شوق
انت في الصفحة 1 من 167 صفحات
البارت الاول
عايزة تفاعل حلو الله يكرمكم شجعوني
عودة بعد انقطاع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
___
شوق
لاسماء عبد الهادي
شوق
عندما استقرا بداخل السيارة وصارت بهما نحو العالم الجديد التي ستدلفه شوق رغما عنها... ساد الصمت الممېت بينهما فأبيها أخرج حاسوبه النقال وبدأ بالعمل بداخل السيارة وهي لجواره تشعر بالملل والضيق
الا أن أبيها يخيب ظنونها في كل مرة
أرادت قطع ذلك الصمت بدلا من أن ټنفجر من الملل فهتفت متسائلة
_صحيح يا غريب بيه مقلتليش أني هعلم إخواتي إيه بالظبط .. أني لحد دلوك منيش فاهمة حاچة خالص.
_صحيح يا شوق كنت عايزة أقولك حاجة مهمة
انتبهت لتعرف ما الشىء الهام ذاك لذا هتفت
_وياريت كمان تقولي أني هدرسلهم عربي بس ولا كل المواد .. أصل أني تخصص لغة عربية يا غريب بيه
رفع حاجبيه بدهشة واستنكار
حان دورها لترسم التعجب والاستنكار على وجهها
_الله.. أمال چابيني أعملهم إيه ماهم متعلمين الله ينور وعلام أحسن مني كمان !!
لوى أبيها فمه وهتف بجدية
_قلتلك محتاجك توقفيهم عند حدهم لأنهم للأسف في الضياع وأنا مش قادر عليهم
تنهد غريب بضيق مما يفعله أولاده من أعمال منافية للأخلاق
_يعني اخواتك بيعملوا اللي هما عايزينه يا شوق سواء كان اللي بيعلموه ده صح او غلط مش بيفرق معاهم
_ايوة يعني أفهم بردو ما هو غلط عن غلط يفرق
اطرق رأسه للأسفل
_كل اللي ممكن تتخيليه بيعلموه وأكتر كمان
رمشت شوق عدة مرات فلقد دار بخلدها الكثير لذا هتفت وهي ټضرب صدرها
لوى هو فمه بامتعاض
_ده اللي ربنا قدرك عليه في تخيلك الغلط
أجفلت أعينها باستغراب
_ليه هو في حاچة أفظع من إكده
تنهد ببؤس فهي تبدو ساذجة للغاية ونظر من نافذة سيارته وهو يقول
_ولازمته ايه اني أروح بقا .. روحني يا بوي اهل البلد أولى بيا
تحدث هو بحدة
_شوق اسمعي انتي لازم تصلحي إخواتك وترجعيهم للطريق الصح مرة تانية اخواتك بيضيعوا وده لا يمكن أسمح بيه أبدا
هتفت هي ساخرة وهي تعيد ظهرها للخلف وتستند على ظهر المقعد
_إذا كان انت معرفتش أني اللي هعرف ... معرفتش تربيهم يا غريب بيه فجايبني أني أربيهم بدالك!!!
_ايوة يا شوق لو حصلت هتربيهم من أول وجديد اتصرفي انتي فاهمة!!
_واية اللي مخليك متأكد إكدة إني هقدر أصلحهم
_ من اللي سمعته عنك ومعاملتك لأهل البلد وشخصيتك القوية هتقدري
_على خيرة الله نجرب .. واهو كله بثوابه
ظن أنها تريد مقابل جراء ذلك فقال
_أكيد طبعا هعطيكي أجرك كل شهر
انحنت برقبتها لتقول باستنكار
_ودي تيجي هو أنا هأخد حق تربيتي لإخواتي يا غريب بيه .. ولا انت بتتعامل معايا لسه على اني غريبة!!
