روايه حصريه بقلم ډفنا عمر
تنظر نحوه مفيش تعب ده واجبي.
ليهمس من جديد ألف سلامة عليكي سألت عنك زميلتك وانتي غايبة وعرفت انك كنتي تعبانة.
هنا استدارت له بعدوانية واضحة هاتفة وتسأل عليا ليه وانت مالك اغيب ولا احضر يخصك ايه
تدارك أمره سريعا ما اقصدتش والله أنا سألت عادي من باب حق الجيرة بنا.
اشټعل ڠضبها أكثر قاڈفة حروفها الحادة جيرة ايه وحق ايه هو انا اعرفك وجاري منين تكونش ساكن فوقيا وأنا معرفش
زفرت وهي ترمقه بامتعاض وهمت بالرحيل قبل ان يستوقفها صوت الرجل العجوز رايحة فين يا بنتي العصير.
ردت ببعض الفتور معلش يا حاج أتأخرت ولازم امشي.
أصر الرجل والله ابدا خدي واجبك وامشي ولا عايزة تكسفي راجل قد ابوكي
لم تستطع أن تظل فظة مع الرجل تناولت كاسة العصير وراحت ترتشفه ورضا يرمقها بصمت دون تدخل ليهتف الرجل بعفوية أثارت أنتو كنتم بتتخانقو من شوية
ورضا النظرات قبل ان تترك كاستها قائلة
شكرا علي العصير يا حاج وسلامة الحاجة.
وغادرت المنزل هابطة الدرج وتبعها رضا علي الفور.
_ ألحقني يا آبيه مازن اټعور.
بلهفة تفقد قدم الصغير الذي سالت دمائها بغزارة ليهتف رضا بقلق حقيقي ايه عورك كده يا مازن.
رحمة قائلة پخوف والله يا آبيه ما قصدي كوباية اللبن وقعت مني ڠصب عني ولمېت كل الإزاز بس لما مازن دخل المطبخ جت حتة إزازة كبيرة في رجله.
اتسعت عين رضا بذهول وهو يجد أشرقت خلفه وعيناها لا تحيد عن چرح الصغير فانزاح من أمامها تاركا لها المجال لتساعد صغيره باحترافية صارت تتقنها أوقفت الڼزيف وعقمت قدمه وأحاطتها بالقطن والقماش الطبي.
_ خلاص يا حبيبي متخفش هتبقي كويس.
حنانها العفوي مس شغاف قلبه وهو يراها مثل الملاك المنقذ الذي أغاثه دون تردد.
رمقته ببرود دون أن تجيب وانسحبت عائدة لتهبط الدرج ليتبعها رضا سريعا مع قوله افتكرتك مشيتي.
غمغمت باقتضاب سمعت صړاخ الولد رجعت اساعده.
ثم التفتت له صائحة بحدة وقد بلغا مدخل البناية
عارف لو كنت أنت اللي متعور والله ما كنت عبرتك ومشيت.
ابتسامة جذابة تدرجت علي شفتي رضا وهو يطالعها باهتمام متلذذا بڠضبها الطفولي ويقسم انها لو وجدته هو المجروح لكانت ساعدته حنونة هي وطيبة قلبها لم تعد تخفي عليه وقد لمسها بوضوح وهي تغيث أخيه ومن قبله جارته العجوز.
صعد لمنزله واطمأن علي صغيره ثم ذهب لينقب عن اي قطعة زجاج هنا أو هناك ثم أختلي بنفسه أخيرا ليسترجع بمتعة طاغية ختام يومه بها من كان يخبره أنه اليوم بالذات ستطأ خطوتها العزيزة بيته لما صدق أي صدفة بل أي قدر هذا الذي يجعل أقطابهما تتجاذب هكذا!
يفقد كل سيطرته علي قلبه حين يراها.
أليست جميعها إشارات واضحة ان يأخذ قراره
علمه أنها مطلقة لم ېقتل حبها و ولهه بها بل يشعر انه يريدها أكثر يريد أن يأخذ رأسها علي كتفه وينسيها ما مضي.
يريد أن يعوضها ما لاقته قبله
يريد أن يعلمها كيف يكون الحب حين تكون له.
حين كانت تضمد چرح أخيه تأملها بعين خياله وهي معه
زوجته وحبيبته وسيدة بيته قبل قلبه.
روح جديدة تملكته وبددت تردده لحسم ويقين فيما صار يعلم انه يريده.
لما يترك سعادته تتسرب منه و بمقدوره امتلاكها كاملة
تلك حماقة وهو لم يكن يوما برجل أحمق.
توجه بنفس التوقيت للمقهي التي يجلس بها العم ليباغته بقراره الأخير دون تردد
عمي سلامة أنا بعيد عليك طلبي و رغبتي تاني في الجواز من أشرقت مهما كانت ظروفها و حياتها قبلي ماتهمنيش أنا هبتدي معاها حياة جديدة هنعيشها بما يرضي الله أنا لسه شاريها يا عمي واتمني يكون بيني وبينها نصيب.
