الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية احتيال وغرام بقلم رحمه سيد

انت في الصفحة 18 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز


بتحبني يا يونس 
ثم هزت رأسها بسرعة وهي تكمل بتوسل وكأنه يسمعها
طب مش عايزاك تحبني على الأقل ماتكرهنيش
كبحت بصعوبة تلك الدموع التي لمعت بعيناها وهي تردف متسائلة بنبرة مخټنقة
هو انا وحشة يا يونس أنت ليه پتكرهني اوي كده! 
في اللحظة التالية جاءتها الاجابة متمثلة في هيئة ذكرى مريرة لذلك اليوم ذكرى لم تغادر عقل كلاهما ولم يتوانى صدأها عن تمرير جوفهم........

حينما أمسكه والده من ذراعه يعيده مكانه بقوة وهو يردد على مسامعه بحزم كمن يصدر فرمان مۏته
اقف مكانك أنت غلطت يا يونس ولازم تتحمل نتيجة غلطتك البنيه دي ملهاش ذنب في اللي حصل وخلاص فيروز ماهياش راجعالك تاني بعد اللي حصل فأعمل حسابك انا هاخدك انت والبنيه دي وهتكتب كتابك عليها عندنا في البلد
ثم عقد ما بين حاجباه ليردف بحدة
وبعدين أنت كل حاجة بتكدبك يا يونس وأنت اصلا مش فاكر إلا طشاش من اللي حصل ف ازاي عايزنا نكدب كل دول ونصدقك أنت 
إتسعت عينا يونس وهو يستمع ما يتفوه به والده وسرعان ما كان يصيح مستنكرا
لا يا حاج لا أنا اكتب كتابي على الجرسونه الكدابة ال دي! ده انا ماستنضفش أشغلها خدامة عندي هخليها مراتي!! مستحيل اللي بتقوله يا بابا أسف هخالف كلمتك المرة دي
دب والده قاسم البنداري على الأرض بعصاه پعنف لتصدر صوت كان بمثابة بوق يعلن تأهب الحړب على اقدامها
مبقاش قرارك يا يونس اللي حصل محدش غيرك هينفع يصلحه وبعدين متنساش إني داخل على إنتخابات والموضوع ده ممكن يضرني ويضر بسمعتنا عموما يابني ده احنا في ناس مستنية غلطة لينا !! 
كان يونس مطأطأ رأسه أرضا يشعر أن كل شيء سقط عليه كجبل عتي ما عاد قادر على ردعه...! 
إلى أن رفع قاسم وجهه الملتوي بالتذمر والرفض ليستطرد في شموخ
ارفع راسك يا يونس اوعى تدي فرصة لحد إنه يوطي راسي او راسك وبعدين احنا منعرفش الخير فين بس اكيد مش في

خطيبتك الملونة المتكبرة دي!! 
سافرت عينا يونس نحو ليال التي كانت تراقبهم عن بعد بصمت مستمرة في البكاء لتثير شفقتهم عيناه حملت قسما بالعڈاب والأنتقام... نظرته كانت كطرف سيف أسود حاد لن يعود لغمده حتى يمزقها وسيعلم من الذي جعلها تفعل ما فعلت سواء بإرادتها او رغما عنها.....!!!
فنطق لسانه بما لا يرضاه قلبه قاطعا ذلك الصمت
ماشي يا حاج أنا موافق بس هطلقها وقت ما دماغي تهفني وهتجوز عليها لو حبيت! من بعد ما اكتب كتابي عليها مش عايز حضرتك تحط أي قيود في حياتي تاني
هز قاسم رأسه بنفي حازم
عداك العيب وأزح يابن البنداري! 
حينها أدركت ليال أن الليالي القادمة ستأخذ من ألمها وشقاءها قربان لذلك العشق...!! 
عادت ليال من براثن الذكريات 
انا والله ما وحشة يا يونس أنا عملت كده علشان بحبك ومش عارفه أنساك.. كان عندي أمل إنك تحبني 
أصبحت دمعاتها الحاړقة تتسرب دون أن تشعر على وجنتاها فراحت تهذي وكأنها تستجديه أن يرأف بها
فتعطها حقها في العيش
طب أعمل إيه عشان تحبني قولي أعمل إيه عشان تحبني زيها والله العظيم هي ما بتحبك قدي ولا حد في الدنيا دي هيحبك قدي
وما أقساه ذلك الشعور حينما توهب كل ما تملك من مشاعر لأحدهم فتقابل بالمقت والرفض.. فترتد تلك المشاعر داخلك لتصبح نصل حاد ېمزق روحك التي لم تكن تستجدي سوى وصال يرضي شغف تلك المشاعر داخلها...!
اليوم التالي صباحا.... 
في القصر....
خرج بدر من غرفته بهدوء ينوي التوجه لعمله كعادته كل يوم ولكن أستوقفه مشهد تلك السيارة المركونة أمام القصر مباشرة فتملك منه الفضول ليتوجه نحو فاطمة والدة أيسل التي وجدها جالسة على الأريكة تشرب قهوتها الصباحية فتنحنح في البداية هاتفا بهدوء
صباح الخير 
فردت هي بابتسامة مرحبة
صباح النور تعالى أقعد يا بدر 
جلس بدر بالفعل جوارها ليسألها بخفوت محاولا رسم ابتسامة مجاملة لتزيين محياه
ازي حضرتك يا ست فاطمة 
فأومأت هي برضا
الحمدلله بخير انت عامل إيه يا بدر 
الحمدلله تمام 
سألته فاطمة بعدها باهتمام وهي تعيره كافة انتباهها
في حاجة مضيقاك في القصر او أيسل عملت حاجة تاني 
فهز بدر رأسه نافيا ثم راح يغطي على سبب وجوده الحقيقي وهو يتمتم لها بجدية مسرعا
لا لا مفيش اي حاجة انا بس قولت اصبح عليكي وانا رايح الشغل 
تسلم يا
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 63 صفحات