شغفها عشقا بقلم ولاء رفعت علي
الحبيب بعد طول فراق وبعد سيل من الأشواق إنها لحظة ترسم أحداثها في لوحة ربيع العمر لحظة يزاد فيها نبض القلب وتتجمد المشاعر من فرح القلوب لحظة فيها من الوفاء ما يروي الأحاسيس.
لا تغيب عن ذهنه المنشغل بها يلوم نفسه آلاف المرات لما تعامل معها بهذه الحدة! ربما چرح قلبه و كبريائه هما المسئولان لذلك يجب عليه في أقرب فرصة أن يصلح ما أفسده كليهما.
ألو أزيك يا عم عرفة
أجاب الأخر بصوت أضناه الحزن
الحمدلله على كل حال معلش لو أتصلت بيك أنا عارف إنك مشغول ربنا يعينك بس كان لازم أكلمك و أقولك ألحق شقي و تعب أبوك و تعبك طول السنين هايروح بسبب أخوك المستهترالضرايب باعتت إنذار و هو عمال يتهرب و يرشي المندوب عشان يقولهم مش موجود
طيب دلوقتي المحلات باسم أخويا أنا هاتصرف إزاي
أجاب عرفة
مصلحة الضرايب أهم حاجة عندهم الدفع و عشان دي سلسلة محلات هاتبقي الغرامة كبيرة أوي فلو ليك سكة أو معرفة عند حد فيهم كلمهم و ادفع المطلوب من غير غرامات أو حجز علي المحلات لا قدر الله
تنهد الأخر ثم قال
ربنا يعينك يا بني و يهدي لك أخوك
و بعد تبادل السلام أنهي المكالمة فصدح رنين الهاتف الخاص بالشركة و الاتصال علي العملاء أجاب بجدية يظن أن المتصل إحدى العملاء
ألو
أجابت بصوت باكي و مرتجف
ألحقني يا يوسف أخوك نزل فيا ضړب و هربت منه أنا في الشارع و خاېفة أروح لخالي و خالي ما بيقدرش يقف قصاده أنا خاېفة أوي
قولي لي أنت فين كدة و أنا جايلك حالا
و بعد أن ذهب إلي المكان المنتظرة لديه أخذها داخل سيارته و وصل أمام البناء الذى يمكث فيه نظر إلي ملامحها و آثار أنامل شقيقه علي خديها فقال لها
أنا آسف ياريتني ما كنت أنشغلت عنك و لا سيبتك فريس٨ة ليه
نظرت إلي الأمام و لم تملك أي رد سوى الصمت فاردف
سألته علي استحياء حتي لا يظن خطأ
هو أنت هتبات فين
أجاب و ينظر إلي الأمام لا يتحمل رؤية وجهها في تلك الحالة المزرية
أنا هبات في الشركة و كمان أحسن كدة عشان عندي شغل كتير لسه ما خلصتهوش
ابتسمت شفتيها المنتفخة من الض٨رب التي تلقته علي يد شقيقه فقالت
عاد ببصره إليها وبادلها الابتسامة ثم أجاب
الله يبارك فيك هي شراكة ما بيني و ما بين صاحبي اسمه ماجد و أخته أية هاجي أعدي عليك بكرة إن شاء الله
هاخدك في الشركة تتعرفي عليهم و هاتحبيهم أوي
شعرت بغصة عندما سمعت اسم فتاة أخري غيرها في حياته لاحظ ملامحها التي تبدلت في لحظة من الفرح إلي الغيرة و الحزن فأردف
على فكرة أية زي أختي بالظبط
تنفست الصعداء لكنها تظاهرت بنقيض هذا قائلة
و أنا مسألتكش
جز على فكه بحنق ثم أردفت
عن إذنك مضطرة اسيبك عايزة أطلع أنام هابقي أكلمك أول ما هاصحي سلام
ترجلت من السيارة تحت نظراته إليها لوحت بيدها إليه ثم ولجت إلي داخل البناء.