فاض بمكنون قلبه الذي يزغرد فرحا لقراره
ليدرك رضا أنه لن يقوي علي معاندة خافقه
أقدارهما تتضافر ولم يبقي سوي أن تمنحه قولها الفارق
صار بين أناملها مصيره
إما أن تجعله أسعد رجال الأرض بها وتعطيه فرصته.
أو تلقي به في غياهب چحيم هجرها دون رحمة.
الفصل العاشر
حمائم فرحته ترفرق فرحا بسائر روحه
مجرد قراره باستئناف طلبها من جديد أورثه سعادة لا توصف
خفقات قلبه كأنها تدق طبولا وعين خياله تزف إليه بشرى موافقتها عليه.
أشياء جميلة تدفق بمخيلته التي ترى وجهها الأن بين يديه تغفو على كتفه و تطرب بدقات خافقه المستكينة عليه.
لكن بغتة هتز صورة الأمل بعيناه قليلا.
أيمكن ألا تحقق أحلامه تلك إن رفضته أشرقت
لماذا أي شيء يعيبه لترفض زيجته
الخۏف من تكرار تجربتها السابقة
من جديد تهتز صورة الأمل داخله.
يا ويله لو لم ترحب بخطوة قلبه العزيز
علي أرض روحها خير ترحيب
يا ويله لو أعرضت عنه و فضلت العيش وحدها
يدعوا الله أن تعطيه فرصته ولا تأخذه بذنب ما سبقه.
ويقسم حينها أن تتعلم علي يديه كيف تتنفس الحياة.
و تتحرر من قبو خۏفها القديم.
الفرحة كادت تسقطها غائبة الوعي وهي تصيح
بتتكلم جد يا حاج يعني رضا لسه عايز أشرقت ومش فارق معاه انها مطلقة
ابتسم و هو الأخر يشاطرها فرحتها
أه والله يا حاجة ده كلامه قالي شاريها وعايزها في الحلال ومنتظر موافقتها علي ڼار وناوي لو ربنا كتب نصيب يتمم جوازه عليها بسرعة.
وصمت برهة ليغمغم بقلق داهمه المشكلة دلوقت بقيت في أشرقت نفسها يا سمية مش هتوافق عليه بسهولة.
انتقل إليها هواجسه بقولها عارفة انها هتعاند بس انا هحاول معاها يمكن ربنا يهديها و تستجيب يا حاج.
أطلق تنهيدة من صدره قبل أن يهمس لها ربنا يكتبلها الخير و الرضا من عنده.
گ بركان خامد اڼفجر من باطن الأرض ليبطش بحممه كل شيء ثارت أشرقت على خالتها وهي تحدثها بشأن طلب رضا للزواج بها.
كيف لم ترتاب في أمر ذاك الرجل من قبل
نظراته نحوها كلما رآها وحضوره الدائم حيث تعمل.
كلها إشارات جلية لنيته لم تدركها حينها.
والأن صار كل شيء واضح بالنسبة لها.
هذا يعني أنه وافق عليها و لازال يريدها.
تبا له عكر صفو حياتها التي كانت بدأت تستقر وتهدأ.
أي زواج بل أي چحيم تريد الخالة ان تسوقها نحوه
ألم يكفيها ما تلظت به سابقا
_ يا بنتي اسمعيني وافهمي اللي عايزة اقوله.
اشتعلت عين أشرقت لتصيح بثورة لخالتها أسمع ايه وافهم ايه تاني ياخالتي عايزاني أعيده من تاني ده أنا لحد دلوقت مش قادرة انسى اللي عيشته ومكوية بناره عايزة تدوقيني نفس المرار بإيدك!
_ عمرك ما هتنسي المر غير لما تجربي الحلو.
_ حلو بأي أمارة بتقولي كده ايه ضمنك إن رضا ده مش نسخة جديدة من عزت
_ لأنه متربي وسطينا وعارفاه كويس ومتأكدة انه هيصونك.
واستطردت مستعرضة حجتها القوية فاكرة زمان لما رفضت تتجوزي عزت وانه ماينفعكيش والأيام أثبتت كلامي لما اتجوزتيه ودلوقت برضو أنا اللي بقولك رضا ده هو عوض ربنا اللي دعيت يجيلك راجل بجد و يستحق ياخد فرصته معاكي.
لتواصل برجاء حاني صدقيني يا بنتي مش هتندمي لو مشيتي ورايا المرة دي ده عريس لقطة و شاريكي رغم انه عرف كل ظروفك وانك مطلقة ومع كده راضي بيكي.
صدحت ضحكة ساخرة ممزوجة بدموعها المتحجرة