رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر
من الصبح وعايزة تكلمينا في حاجة! أؤمرينا وأحنا ننفذ!
أيده خالد مرددا أكيد قولي عايزة أيه يا ست الكل!
تنقل بصرها بينهما وقد أضناها التفكير بقرار يجب تنفيذه.. فاستهلت حديثها بتساؤل لكليهما
عايزة أعرف فكرتوا في مصير ولادكم بعد ما كل واحد يطلق مراته هيكون أيه
تبادل الأخوان نظرة حائرة.. حقا لا يعلمون مصير أولادهم فهتف عبد الله أنا مش هحرمها منهم هخليها تشوفهم.. لكن أنا اللي هربيهم!
ظلت تراقبهم بنظرة تقيمية ثم تحدثت بصوت شديد الصرامة محدش فيكم هيطلق مراته!
واللي هيعصاني.. أقسم بالله لأغضب عليكم لحد ما أموت ولساني مش هيخاطب لسانكم بحرف.. وهمتنع عن الأكل والشرب والعلاج ويكون ذنبي في رقبتكم انتم الأتنين!
يعني أيه أمي الكلام ده.. عايزة تجبريني ابقى على واحدة. كانت هتقتلني أو ټقتل خالي وسړقت ستي وياعالم عملت أيه كمان!
بينما تمتم عبد الله بثورة مماثلة وبعدين إحنا كبار بما في الكفاية عشان نقرر أمور حياتنا.. ماينفعش تقرري عننا حاجة زي دي يا ماما.. لو سمحتي ماتستغليش حبنا ليكي وتلوي دراع كل واحد فينا وتخليه لعبة في ايدك!
أنا السبب في مشاكلكم وخړاب بيوتكم.. أنا اللي اتخليت عن دوري في رعاية أمي وبعتهم بدالي وشيلتهم مسؤلية مش بتاعتهم.. أنا لوحدي الغلطانة
أشفقا عليها.. فاقترب خالد بحرص فمازال جرحه لم يكتمل تعافيه حتي لو أنتي غلطي يا أمي إنهم راحوا مكانك.. بس مش إنتي اللي قولتي مدوا ايدكم واسرقوا.. مش انتي اللي خليتيهم يعاملوها بمنتهى القسۏة! فأكمل عبد الله
سكتت تطالعهم بيأس لعدم رضوخهما لقرارها. واغرورقت عيناها بحزن وفجأة باغتتهما بإزاحة أدويتها المتراصة جانبها پعنف والتقطت مقص صغير.. ووجهت نصله لباطن معصمها وغرزت جزء منه فتفجرت قطرات دماء قليلة تحت أنظارهما المذهولة لفعلها الغير متوقع..
حرام عليكي يا أمي اللي بتعمليه فينا ده حرام.. ليه كده ليه.. عايزة توجعي قلوبنا عليكي مش كفاية اللي احنا عايشينه.. ليه عايزة تجبرينا على حاجة رافضينها.. !
مش هتفضلوا حواليا طول الوقت.. ولا كل مرة هتقدروا تنقذوني.. أنا مش هرتاح إلا أما اصلح اللي افسدته.. وانتم لو ما ساعدتونيش.. يبقي خلاص انتظروا الأسوء وساعتها هتندموا بعد فوات الآوان! لأن الخساير هتكون أكبر بكتير من دلوقت!
لم يجدا سبيل أخر سوى الرضوخ لرغبتها حتى ولو بشكل مؤقت..مع رفضهما التام للذهاب إليهما وإعادتهما.. فيكفي أن يظلا بعصمتهما..!
مضت الأيام والجميع ينتظر فرجا يثلح الصدور!
فريال لا تكف عن حساب ذاتها وتدعو العافية سريعا حتي تنفذ ما قررته بشأن الجميع وهند تتناوب على رعايتها مع عبد الله حتى يتثنى لها ايضا رعاية الأم مع أحمد ويمنى.. وخالد وعبد الله مازالو لا يتقبلون عودة زوجاتهما او مسامحتهما .. وعايدة مستسلمة لمصيرها وحاولت أيجاد عملا قريب بإحدى المصانع حتى تتكفل بذاتها.. وتخفف حملها على شاهندة.. بينما تنتظر رجاء كل يوم ورقة طلاقها بړعب عازفة عن الطعام ولا تأكل منه سوى القليل!
في منزل فريال!
_ هند ممكن اطلب منك طلب
_ اطلبي يافريال وانا تحت أمرك!
_ وديني عند ماما أنتي وعبد الله!
_ بس انتي لسه صحتك مش حمل حركة للشارع يافريال.. اصبري شوية!
فعاندت لأ.. مش هصبر.. أنا اتحسنت شوية واقدر امشي وانتوا اسندوني.. ماما بيتها مش بعيد عني!
أرجوكي ياهند خليني اروح عندها..!
كانت تعلم ما تشعر به فريال من تأنيب ضمير.. ولن تهدأ إلا برؤية والدتها وطلب السماح.. لن تخذلها ستأخذها إليها.. حتى تتصالح النفوس!
وبالفعل ذهب بها عبد الله وهند.. واستأذنت يمنى حتى تترك لهما الحرية.. وكذلك عبد الله الذي ذهب يتفقد أولاده هو وخالد!
چثت فريال أرضا تحت قدمي والدتها..!
فهتف هند كده هتتعبي يافريال من قعدة الأرض.. أنا جبتلك كرسي مريح اقعدي عليه!
هتفت فريال دون أن يحيد نظرها عن الأم فاطمة والتي بدورها تطالعها بشوق فمضى الكثير ولم تراها وتطمئن عليها.. كانت تعلم أن ابنتها تعاني شيء حتى إن لم يخبروها..قلبها يشعر بما يجري!
هتفت فريال بعين تقطر دمعا
_ لا ياهند.. مكاني من الأول هنا.. تحت رجلين أمي..!
أمي اللي قصرت معاها واستخسرت فيها صحتي.. المجهود اللي كنت بعمله مع أحفادي وأنا بدعي المړض.. كنت هبذل اقل منه بكتير وانا براعي أمي
بس أنا...
غص حلقها من قسۏة ما تقوله مواصلة
أنا أستتقلت أشيل أمي في مرضها.. أنا بخلت عليها بصحتي وهي اللي ضيعت شبابها علينا.. أنا أهملتها وبعتلها ناس مش من ډمها يراعوها..