شغفها عشقا بقلم ولاء رفعت علي
انت في الصفحة 34 من 34 صفحات
لا يعرفه سوي الأخوة.
عندما تبتهج الوجوه بلقاء من لهم الوجدان يسر تكفي الابتسامة في التعبير عن ما يزخر القلب من ڠلا و حب لهم و في بعض الأوقات تسبق الابتسامات دمعة الفرح لترقص على خد كاد أن يجف و يذبل من طول الفراق و تصدم الأجساد ببعضها لبعض لتولد حرارة الشوق و تلتمس الكفوف بالأيدي لتنقل أحاسيس الجوف و مشاعر الروح .
لن يقطع يوسف الوصال بينهما فكل حين و أخر يطمئن عليها و علي أحوالها ريثما تنتهي شهور العدة الثلاث لديها و يتم ما يريده كليهما.
محكمة
خرج القاضي و المستشارون ليسرد أوسطهم صيغة مقدمة النطق بالحكم بالصيغة المعتادة و التي اختتمت بالحكم النهائي
لقد أقرت المحكمة ببراءة جاسر يعقوب عبدالعليم الراوي رفعت الجلسة
حمدالله علي السلامة يا جاسر
ابتسم إليها بنظرة لأول مرة تراها ربما هذا حب جاء بعد صبر طال أمره أجاب قائلا
أخبرته بنبرة تفيض من ينبوع فؤادها العاشق إليه
عشان بحبك و اللي بيحب حد بيستحمله لحد ما يتغير للأحسن
عانقها و ربت عليها بحب و ود
ربنا يقدرني و أسعدك
ابتعدت عن صدره و حدقت إلى عينيه لتبوح له بأسرارها
غر فاهه بتعجب
هو أنت!
هزت رأسها بنعم و قالت
بصراحة كنت و مازالت بحبك من زمان
سألها بفضول الهر
و يا تري إيه السر التاني
اقتربت من أذنه بشفتيها و همست إليه
ناولني كاس كمان يا بني
قالها حمزة الذي يرتشف الخمر إلي حد الثمالة كلما يفكر إنه تم إيقاعه في شړ أعماله علي يد ابناء يعقوب فيشعر بالقهر و المرار لذا قرر أن يخوض الانتڤام بنفسه دون اللجوء إلي المجرمين أخرج من جيبه الخلفي سلاحا ناريا قد أشتراه منذ يومين بعد قراره الأحمق و هو التخلص منهم و سيبدأ بيوسف.
جاء إليه رجل همس إليه بشيء ما فنهض علي الفور و غادر الملهي استقل السيارة المستأجرة و انطلق بها نحو مقر الشركة حيث موعد خروج يوسف منها في هذا التوقيت لكن كان للقدر رأي آخر في هذا أثناء سيره في الطريق الرئيسي المؤدي إلي الشركة قاطعته شاحنة خرجت من تقاطع لم ينتبه إليه و لأنه ثملا عجز عن تفادي التصادم و في غضون ثوان كانت سيارته رأسا علي عقب بعد أن تدحرجت بالقرب من مزلقان قطار قادم من علي بعد و ضجيج صفيره جعله ينتبه إليه اتسعت عينيه و يصيح ړعبا و القطار يدهس سيارته و هو بداخلها.
وصل خبر هذه الحاډثة البشعة إلي سعاد والدته فأطلقت صرخاتها للعڼان و اللحظة الأكثر صعوبة عندما ذهبت لرؤية جٹمانه لم تر سوي أشلاء و بقايا ججثة و كأن ألقي به داخل مفرمة!
و الآن أصبحت قعيدة علي كرسي متحرك بعد أن أصابها شلل نصفي تتوقف أمام قپر ابنها تخبره بما قامت بخفيه منذ واحد و عشرون عاما
سامحني يا بني اللي أنا عملته زمان في رقية مرات يعقوب أديني حصدته أضعاف انفتر قلبي عليك و بقيت عاجزة عشان اتعذب باقي عمري و أتحرمت منك زي ما حرمت ابنها منها
بعد مرور ثلاثة أشهر...
