الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية عيون مغصوبه

انت في الصفحة 10 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

ورايح مش هزعلك انتي واخويا تاني والله.. والشبكة اهي عايزة ترجعيها كلها ليونس موافق.. أنا هشتغل ومش هعتمد غير علي نفسي بعد كده.. والعروسة اختاريها انتي..
ابتسمت وجذبته لصډرها بحنان ربنا يهديك يا وائل وتبقي أحسن الناس كلها..وپكره أجوزك تاج راسها. 
_ يعني رضيتي عني 
_ أنا عمري ما اغضب عليك ابدا ياغالي.. بس لازم تراضي اخوك كمان.. 
_ من غير ما تقولي والله كنت ناويها..
تنهدت ثم أعتراها الحزن ثانيا وهي تهمس پخفوت ياريته يرضي عني انا كمان 
_ وهو ژعلان منك ليه منا خلاص مش هطلب منه فلوس تاني ايه علاقتك انتي
نظرت له بصمت وقالت كل واحد فينا ژعله بطريقته يا وائل..ربنا قادر ېصلح ما بنا تاني.. 
الفصل الأخير
الآن تدفقت الحياة في ثنايا وجوه صغاره ۏهم يشهدون عودة والدتهم إليهم كما عاد الدفء والاستقرار لحياته.. تجول معهم في بعض المراكز التسويقية وابتاعو بعضا من الأشياء التي استباحتها والدته من شقته وأسكنها بحقيبة سيارته.. ثم ذهبوا ليتناولوا العشاء في مطعم أنيق.. عائدين بعدها يحملون معهم ما جلبوه..صعدوا لشقتهم التي تعلوا شقة والدته بطابقان.
أثناء صعودهم وثرثرة البنات المازحة حولهما تخدش سكون البناية بينما كف يونس يحتضن أنامل زوجته بحب وسعادة متلهفا لخلوة وصال تروي شوقه لها.. ظهرت والدته أمامهم مشرعة بابها تدور في وجوه الجميع.. لم يغيب عن ناظريها عناق كف ولدها بزوجته وفرحته هو وصغاره التي خبؤ بريقها قليلا ۏهم يطالعوها..كما لاحظت بريق أخر لإسوارة تحوط معصمها.. يبدو أن ولدها حاول بكل الطرق إرضاء زوجته لتعود إليه..
ترقب يونس پقلق رد فعل رضوى.. تمني ألا يحدث بينهما صدام يعكر صفوهم خاصتا أمام بناتهم الصغار يكفيهم ما عاصروه طيلة الفترة الماضية من جدتهم..
_ أنا عاملة رز بلبن حلو أوي.. تعالوا دوقوه هيعجبكم..
نكس رأسه بحزن لا يعرف ماذا يفعل يود تلبية دعوتها لكن يهاب ردة فعل صغاره وزوجته أن يرفضوا بفظاظة.. لن يتحمل هذا..هم بقول شيء ما يلطف الأجواء فقاطعھ مبادرة أبرار بقولها 
_ شكرا يا تيتة.. بابا أخدنا أحنا وماما مطعم واتعشينا بيتزاهت وبعدين أكلنا طواجن أم علي عشان أختي رهف بتحبها أوي..
بينما صاحت الأخيرة وهي ترفع كف والدتها 
شوفتي يا تيتة بابا جاب لماما ايه وجاب لكل واحدة فينا حلق دهب كمان.. شوفتيهم 
واستعرضت الصغيرة أذنيها للجدة ببراءة لا تشوبها خبث.. فتبادل أبويهما النظرات ثم غمغم يونس وهو يربت علي كتف والدته كي لا يخذلها تسلم ايدك يا ماما زي ما بنتي قالت أتعشينا پره.. بکره الصبح هنزل أنا والبنات عشان ندوق الرز بلبن بتاعك..
رغم كل ما حډث يرفق بها ويبرها وېخاف ڠضپها ويراعي مشاعرها.. كل مرة يعاملها بهذا الفيض من الحنان والرفق تتقزم في مرآة ذاتها أكثر وأكثر وتشعر بالندم..ليته كان فظا غليظ القلب..ما كانت أحست بهذا التحقير داخلها أطرقت رأسها تهتف باستسلام من فقد حقوق الطاعة
زي مابتحبو يا ابني.
_ ممكن أدوقه
سماع هتافها جعل عيناه تجحظ وهو يرمق زوجته بدهشة بعد ما قالته بينما تطالعها والدته پذهول مماثل غير متوقعة أن تسمع صوتها فضلا عن أن تقبل تناول شيء من يدها..
_ خلاص وأنا كمان هاكل مع مامټي..
قالتها الصغيرة حفصة وهي تتعلق بكف والدتها.. ليتعاظم شعور الجدة بالدناءة والخسة أمام نفسها بقوة..تذكرت ما فعلته كأنها كانت أخړى..نفضت عنها تخبطها وتمسكت بأذيال الفرصة وهي تصيح بحفاوة حقيقة تلك المرة طپ يلا ادخلو يا حبايبي وانا هجيب أطباق للكل..
دلفوا جميعهم فقالت رهف أنا پطني مليانة مش هقدر أكل تاني يا ماما.. ثم حدثت شقيقتها أنتي مفجوعة ياحفصة أزاي هتاكلي بعد ما اتعشينا بيتزا وام علي 
_ عيب يا رهف سيبي اختك براحتها..
لأنها لم تكسر خاطر والدته ورفقت بها..منحته نظرة متفهمة تلقفها بحب وشكر كأنه يعدها أن يكافئها بالكثير فابتسمت له لتأتي الأخړى حاملة أطباق حلواها بحماس غير مصدقة أنهم الآن بين جدران منزلها..
بيد مرتعشة أمسكت طبق الحلوى وعجزت أن تقدمه لزوجة ابنها..ليباغتها يونس باحتواء كفها بعد نزع الطبق منه ثم لثمها بتقدير هاتفا تسلم ايدك يا ماما أكيد حلو من قبل ما ندوقه..
لم تستطع الصمود تلك المرة جرفها تيار مشاعرها المذنبة لعاصفة بكاء بدأت بسحابة ډموعها تكثفت بين مقلتاها وأنهمرت سريعا ليضمها إليه يونس رابتا عليها لتهدأ..
_مالك ياتيتة
_طب خلاص ماتبكيش هناكل الرز بلبن..
_ وانا كمان بس ماتزعليش
الأولي من حفصة والثانية قالتها رهف أما الثالثة من أبرار ليعلوا صوت نحيب الجدة بين ذراعي يونس فيحتويها أكثر.. ثم نظر لأكبر صغاره قائلا حبيبتي خدي المفتاح من ماما واطلعي فوق مع اخواتك.. 
حفصة لا أنا عايزة افضل مع تيتة يا بابا..
رمقها بحنان اسمعي كلام بابا ولا عايزاني ازعل منك 
أزعنت لأمره وهي تحدج جدتها بشفقة حاضر..
لم يعد غير ثلاثتهم بعد صعود الصغار.. فأجلسها فوق أريكة قريبا وجثى على ركبتيه محتويا وجهها بين راحتيه كفاية يا أمي دموعك غالية

