الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية للكاتبه منة الله مجدى

انت في الصفحة 39 من 76 صفحات

موقع أيام نيوز

وبالغعل عادا وهو قلق للغاية علي حالتها .......فلأول مرة يراها شاحبة لتلك الدرجة

في منزل ياسر بالقاهرة

دلفت قمر الي غرفتها وهي تكاد ټنفجر ڠضبا من مزاحه مع بعض الفتيات ونظراته إليهن في الحفل

دلف ياسر خلفها بكل هدوء فهو يعلم ما بها ولكنه يريد أن يغضبها قليلا

إبتسم بمكر ثم عادت ملامح الجمود الي وجهه

متسائلا بكل براءة وكأنه لا يعلم ما بها

ياسر مالك يا جمر فيكي إيه

صاحت به بحنق ڠضپة

قمر كانك مش عارف عاد

إبتسم بمكر ولكنه أخفاها سريعا وتمتم بهدوء

ياسر وأني هعرف منين بس يا بت الحلال

إلتفتت قمر ناحيته تطالعه في ڠضپ وتحدثت بعصبية شديدة

قمر لا والله

 

 

أبدا البيه بس جاعد عمال يبص لدي ويتحددت مع دي ويضحك لدي ويسيب دي تتمايع عليه ومرته جاعدة چمبة كيف الجفة لا عاملها حساب ولا إعتبار......دا إنت كان ناجص تجولي جومي يا جمر أنا هعاود مع واحدة منيهم

لم يستطع ياسر أن يكمل في دور البرئ فإبتسم بحنان ۏچڈپھ الي أحضانه هامسا بصوته الأجش

ياسر واللي خلجني و خلجك يا جمر كلاتهم ما يسوا شعره من شعرك واجفة علي الأرض ما تخلجتش اللي تغييري منها يا ست البنات

إبتسمت قمر في حب ولكنها حاولت إخفائها وتحدثت بنبرة يشوبها lلڠضپ الزائف

قمر صدجتك أني إكده

فإستقام جزعه وتحدث بثقة

ياسر لع صدجتيني وجلبك عارف إن جلبي

مفيهوش غيرك جاعدة فيه ومتربعة

إبتسمت بخجل وإحتضته بحب

فإبتسم بمكر وتابع مشاكسا

ياسر إلا بجول إيه أني عاوز أسلم علي ولادي

باغت بحملها فشهقت بفزع هتف هو علي أثره بحماس

ياسر الله اكبر

هتفت به بدهشة

قمر بتعمل إيه يا ياسر نزلني عاد

ياسر مرتي يا ناس عاوز مرتي في كلمتين

إبتسمت في خجل ودفنت وجهها في صډړھ

ياسر اللهم صلي علي كامل النور يا بركة دعاكي يا أم ياسر

في منزل سليم

في صباح اليوم التالي إستيقظا سويا

كانت مليكة تشعر پألم شديد يعتري قلبها جراء ما حدث مع والدها بالأمس وأيضا بالخجل لما فعلته هي مع سليم

إبتعدت مليكة عنه سريعا ودلفت للمرحاض

زفر سليم بعمق فهو قد إستيقظ قپلھ ولكنه لم يرد جعلها تشعر بالتوتر أو حتي الإحراج وأردف متسائلا

سليم حكايتك إيه يا مليكة

نهض من الفراش وذهب لغرفته في هدوء

بعد عدة دقائق كان الجميع يتناول الإفطار في الأسفل .......لاحظ سليم شرودها فقد كانت تطعم مراد في آلية شديدة لا يسمع صوت ضحكاتها ومزاحها الذي يطربه كل صباح

تنهد في عمق فهو لا يحب أن يراها حزينه لهذه الدرجة ولكنه لا يعرف ما حدث بالأمس وقد عقد العزم ألا يسالها عن أي شئ حتي تخبره هي

وكالعادة حمل منها مراد ليلعب معه قليلا في الحديقة حتي تتناول هي طعامها

فأخذ مراد وخرجا سويا للعب بينما ېخطڤ اليها بعض النظرات بين الحين والأخر فيجدها إما شاردة وإما تمسح دمعة هاربة قد فرت من زرقاوتيها

شعر بغصة ألم تجتاح قلبه كم يتمني أن ياخذها بين ذراعيه ويخفف عنها قليلا

بعد عدة دقائق خرجت إليهما مليكة

طأطأت راسها في خجل وهمست بأسف أدمي قلبه

مليكة أنا أسفة جدا يا سليم علي اللي حصل إمبارح وعاوزاك تعرف إني والله معملتش أي حاجة ۏحشة تضايقك ومعملتش كدة لأي سبب ۏحش فشكرا جدا لأنك استحملتني امبارح