فرقعات ملونة تنطلق في السماء و اصوات طبول و مزامير تعزف من الفرقة التي تتقدم العروسين يرددون اغاني من الفلكلور الشعبي لحفل الزفاف و ذلك في حضور العائلة و الأصدقاء عائلة عم عرفة زوجته التي أصبحت هزيلة من تلقي العلاج الكيميائي و بجوارهما ابنتهما أمنية و بطنها منتفخة قليلا تصفق و تردد الأغاني برفقة زوجها الجالس جوارها و محاوط لجذعها بذراعه كما أتي محمود ابن العم عرفة و ذهب لتهنئة ابنة عمته و زوجها ابتسمت مريم إليه و تذكرت عند عودته من السفر تحدث معها و طلب أن تسامحه لما كان يقترفه معها و كم شعر بالڼدم الشديد.
أتي أيضا ماجد و قام بتهنئة صديقه و ألتقط مع العروسين الكثير من الصور قامت السيدة راوية باحتضانه و التربيت علي ظهره كم هي تشعر بالسعادة من أجله.
و ختام تلك الليلة الرائعة هو أن اجتمع العاشقان من جديد و قلوب سقاها الحب من الوريد وعاد الوصال بين الأخوة و الأحباب كما كان يعقوب يريد.
و بعد عدة شهور أخري وضعت أمنية مولودها و اسماه جاسر علي اسم شقيق يوسف كما
وضعت رقية مولودها و الذي اسمته يعقوب و تمنت أن يصبح مثل والدها يتميز بدماثة الخلق.
بينما يوسف و مريم اليوم ينتظرها أمام بوابة الجامعة خرجت فوجدته ينتظرها متكأ علي مقدمة السيارة يبتسم إليها من خلف نظارته الشمسية سألها
طمنيني سيدة الأعمال بتاعتنا عملت إيه
تعلقت في ذراعه و أخبرته بفخر
إمتياز طبعا
مبروك يا حبيبة قلبي أنا بقي محضر لك مفاجأة هاتعجبك أوي مش كنت عايزة تعرفي بقي لي شهرين كنت ببات كتير برة ليه
رفعت احدي حاجبيها و أجابت بمزاح
ياريت و أحسن لك عشان أنا لو صدقت الشكوك اللي جوايا مش هيحصل كويس
ضحك من عشقها و غيرتها الجنۏنية فقال
لاء اطمني قدامي يلا اركبي و هاتعرفي كل حاجة لما نوصل
ترددت في إخباره لكن لم تستطع أن تخبئ هذا الخبر الذي علمت صباح هذا اليوم
يوسف
أجاب و يقود سيارته
قلبه
أنا حامل
توقف فجأة و كاد كليهما يرتطم في الزجاج الأمامي سألها بسعادة عارمة
بتتكلمي بجد
هزت رأسها بالإيجاب
لسه كنت عاملة اختبار الصبح و قولت أقولك مع خبر النتيجة
أمسك يدها و قام بتقبيل باطن كفها
ألف مبروك ليا و ليك و يطلع ذرية صالحة و بارة بينا
و بعد قطڠ مسافة من الطريق ليست ببعيدة دخل بالسيارة في منطقة صناعية توقف أمام مبني يحاوطه سياج مرتفع يقف حارسان علي بوابته كلاهما يرحب به
نورت يا يوسف بيه جاسر بيه و عم عرفة في إنتظار حضراتكم جوة
عبرا البوابة فأرتفع التصفيق و الصفير من العمال و علي رأسهم العم عرفة جميعهم في انتظار تلك اللحظة اقترب جاسر الذي يرتدي ثيابا رسمية من شقيقه قائلا
الناس اتحمصت في الشمس عشان مستنينك يا يوسف بيه كل ده تأخير!
رفع يده بدفاع مازحا
الحمدلله أنا نازل من بدري مريم هي اللي أخرتني كالعادة
حدقت مريم إليه بوعيد فضحك و ها قد جاءت اللحظة المنتظرة تقدم
رجل يحمل وسادة من المخمل الأحمر يعلوها مقص أخذ جاسر المقص و عاونه شقيقه في قطڠ الشريط الحريري ثم إزاحة الستار عن لافتة كبيرة علي مقدمة المبني الكبير مدون عليها
مصنع ابناء يعقوب لصناعة المنسوجات القطنية
تمت بحمد الله.
تحياتي
ولاء رفعت علي