الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 38 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز


من غير ما اسأل نفسي مرة واحدة.. هما بيعاملوها ازاي!
يااااه على غبائي وجحودي.. كان لازم اعرف أنهم مش هيعطوها اللي أنا نفسي بخلت عليها بيه! 
ولا هيراعوا ربنا فيها..!
واصلت واڼهيارها يزداد وهند لا تختلف عنها اڼهيارا وفريال تواصل جلد ذاتها تحت قدمي والدتها الباكية من سماع ما تقوله فريال
سامحيني يا أمي أنا غلطت في حقك.. وفي حق اخواتي وحق ولادي وحتى احفادي.. أنا أذيت الكل بأنانيتي والكل حياتهم اتقلب حالها.. كله بسببي.. سامحيني يا أمي وادعيلي اقدر اصلح اللي اتكسر.. ابوس رجلك سامحيني!

حنت رأسها وراحت تقبل قدمي الأم فاطمة وتعيد اعتذارها واحدا بعد الأخر.. وهند تبكي وهي تجثوا جوار شقيقتها تحضنها لتهدئها..!
بينما الأم تعافر وتجاهد وتستجلب كل قوتها ورغبتها لمنح ابنتها الأمان محاولة جر الحروف عنوة من حلقها بعزيمة لم تمتلكها يوما گتلك اللحظة وقلبها منفطرا لمرآى اڼهيار ابنتها بهذا الشكل!
وأخيرا استجاب لها خالقها بمعجزة.. لن يعجز عنها العلي القدير.. وأطاعتها الحروف العصية منذ زمن وتناثرت تباعا على أطراف لسانها وهي تغمغم بصوت متقطع
س..سام.. محتك!
اوقفت فريال بكائها فجأة ورفعت وجهها لوالدتها.. بينما هند تطالع والدتها بشك متمتمة بذهول فريال هي ماما نطقت كلمة ولا أنا بيتهيئلي!! 
فريال التي لم تختلف دهشتها مغمغمة بخفوت كأني سمعتها بتتكلم ياهند!
فأعادت الأم فاطمة نثر الحروف على شفتيها لتثبت لابنتيها ظنهما بقدرتها أخيرا على النطق
_ ف..فر.. يال! هن ..هند! 
صړخت هند وهي تنهض تعانقها پعنف لم تقصده
وفريال تبكي فرحا مهللة ماما اتكلمت ياهند.. ماما رجعت تسمعنا صوتها تاني.. ماما سامحتني!
وظلت تتحدث والعبرات اغرقت وجهها وهي تقبل قدمي الأم فاطمة بفرحة طاغية كادت أن توقف قلبها العليل.. وهند تعيد صړاخها بعد أن شعرت بأنامل مرتعشة تربت على رأسها الذي يتوسط صدر الأم فاطمة ألحقي يافريال! ماما حركت ايديها الشمال! 
فنهضت فريال بصعوبة وهي تقبل يد الأم التي تحركت ومازالت لا تصدق تلك المعجزات..
والدتها أخيرا تحدثت وحركت إحدى يديها..! 
يالله أرفق بقلبي.. أخاف أن تقف نبضاته من شدة الفرح! 
أستوعبت هند قليلا وعيها وادركت أن شقيقها أحمد لابد أن يشاركهما تلك اللحظة.. فهرعت لهاتفها وحدثته بانفعال شديد صاړخة عليه كي يأتي ويشاهد ما حدث! 
ولم يمضي القليل إلا وآتي يلهث وگأنه كان في سباق عدو ..مرتميا على قدمي والدته هاتفا بصوت لاهث متقطع أمي ..أنتي بجد اتكلمتي.. طب سمعيني صوتك ..انطقي أسمي اللي وحشني منك ..اتكلمي!
فجادت عليه الأم بالكثير وهي تنطق أسمه وترفقه بلقب حبيب قلبها.. ثم أشارت بيدها ليقترب وتملس على شعره بحنان كما كانت تفعل معه دوما..!
أستكانوا ثلاثتهم بين ذرعيها.. وگأنهم عادو صغارا بين أحضانها.. يبكون سيلا من العبرات ويقبلونها بشوق ومازالوا لا يصدقون أستجابتها المذهلة طبيا..!

رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر 
الفصل الثالث عشر. 
_______
أصطبغت أجواء منزل الأم فاطمة بالكثير من السعادة بين من يطوفون حولها مقبلينها تارة ومعانقين تارة أخرى.. وقد دبت الروح في أوصالهم.. مغدقين سيل من كلمات الشاكرة الحامدة للله على شفاء الأم بشكل مذهل.. بشهادة طبيبها الذي ابدى تعجبه لتطور حالتها.. معلقا هذا على تحسن حالتها النفسية.. وهي بالاساس كانت علتها الأولى!
أحمد وفريال وعبد الله وخالد وأطفالهم الذين يتبادلون معها ألطف الأحاديث وأصدقها فرحا وهي تتجاوب معهم بحنان وشوق لجميعهم..! 
بينما أنهمكت يمنى وهند بصنع الكعكات الملونة أحتفالا بها كأنه عيد.. والدتهم الحبيبة صارت تتحدث تضحك تشاكس هل هناك مناسبة تتطلب احتفال مثلها!!!
تنحنحت فريال بعد أن مضى وقتا من أحتفالهم..واختلت بأحمد وهند.. وأرادت إعلان قرار قد اتخذته مسبقا وجاء آوان تطبيقه
_ كنت عايزة أكلمكم في حاجة مهمة! 
أجاب خير يافريال! بينما تسائلت هند حاجة إيه
دارت عيناها عليهما بحنان لم يعهدوا فيها من قبل
ثم تحدثت بهدوء 
أولا عايزة اعتذر عن كل حاجة عملتها في حقكم وتقصيري معاكم أو مع أمي.. أنا اتخليت عن مسؤليتي و بالعكس كنت باجي كتير عليكي ياهند واستغل طيبتك واتكاسل في دوري مع ماما وكنتي انتي بتروحي وتعرضي بيتك للإهمال وتتحملي ڠضب زوجك عليكي..ودايما كنتي بتعذريني.. ثم التفتت لشقيقها هاتفة بامتنان 
أما أنت يا أحمد.. زي ماكنت ونعم الأبن كنت ونعم الأخ والسند وقت ما احتاجتك.. وقفت جمبي ومع ولادي وحسستهم إنك في ضهرهم رغم زعلك مني بس ما اتخليتش عننا لأخر لحظة بتدعم الكل وبتحتويه.. وجه الوقت اللي لازم اسد ديني ليكم ودين أمي عليا..!
دمعت هند تأثرا إيه لازمة الكلام ده يا فريال.. مش قلنا ننسى اللي فات وكفاية فرحتنا بشفاء ماما..! 
أحمد. مؤيدا وبعدين مهما حصل هنفضل اخوات وإيد واحدة يا فريال.. كفاية لوم لنفسك إنتي خلاص فوقتي ورجعتي تاني إيدك. في ايدينا..!
جففت دموعها ملقية مالديها وتحدثت لأجله 
كان لازم اطلع كل اللي جوايا ليكم.. عشان كمان تعرفوا سبب قراري.. أنا هاخد ماما تعيش معايا..!
بعد برهة صمت بينهما تحدثت هند 
تاخديها إزاي وليه أنا مش هتخلى عن أمي أنا..... 
قاطعتها فريال مين قال حبيبتي هتتخلي عنها ثم نظرت لأحمد المستمع لهما أنت يا أحمد بيتك وشغلك بعيد.. بتعاني كل يوم عشان. تيجي وقصرت في دروسك اللي بتساعدك على المعيشة وولادك محتاجين كتير من مجهودك ومراتك كمان بتيجي وهي كمان بتاخد أجازات واهملت في دروسها عشان تكون جمبك في أزمة أمي.. وعادت بنظرها لهند
وانتي كنتي هتطلقي بسبب إهمالك لبيتك وبيتك بردو بعيد وولادك أصغر ومحتاجينك.. إنما أنا ولا عندي زوج يقيدني ولا ولاد صغار ولوحدي وهقدر اعتني بأمي طول الوقت من غير ما اروح ولا اجي وولادي عبد الله وخالد حواليا وانتي واحمد هتيجوا براحتكم وقت ماتفضوا بدون ما تحملوا همها..!
أنا ضميري مش هيرتاح إلا إذا رديت دين أمي وراعيتها ولو اعتذرت مليون مرة مش هوفي حقها.. لكن لو اهتميت أنا بيها وقتها بس هحس إني قادرة ابص لنفسي بإحترام!
صمت كلا من أحمد وهند يتبادلون النظرات ويقيموا بعقولهما اقتراح فريال وبعد برهة نطق أحمد
_ وأنا موافق يا فريال مادام دي رغبتك.. وفعلا هبقى مطمن على ماما وبردوا مش هسيبها لكن يمكن زي ما قلتي هيكتكون في فرصة أهتم بشغلي واجيلها في اخر اليوم ده غير تعهدك ليا إن اي طارق يحصل أكون أنا أول واحد تكلميه.. أما أنتي ياهند ممكن تيجي يومين في الاسبوع تحمي ماما مع فريال وتعملي أكل ماما كله وكده هتكوني شاركتي بشكل مريح أكتر ومهم لأنك هتشيلي عبء كبير عن فريال!
تهللت فريال كالطفله واحتضنت أخيها ممتنة 
ربنا ما يحرمني منك يا أحمد.. ماتتصورش ريحتني ازاي واوعدك إني مش هقصر معاها وأي حاجة هلجأ ليك أنت!
ذهبوا لإعلام الجميع بقرارهم والذي أسعد عبد الله وخالد لأقصى حد.. فجدتهم الحبيبة ستبارك بيتهم وتنيره وسيحظون برؤيتها كلما ذهبوا..! 
____________________
ړعب شديد أصاب عصام منذ أن آتاه إتصال من أخيه الأصغر حسام ذو الأثنى عشر عاما.. وهو ينبئه بحاډث والدته أثناء مغادرتها سيارة الأجرة.. هرع سريعا إلى المشفى.. مستفسرا عن حالتها وعلم أن أصابها كسر بذراعها اليمنى وبعض الرضوض الغير
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 49 صفحات