لمس سليم نبرة الصدق في حديثها وشاهد كم الألم في عينيها فقرر ألا يتفوه بأي شئ

أومأ راسه في هدوء وودع مراد متوجها لعمله

كان يقود سيارته وهو غارق في أفكاره وخواطره

التي تزاحمت جميعها .....تتصارع... ولا فكاك منها

تري ماذا حدث مع صغيرته....... ما الذي يؤلمها لتك الدرجة

في غرفة مليكة

ذهب مراد لمدرسته فظلت هي وحدها في المنزل

جلست علي الأرض ضامة ركبتيها الي صډړھ قبالة المدفئة الحجرية القابعة في غرفتها وهي تراقب تآكل الحطب ببطئ

كل شئ هادئ من حولها يميل للذة السكون عدا قلبها الکسير فهو لا يزال ېټخپط بين أضلعها كطفلا جائع.......

في لحظات السكون تلجئ ارواحنا للعروج في عالم اللامحسوس........ تستذكر كل ذكري وردية لتصبح رفيقتنا في لحظات الوحدة........الضعف والإنكسار.......ولكن ماذا إذ كانت كل اوراق ذاكرتنا سوداء هل سنحرقها..... أم هي التي ستحرقنا ۏجعا وخيبة

مر شريط حياتها أمامها بسرعة وكأن كل الذي إستغرق أكثر من عشرين عاما ليجري لم يكن سوي لحظات........نعم غريبة هي الدنيا..... منذ أن نولد نجاهد لأجلها وفي النهاية نكتشف أننا كنا نسعي الي اللاشئ

إنقضت كل تلك السنين كلمح البصر والأسوء من ذلك هو كل تلك الآلام المتراكمة علي ضفاف قلبها اليانع .........نندهش حينها كثيرا أ يعقل أننا لم نكافئ بلحظة فرح واحدة .......فنعود مرة أخري وندرك أن لحظات الفرح كانت كثيرة...... فذاك هو عدل الله يقسم الفرح والحزن بالتساوي

ولكنها للأسف لا تترك إنطباعا لها عندما ترحل علي عكس الحزن فلطالما كان هو سيد الموقف

يعرف جيدا كيف يلتهم الفرح ويطغي عليه ليبقي هو ويتلاشي كل شئ عداه

إسترجعت أوراق ذاكرتها بهدوء ليتها تستطيع إحراقها مثل هذا الخشب

 

 

.....ولكن أني لها فهي إن أحړقتها اليوم ستعود لتنفض عنها الرماد غدا

كمن أحيا بعد مۏټھ

نهضت قمر من نومها متأخرة بعض الشئ وقررت المرور للأطمئنان علي مليكة ثم العروج علي نورسين بعد ذلك فكلاهما تركا الحفلة مبكرا بسبب مرضهما........وبالفعل وصلت لمنزل مليكة التي رحبت بها بحرارة شديدة وبعد القليل من الثرثرة أخبرتها قمر أنها هي ونورسين قد رحلا مبكرا بالأمس بسبب مرضهم فإعتري مليكة القلق فهي تتذكر جيدا كيف شعرت بالتوعك مرة وهي معها عندما كانت في المستشفي بسبب إصابتها

نعم هي تعلم أنها طبيبة وبالتأكيد تعرف ماذا يجب عليها فعله ولكنها تشعر بالقلق فهي قد أحبت هاتان الفتاتان للغاية وإعتبرتهما شقيقتيها اللاتي أرسلهما الله ليعوضاها عن شقيقتها تاليا

هاتفت سليم لتأخذ منه الإذن في الذهاب وبالفعل إرتدت ثيابها وتوجها سويا للمشفي التي تعمل بها نورسين

فأدخلتهما الممرضة لغرفتها ولكنهما سمعاها تتحدث بالهاتف

نورسين أنا عارفة إنه مينفعش أستني أكتر من كدة يا دكتور وإن حالتي خطېرة بس مش هينفع أعمل أي حاجة دلوقتي فعاوزة حضرتك بس تجددلي الدواء لحد ما أظبط أموري

صمتت هنية تستمع لحديث الطبيب ثم فجاءة هتفت به پقلق

نورسين لالا يا دكتور مينفعش مش عاوزة جوزي والولاد يعرفوا أي حاجة وأنا باذن الله هتصرف قريب وبعد عدة دقائق أغلقت هاتفها فوجدت قمر ومليكة يحدقان بها في هلع

سقط الهاتف من يدها من هول المفاجأة......لم تحتاج للتفكير كثيرا فمن الجلي تماما أنهما قد سمعاها

سمعت مليكة تهتف في قلق

مليكة في إيه يا نورسين وإيه اللي سمعناه دا

زاغت ببصرها بعيدا عنهما تجوب به أرجاء الغرفة توترا

قمر في إيه يا بت الناس عاد ما تخبرينا متجلجيناش أكتر من إكده

تمتمت نورسين بصوت مضطرب متلعثم

38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 76 صفحات