السبت 16 نوفمبر 2024

رواية قلبي وعيناك والايام بقلم رحاب ابراهيم

انت في الصفحة 18 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

الاحساس اللي حسيته معاها تاني...لا صادفته قبل ما أعرفها ولا بعد ما افترقنا .... احساس زي حياتنا..مابيتعاش مرتين ! تساءل الطبيب _ طالما رجعت هنا تاني...يبقى هي رجعت ...مش كده أجاب وجيه مختصر إجابته بهزة رأس بالإيجاب.....فقال الطبيب شاهر _ حسيت بإيه لما شوفتها بعد السنين دي كلها... ران الصمت للحظات....شعر فيها وجيه أن الاجابة ثقيلة ...بها شيء من اعلان ضعفه ... ولكنه اعترف بصدق _ أول لقاء بينا بعد فراق عشر سنين كان عبارة عن منتهى الاڼتقام ...ومنتهى الأشتياق..! حتى شعور الاڼتقام كان عبارة عن عتاب مستني مبررات ...تقولي أنها حبتني زي ما حبيتها ...عارف لما تبقى مستني عشر سنين جملة أنا بعدت ڠصب عني لكن أنا حبيتك تطلع به الطبيب متفحصا شروده وقال _ طب وهي كان رد فعلها إيه ! ابتسم وجيه بمرارة انتشرت بعينيه _ ما اتغيرش....كل اللي جوايا ده اترفض مرتين بمنتهى الجبروت...بكلمتين مكرهتش ادهم في حياتي أبعد عني تلاشت الابتسامة وتبقت المرارة التي تسربت لصوته واستطرد _ السنين بتعيد نفسها من تاني....زمان قررت انتقم منها واتجوز وحصل فعلا ....مقدرتش اكمل أكتر من ٦شهور....كان صعب ادي كل حياتي اللي رسمتها مع انسانة لأنسانة تانية ...! دلوقتي هرجع لطليقتي بعد نفس الكلمتين.... بس المرادي هحاول أنقذ عمري اللي بيضيع وأنا مستني انسانة رفضاني حتى بعد ما انفصلت عن جوزها .... !! تساءل الطبيب مرة أخرى _ أظن أنك هتحتاج جلسات مكثفة ...الفضفضة هتريحك ....عايز المرادي أبدأ معاك من بداية طريق العلاج ... عشان تتخطى الأزمة النفسية دي .... استدار وجيه للطبيب وقال بنظرة قوية _ أنا جيتلك گ نوع من قفل الصفحة دي من حياتي ....أعتبرت زيارتي ليك النهاردة آخر صفحة في حكايتي مع ليلى .... واقفة مع نفسي ....أنا مجيتش عشان أكرر زيارتي يا دكتور....أنا جيت أقولك أني بعد السنين دي كلها أول مرة أحاول بجد وبكل قوتي وإرادتي وعقلي وقلبي أني أنساها ..... مكنتش تستاهل أبدا الحيز ده من تفكيري... كان يظهر من حديثه أنه قرر المغادرة بلا راجعة ...فتأمل الطبيب بعينيه وقال _ رغم أنك ما قولتش كل حاجة بس قرارك صحيح .... بدعمك جدا....والنسيان مش قرار لأنه مش بإيدينا ...بس في بديل للنسيان اسمه التجاوز....نتجاوز كل شيء بيوجعنا عشان نقدر نكمل .... تشاركا الأثنين بنظرة سريعة وهم وجيه بالمغادرة حتى أوقفه الطبيب بجملته الأخيرة _ بس خليك حذر وأنت بتنساها تظلم نفسك ...أو تظلم حد مالوش ذنب .... خد قرار التجاوز صح عشان مترجعش لنفس النقطة من تاني .... أتمنالك السعادة.... أهداه وجيه بنظرة امتنان وقال _ بشكرك جدا .... كانت بغرفة المشفى الذي نقلت لها بعد إغمائتها الأخيرة...ڠرقت بغفوة أخرى من فرط الإجهاد والإرهاق والوهن .... ھجم على أحلامها صوته...يردد كلمات جعلت قلبها يعتصر عصرا ....يخبرها أنها كانت نزوة لم تقبل تلك الكلمات حتى بأحلامها ...! انتفضت من نومها لتجد نفسها بغرفة غريبة ...وبجانبها صغيرتها النائمة ريميه نظرت ليلى حولها بتيهة ....وابتلعت ريقها بصعوبة حتى عندما دلفت الممرضة وبيديها وجبة طعام تكفي لشخصان _ جبتلك وجبة ولازم بقى تاكلي .... احټرقت ليلى من الشوق لمعرفة شيء عنه ...فتساءلت بلهفة _ هو دكتور وجيه هيجي أمتى توخت الحذر الممرضة منى وهي تجيب ويبدو أنها تخفي شيء _ هو.... هو سافر .... صدمت ليلى من الخبر....