السبت 30 نوفمبر 2024

روايه حصريه بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 31 من 94 صفحات

موقع أيام نيوز

انه يجيب خدامة تقوم بشغل البيت. 
صاحت والدتها بفخر أيوة كده يا بت يا قمر خليكي جامدة وجوزك أخرتها هايجي راكع بيبوس ايدك ويقولك ارجعي بيتك هو في راجل يعرف يعيش من غير ست خصوصا إن ابنكم هيلوي دراعه لما مايعرفش يشيل مسؤليته لوحده.
تهكمت بقولها علي رأيك ياما خليه بقا يوريني شطارته بعد ما..
طرقات علي الباب بترت حديثها فتوجه عزت ليتبين الطارق 
_ رفعت
بنظرة جامدة طالعه الأخير قبل ان يتمتم ببرود
عايز اشوف قمر. 
ببساطة استقبله عزت حامدا الله علي مجيئه من مصلحته ان ينفض من مشكلة قمر ويخرجها من رأسه كي يتفرغ لانتقامه من طليقته الخائڼة تنفس براحة وهو يقول أنا كنت عارف انك راجل محترم وعاقل ومش هتسيب الأمور تطول بينك وبين مرات أكتر من كده. 
رمقه رفعت بغموض مجيبا عندك حق يا عزت مفيش داعي نطول في حكايتنا أكتر من كده والحل في ايدينا.
بغرور تخلل صوتها وکسى نظرتها وضعت قمر كفها وسط خصرها هاتفة وهي تقترب منه وتواجهه بثبات أسمع يا رفعت عشان نكون علي نور من اولها أنا مش هرجع معاك البيت غير بشروطي أولا لازم تجبلي خدامة تنضف البيت وتطبخلي كمان أنا بالعربي كده مبحبش وقفة المطبخ ومش واخدة علي المرمطة وكمان زودلي مصروف الشهر شوية العيشة بقيت غالية وانا بشتري طلبات البيت وعارفة أما ابننا أنا 
_ أبننا هو ده اللي جيت مخصوص عشانه ياقمر. 
لمعت عيناها وتبادلت مع والدتها نظرة ثقة مفرطة مفترضين مجيئه راضخا كما حدثتها الأخيرة منذ قليل لتغمغم له ماله ابننا طبعا تعبك ومش قادر ترعاه لوحدك. 
تبسم لها باستخفاف بالعكس يا قمر ابني مش ناقصه حاجة ولا هينقصه طول منا عايش أمي واخدة بالها منه كويس ومش مقصرة.
اتسعت عيناها ببريق حاقد كيف لم تتوقع هذا!
بالطبع والدته هي من سوف تقوم بدورها وتعترف انها ترعاه منها هي هل تنفلت الخيوط من بين أصابعها بعد أن ظنت أنها أحكمت حلقات مكرها حوله
_ قمر خلينا نتكلم علي المكشوف وكل واحد فينا ياخد اللي عايزه من التاني وبعدها ننفصل بهدوء وبدون مشاكل.
حملقت به بذهول غير مصدقة ان تصل الأمور لهذا المنحدر. 
أي طلاق لم تخطط له أو تضعه بحسبانها فقط تريد العيش برغد وألا تحرم من شيء.
_ أنت بتقول ايه يا رفعت عايز تطلق مراتك بالسهولة دي عشان جيت لقيت طبقين وشوية هدوم متغسلوش وأنا اللي قلت عليك عاقل و 
_ أنا دلوقت بس رجع عقلي يا عزت. 
قالها رفعت عاليا بصرامة حاسمة وهو يعود بحديثه لقمر التي لا تزال مصډومة قمر أنا عارف ان أنا وابنك مش رقم واحد في حياتك انتي أهم حاجة عندك الفلوس وأنا هديهالك بس بشرط. 
تعلقت الأنظار به قبل ان يستطرد راميا الكورة بملعبها تعملي تنازل عن حضانة ابنك ليا وقتها هتاخدي شيك بنص مليون جنيه غير مؤخر الصداق بتاعك وبقيت حقوقك كاملة.
_____________
أسرعت
بغلق النوافذ وهي تتلفت خلفها كل لحظة خوفا من اي مباغتة غادرة ثم دست بحذر بحقيبتها سرنجة كبيرة تدافع بها عن نفسها إن اعترض ذاك الوغد طريقها تقسم ستغرزها بعيناه وتفقعها له لو حاول التعرض لها مرة إخرى أغلقت الباب ومازالت تتلفت بحرص حولها هابطة الدرج لتلمح ضل أحدهم قابع أسفل الدرج رجفت قليلا پخوف لكن سريعا ما تماسكت وأخذت نفس عميق قبل أن تستدير موجهة أبرة المحقن لصاحب الظل الذي كان أسرع منها وهو يقبض على ذراعها بقوة ويطالعها بدهشة اما الذهول الحقيقي كان من نصيبها وهي تغمغم بخفوت أنت
