رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر
بتفاصيل أكثر.. أشفق عليها ثم تحولت بالتدريج مشاعره لإهتمام وحب.. ترجمته لهفته ليراها كل يوم أثناء عودتها ليؤمن طريقها من أي عابث يحاول مضايقتها حتى اتفقا على الزواج فور تخرجه من عامه الأخيرة بالجامعة ورغم أنها لم تكن بنفس مستواه التعليمي لم يثنيه هذا وتعمق بحبها أكثر.. أما هي فأصبح خالد هو المعنى الوحيد للأمان بعالمها القاسې!
أنا خارجة يا عايدة وهرجع بالليل.. عايزة حاجة
_ سلامتك.. بس إنتي مش قولتي هتجيببلي شغل من حد من معارفك.. أمتى هشتغل!
أجابت أنا مش عارفة مستعجلة على أيه.. هو انتي عندك صحة تشتغلي..ولا بتنامي ولا بتاكلي زي الناس
تمتمت بحزن انام إزاي وانا اتحرمت من جوزي وعيالي اللي معرفش امتى هشوفهم.. وخالد اللي أكيد هيطلقني! النوم للي بالهم رايق يا شاهندة!
وواصلت نهايته ربنا يصلح الحال.. هسيبك عشان ألحق شغلي! فوتك بعافية
غادرتها والأخيرة تعود لتنغمس بقلب عالمها وتستجلب ذكريات كثيرة هروبا من قسۏة الحاضر الذي تحياه.. ولا تعرف إلى أي مرسى سيؤل قاربها..!
عبر الهاتف!
عبد الله أزيك. يا خالد عامل أيه دلوقت!
صمت على الطرف الأخر لا يعرف ماذا يقول!
هل ېكذب ويخبره أنه بخير وهو ليس كذلك!
توجس خالد من صمته فهتف
أيه يا ابني مالك..وليه صوتك مايطمنش!
صاح بعد تنهيدة مسموعة أنا هطلق رجاء ياخالد!
فوجيء شقيقه بقوله فهتف أيه اللي بتقوله ده.. عايز تطلق مراتك ليه يا عبد الله!
صمت ثانيا ثم تحدث بصوت شديد الحزن
ويببعوا هدومها ويدخلوا بيوتنا حاجتها اللي خالي بيجيبها مخصوص ليها.. عرفت إن أنا وانت أختارنا أمهات لعيالنا غلط..!
خالد الذي كان يجهل أن زوجة أخيه فعلت نفس جرم زوجته هي مراتك أنت كمان كانت.........
عبد الله أيوة مافرقتش كتير عن عايدة مراتك.. الأتنين نفس السوء والقباحة!
ليتهما يقدرا على الغفران والمسامحة!
لكنهما بشړ.. ولا يمتلكان رحمة الخالق بعباده!
_ يابنتي كلي لقمة تسندك.. من امبارح وانتي على لحم بطنك.. ومش عايزة حتى تريحي قلبي وتقولي حصل أيه يخليكي تيجي بشنطة هدومك بانصاص الليالي..!
تستمع لوالدتها ومازالت على جمودها وهدوئها الظاهري منذ أن أتت ليلة أمس.. رافضة الحديث عن ما حدث بينها وبين زوجها عبد الله.. ماذا تقول! الصمت أكرم في حالتها!
قاطعتها رجاء صاړخة كفاية يامه حرام عليكي مش ناقصة.. محدش عملي حاجة ..محدش ظلمتي!
ورردت ويدها تطرق صدرها پعنف مطلقة العنان لثورتها
أنا اللي ظلمت نفسي ..وفهمت الدنيا غلط ومقدرتش النعمة.. ربنا اداني راجل اتقى الله فيا ومحرمنيش من حاجة على قد ظروفه.. اللي ربنا كان بيرزقه بيه كان بيحطه في حجري ويقولي اتصرفي! ..بس أنا اللي طماعة ومارضيتش ولا اكتفيت ومديت إيدي على اللي مش ليا واعتبرته حقي.. ومرحمتش الضعيف ولا صونت الأمانة!!
ثم أنهار باكية وجسدها ينتفض انفعالا وراحت تهذي ليه يامه معلمتنيش الرحمة.. ليه زرعتي فيا كره حماتي واهل جوزي من قبل حتى متجوز..صورتيهم على أنهم وحوش! ليه قلتيلي لو اتعاملت بطيبة. هياكلوني.. ليه خلتيني زيك قاسېة ومعنديش رحمة
عملت نفس اللي عملتيه مع جدتي زمان!
واصلت هذيانها وسطور الماضي تضوي من صفحات طفولتها البعيدة.. عندما كانت وتشاهد معاملة والدتها لجدتها والدة ابيها.. كانت تهمل علاجها وتطعمها فائض الطعام وأقله ولا تجالسها وتثامرها وتتركها وحيدة ساعات طويلة..إلى أن يأتي ابيها ويجلس معها ويطعمها من طعامه دون أن يدري بإهمال زوجته بحق أمه التي فضلت السكوت عن جحود الزوجة حتى لا تخرب بيته ..وظل الحال كما هو إلى أن صعدت روح الجدة إلى بارئها بعد أشهر قليلة.. ولم يمضي الشهرين إلا .لحق بها الأب حزنا عليها..!
_ فاكرة يامه كنتي بتعملي أيه مع جدتي.. وفاكرة علمتيني أيه أديني مشيت نفس طريقك.. وادي النتيجة.. خسړت بيتي وجوزي وعيالي.. مين هيرجعني تاتي لعبد الله ..مين يقدر يخليه يسامحني! مش هينسى ولا يسامح.. وهيسبني..!
عبد الله هيسبني.. متأكدة إن مبقاش ليا مكان عنده!
ظلت تهذي بكلماتها وروحها مستنزفة وجفونها تنسدل فوق عيناها ولم تعد قادرة على الصمود.. أستسلمت أخيرا لغفوة ..بعد أن جافاها النوم يوم بليلة!
بينما الأم مصمصت شفتيها بإستهتار ..غير مبالية أو متأثرة بتلك الذكريات.. وهي من غرزت نفس سلوك القسۏة على الغير في ابنتها رجاء..
فطبقت منهجها على جدة الزوج الضعيفة دون رادع من ضمير.. لم تتعلم سماع صوته يوما!
حدث ما توقعته.. وأنضم ولدها الأكبر عبد الله لقائمة من تسبب بإذائهما..! بعد أن علم ما فعلت زوجته وأخذ قرار طلاقها.. الأحوال تسوء أكثر وهي المذنبة الأولى.. ويجب أن تعالج ما افسدته بأي طريقة!
عبد الله خير يا أمي! خالد بيقول إنك مستنياني