رواية جديدة ل سوما العربي
من اول ما شفتك وعايز اتجوزك.
اتسع فمها مع عينها وهى تغازل بتلك الطريقة الفجه ولكن هذا هو عادل وتلك هى طريقته.
_____________________________
جلس كارم لجوار نهى والتى تزحزحت قليلا تبتعد عنه.
تزحزح هو الآخر يلتصق بها ثانية.. فتزحزحت تبعا.
حمحم بهدوء ثم التصق بها فصړخت بړعب قائلة _فى ايه يا استاذ انت ماتحترم نفسك وتقعد باحترامك بدل ما والله انادى بابا.
فتح الباب فى تلك اللحظه على مسرعيه يدخل منه فاروق والدها ينظر له پغضب وهو يجده يجلس كتفا لكتف جوار ابنته فتمتم كارم _سلاما قولا من رب رحيم.
فاروق بصوت غليظ _بقا انا اطلع أوصى على الشاى اجى الاقيك لازق فى البت كده.
رفع فاروق رأسه بشموخ يقول _طبعا مش بنتى.. تربيتى.. بنت ابوها بصحيح.
كارم _طب جوزونا بقا الله يكرمك.
ابتسم فاروق قائلا _خلاص اخر الاسبوع.
اتسعت أعين كارم وقفز عليه يقبله من وجنته قائلا _ينصر دينك يا شيخ.
ثم اكمل يحدث نفسه پجنون وهو يلملم اشياءه يستعد للذهاب متمتما_ياااااه.. أخيرا هتتجوز ياواد.. هتتجوز.
الفصل الواحد وثلاثين
ايام مرت علي الجميع وهى تتبع معه أبشع الطرق.. تثيره وتبتعد.. الا تعلم كم ېقتله الشوق كل ليله.
تراه ېحترق فى الدقيقة مئه مره وتبتسم بانتصار وتشفى... فرصة عمرها وأتت عند قدميها كى ټنتقم لكل تلك السنوات.
كل الايام التى عانت بها منفردة وهو لا يعلم حتى.
فهو يجلس الآن باحد المطاعم الفاخرة... ورغم كونها فاخرة حقا الا انه بصق من فمه اول قطرات تناولها من تلك الشوربة الساخنه.
رفع صوته ينادى على اول نادل مر من أمامه يقول بتقزز_ايه الزفت الى انتو جايبنهولى ده
النادى _الشوربة الى حضرتك طلبتها يا فندم.
نوفيق_دى شوربة دى ولا زفت على دماغك ودماغ الى مشغلينك.
سياسه الفتى فى الرد جعلت عنجهيته المعتاده فى الضغط على الضعيف تعلو... ضړب مقدمة الطاوله بيده محدثا صوت عالى وقال _محترم... ده مكان محترم ده... انا عايز المدير.. فين مدير المخروبه دى.
جاء صوت أحدهم من الخلف يسير بهدوء ورصانه يرتدى ثياب مهندمه تصرخ بالفخامه يتقدم بتمهل.. على مايبدو كان يتابع الموقف عن بعد فتحدث بكبر قائلا _خير يا فندم.. ايه شكوة سعادتك.
ابتسم الرجل يضم شفتيه.. ابتسامة تدل على استيائه من طريقه الحديث وقال _بس احنا هنا مش بنقدم زفت... ممكن سيادتك بكل هدوء تقول شكوتك واحنا نحلها حالا... الزبون دايما على حق ودى قاعده.. بس مايصحش ابدا الزبون يعلى صوته فى مكان مليان ناس بالشكل ده.. حضرتك اتفضل مشكورا قول ايه المشكله بالظبط وتتحل فورا.
توفيق _بقولك دى مش شوربة اصلا.. ده مش اكل يتقدم لبنى ادمين انت مابتفهمش.
نظر له الرجل صامتا ثم بإشارة صغيره من يده تقدم ثلاث رجال ضخام الچثة وحملوه يلقونه خارجا.
كان محمول على اكتافهم يصيح وېصرخ بهياج_انت اټجننت.. انت عارف انا مين.. انا الباشمندس توفيق جاب الله... ده انا هوديك فى ستين داهيه.. اوعوا سيبونى.
فى غضون دقيقة وجد حاله ملقى أرضا پعنف... لا يصدق ما يحدث معه.. لقد عاش كم من الذل والمهانة لم يتعرض لها مسبقا... بيته كومه قمامه... ثيابه مهمله لا يستطيع تنظيفها.. يحيا على طعام الشوارع... ضعف الكثير من الكيلوجرامات بعدما كانت الحيويه تقفز من وجهه.
شرد قليلا يتذكر نجلاء وطعامها..