في صباح اليوم التالي ذهب إليها و ينتظرها أسفل البناء ليعود معها إلي الشركة و عندما وصل كليهما قابل ماجد صديقه الذى سأله بمزاح
مش تعرفنا بالقمر اللي معاك
لكزه الأخر في كتفه و بتحذير قال له
أتلم دي قريبتي
كانت تخشي أن بخبره إنها زوجة شقيقه يا لها من كلمة كريهة تمقتها بشدة و كأنها ينعتها بأبشع لقب أجاب صديقه معتذرا
بعتذر أنا معرفش و الله كنت فاكر إنها عميلة
رد يوسف و هو يشير إليه نحوها
اسمها مريم
مد ماجد يده ليصافحها قائلا
أهلا و سهلا يا مريم الشركة نورت
ابتسمت و اجابت
منورة بيكم معلش ما بسلمش على رجالة
كم أسعد يوسف هذا فأشار إليها نحو صديقه
و ده يبقي ماجد فؤاد صديقي طول أربع سنين الجامعة
هاي أزيكم يا شباب
ألتفت ثلاثتهم إلي صاحبة الصوت الناعم فأخبر يوسف مريم
و دي أية أخت ماجد و الشريك التالت لينا
و أشار لأية نحو مريم و أخبرها
مريم قريبتي
لم تمد يدها لمصافحتها و أكتفت بالنظر نحوها بشبه ابتسامة بل تجاهلت وجودها بينهم فقالت
يوسف عايزة أتكلم معاك خمس دقايق
رد الأخر بعفوية
أتفضلي اتكلمي براحتك مريم مش غريبة
نظرت إليها من طرف عينيها و أخبرته
معلش الموضوع خاص
معلش يا مريم خمس دقايق و راجع لك خليك مكانك
أخبرها يوسف بذلك فهزت رأسها بالموافقة فذهب مع أية و وقفوا علي بعد أمتار لا تسمع حديثهما لكنها على يقين أن هذه الأية تحبه كثيرا من خلال الغيرة الواضحة لديها و كذلك نظراتها إليه
و هي تتحدث معه الآن داهمها غصة في فؤادها عندما رأتهما معا.
و لدي يوسف و أية...
أنا خلاص هسافر بكرة و جيت عشان أسلم عليك
كانت تخبره و كأنه وداعا أكثر من كونه لقاء فأجاب
ربنا يوفقك و بتمني لك حياة أحسن و حبيب يقدرك و يحبك
حدقت بشبه ابتسامة ثم قالت
إن شاء الله
ثم نظرت نحو مريم و سألته
حبيبتك
أكتفي بهز رأسه و لم يجرؤ البوح بالوضع الحالي بينهما حتي لا يعطي أملا واهيا إليها فأردفت
ربنا يسعدكم و يتمم لكم على خير
و بالعودة إلي مريم التي تراقبهما انتبهت إلي رنين هاتفها وجدت المتصل ابنة خالها فأجابت و تخشي أن يكون قد أصابها مكروها على يد جاسر
ألو يا أمنية
انتبه يوسف إليها و هي تركض إلي الخارج فقال معتذرا إلى الأخرى
معلش يا أية هاروح أشوف مريم مالها
لم يستطع اللحاق بها مثل المرة السابقة و يخشي أنها تعود إلي شقيقه مرة أخرى و يعت٨دي عليها بالض٨رب
ذلك أستقل سيارته و أنطلق خلف سيارة الأجرة التي هي بها.
ترجلت من السيارة أمام المشفى و ولجت إلي ردهة الانتظار وجدت ابنة خالها في انتظارها و تبكي بشدة سألتها الأخرى بقلق و خۏف
فيه إيه يا أمنية خالو حصله حاجة
ارتمت بين ذراعيها و أجابت من بين دموعها الغزيرة كغيث الشتاء
ماما ماما تعبت فجأة و جبناها على هنا الدكتور بعد ما طلب تحاليل و أشعة اكتشف عندها کانسر في العضم
رددت مريم بحزن و تربت على الأخرى
لا حول و لا قوة إلا بالله ربنا يشفيها و يعافيها هي فين دلوقتي
أجابت و تشير نحو الرواق
لسه منقولة في أوضة هناك سيبتها ترتاح و تنام حبة الۏجع كان صعب عليها أوي الدكتور حقنها بمسكن و نامت من حوالي ساعة
مش تقولي لي إنك ماشية عشان جاية علي هنا
ألتفتت مريم إليه فأجابت
معلش يا يوسف أصل أمنية كانت عمالة ټعيط و مافهمتش منها غير إنها هنا في المستشفي
أنا قابلت عم عرفة
برة بيشتري حاجات و راجع ألف سلامة على طنط أم محمود يا أمنية
اجابت