عقاپ ابن الباديه
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
بجانبهم قائلة
بالهنا
محمود تسلم ايدك يابنتي.. ابتسمت له الفتاه وانصرفت ثم بدأ منصور في توزيع كاسات الشاي عليهم واخذ كاسته بالأخير وبدأ الشرب وهو يراقب ملامح عايده وحركة عيناها التي تتبع صغيرها ثم مال علي محمود فحدثه هامسا
مرتك ماعندها جلد يامحمود وراح تتعب وتتعبك كثير..
محمود كلنا هنتعب مش بس هي ياشيخ منصور
قالها وعاود شرب الشاي
اما محمود فوضع كاسته جانبا ووقف ناظرا الي عايده التي هبت واقفة ماان وقف ونظرت في اتجاه ابنها وهتفت بترجي
ارجوك يامحمود ابوس ايدك بلاش..
منصور ماعليشي ام آدم افراق لحين افضل من افراق باقي السنين..
عايده حرام ياناس والله حرام..
وما ان انهي منصور جملته حتي امسك محمود ذراعها وشدها منه ڠصبا تحت اعتراضها المستمر وعباراتها المستعطفة له ان يرحم حالها وحال صغيرها ولكن هيهات ان يتسمع لها احد منهم فقد قضى الامر و اصدر الحكم بنفي قطعة من روحها ولا يوجد للحكم معارضه او استئناف
وكان منصور يمشي بمحاذاتهم هو وقصير وقام محمود بفتح باب السياره ودفع عايده بداخلها بكل قسۏة واغلق الباب ثم ترك مهمة منع عايدة من النزول من السيارة لقصير الذي ثبت الباب بيديه القويتان فبائت كل محاولات عايده لفتحه بالفشل..
اقترب منصور من محمود وامال بجسده ليتقابل مع وجه محمود وهمس له مطمئنا وهو يري الخۏف في عينيه
بعيوني وليدك يارفيق الدرب لا تخاف اعليه والله وهالشارب ماراح يمسه سوء الا مايعبرنى بلاول
محمود وانا جايبه يامنصور وعارف ان مفيش مكان أءمنله من هنا.. ولا حد فالدنيا ممكن ېخاف عليه ويحميه زيي ويمكن اكتر مني غيرك..
قالها وابتسم لمنصور وهز له منصور رأسه مؤيدا ثم ابتعد عن السيارة
لينطلق بها محمود بعد ان نظر نظرة اخيره الي ابنه يتودع منه وكاد قلبه ينفطر وهو يراه قادما من بعيد نحو السيارة يجري وېصرخ ولابد ان يبتعد عنه قبل ان يصله
وزلزلت قلبه وهي تتخبط وتنادي علي وليدها بكل مااوتيت من قوة فها هي تحرم للمرة الثانية من فلذات اكبادها مرة بالمۏت ومرة بالفراق وفي الحالتين الشعور قاټل..
اما آدم فوقع يلهث على الارض بعد ان
جري وصړخ كثيرا مناديا علي امه وابيه مترجيا لهم ان ينتظراه وهو يراهم يبتعدون
عنه تاركينه وحيدا في هذا المكان الغريب فهرول اليه قصير وقام بحمله من وسط الرمال الساخنه
ووصل اليهم منصور وأشار لقصير بأن يتبعه الي الخيمه باالصغير
فنفذ قصير وتبعه حاملا من تعلقت عيناه بحيث اختفى والداه وشهقاته تتوالى وتمنعه حتي من التنفس جيدا وهو ينتظر عودتهم فى اي لحظة فقد صور له عقله الصغير بأنهم نسوه ليس الا وسيعودون قريبا لأخذه..
ولم يكن يعلم ان النسيان سيستمر لسنوات طويلة سيتعب من عدها لاحقا
يتبع