رواية كامله بقلم سارة حسن
و انا لا ليه مايعملش عشاني انا كده ليه هي
تأفف منتصر علي الجانب الاخر و قال خلصنا اداري انتي و خلينا زي ما حنا عرفيني اوقات جيتها و ماتجيش علي سكتها خالص
واخذ نفس عميق من سيجارته مكملآ و سيبيلي الطلعه الجايه .......دي عليا
مرت عدة ايام لم تذهب حسنا لهناك و لكن علي لم يتوقف عن اتصالاته و كلماته التي اصبحت اكثر جرأه لها و كأن عقدة لسانه بدءت ان تنقطع علي رأي حسنا و حسنا التي يظهر انها نست في خضم مشاعرها الهدف الحقيقي من وجودها هنا تتناسي من هي و من تكون و تصبح فقد امامه حسنا و هو لم يستطع الصمود اكثر و لكنه رجل مختلف هو الاسطي علي ابن البلد لا يعرف سوي افعال النور والمواجهه خصوصا و هي قد استحوذت عليه لن يستمر هكذا هو رجل و الرجال لا تفعل اي شئ سوي في النور.
تحركت قدماه كالمغيب امامها ..وقف قبالتها و تلك البسمه علي شفاه خاصه بها لوحدها ..
رفرفرت بأهدابها ورفعت يدها و تمسكت بساعده ..
مش حلم يا علي ده حقيقه
ثبتت انظاره علي وجهها يتشربها و قال مايتشبعش من البصه في وشك يا حسنا
ابتسمت اليه بحب رغم قلقها من تلك النبره بصوته.
اغمض عينيه و تنهد بصوت مسموع ..عبست بعينيها و هي تنظر لوجهه الاسمر الاثر و عينيه البراقه و التي بها الكثير من الحديث لم يقوله بعد...
ابتعد عنها و جلس علي المقعد الخشبي و قال بتعب و اخرتها يا حسنا
اسرعت للكرسي المقابل له هتفت له يعني ايه ياعلي
قال علي بوضوح حكايتنا ياحسنا انا معاكي بحاول ما فكرش.. في الاول سبت مشاعري تحركني و انا لسه ماعرفش عنك حاجه بس دلوقتي مش مشاعري اللي بتحركني ...روحي هي اللي بقت معاكي و بتحوم حواليكي حتي لو مش قدامي
اقتربت و جلست في المقعد المجاور و قالت بصدق مشاعرها احنا مافيش بينا فروق ياعلي
ضحك بسخريه و هتف بجد انتي شايفه كده... ياحسنا الفروق بينا واضحه اوي من اول المكان اللي عايش فيه للقصر اللي انتي جايه
وصمت قليلا و اكمل ... وده اول فرق يا حسنا
قالت له حسنا بمشاعر صادقه
السطح ده هافضل افتكره طول عمري لانه فيه اجمل لحظاتنا سوا
ضمت كفيه بكفيها ووقالت بحب و انت فاكر ده بالنسبالي فرق ده بالنسبالي راجل بيشتغل بأيده راجل عزيز النفس راجل شريف ...التعليم و المستوي العالي ممكن يكون بيفتح للشخص حياه و شغل كويس بس اختياره انه يكون راجل و شريف ده بأيده هو ...المهم لما يتحط في ظروفك و يبقي الاسهل ليه انه انه يختار طريق سهل و حرام يجيب منه فلوس و خلاص...بس انت ماعملتش كده اخترت طريقك و اتعلمت واشتغلت ...و كفايه اوي انك بتعرف رربنا
مافيش حاجه تغلي عليك انا مش كل يوم هلاقي راجل زيك
رد عليها بصوتا متحشرجا ده رئيك انتي بس مش هايبقي رد اهلك
تمتمت حسنا بارتباك اهلي
اعتدل اليها اكثر و قال بجديه ايوه اهلك امال هانفضل في الضلمه ر انا ماتعودتش اعمل حاجه في الضلمه اعملها دلوقتي وانتي معايا انا
بخاف عليكي اكتر من نفسي
تلعثمت و بردت اطرافها تبحث عن حديث مناسب لقوله ...