عقله كشريط السينما يسترجع عدة مشاهد متعاقبة.
بيوم يعود من عمله وهى تركض تخرج صينية البطاطس الساخنه من الفرن.. تحترق احد اصابعها من تلامسها لها صانعة بقعة مقفعه ينظر لها بتقزز واشمزاز قائلا _ايه القرف ده
نجلاء بتعب وحرج من نطرته الدونية لها_اتلسعت وانا بطلع الصينية من الفرن.
توفيق على نفس حالته _وده منظر.. اكل ازاى معاكى وتمدى ايدك في نفس الأكل_____
يوم آخر
يجلس على الطاوله بعدما سكبت له صحن الشوربا وذهبت سريعا تجلب باقى الأطباق وهو يجلس سلطان زمانه يرتشف اول ملعقه.
على الفور القى مابيده صارخا _انتى يا ست هانم.. مافيش مره تعملى الاكل عدل.. لازم كل مره اټسمم.. جتك الارف عليكى وعلى عيشتك.
وغيرها وغيرها من الذكريات.. يتذكر انه دائما ماكان يكمل طعامه بعد صراخه هذا وبعدما تنغلق شهية تلك المسكينة.
اسند راسه على احد اعمدة الإنارة بجواره يتنهد بحسره_ااااااه.. فينك وفين ايامك يا نجلاء واكلك الى كان زى الفل.. فضلت وراكى لحد ماطفشتك.
بحسره شديده ظل يسترجع كل تلك الأيام متتممها برفضها له وتفضيلها لرجب عليه
وفى مكان آخر
بشقة نجلاء كانت تضع اخر الصحون على الطاوله وتلتفت مبتسمه تنادى زوجها_رجب... رجب.. يالا عشان تتغدى.
كان يجلس يتابع التلفاز ريسما تنتهى هى... كل مره تناديه باسمه ينشرح صدره ولا يعرف لما.. ربما لأنه للان لم يصدق ان حلمه تحقق.. وأنها بالفعل زوجته.. يجمعم بيت واحد ويشاركها نفس الغرفة.. ونفس الهواء... بينهم حياه روتينية كاى زوجين وليست حلم صعب المنال بل هى الان تعد له الطعام وهو يجلس ينتظرها... يعلم ويطمئن بأن لهم ايام معا... ست البنات التى لطالما راقبها وهو يجلس امام محله تقف فى شرفتها.. او تخرج للسوق... يشاهدها فقط من بعيد موقنا انها حلم صعب تحقيقه... أصبحت له.. زوجته.. صنعت له طعام ساخن دسم... تناديه الان باعتياد كأنهم معا منذ سنوات.. وهو بكل روتين وحب استقام يذهب لها.
وضعت له الشوربا
الساخنه فى صحنه فتناول اول ملعقه مصدرا صوت مقزز قليلا جعلها تغمض عينيها تدارى ابتسامتها عليه وعلى عفويته التى لابد وأن تعتاد عليها قائله _عجبتك
رجب _يا سلام سلم.. إلا عجبتنى.. دى مزجتنى.
نظر لها بوقاحه وعبث قائلا _حتى نفسك في الأكل حلو... وكلك على بعضك حلو يا مدور انت ياملفوف.
ابتسمت له بخجل تضع يدها على وجهها تدارى حرجها منه وهو يكمل احتساء صحنه يغمز لها ثانيه بوقاحه كأنه يتوعد لها بشئ.. فقط بعد الطعام وهى وجهها سينفجر حقا من حمرة خجلها... باتت تعلم تلك البسمه والغمزه وما يعقبهم جيدا.....
____________________________
وقفت تحيه تسلم بعض الاوراق لأحد العاملين معها قائله _كده تمام يا طارق.. انا خلصت كل الورق وسلمت كل حاجه.
طارق باستياء_انتى ليه مصره تمشي النهاردة... يابنتى... يابنتى أفهمى الشغل هنا فرصه صعب تلاقيها تانى.
تحية _ياسيدى الله الغنى.. انا اكتشفت اني زى الطير ماحبش لا اتحبس ولا اتقيد.
طارق_فكرى تانى.. خسارة بجد... ده انا حفيت عشان اعرف اشتغل هنا واول ما جيت كنت حتة عيل بيصور ورق يقفل فايلات وقعدت سنين عشان اعرف امسك شغله عدله.. يعنى شوية بهدله ياتحيه مايضرش... الدنيا عايزه الى يعافر فيها.
تنهدت قائله_مش عارفة يا طارق.. بس... ده حتى الموظفين هنا تحسهم من طبقة تانيه.. تحسهم نفس طبقه ولاد