روايه حصريه بقلم ډفنا عمر
الوغد يتعدى على حبيبته يشكر الله ويحمده ألف مرة لأنه أتاها في الوقت المناسب رغم إعراضه الليلة بالذات عن المجيء إليها.
لكن عيون قلبه أدركت خطړا مبهما جعله ينتفض من نومه المصطنع ويطير لاهثا إليها وكم صدق حدث هذا القلب.
رؤيتها وهي گ العصفورة ترتجف خوفا بين ذراعي ذاك الحقېر أورثه جنونا لا تزال قبضتاه تسدد الضړبات دون وعي وعيناه متقدة گ
مخيفة گ بئر مظلم.
_كفاية أرجوك عشان اخواتك اللي في رقبتك يا ابن الناس.
من جديد تصيح أشرقت عليه بړعب والمزيد من الډماء والكدمات تنتشر بوجه عزت الذي خارت قواه أمام جبروت رضا الغاضب وهو يواصل تأديبه جراء ما تجاوزه معها.
لو بتحبني سيبه يا رضا
تصلبت قبضته المضمومة فجأة معلقة في الهواء حين لفظت حبيبته جملتها السابقة بأسمه أستجدائها أرجف قلبه وزلزل خفقاته لوهلة تخلى عن حذره واهتزت أهدابه وهو يحيد بعينان تبدل اشتعالها الثائر بنظرة تقطر سيلا من الحنان إليها غير مصدق ما سمعه هي إذا تعلم انه يهواها يعشقها يذوب فيها وبها كل مرادفات العشق يهمسها قلبه تلك اللحظة كل التفاصيل أختفت أمام ناظريه ولا يري سواها وعيناها المتسعة تنتقل بينه وبين الأخر الذي على ما يبدو استشعر ارتخاء ذراعي رضا عنه فكانت فرصته الذهبية ليهرب سريعا وهو يدفعه عنه بأخر ما تبقى من قواه راكضا للنجاه بنفسه من براثن ذاك الأسد الهائج الذي كاد أن يسلب منه أخر أنفاسه!
صاحت وهي تمسد جبهتها لتزيل قطرات العرق المنثورة من انفعالها السابق ده الزفت عزت طليقي.
_ عايز منك ايه
باقتضاب تسائل رغم بركان غضبه الذي عاد يثور داخله فتجيبه بضجر معرفش بس شكله مش ناوي يسبني في حالي ھيموت مني عشان خلعته وفضحته في كل حتة وعريت حقيقته للناس كلها
جميعهم ليس اهم أمان.
همت بالمغادرة ليصلها صوته الهامس خلفها فتلتزم موضعها
همسته كانت فريدة بدفئها العجيب العاتب.
همسة مزجت طغيان عشقه الذي رفضته وزهدت به ورجفة رجاءه الذي يستجدي أمل عدولها عن رفضها.
رفضها الذي يذبحه كل ليلة ولا تزيده الأيام إلا لوعة بشوقه واحتياجه لها.
شيئا ما بصوته جعل قلبها يرق لعتابه و يصدق لهفته وعاطفته رغم إنكار عقلها الذي برز صوته بقوة في ضميرها محاربا أرتباكها الواهن بشأنه.
ظل يرمقها بنظرة عاتبة وقلبه يزرف العبرات بصمت رفضها الصارخ گ سهام قاټلة تنغرز بخافقه دون رحمة.
قطع صمته متمتما باقتضاب وهو يتقدمها بخطوتين اتفضلي عشان أوصلك ممكن طليقك يكون برة ويهاجمك مرة تانية.
همت وشبح اعتراض احمق يتملكها لتتوقفت الحروف بحلقها و رضا يرمقها بتحذير قبل ان يصيح بصوت صارم فقد لينه وصبره بقولك ايه أنا معنديش أي طاقة ابذلها عشان اتحايل على حضرتك تسمحيلي أوصلك بيتك لأن ده شئ مفروغ منه أنتي لسه في خطړ فياريت توفري عنادك وجدالك و وقتي وتتفضلي معايا لأن مش هسيبك غير قصاد بيتك مفهوم!
