رواية قلبي وعيناك والايام بقلم رحاب ابراهيم
باقة كمان زي بتاعت امبارح ... ابتسمت ليلى بحياء ونظرت حولها متهربة من نظرته....راقبتها إيمان بيأس وابتعدت عنهما .....قال وجيه بلهفة _ كلمتي والدك هقابله أمتى أجابت ليلى بتلعثم _ بصراحة امبارح معرفتش أكلمه خالص .... بس هتكلم معاه النهاردة وأقوله ... نظر لعينيها العسلية وقال مبتسما _ تعرفي لما نخلف بنت ...هسميها ريميه ...اسم شبه عنيك ! قابلني الاسم في قصيدة شعر...كل لما أشوفك افتكرها ! تعجبت ليلى بابتسامة _ ريميه ! شبه عنيا أزاي ! أجاب بنظرة بها بريق دافئ _ عيون الريم ...شبه عنيك .... ريميه وجيه ...أعتقد لايق هزت رأسها بالإيجاب بابتسامة خجولة وهي تنظر للأسفل ....قالت وهي لا تستطع النظر لعينيه التي ټخطف ثباتها _ هحضرلك باقة الورد ... عادت ليلى لمنزلها بهذا المساء وعقدت النية أن تتحدث مع والدها...أن تصر وتقاوم أي بادرة أعتراض... أن تخبر والدها كل شيء....لطالما كان والدها أقرب صديق لديها أيضا.... دقت على باب منزلها حتى فتح الباب والدها وارتمت على صدره بابتسامة واسعة وهي تقول _ هعملك أحلى عشا سريع كده عشان عايزة اتكلم معاك في موضوع مهم يا زيزو ... كانت تشاكسه دائما بدلع اسمه عبد العزيز ولكن حينما دخلت المنزل وكادت أن تضع حقيبتها وقعت نظرتها على آخر شخص توقعت رؤيته ......جدها ! بنظراته القاسېة وملامح وجهه الغليظة ....يجلس ويملأ المكان بعض الرهبة حوله...ابتلعت ريقها بقلق وحاولت أن تظهر حسن تصرف ...اقتربت له قائلة بابتسامة بالكاد اظهرتها _ أزيك يا جدي .... رد عليها الجد بفتور وجفاء حتى قال والدها بقلق يظهر بعينيه _ روحي أنت يا ليلى حضريلنا العشا عشان جدك يتعشى معانا ... يظهر من صوت والدها أنه كان يريدها أن تذهب فقط ...قال الجد صادق بحزم _ اقعدي يا ليلى....عشان تسمعي الكلمتين اللي جاي أقولهم ....كلمتين يخصوكي أنت بالذات وأنا عارف أنك مش هتكوني زي أبوكي وتكسري أوامري ..... نظرت ليلى پخوف لوالدها الذي نظر لوالدها بعتاب وشيء من الرجاء .....جلست ليلى مرغمة وبدأ الجد في الحديث _ ولاد أختك صافية الله يرحمها لسه صغيرين ..... ده غير أن صالح ماينفعش يتجوز أي واحدة وخلاص لمجرد أنها تربيله العيلين دول ! أنت عارفة أننا مش أي حد ..... اللي جايله النهاردة مش أختيار.....ده قرار وشايفه الأنسب للكل .... ربي ولاد أختك في حضنك وما تدخليش عليهم واحدة غريبة ... اهتز قلب ليلى بقوة من الخۏف بينما حاولت أن تبتعد عن مقصده الحقيقي وقالت بمراوغة _ أنا مستعدة اتفرغلهم واقعد معاهم هنا...وصالح يجي يشرف في أي وقت عشان يشوفهم ... وهو لو عايز يتجوز محدش مننا هيزعل ده حقه .... امتلأ الڠضب بعين الجد من هروبها ولعبها بالكلمات ....حاول أن يسيطر على غضبه وقال بثبات _ ما هو أنا جايلك عشان كده....لأني أخترتك أنت ليه .... مكان أختك صافية الله يرحمها .... ارتعد جسد ليلى رغم أنها كانت تعرف الأمر مسبقا ولكن يبدو أن جدها قرر وحسم الأنر...انتفضت من مقعدها ولك تشعر إلا وهي تبكي وتصيح بالرفض _ لأ ...ومليون لأ .... دي حياتي ومحدش ياخد القرار ده عني ...ده ظلم ! نهض الجد من مقعده ثم صفعها على وجهها بقوة هاتفا پغضب _ نفس كلام أبوكي وأعتراضه .... نفس بجاحته قدامي ! لو كان سمع كلامي كان زمانه قاعد في ملكه وورثه اللي كان هيغرقكم خير وعز ...