الحب لا يمحو الماضي
وعشرين ساعه...طب والمصنع...أنا لو ما روحتش المصنع جدي هيلاحظ...وهيسأل عني...وأكيد أمي هتعرف...وأنا مش حابب أقلقها عليا.
ابتسمت رهف بحب له وأغمضت عينيها باطمئنان علي حياتها معه حيث أنه يخشي حزن أمه فتنهدت قائله
أنا ظبطت الدنيا...مش تقلق انت بس...اتصلت علي جدي...وقلت ليه اننا بايتين بره وهنرجع بكره ان شاء الله...وأهو فرصه ترتاح لغايه بكره حتي.
مسد فارس علي جبهته وقال
مش عارف أنا من غيرك كنت هعيش ازاي...بجد علي قد العڈاب اللي شفناه سوا...بس بحمد ربنا اني اتجوزتك وبقيت عشقي......بس مكنتش عايز أتعبك في ليله كمان بره البيت
ابتسمت رهف وقالت
تعبك راحه...نام انت بس دلوقتي...علشان المهدئ وأنا جمبك.
وبالفعل ما ان انتهت من كلماتها حتي غط فارس في ثبات عميق استغربت له رهف ومن شده تعبها تسطحت علي الفراش بجواره لترتاح قليلا..د...
في شقه جميله ..قامت بالاتصال بانتصار لتعلم منها تطورات وضع فارس .فاخبرتها انه استجاب للدواء...ايضا سردت لها عن مصالحتها لرهف واجبارها علي مصالحه رنيم واجبارها لها علي الذهاب الي سلوى وطلب العفو منها ايضا...استغربت جميله من موافقه انتصار علي الذهاب الي سلوى وشكت في أمرها...فعرضت عليها ان تأتيها هي و عز غدا للتشاور في بقيه الخطه...ومن ثم اغلقت معها وهاتفت عز واخبرته ان يأتيها قبل انتصار بساعه لتحدثه في أمر يخصه وحده...انهت جميله اتصالاتها وتنهدت براحه حيث انه يبدو ان غدا يوما مثيرا لها...في صباح اليوم التالي جاء عز الي جميله ورحبت به واجلسته في الصالون
جميله بلهجه ماكرة خبيثه للوصول الي غرضها قالت ببراءة مصطنعه
الظاهر ان المياه ماشيه من تحت رجلينا واحنا مش حاسيين يا عز بيه...والمدام اتصالحت علي انتصار .ويا خۏفي الاتنين يغرقوك في شربه مياه.
اغمض عز عينيه ثم فتحهم ببطء قائلا
انا مش خاېف من سلوى مراتي بنت اصول...انا مش خاېف غير من الزفته انتصار مش عارف انا ازاي مراتي وافقت تصالحها بالساهل...وبعدين احنا كان اتفاقنا رهف بس بقتي حكيم و سلوى و رنيم بقا الكل حبيبها دلوقتي.
ردت عليه جميله سريعا وقالت
يبقا في خطه بتلعبها لوحدها...وانت المقصود بيها المرة دي.. علشان كده دخلت بيتك..انت الوحيد اللي معاشرها وعارف قد ايه هي پتكره الكل...يبقا اكيد لها غرض من مرواحها بيتك.
كان عز ېدخن سېجارا له وپشراسه فتركه في المطفأه وقال
الغريب كلام سلوى بعد ما غارت انتصار .خلاص بقا يا عز دي اتغيرت من بعد ما مرضت...وجالها السكر...وفضلت داخله خارجه الحمام.
نهضت جميله واستدارت حول مقعد عز مائله فوق اذنه بخبث قائله
ويا ترى الحمام ده قريب من اوضه ساعتك...ولا بعيد...مش يمكن سايبالك هديه في اوضتك. والهديه دي تظهر ساعه الصفر ممكن توديك في ستين داهيه.
انتفض عز بقوة قائلا
الحمام جمب اوضه هيثم نهار أسود ومهبب...هتكون سابت ايه في اوضه
الواد...اكيد سابت حاجه جامده...علشان عارفه قد ايه رنيم متعلقه بيه...وساعتها هتسيبه وبكده تقدر تأخد نصيب البنتين وتمشي بيهم.
شعرت جميله بالانتصار حيث وصلت لمبتغاها فقالت له
انتصار ماليه ايديها من رهف .خصوصا ان هنا مش هي اللي هتسيب فارس لااا هو اللي هيسيبها...اما رنيم موالها موال دي مش هتسيب هيثم الا لما تلاقي حاجه قويه عليه...بس يا ترى ايه هي الحاجه القويه دي
رن جرس الباب فانسحبت جميله لتفتحته لتدلف انتصار قائله
ايد ده...مش قولت يعني انك هتسبقني وتيجي قبلي...ده انا قلت هتكلمني علشان نيجي سوا...ولا بتردها ليا...لاني جيت المرة اللي فاتت قبلك
وضع يده علي عينيه يتحسسهم برفقا قائلا
اسكتي يا انتصار مش انا جالي السكر زيك...وعينيا بتوجعني...ونظرى ضعف اوى......لدرجه اني بشوف الساعه غلط...الظاهر ان حد دعا عليا انا وانتي.
