روايه للكاتبه اسراء عبداللطيف
به و لكن هذا ينافي ما يمرا به بالمره
تمالكت نور قوتها قائله ب هدوء
_ أزيك يا أدهم !
أغمض أدهم عيناه حتي لا تفضحه فكم أشتاق لهذه المجنونه التي أسرت لبه و لم يتكلم و أكتفي ب أيماءه بسيطه ب رأسه !
كم تألمت نور بسبب هذا كم أشتاقت لسماع صوته حتي و إن كان جدال بينهم و لكنها أبتلعت هذه المراره و تابعت و هي تحاول رسم الأبتسام علي ثغرها
صدم أدهم بما تقوله نور و ظن أنها قد عرفت أمر نسبها الحقيقي ف أقترب منها و أمسك ذراعها و عقد حاجبيه متسائلا
_ عرفتي أيه ب الظبط !
خاڤت نور من طريقة أدهم هذه و نظرت إليه ب أستعطاف قائله
_ ع عرفت إن زينا بتحبك و إن هي السبب في البعد بينا و إنك جيت هنا و خطبت بنت عمك !
_ و بعدين يعني عايزه أيه !
صدمت من ردة فعله فهي ظنت إنه سيفرح بعودتها له ف أقتربت منه مكمله حديثها ب توتر
_ يعنيعني أنت مش فرحان إنك شوفتني و إني عرفت الحقيقه و عايزه نرجع لبعض و نرجع اللي بنا !
_ و هو أيه بقي اللي كان بينا علشان نرجعه !
لم تعرف نور كيف تجيب فقد تملكتها الصدمه ب الكامل و كأن من أمامها ليس أدهم هو أخر لا تعرفه بتاتا و لكنها صارعت لتستكمل حديثها و هي تحول دون سقوط عبراتها قائله
_ أيه يا أدهم أنت نسيت الكلام اللي قولته لي في المستشفي !
و غلبتها عبراتها و هي تتابع ب حرقه
_را راح فين الكلام ده ك كله يا أدهم رد عليا !
ضړب أدهم ب كفيه معلقا ب سخافه
_ بح كله كلام يا ماما و شكلك صدقتيه و عشتي الدور أوي هو أنا أي وحده أقولها كلمتين حلوين أبقي دايب فيها !
أزدردت نور لعابها ب صعوبه و سقطت عبره ساخنه على وجنتها ممتلئه حسرة و رفض قلبها ما تسمعه أذنيها قائله
لوي أدهم فمه في سخريه قائلا ب ضيق
_ يا بنت الناس أنا ماقولتش ليك إني بحبك و لا قولتلك تحبيني و مش كلمتين حلوين طلعوا مني لم كنت تعبانه و بحاول أخفف عنك يبقي تعلقي نفسك بيهم للدرجه دي !
_ كلمتين حلوين !
أدهم أنت مش عارف أنت عملت فيا أيه !
أنت ملكتني و نفسي رافضه أي حد غيرك أنا أنا كنت شايفه الحب في عينيك راح فين ده !
رغم أن أدهم كانت ېتمزق من الداخل لسماع هذا و لكنه جاهد ألا يظهر هذا و ضحك ب سخريه قائلا
_ حب مين يا بنتي اللي أحبهولك !
روحي بصي لنفسك في مرايه دا أنا بنات تحل من علي حبل المشنقه بتترمي تحت رجليا أجي في الأخر و أبص لوحده عاديه زيك و بعدين ماضي أيه بتاعي تعرفي أنت أيه عني الماضي بتاعي و مستقبلي و شغلي ده حاجه ماتخصكيش و أنت مين علشان تسامحيني و لا لأ !
أغمضت نور عيناها ب أسي و هي تبتلع مرارة كلمات أدهم اللاسعه ب صعوبه قائله ب حسره
_ ك كل ده عل علشان حبيتك !
نفخ أدهم بضيق شديد و وضع كفيه علي وجهه و هو يفركه ب عصبيه صائحا ب
_يابنتي أنت
ماعندكيش كرامه !
أول مره أشوف واحده بتتحايل علي واحد علشان يحبها فين كرامتك أنت مش مكسوفه من نفسك و أنت بتتحايلي عليا ب الطريقه دي !
و بعدين أنا ما بحبش غير خطيبتي نهله اه طبعا ما أنت شوفتيها أمبارح و شوفتي هي حلوه أزاي !
أقتربت نور من أدهم قائله ب حسره و العبرات تملئ وجهها و لكنها تحاملت علي نفسها لتقول
_كرامه !
أنا عندي كرامه عمري ماسمحت لحد يمسها بس للأسف صدقت المثل اللي بيقول مفيش كرامه في الحب و دوست علي كرامتي علشان حد مايستهلش ده كله !
حاول أدهم أن يبتلع هذا الكلام و أغمض عينيه ب قوه حتي لا يضعف أمام عبراتها التي ټحرق قلبه من الداخل بلا رحمه فنطق ب برود ينافي ما يشتعل بداخله
_ها خلصتي !
نظرت نور ب أعين منتفخه إليه قائله ب حسره
_ اللي جوايا عمره ما يخلص يا أدهم أنت علقتني بيك و في الأخر دوست علي قلبي و أهانتني و عاتبتني علي حبي ليك
و أخذت نفسا عميقا قائله ب أشمئزاز
_ أنت أوسخ واحد عرفته في حياتي
ثم تركته و توجهت نحو الداخل و هي تبكي بشده بينما لم يتمالك أدهم نفسه و بعد أن رحلت نور أطلق هو سراح عبراته قائلا ب آسي
_ كده أحسن يا نور لي و ليك أنت أنضف بكتير من إنك تتعلقي بحد زيي حتي لو ناوي أتغير هفضل شايف نفسي ۏسخ معنديش رحمه من كل اللي عملته !
ثم صاح غاضبا وهو يضرب المقعد البلاستيكي ب قدمه ليفرغ الشحنه الهائجه ب داخله
_ أيوه كده أحسن و أنا زعلان ليه دلوقت مش ده اللي كنت عايز تعمله
و وضع كلتا كفيه علي وجهه ليفركه ب ڠضب و أطلق تنهيده ضائقه لم يضمر ب صدره !
كان أدهم و نور يظنان أنهم ب مفردهم في هذا المكان لكنهم لم يعلموا أن هناك من ينصت عليهم و هذا الحديث قد كان على هواه و ب شده
ف أستند علي الحائط الذي كان يختبئ وراءه ب ظهره و أرتسمت علي ثغره أبتسامه خبيثه قائلا ب أعجاب
_ كويس إنها جات منك يا أدهم علشان نور تبعد عنك و أقدر أنا أقرب منها !
ثم ضحك و توجه للداخل
توجهت نور إلي الغرفه و ظلت تبكي ب شده و ټدفن وجهها بين الوسائد قائله ب بكاء
_ ليه يا أدهم كده ليه ليه تعلقني بيك و تكسر قلبي ليه
و لكن تحاملت علي نفسها و جلست على الفراش و ظلت تمسح عبراتها ب ظهر يدها للتحول ملامحها للجمود ثم وقفت قائله ب آخر ما تبقي من كبريائها
_ لأ يا أدهم مش هسمحلك تدمرني و لا هخاف أظهر قدامك و زي ما أنت بتعاملني بالقسۏه دي