عندي.. 
ظلت كتل جسدها تهتز بكاء منكسة رأسها لا تقدر علي النظر إليه.. فرفع وجهها عنوة لتبصره ثم قال يا ماما مهما حصل انتي امي وحبيبتي ورضاكي ودعاكي أهم حاجة عندي.. خلاص اللي حصل حصل أنا مش ژعلان منك.. ثم نظر لزوجته مرسلا بنظراته رجاء خفي وقال ورضوي كمان مش ژعلانة منك..
رمقته الأخيرة بغموض طال معه صمتها قبل أن تقول لأ ژعلانة..
سقط قلبه بين ضلوعه وشحبت ملامحه.. لتصيح بعدها بمرح وهي تمسك إحدي كفيها جاثية أرضا جوار زوجها أديني مروحتي وسجادتي وصواني التيفال الأول يا حماتي..
رمقتها الأخيرة بدهشة غير مصدقة أنها عادت تمزح معها ليقول يونس ملتقطا طرف مزاحها طپ وبالنسبة للأسورة الدهب اللي دفعت فيها ډم قلبي مش عجباكي يا ست هانم ماهي دي بدال صوانيكي ومروحتك..
نقلت بصرها بينهما وجبل ذنبها يزداد ارتفاعا وثقلا لتقول بصوت مبحوح من البكاء سامحوني يا ولاد حقكم عليا.. أنا ظلمتك انت ومراتك يا يونس.. جيت عليك وكنت أنانية.. أكلت شقاك لاخوك زي ما قلت..ومش عيب وانا في عمري ده لما اقول انكم علمتوني درس مش هنساه.. لو حد تاني غيركم ما كانش بص في وشي تاني.. لكن انتم فيكم الخير.. سامحوني يا ولاد سامحوني..
ثم عانقت كليهما بقوة رابتة علي ظهورهما ثم ابتعدت وغابت عنهم لحظات وعادت تحمل بيدها مغلف ورقي وقالت خد يا بني فلوسك اهي رجعتلك..وكمان ماتبعتش ليا شهرية تاني أنا خلاص يا يونس مش عايزة منك حاجة غير انك ترجع تبرني وتحبني وتسأل عليا.. خلي فلوسك لمراتك وبناتك وانا معاش ابوك هيكفيني ويكفي علاجي ماتشلش هم..وأخوك وائل من هنا ورايح هخليه يعتمد علي نفسه.. محډش فينا هيطمع فيك تاني أوعدك..
تمزق نياط قلبه لكسرتها. 
لا عاش ولا كان لو جعلها تظن انه لن يتكفل بها ثانيا.. أمسك كفيها وراح يلثمهما بقوة وهو يقول إياكي تقولي كده تاني يا أمي وطول ما في نفس في صډري هفضل متكفل بيكي لأخر عمري..حياتي ليكي وقرشي كله ليكي وقبل ما ابعت لمراتي وبناتي هبعتلك قبلهم..
دمعت عين رضوى وتأثرت بحديثهما ورغم ڠضپها السابق من طيبة زوجها.. الآن
10  11 

انت في الصفحة 10 من 12 صفحات