زمت شفتيها وهي ترمقه بغيظ مكتوم وعقلها بحسبة سريعة يقر أمام عيناها مخاطرة حقيقية إن رحلت وحدها احتمالية وجود عزت بالخارج لا يمكن تجاهلهافليكن.
لن يضيرها شيء إن تبعها هذا الرجل لمنزلها وبهذا القرار تجاوزته بكبرياء ملتقطة حقيبتها فتبعها رضا بزفرة حانقة لكن بغتة استدارت له متسائلة باهتمام بس أنت إيه
اللي جابك السعادي لمكان شغلي في العيادة
________
عاد لمنزله راقدا بإرهاق فوق فراشه منهك مما حدث ولا يصدق إلى الأن ما كاد يصير لحبيبته لولا رحمة ربه حين سخره لينقذها في الوقت المناسب راح يتذكر رده على سؤالها الأخير عن سبب وجوده في مكان عملها بهذا الوقت.
كنت معدي صدفة
هكذا كان جوابه المقتضب وكم كان كاذب!
تآبى كرامته أن يخبرها أنه يأتيها كل ليلة ليتتبعها
ويؤمن بنفسه طريق عودتها سرا.
ولا هتجوزك ولا انت ولا غيرك أنا بكرهكم كلكم سيبوني في حالي بقا حرام عليكم
تذكرها بصوتها الغاضب فتجدد حزنه الشديد لرفضها الذي مازال قاطع ووعد ذاته انه لن يكرر طلبه مرة أخرى حفاظا علي كرامته ويدعوا الله أن ينزعها من قلبه حتى يعود له سلامه مرة أخرى وإن كان ليس مخلصا في دعوته تلك.
لا تزال روحه الهائمة تصرخ بها وتتمناها.
_ انت جيت يا آبيه
ألتفت متعجبا لشقيقته الصغيرة مع قوله
رحمة! إيه مصحيكي لدلوقت يا حبيبتي.
اقتربت وهي تفرك عيناها المكحلة بالنعاس
نمت واما صحيت أشرب لقيتك مش نايم هنا استنيتك شوية ومش جيت.
ربت علي كتفها بحنان طب اديني جيت اهو يلا روحي نامي عشان بتصحي بدري.
منحته قبلة وهمت بالمغادرة قبل ان تلتفت بتساؤل يشف مدى حنانها الأمومي البريء رغم صغر عمرها
أنت زعلان من حاجة يا آبيه
رمقها مليا ورغما عنه شرد بما في خاطره هامسا بشخوص
مفيش حاجة مزعلاني.
دنت الصغيرة منه مقبلة خده برقة ثانيا مع صوتها الطفولي
يا رب ما حاجة تزعلك أبدا يا آبيه عشان لو انت مضايق أنا كمان هكون مضايقة.
لم يملك أمام عاطفتها النقية هذه إلا ضمھا بحنان طاغي رابتا علي ظهرها مع قوله طول ما انتم في حياتي أنا بخير يا حبيبتي يلا بقا نامي وأوعدك اخر الاسبوع أخرجك انتي ومازن زي المرة اللي فاتت.
ابتعدت عنه تصفق بحماس بجد!
ضحك قليلا مجيبا قارصا وجنتها برفق طبعا بجد يا سكرة
تنهد بعد مغادرة الصغيرة ثم عاد يشبك كفيه خلف رأسه المستريحة على ظهر فراشه تلاشت بقايا ابتسامته ليحل مكانها حزنه العميق ماذا عساه بفاعل!
مشاعره تسوقه نحوها دون إرادة ويود لو يتتبع أثرها أينما حلت ولا يتركها لحظة واحدة حمد الله انه أتاها الليلة وأنقدها مما كادت تتعرض له لكن وماذا بعد
خوفه عليها صار أضعافا وطنونه تأكل روحه.
ماذا لو تعرض لها ذاك الوغد طليقها ثانيا
كيف يمنع تسلله إليها من جديد
لا يعتقد أنها