هتفت جميله بقوة قائلا
الظاهر ان ربنا وقعني في اتنين عيانين...واللي الاتنين جالهم السكر...بقولكم ايه انا معدش عندي وقت...عايزة ارجع أسبانيا في اقرب وقت.
حاولت انتصار اخفاء توترها قائله
وانا كمان عايز اخد بناتي وامشي من هنا...ولو اني عارفه اني مش هقدر علي الست رنيم .لانها بتحب سي هيثم بس اكيد لما تشوف حاله اختها هتيجي معانا.
اخذت جميله تنظر نظرات لعز لتعلمه انها كانت علي حق ومن ثم وجهت حديثها اليها قائله
طب يالا همتك معانا...كده فاضل يومين علي بال ما ازازة الدوا الاولي تخلص...خلي بقا البت اللي تبعك تستخدم التانيه فورا...علشان يجيب نتيجه اسرع.
انتبهت انتصار الي حديث جميله واحترافيتها فيما متي بدا الدواء ومتي انتهي فتحدثت بصوت منخفض قائله
للاسف يا جميله في علبه منهم اتكسرت...حتي ساعتها ايدي انجرحت...ونسيت اقولك...لاني كنت ملبوخه بظهور السكر عندي...وهي وقعه مني بسبب غيبوبه السكر.
هتفت جميله بقوة
يعني ايه...انتي عارفه انتي عملتي ايه...كده ممكن لما تخلص الازازة الاولي و فارس مش يكمل الجرعه...احتمال كبير يرجع لطبيعته...وكده ضاعت خططنا علي الفاضي.
الفصل السادس و العشرون
لم يقدر عز السيطرة علي حاله فانتفض قائلا
طبعا لازم تضيع...مش الهانم فيها...منتظرة ايه يا جميله من واحده زى دي...ده لولا ان انا في حياتها...كانت ضيعتنا كلنا...اتصرفي يا جميله معلش اكيد في حل.
استشعرت جميله مدي توتر عز ولهفته في الرجوع الي منزله لاخراج علبه الدواء من غرفه ابنه فقالت
مفيش غير حل واحد...ان البت اللي تبعك...تحط العلبه في الدولاب...واحنا نحاول نتصرف ونبعتله رساله ونعرفه ان رهف بتحاول تأذيه....مع ان كان نفسي الازازة تبقي شويه فيها كده معدش غير نقظتين هيتحطوا النهارده وممكن ميبانوش في الازازة.
استشعر عو نفسه سوف ينهار ان لم يغادر فقال
انا همشي انا...انا هنا من بدرى...وبدأت اتعب...ولازم اروح علشان سلوى متشكش في غيابي...بس هبقا اكيد اطمن علي الوضع من التليفون ...عن اذنكم.
ودعته جميله عند الباب وطلبت منه يطمأنها علي وجود الدواء في غرفه هيثم بعد خروجه نظرت الي انتصار فهتفت الاخرى بقوة قائله
هو ماله ده...مش عوايده انه يطير علي الست سلوى بالشكل ده...وقال ايه ايه خاېف لتشك فيه...ومين قال اساسا انها بتثق فيه اصلا...اما غريبه والله.
اخذت جميله تنظر لها بدقه ثم قالت
ولا غريبه ولا حاجه...هو كان نفسه موضوع فارس يطول شويه...علشان يلحق يجوز رنيم لهيثم .ويسيطر علي أملاكها قبل ما تأخديها وتسافرى.
انتصار پعنف
نجوم السما اقرب ليه...ده انا اروح فيه اللومان...ولا انه يأخد قرش واحد من ثروة بناتي...هو فاكرها سايبه...لاااا ...ده انا انتصار .حالا هكلم البت اللي عند رهف تحط الدوا في هدومها وانتي بسرعه ابعتي الرساله خلينا نخلص.
ابتسمت جميله لان بهذا انتصار ابتلعت الطعم جيدا وقالت لها
وهو كذلك...اول ما يحصل...بلغيني...وانا هبعتله الرساله...واخلص انا من بنتك رهف لاحسن انا اتخنقنت منها اوى...مش عارفه هو بيحبها علي ايه.
اسرعت انتصار نحو الباب قائله
قولي هو متمرمغ في حبها ليه...يا عيني يا جميله عمره ما هيحبك...لان رهف لو قطعت منه نسايل...هيفضل يعشق التراب اللي بتمشي عليه...سلام يا جوجو
خرجت انتصار وابتسمت جميله بسخريه وسرعان ما تذكرت أمر عز فعزمت أمرها ان تهاتفه...في تلك الاثناء كان قد وصل الي بيته مسرعا ومن حسن حظه أنه لم يجد أحدا هرول مسرعا الي غرفه هيثم وفتح دولابهاوبعثره جيدا الي أن وجد زجاجه الدواء الأخرى...ومعاها صور لهيثم مع رهف .فتأكد من لعبه انتصار الخبيثه...تعالي صوت هاتفه ليستمع الي صوت جميله تسأله بلهفه قائله
خير يا عز بيه...لقيت ازازة الدوا صح...ولا طلعت منها بريئه...علي فكرة