نظر إليها بثبات بعد ان نفض دهشته بعيدا أيوة أنا رضا.
يخيل إليه انها تنفست براحة وهو يرى بريق نظرتها العڼيف يهدأ وتروق سحابة خۏفها وذراعها يرتخي قليلا قبل ان تستعيد شراستها بلحظة واحدة وهي تدفعه عنها هادرة انت ايه موقفك هنا في الضلمة يا جدع انت خضتني ووقعت قلبي وافتكرتك عزت.
ابتسم بجاذبية تلاحظها للمرة الأولي وهو يقول بحنان سلامة قلبك يا ست الكل. 
وواصل بتوضيح أنا عارف وقفتي هنا مش ظريفة بس انا اضطريت اعمل كده عشان لو طليقك حاول تاني يتسلل ليكي ويهاجمك امنعه عنك.
تراقصت ابتسامة طفيفة مترددة علي شفتيها وشعور حلو المذاق ان يهتم أحدا لسلامتها شعور وجد صداه بقلب أنوثتها الضعيفة لكن گعادتها حاربت ابتسامتها قبل ان تكتمل وهي تمحيها وترسم العبوس مع قولها لا كتر خيرك مفيش داعي لأنه مش هيقدر يتعرضلي تاني.
عقد حاجبيه بتساؤل وايه يمنعه
قالت بنبرة فخر بما انجزته روحت القسم قدمت فيه محضر وهناك مضي تعهد انه مش يتعرضلي بسوء تاني.
اعجاب وفخر حقيقي برق بعين رضا وهو ينظر نحوها نظرة طالت بعاطفة واضحة أربكتها لتصيح مبددة ذاك الشعور الذي اغتالها وحتي لو فكر يجي ويأذيني انا كنت هفقع عينه بالسرنجة دي وادافع عن نفسي.
ابتسم برفق لا يخلو من استخفاف بسلاحھا الضعيف 
كنتي هتخوفي طليقك بسرنجة
أخبرته بثقة متطرفة لا تليق بما تحتمي به أيوة طبعا زي ما كنت هعمل فيك دلوقت تنكر اني خوفتك!.
نكس رأسه يخفي ابتسامة أخري قبل ان يعود وينظر لها قائلا لا مش هنكر انك خوفتيني ورعبتيني بصراحة. 
واستطرد ببساطة اتفضلي بقا عشان اوصلك
رمقته مليا لبرهة قبل ان تتحدث بعقلانية غريبة علي طبعها معه ربما فضول لإجابة سؤالها وأخرتها كل يوم هتيجي عشان توصلني
أجابها دون تردد أيوة. 
_ ليه
صمت يتأملها وعيناه يسيل منها عاطفة جياشة لا يخبئها قط ثم قال عشان احميكي مقدرش اعرف ان ممكن الحقېر ده يتعرضلك ويأذيكي وانا عادي كده اسكت وارجع بيتي أنام وكأني مش عارف حاجة.
_ وايه يجبرك علي كل ده
_ عشان بحبك.
كادت تغادر شفتيه بلوعة لولا ان كظمها بقوة يحسد عليها داخله كيف يذل نفسه من جديد ويعترف بحبه وهو يعلم انها لا تريده ولا تحبه! .
طال صمته فعزفت عن رغبتها بإجابة سؤالها واستدارت تسرع الخطى بعيدا عنه لتتعثر قدميها وكادت ان تسقط لتكون ذراعه أسرع مما تتخليل وهو يحوط خصرها للحظات قبل ان يبتعد بوجل وشعوره انه لمسها هكذا أورثه ذنبا حقيقيا لتصبح عليه پغضب 
انت ازاي تلمسني كده يا جدع انت. 
_ كنتي هتقعي. 
_ يا أخي سبني اقع بس ما تتعداش حدودك. 
_ مقصدتش أتعدى حدودي أو ألمسك بنية سوء والله. 
ومع كده انا أسف سامحيني حقك عليا. 
اعتذاره بدا لها صادقها لا تعتقد انه قصد استغلال الموقف هي حقا تعثرت قدميها وكادت تقع فعصمتها ذراعه من السقوط. 
_ طب اتفضل روح لحالك وسبني امشي لوحدي. 
رمقها بهدوء دون ان يتحرك من موضعه رسالة منه انه لن يتركها زفرت بضجر وصارت خطوتين بعد ان سلمت أمام عناده ليتبعها الشارع هاديء وهما يسيران بمفردهما. 
افكارها لا تزال مشټعلة بصراعها الدائم
لتقف بغتة مستديرة له بنظرة تعجبها منها. 
نظرة خلت من حدتها وشراستها المعهودة منها
وهي تهمس له بنبرة مريرة 
لأخر مرة هقولهالك ريح قلبك يا ابن الناس واقطع الأمل. 
عمر طريقنا ما هيكون واحد يمكن تكون فعلا حبتني
بس انا قلبي خلاص مبقاش فيه حياة ولا عندي ايمان بالحب
كفرت به وبكل حاجة حلوة.
وجدها فرصته العزيزة ليحدثها فلم يتردد وهو
30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 94 صفحات