رواية أصقلها شيطان بقلم/ سماح سماحه
بسبب مړض أصاب حسان في صغره أفقده القدرة على الإنجاب ووجدا حسان في سدرة السلوى التي تصبر زوجته على عيبه فكان خوفه وهاجسه الأكبر أن تتركه زوجته التي يعشقها كثيرا لتبحث عن آخر يمنحها الطفل الذي تتمنى وبرغم عدم تذمر ميسرة أو الشكوى من هذا الأمر الإ أنه كان يشعر بها وبمدى معاناتها واشتياقها للأمومة حتى جاءت سدرة في عمر الخامسة لتقيم معاهما فقد تركتها والدتها لدي شقيقتها للذهاب برفقة زوجها لحضور زفاف أحد أصدقائه في مدينة مجاورة لمدينتهم وفي طريق عودتهما تصادمت السيارة الأجرة التي كانا يستقلاها مع أخرى مما أدى لأنقلابها ووفاتهما ومعظم من فيها لتظل سدرة لدى خالتها أمانة وذكرى وعوض لها.
سحب ماجد نفسا طويلا من سيجارته المصنوعة يدويا حتى كاد أن يبتلعها في جوفه ثم زفر دخانها الكثيف دفعة واحدة وألقى بالجزء الصغير المتبقي منها أرضا يدهسه بقدمه وأقترب منها يمطرها همسا بعبارات غزله التي تحب سدرة أن تسمعها منه.
صباح جميل على ملكة جمال المنطقة كلها صباحك خير يا حبيبتي وحشتيني قوي.
وأنت كمان وحشتيني قوي يا حبيبي.
نظر ماجد حوله حتى يتأكد من عدم تتبع أحد لهما ثم رجع ينظر لها.
ربنا يسهل يا حبيبتي بالكام شهر الباقيين من السنة دي عشان أجي أخطبك زي ما أتفاقنا.
رفعت سدرة كتفيها بخجل ثم أنزلتهما وهى تسبل عيناها عليه بهيام.
غمز لها ماجد بعينه اليمنى وهز رأسه بإيماءة بسيطة.
هيجي قريب يا حبيبتي مټقلقيش دا انا بحوش كل جنيه يجي معايا عشان شبكتك.
على ذكره الشبكة ابتسمت له وأخرجت من جيب تنورتها المدرسية عدة ورقات نقدية وأمدت يدها له بها.
خد يا ماجد دول خمسمية جنيه خدتهم من عم حسان مصروف الأسبوع ده وفلوس درس العربي وكمان قولت له بالكذب عايزة اشتري ملخص عشان اقدر اجمع المبلغ ده وأديه ليك على الفلوس اللي قبل كدا.
اصل عارفة أن خالتي هتطلب منك شبكة كبيرة وأنت ممكن متقدرش تجمع تمنها في الوقت القصير ده.
ابتسم ماجد وهو يأخذ منها النقود ويدسهم في جيبه.
وانا لولا الظروف يا حبيبتي مكنتش هقبل أخد منك جنيه بس خاېف لضيعي مني بسبب تحكمات خالتك.
هزت سدرة رأسها توافقه الرأي فهى على يقين من صدقه.
أومأ لها بابتسامة خبيثة.
طبعا يا حبيبتي وعشان تتأكدي من ذمتي أنا مقيد كل مليم خدته منك وكدا بالفلوس دي يبقى وصلني منك عشرين ألف جنيه تحويش سنتين وشوية معايا.
عقصت سدرة حاجبيها پحزن.
أنا كدا هزعل منك يا ماجد يعني اللي يسمعك بتقول كدا يقول أني مخوناك مثلا.
هز ماجد رأسه بنفي.
لا يا حبيبتي مش قصدي بس الحق حق وأنت لازم تبقي عارفة ليك كام معايا.
اومأت له سدرة بابتسامة عذبة.
انا عمري كله ليك يا حبيبي ومش عايزة أعرف انا ليا معاك ايه ولا كام دا كفاية عليا أنت.
ثم نظرت في ساعة يدها وأشارت له كي تذهب.
معلش بقى مضطرة امشي عشان متأخرش على مجموعة الأستاذ عبدالمتكبر.
نظر لها متعجبا.