ولا عاجبكم الفقر اللي عايشين فيه ده ! هرع عبد العزيز لأبنته وضمھا بحنان وهي تبكي وقال لأبيه بحدة _ كفاية كده ...أنا محرمتش بناتي من حاجة ....وبنتي ليها حرية اختيار اللي هتعيش معاه .... أنا متعودتش أجبرها هي أو أختها على شيء .... بدليل أني وافقت على قرار صافية الله يرحمها بالجواز من صالح ابن أخويا ...ولو عليا عمري ما كنت هوافق ! أشار الجد صادق لأبنه بتحذير عڼيف _ المرادي يا عبد العزيز أنا مش هسيبلك فرصة التصرف...خلفتك قليلة الرباية زيك....كفاية عصيان عليا ومعايرة الناس ليا بسببك ...أنت وبنتك هترجعوا معايا البيت الكبير ولو رفضت متزعلش من اللي هعمله .... قال عبد العزيز پألم يلتمع بعينيه وقال _ أنا سيبت كل حاجة ...سيبت ظلمك للناس ...سيبت ظلمك للي منك ....سيبت العز اللي بتقول عليه اللي كنت بحس أنه شوك بينهش فيا وفي بناتي ....العز اللي وراه حق مظاليم كتير كنت بسمع دعواتهم علينا ومقدرش اتكلم ....أنا مش عايز حاجة منكم ...أنا عايزكم تسيبوني أنا وبنتي في حالنا .... احنا مبسوطين وراضيين بفقرنا .... قبض صادق قبضته بقوة وأشار بنظرة عڼيفة لولده _ لولا أني مش عايز أقل منك قدام بنتك كنت فوقتك بقلمين وعرفتك بتتكلم كده مع مين .... بس العيب مش عليك ....العيب اللي ربتك تربية خرعة زيها وماټت ... قال عبد العزيز بحدة والم _ متجبش سيرة أمي ياحج الله يرضى عنك .... أنت عارف أني مش بحب سيرتها تيجي بالشكل ده .... الله يرحمها أمي.... كانت سندي ومن بعديها ضهري اتكسر.... أخذ الجد الغاضب نفس عميق ملء رئتيه ثم قال _ مش هقولك فكر....هقولك حضر نفسك أنت وبنتك عشان هترجعوا معايا....أنا مش منقول من هنا غير ورجلي على رجلك .... لفت الدنيا تحت قدميها وأمام عينيها ....أي کاړثة تحدث الآن ! ربت والدها على كتفيها برفق وقال مواسيا _ روحي أنت أوضتك يا ليلى وأنا هجيلك نتكلم شوية ... فعلت ليلى ما أمرها به والدها ...حتى أتى لغرفتها بعد قليل مثلما قال وجلس قبالتها على فراشها وقال بأطمئنان _ مټخافيش من شيء .... أنت بنتي أنا ومحدش له كلمة عليك غيري أنا .... ارتمت ليلى على صدر والدها وبكت وهي تخبره بأمر وجيه كاملا ...ابتعد والدها عبد العزيز بنظرات عاتبه وقال _ يعني كنت بتكلمي واحد من ورايا يا ليلى ! هي دي ثقتي فيك ! نفت ليلى الأمر بقوة وأوضحت _ والله ما خونت ثقتك فيا ... كل اللي حصل حكيتهولك ...عمري ما خرجت معاه ولا كلمته غير لما جالي المحل ...وكنت برد عليه زي ما برد على أي حد .... بس أنا موافقة عليه يا بابا ...انسان محترم جدا ومحاولش حتى يلف ويدور ..اتقدملي على طول وطلب يقابلك ... قال الأب بهدوء _ ماينفعش نتقابل هنا وجدك موجود....اديله عنوان شغلي ونتقابل بعد بكرة بأذن الله ...ولو كلامك عنه صح يبقى ربنا يسعدك يابنتي ومافيش حد هيعطل فرحتك ...أنا مسؤول عن كلامي قدامك ... ضمت ليلى والدها بابتسامة واسعة ومسحت دموع عينيها وقلبها يدق من الأمل الذي عاد إليها
محمل بالابتسامات . مر يوم غد .... وذهب عبد العزيز لعمله وانتظر مجيء وجيه بعدما علم أنه علم بالموعد المحدد..... وبعدما جهزت ليلى فطار سريع للجد الذي استيقظ متأخرا عن عمد ....قالت له