فقالت بحيرة وتيهة _ فجأة كده ! أنا فاكرة أنه كان هنا ...شوفته مع ريميه بنتي وبعد كده ما حسيتش بحاجة .... تعجبت الممرضة من قولها ...فهي رأته بعد ذلك ! ....قالت _ معرفش....ده اللي عرفته وقولتهولك...لما أعرف عنه شيء جديد هقولك .... خرجت الممرضة مثلما أتت...وبقيت ليلى على تيهتها وعلامات الألم والتشوش بعينيها واضحة...نظرت لأبنتها النائمة ثم اقتربت منها وحاولت أن تيقظها ....استيقظت الصغيرة بكسل فقالت ليلى بحنان _ اكيد جوعتي يا روحي...قومي كلي .... تثاءبت الصغيرة وهي ترتمي بأحضان أمها بألتجاء وقالت بصوت ناعس _ الشاطر وجيه أكلني يا ماما...كنتي نايمة ... تفاجئت ليلى بالأمر ...لم تعرف كيف حدث ذلك ولكنها رغم كل تيهتها ابتسمت وعينيها تدمع....ثم أخذت أبنتها بضمة حنونة وظلت مستيقظة تفكر .......وتسترجع الذكريات ... عودة ثانية لعشرة سنوات ماضية انتظرت ليلى وقع الخبر على صديقتها إيمان بمحل العمل ....فقالت إيمان بمباركة _ الف مبروك يا ليلى ....نصيحتي بقى ليك ...امبارح جالك بعد ما مشيت واعترفلك واتقدملك كمان وكده تمام .... بس أنت ناسية موضوع صالح أبن عمك ! عبس وجه ليلى بضيق ثم قالت بمحاولة نسيان هذا الأمر _ أنا لقيت أبويا ما اتكلمش فيه تاني ...وبصراحة بقى أنا سمعته في التليفون بيكلم جدي ويقوله أن ماينفعش اتجوز دلوقتي خصوصا أني بحضر دراسات عليا في التخصص بتاعي....الحمد لله ما اضطرتش للجدال عشان اقنعه بالرفض .... قالت إيمان بتفكير _ ما هيبقى نفس الأمر بالنسبة لوجيه كمان يا ذكية لو اتقدم ! يعني هيبقى ده رد فعل أبوكي كمان لو وجيه كلمه ! ساعتها هتعملي إيه ! هزت ليلى رأسها برفض وقالت _ لأ ...في فرق ....وجيه دكتور ومثقف ومتعلم يعني مش هيمنعني اكمل دراستي .....أنما صالح خلى أختي متكملش كليتها أصلا وقعدها في البيت .... يمكن عشان هو مش متعلم اصلا زيها ...الغريب أنه قادر يدير مصانع جدي كلها وتعليمه على اده ! ...يعني في النهاية أنه مش مناسب ليا زي وجيه .... تعجبت ايمان وقالت معترضة _ مش شرط...خطيبي أقل مني في التعليم ومع ذلك شجعني اكمل ومحستش أنه زعلان خالص ! مش عارفة ...اسمعي نصيحتي وخلاص....متحاوليش تتكلمي مع وجيه خالص لحد ما يتقدملك وترتبطوا رسمي .....وكمان ده الصح على فكرة ... ظهر الضيق بعين ليلى وهي تقول _ طب يعني لو جه هنا ... قاطعتها إيمان بجدية _ اتعاملي معاه بحذر يا ليلى .....مش لأنه انسان وحش لأ....لأن انتوا الاتنين هتمشوا ورا مشاعركم وتتعلقوا ببعض أوي من قبل ما يبقى في تأكيد رسمي أنكم هترتبطوا ..... عشان لو لقدر الله مافيش نصيب ما تتعذبيش.....ولا هو يتعذب ...ولا تبقى في ذكريات بينكم صعب تتنسى ... رددت ليلى الكلمة بشرود _ ذكريات ...! اكدت ايمان قولها _ ايوة ذكريات .... ذكريات بين أي أتنين حبوا بعض من غير ارتباط رسمي ولكن مع الأسف مكنوش من نصيب بعض ...تفتكري الذكريات دي بتتنسي بسهولة ! شيء فظيع أن واحدة تفضل شايلة ذكريات لانسان وهي مع شخص تاني ! ربنا مش بيمنع عننا شيء غير لو فيه ضرر لقلوبنا وهيوجعنا .... كادت ليلى أن تجيب حتى لفت نظرها عينيه المبتسمة باشتياق .... تركت صديقتها كما
تىكت نصائحها جانبا وابتسمت وهي تنهض سريعا وتذهب إليه .... كانت السماء ملبدة بالغيوم لهذا المساء ...ولكنها بدت جميلة الآن فجأة ! ابتسم وجيه قائلا بأشتياق _ وحشني الورد جيت أشوفه ...ممكن
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 29 صفحات