هو أنت ناوية تروحي فعلا مش دي نمرة عملتيها على جوز خالتك عشان تاخدي منه فلوس على حسها وبس.
زفرت سدرة بضيق ونفاذ صبر.
كنت هعمل كدا لكن الست خالتي قررت أنها تيجي توصلني للحصة في معادها وطبعا لو مروحتش وحست أني بکدب عليهم هتقلب الدنيا عليا وممكن تقعدني من التعليم خالص فانا هروح وخلاص هعمل ايه.
ضيق ماجد عينيه وسألها.
طيب وفلوس الدرس هتدفعيها أزاي!!.
كدا ممكن الأستاذ عبدالمتكبر يقول لجوز خالتك أنك مش بتدفعي ويسألوك هو وهالتك بتودي فلوسك فين.
هزت سدرة رأسها بلامبلاة.
لا أستاذ عبدالمتكبر مبيتكلمش واخر همه الماديات دا أكتر من نص المجموعة مبيدفعش وهو ولا في باله اصلا.
أومأ لها ماجد براحة.
طيب كويس كدا قوي والله أستاذ عبدالمتكبر دا مفيش منه.
ثم أشار لها لكي تذهب.
يلا روحي عشان متتأخريش وانا كمان يدوب أروح أشوف شغلي.
لتتركه سدرة وتغادر وهى تشير له مودعة إياه لتعود من رحلة ذكرياتها المريرة لۏاقعها الأليم الذي تحياه بكل رضا علها تكفر عن ذنوبها التي أقترفتها عندما مشت بكل أرادتها في درب الشيطان الذي أوقعها بأسم الحب نهضت من فراشها وهى تستغفر ربها بعد أن نظرت في ساعة هاتفها وذهبت لتتوضأ كي تصلي الظهر فقد رفع أذانه منذ أكثر من نصف ساعة وهى لم تكن تنتبه له وبعد ادائها الصلاة أفترشت الأرض ورفعت يديها لخالقها تطلب عفوه ومغفرته.
يارب اغفر ليا وسامحني أنا توبت ليك من ذنبي توبة نصوح يارب تقبل توبتي يارب تلقي محبتي في قلب جوزي يارب أنا عارفة أنها حاجة صعبة لكنك أنت الله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء يارب ترقق قلبه عليا ويسامحني على خطيئتي يارب.
ثم وقفت تطوي سجادة صلاتها وتضعها في مكانها وأخذت مسبحتها في يدها وخرجت من غرفتها كي تتفقد أحوال منزلها وأن كان صوريا فقد حجم زوجها مهامها وأمرها بعدم التدخل في شؤنه أو شؤن منزله فوجدت مديرة منزلها الذي خصصها زوجها تصعد الدرج فأقتربت منها تسألها.
أشرفت على شغل البيت يا مدام حكمت ويا تري الشغالين خلصوا ولا لسه.
أومأت لها حكمت پجمود.
أيوه يا هانم كله تمام الهوس كيبنج خلصوا تنضيف والشيف قدامها ساعة والغدا يخلص وعمال الجنينة خلصوا قص الفروع وتظبيط الشجر وتنضفها كمان.
أومأت سدرة لتلك السيدة الكئيبة الجافة والتي تشبه الروبوت تنفذ ما يطلب منها بدقة عالية وتجيب على قدر السؤال فقط وعند أنتهاء مناوبتها تختفي في غرفتها بصمت ودون أن تصدر صوتا يدل على وجودها فيها لطالما وجدتها سدرة مريبة وكأنها جاءت من عالم آخر لكنها لا تستطيع أن تبدي تذمرا منها لأنها ذات أهمية كبيرة لدى زوجها فهى مدبرة منزله وجاسوسه الأمين الذي ينقل له كل تفصيلة تدور في منزله نزلت سدرة لبهو القصر الذي تعيش فيه أو بمعنى أدق السجن الذي فقدت به حريتها وسجنت به ليكون مقرا لعڈابها عقاپا على خېانتها لزوجها ووقفت على أخر الدرج تنظر لكل جزء منه فمن يرى ذلك القصر يتمنى أن يعيش به ولو يوما واحدا فكل شيء به ينطق بالعراقة والفخامة بداية من شكل تصميمه الخارجي والداخلي والذي