ضيق حاجبيه من ارتباكها الواضح و قد شعر
بأنطفاء حماسه فجآه سحب يديه من كفيها ورفع ذقنها بيده و قال بتساؤل حذر بتهتهي ليه يا حسنا
المفروض تجاوبيني برد انا عارفه
قالت بخفوت له ابدا ياعلي انا بس اتفاجئت
ردد قولها بأستنكار اتفاجئتي ! اتفاجئتني اني عايزك في النور ..انتي عاجبك الوضع كده نتقابل سرقه وةاستني جيتك هنا عشان اشوفك ..عاجبك الدور ده
مسحت علي وجهها بيديها و قد شعرت انها في موضع لا تحسد عليه تريده الانتظار قليلا و لكن بشكل لا يغضبه فا قالت يا علي افهمني انا بس قصدي
قاطعها و قد تغير صوته اللين الي آخر حاد وصريح بصي يابت الناس انا راجل دوغري وعارف انا عايز ايه لما تعرفي انتي عايزه ايه ابقي تعالي ..بس انا مش هاكمل كده
وآخر كلامي ياحسنا لو عايزه تكملي معايا بوضعي اللي انتي شوفتيه و عرفتيه ده هاحطك علي راسي و هاحط قلبي و عمري بين ايديكي ....
ولو قررتي عرفي اهلك و مستعد اجي اقابل ابوكي من بكره ..
ابتلع ريقه بغصه و لكنه اكمل بقوة و لو مش هاتقدري مش عايز اشوفك هنا تاني
غير كده مافيش كلام بينا يابت الناس
حسنا يا حسنا
خرجت من شرودها علي صوت اخيها المرتدي زيه الرياضي الشهير لاحد الانديه وخلف ظهره حقيبته
ابتسمت بشحوب و قالت رايح فين كده
اجابها أنس بحماس رايح النادي عندي ماتش مهم النهارده
قالت حسنا خلي بالك من نفسك
قبل وجنتها مسرعا و ملوحا اليها و هو يركض للخارج...
رفعت وجهها لاشعه الشمس و فتحتهم علي حديقه منزلهم الواسعه المليئه بالاشجار والازهار المنسقه .....
لم تذهب الي هناك من اسبوعين كاملين لم تراه لم تسمع صوته ...خائفه من ظنه ان غيابها اجابتها ...
و لكنها خائفه من خسارته كا حبيب...
هل يعقل انها تتمني ان تستمر في عشقهم السري كاحبيبين ...خوفا من ان يبتعد عنها لو ادرك انهم ليس حبيبن فقد بل ابناء عم و بينهم صلة ډم لا احد يستطيع نكرانها الآن...أليس من المفترض ان صله الډم تجمعهم اكثر ...و لكنها معه خائفه ټموت ړعبا ان صله القرابه هي من تنهي قصتهم ....
لم تكن تتخيل في اول مقابله بينهم انها ستجلس هكذا ....انها ستذوب به و تتمناه رجلها ...
هي تعرف كره لعائلته لم يحكي لها الحكايه كامله فقد اظهر بغضه و كره الشديد إليهم و هذا ما يجعلها دائما في حيرة وتعب خوفا من ان يعرف هويتها و ينالها .....كره
تمتمت لنفيسها متنهده و اخرتها ياحسنا واخرتها
الحادي عشر
اسبوعين كاملين لم يراها و تمنعه كرامته من مهاتفتها...
و لو كان هذا جوابها ...سيتقبله رغم آلم قلبه سيتقبله..
رغم اشتياق روحه إليها سيتقبله
رغم انه لن يملي عينيه بحسنها و رقتها سيتقبله
رغم عن انفه سيتقبله ...و ما بيده حيله
ربما ادركت الفروق بينهما و الصعاب التي كانت ستواجههم لو اجتمعوا في يوم و كان متقبلها بصعوبتها ايضآ عليه و مستعد بقلب من حديد تحدي العالم بأسره من اجلها ...
فقد لو لم يكن هذا جوابها.
يعني ايه ياحسنا الكلام ده
كلمات قالتها هدي مهاتفه حسنا لتعرف سبب غيابها المفاجئ
اجابتها حسنا بصوتها الحزين الباهت خاېفه
قالت هدي باستغراب خاېفه من ايه يابنتي ..انتي لما جيتي هنا و اتكلمتي معايا شوفت في عنيكي انك مصممه تعرفيه و قولت انك ممكن تقدري تعملي اللي ماحدش عرف يعمله ايه اللي رجعك دلوقتي.
