب بيني وبينها.
نكس الرجل قليلا بشرود قبل أن يأخذ قراره بالبوح بما يجب معرفته رفع رأسه وهو يحدثه بحسم 
_ شوف يا رضا بما إنك جاي وطالب حلال ربنا يا ابني من حقك تعرف اللي ماتعرفوش عن أشرقت والقرار بعدها هيكون في أيدك يا تفضل علي رغبتك في جوازك منها ووقتها أنا هعرض عليها طلبك يا إما تصرف نظر و كل شيء نصيب.
قبضة قلق قاسېة اعصرت قلب رضا الذي صارت دقاته مؤلمة مثل ضړبات المطارق.
كلمات العم المبهمة لا تبشر بخير.
ما الذي يمكن ان يجعله يصرف النظر عن زيجة أشرقت ورغبته بها بماذا يريد العم أن يخبره وما الخافي عنه ويجب ان يعلمه حتى يقرر ان يمضي أو يعزف عن أمرها! كيف يعزف عنها بعد أن تعلقت روحه بها گ الطفل الوليد!
كيف!
___________
الفصل التاسع
____________
فيوض أحلامه الوردية تحطمت علي صخرة صډمته بما كشف عنه الستار فكاد يغرق دون رحمة تخيلاته التي رسم بها حبيبته عذراء تبعثرت بعد ما صار يدركه عنها.
حبيبته تزوجت من قبل!. 
حبيبته سيدة مطلقة!
حبيبته وطأ أرضها أحدا قبله!
دمغ روحها قبل جسدها بصمة رجل أخر
أي عذاب هدا الذي تتلظى به روحه حزنا
عذرية قلبه التي أريق أملها ترفض بذهول ما علمه.
الأن أيقن سبب سحابات الحزن التي كانت تسكن عيناها الجميلة أدرك سبب عدوانيتها وحدتها معه. 
يالا قساوة قدره عليه بعد أن ظن الدنيا عروس تفتح له ذراعيها بعد أنين الشوق ليجد عناقها گ ضمة قبر تضيق زواياه حتي تكاد تزهق أنفاسه من صدره. 
هوة شتاته وشروده العميق يبتلعانه لينفصل عن واقعه أسيرا بين أفكاره عاد لبيته دون أن يدري كيف ترجل خطواته استرخى فوق فراشه ينظر بهدوء لأعلى خافيا بصدره بركان ثائر ليرى ما أشعل عڈابه أكثر صورة وجهها الجميل تحتل سقف غرفته عن أخره أين يهرب من تلك الملامح التي نقشت علي جدار روحه.
أين يهرب من تأثيرها المهلك عليه
ليصدح في عقله سؤال أخر. 
هل حقا يريد الهروب ويآبى أن تظل حبيبته
أم الإنسحاب من عالمها هو قراره الحاسم
لا يدري هو مشتت ضائع ممزق بين رغبة خافقه المتعلق بها
وبين عقله الذي يحرضه أن يبتعد وأنها لا تليق به.
هو يستحق عذراء مثل قلبه.
ټصارع أمواج خواطره أصابه بالدوار ثقل جفناه واستسلم للنوم هروبا من چحيم الحيرة والحزن الذي اعتراه. 
لعله يستيقظ بمعجزة وقد انمحى عشقها من قلبه. 
أليس الله بقادر أن يرحمه من هذا الچحيم 
_____________
يعني حكيتله كل حاجة!
أجاب تمتمة زوجته قائلا كان لازم يعرف يا سمية من حقه مادام طلبها في الحلال. 
تنهدت بحسرة هاتفة تفتكر هيتمسك بجوازه منها
غامت عيناه بغموض مع تمتمة خاڤتة الله أعلم.
نكست رأسها
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 94 صفحات