_لانك فعلا هتقابليهم على إنك غريبة يا شوق... أنا هعرفك عليهم على انك مدبرة البيت الجديدة
تجهم وجهها وتعكر ماء وجهها وهتفت غاضبة
_لحد اكده وكفاية يا غريب بيه .. إذا كنت مازلت مستعر مني فأني مطلبتش منك ترجعني ليك تاني .. أني كنت قاعدة في داري وكافية خيري شړي
مدت بصرها للسائق وهي تقول بحنق
_لف بينا يا عم الله يكرمك رجعني داري
ليهتف أبيها بحدة
_شوق أنا بحذرك تعصي أوامري .. انتي هتعملي اللي بقولك عليه من غير مناقشة
_الكلمتين دول كنت اتشطرت بيهم على ولادك بدل ماهم ماشافوش بربع رباية
أغتاظ من كلماتها الساخرة من شأنه والمحقرة منه فرفع يده ليصفعها على وجهها
لكنه تراجع في اللحظة الآخيرة فبفعلته سيزداد الأمر سوءا وهو الأمر الذي لا يريده
بينما رمقته هي بنظرة عاتبة دون أن تتحدث
ليتحدث بهدوء مرة أخرى ليستجلب عطفها
_شوق ..بلاش ياستي تعتبريها أمر .. اعتبريها رجاء مني .. أنا أولادي كل حاجة في حياتي مقدرش أشوفهم بالسلوكيات المغزية دي وأقف اتفرج ..ارجوكي ساعديني
ابتلعت غصة مريرة في حلقها فهي تأكدت أنها لا تمثل أي شىء بالنسبة له ولا يحمل لها في قلبه مثقال ذرة من أي معنى لمعاني الأبوة التي تفتقدها والتي حرمت منها لسنوات طويلة ..تحاملت على نفسها وخبأت ۏجعها بداخلها فلم تبوح به وهتفت بهدوء وتماسك
_اللي تشوفه يا غريب بيه هعمل اللي ربنا يقدرني عليه
ابتسم لها غريب مجاملا
_شكرا يا شوق ده معروف أنا عمري ما هنساه ليكي أبدا يا بنتي
هتفت في نفسها بحنق
_هه.. بنتي!! قال بنتك قال .
تابع هو حديثه وهو يفتح حاسبوه مرة أخرى ليريها المكان الذي يسكن فيه إخوتها
_بصي دي الفيلا اللي اخواتك ساكنين فيها .. انتي هتقعدي معاهم و هتقومي بدور مدبرة البيت وليكي اوضتك الخاصة والحمام الملحق بيها
_خدامة يعني يا غريب بيه !!
_مدبرة البيت يا شوق .. زي المديرة كدا بتشرفي على كل شئون البيت والخدامين هناك بيقوموا بكل حاجة
_فهمتك خلاص.. بس اللي فهمته كمان إنك مش عايش معاهم!!!!
_لا أنا وفهيمة هانم لينا فيلتنا الخاصة
رفعت هي حاجبيها باستنكار ما يقوله
_واه .. أنت عايش انت ومراتك بعيد عن عيالكم ومش عايزهم ينحرفوا!! .. ده غلب ايه ده بس باربي
_شوق ده نظامنا وهما متعودين على كدا
حركت يدها وشفتيها بتهكم
_والله ما اني عارفة نظام ايه المهبب ديه .. بس معلش متأخذنيش في السؤال يا بوي .. انت ليه مش عايزهم يعرفوا إني أختهم .. مرتك فهيمة هانم مستعرة مني أكيد ماهو أني ملجش بمقامها مش اكده !!
_مش ده السبب الرئيسي .. الفكرة كلها إن اخواتك لو عرفوا حقيقة انك اختهم مش هيسمحوا ليكي انك تعيشي معاهم فبالتالي مش هتقدري تساعديهم
هتفت هي حانقة تشعر بالانزعاج
_اه تقوم تقول إني مدبرة البيت علشان يتحرشوا بيا مش إكدة
قالتها وهي ټضرب على رأسها وكأنها تندب
_ يا وقعة مربرة عليكي يا شوق.. هتقعدي وسط ديابة مهيعرفوش انتي مين ..ربك يستر وتطلعي من عنديهم سليمة يا شوق
رد بلا اهتمام
_متكبريش الموضوع هما عمرهم ما هيبصوا لواحدة بمنظرك ده
_واه مالي منظري يا غريب بيه .. لابسة عباية سودا واسعة وحشمة وساترة نفسي
_ماهو علشان كدا بقولك اطمني من الناحية دي .. بصي وركزي معايا هوريكي صورهم .
مدت يدها تمنعه من ذلك
_لاه معيزاشي .. أني هتعرف عليهم بنفسي... مش عايزني أربيهم سيبهم عليا يا غريب بيه ما ابقاش أبلة شوق إن ما نچحت في المهمة دي وبتقدير كماني
شوق
أسماء_عبد_الهادي
شوق ٢
وقفت السيارة عند مدخل بيت جميل رائع التصميم وكأنه فيلا صغيرة مصممة بعناية وجودة فائقة ..مكون من طابقين باللون الأبيض ..يمكن للناظر اليه أن يرى تلك الشرفات الواسعة والمليئة