الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 40 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز


قدرت تفهمني وتعذرني! ثم صمتت برهة وواصلت
فاكر لما انت تعبت وأنا نفسيتي كانت تعبانة واترميت في حضنك وقلتلك نفسي ما اتحوجش لحد واموت بصحتي فاكر أنت عملت أيه رغم زعلك مني احتويت كل خۏفي وطمنتيني وحسستني بأمان كنت محتاجاه أوووي وماتتصورش ازاي فرق معايا.. الموقف ده بالذات يغفرلك كتير عندي.. أحنا مش ملايكة ياعصام لينا اخطاء كتير.. المهم إننا نحاول نصلحها في الأخر.. ثم قبلت بيه عيناه وأوعى في يوم تتكسف تطلب مساعدتي وتعمل حاجز بنا..زي ما أنا بتسند عليك.. أنت كمان اتسند عليا لما الدنيا تميل!

عجزت الكلمات بحلقه أمام منطقها الإنساني وكلماتها المؤازرة الحانية! وكل يوم يكتشف بها جانب يؤثر روحه لها..فلم يجد تعبيرا لامتنانه لها أبلغ من قبلة أودع فيها كل مشاعره بتلك اللحظة ثم غمرها بين أحضانه وأحاطها بذراعية مرددا بسخاء عبارت عشقه الصادق لملاكه التي يكتشف نقائها يوما..! 
__________________
في منزل رجاء!
سلمى أنا عملتلك الفراخ المشوية اللي بتحبيها من أيدي ومعاها رز ابيض هتاكلي صوابعك وراهم يا جوجو!
تمتمت رجاء بحزن لشقيقتها الأصغر 
مش عايزة يا سلمى.. ماتشغليش بالك بيه وروحي لعيالك وبيتك! 
سلمى برفض مش همشي إلا اما تاكلي من أيدي. وبعدين ولادي مع حماتي هي هتاخد بالها منهم!
نظرت لها رجاء وهي تقيم نبرة صوتها الراضية فتسائلت إنتي بتحبي حماتك يا سلمى!
أجابت طبعا.. ربنا يعطيها الصحة ويبارك في عمرها..ثم واصلت تعرفي يا رجاء.. ساعات الظروف كانت بتضيق بينا أوي أنا و علاء جوزي وسبحان الله تفرج بعدها من وسع تعرفي ليه
أومأت رجاء برأسها بالنفي منتظرة إجابتها 
لأن أمه بتدعيلنا برضا حماتك ممكن تبقي أم تانية لو اتقيتي الله فيها.. وسهل أوي تكسبيها.. أنا مش هقولك علاقتنا كانت حلوة من الأول بالعكس حصل خلافات كتير بس بعد كده أنا قدرت استوعب إني لو كسبت رضاها افضلي من عداوتها وكل اللي عملته أني عاملتها زي أمي بخدمها واخد بالي من صحتها وعلاجها واجبلها هدايا في المناسبات واحسسها إن خير ابنها ليها.. لقيتها بعد كده اتغيرت معايا وبقيت تحبني اوي.. لدرجة لو جوزي جه عليا تبهدله.. بقيت سند ليا.. أنا عارفة يا رجاء إنك متأثرة بطبع أمي بس نصيحة من أختك الصغيرة أكسبي حماتك واعتبريها أمك ووقتها هتكسبي جوزك نفسه أكتر وهتكوني غالية عنده فوق ماتتصوري..!
شردت رجاء بحديث شقيقتها التي قربت لفمها قطعة دجاج مشوية.. ما أن اشتمتها رجاء حتى شعرت بغثيان شديد فوضعت يدها تكمم فمها وهرولت لتفرغ ما في جوفها بعيدا..!
اړتعبت سلمى وذهبت خلفها وجففت وجهها هاتفة 
مالك يارجاء حصل أيه.. إنتي عندك برد طب تعالي نروح نكشف عليكي و............
أشارت إليها رجاء بالرفض لأ .. أنا كويسة بس يمكن برد.. هروح أنام شوية وهبقى احسن وأنتي روحي بيتك يا سلمى ووقت ما هجوع هاكل .. أوعدك!
تركتها بعد إلحاح شديد وبالفعل أوصلتها لفراشها وأحكمت عليها الغطاء وذهبت! 
_____________________
أخيرا تباركت عتبتها بقدوم والدتها لبيتها بعد أن اعدت هي وهند غرفة نظيفة مشمسة تليق بوالدتها الحبيبة!
والآن جاء دور قرارها التالي لترميم ما افسدته! 
زيارة ستجني منها ثمارا جديدة تروي حديقة برها وروحها التي تغيرت وتهذبت بعد ما حدث! 
..................... 
في منزل رجاء!
_ أفتحي الباب يا بنتي إيدي مش فاضية! 
رجاء بضجر حاضر يامه.. وذهبت وما أن أنفرج الباب وتبينت الطارق حتى اتسعت عيناها ذهولا وتسمرت مكانها..! فهتفت الضيفة التي لم تكن سوى فريال
_ إيه يارجاء ..هتسيبيني واقفة على الباب كده!
لم تتجاوز صډمتها ولكن تحركت جانبا تدعوها للدخول بصمت عاجزة عن التفوه بحرف أمامها..!
تقدمت فريال ببطء وجلست على مقعد قريب 
روحي غيري هدومك وهاتي شنطتك عشان ارجعك لبيتك يا رجاء..!
فچثت أمامها رجاء علي ركبتيها هاتفة بدموع بدأت تنهمر من عيناها إنتي بنفسك اللي جيتي ترجعيني.. لسه قادرة تبصي في وشي تاني بعد اللي عملته
ربتت فريال على كتفها برفق 
مش عيب الواحد يصلح أخطائه.. أنتي غلطي وأنا غلط قبلك بس ندمت ..ووشك الدبلان وجسمك الهزيل ده خير دليل على ندمك انتي كمان يا رجاء!
بكت الأخيرة مرددة ندم!!! أنا مېتة من غير عبد الله وولادي.. مافيش حاجة بقى ليها طعم! 
ثم التقطت كف فريال تقبله باعتذار يمتزج بامتنانها 
سامحيني يا ماما فريال سامحيني.. أنا غلط في حقك وحق
 

39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 49 صفحات