اغمضت عينيها و دمعاتها انسابت علي وجنتها وصلت شهقتها الخافته الي هدي التي قالت بترقب انتي حبتيه يا حسنا
اجابتها حسنا باكيه بعد صمت دام بينهما و خاېفه كره لعيلتي يطولني خاېفه اشوف النفور في عنيه مش هاستحمله انا ماليش ذنب في اي حاجه حصلت زمان
قالت لها هدي باشفاق يا ضنايا يابتي انا كنت حاسه والله بس كنت فاكره انه هو بس اللي حالته كده طلع حالتك كماټ ما تسرش يا حبة عيني
انتبهت لها حسنا و قالت متلهفه حالته ...ماله علي يا طنط
تنهدت هدي و قالت حزين يابتي و ساكت و مش علي اللي عارفه له حال عمري ماشوفت الحزن في عين ابني
ازداد نحيبها حزنآ يظهر ان كل من في عائلتها و ايضا هي أذاقوه الحزن قالت لها بأسف شديد اسفه و الله اسفه
قالت هدي بحنان اسفه علي ايه ما اللي صابه صابك و دي حاجه باديدنا
هتفت لها بحيره من امرها مش عارفه اعمل ايه يا طنط حاسه عقلي وقف
تنهدت هدي و قالت بس بعدك ده مش حل يا حسنا هو كده هايفتكر انك مش عايزاه و الامور هاتتعقد بينكم اكتر ..لازم تيجي و تخلقي اي عذر مقنع ليه يمكن بعدها حاجه تتغير..
مر يوم آخر من ايام فراقها لم تتحدث و كذلك هو صامد بقراره رغم قلبه الذي يلح عليه
بالحديث و لو من باب السؤال..
منهمك في عمله ليشغل عقله عن فعل ما يأمره به قلبه لم يتحدث مع احد مطلقا حتي محمد لاحظ تغيره
و صمته الدائم دون معرفة اسبابه...
هتف به سلامه و اخرجه من شروده صائحآ
يااسطي علي عايزين باقي العده اللي جواه
استقام علي و قال ما تدخل تجيبها
اجابه سلامة قائلا اصلها تقيله اوي ياسطي مش هاقدر
اوما له علي و توجه للداخل يبحث عنها و يجهزها استمع لصوت ما بجانب الجدار الداخلي و توجه اليه ببطئ... ثم انتبه لخيال واقف الحائط دون ان يتبين ماهيته تقدم له و ارتفع فجاءة وجيب قلبه حتي من قبل ان يراها...واقفه ضامه يديها علي صدرها و مستنده علي الجدار ...
همس بصوت خاڤت سمعته حسنا
اعتدلت و اقتربت منه بلهفه شوق وحشتني
رغم لمعه عينيه و وجيب قلبه قال بصلابته ډخلتي هنا ازاي و جايه ليه يا حسنا
اجابته قائله سلامه دخلني
و امتعض وجهها و قالت بتلهف موضحه جيالك يا علي ها كون جايه ليه
قال بصوت متحشرجآ كان واصلني ردك
لمعت عينيها بالدموع وهزت رأسها بالنفي لا ياعلي لا انا ماردتش عليك ردي ماوصلكش
تسائل ببعتاب قائلا امال افسر غيابك ده ايه
اقتربت منه و مسكت يديه بقوة قائله غيابي مش بأيدي و ردي عايزه افضل جمبك طول عمري
اغمض عينيه و نفس حارق خرج منه و قال بعتاب الاحبه قدرتي تغيبي عني كل ده ياحسنا
اجابته بابتسامه عذبه مأقدرش اغيب عنك يا روح حسنا
اخفض رأسه مستغربآ من حاله في غيابها و حاله الان .. مؤكدا لنفسه ان حسنا لن تكون انثي عابرة في حياته..حسنا اول من دق لها القلب..
و اول من جذبته من بنات حواء وزحزحته عن ارضه الصلبه الثابت عليها ...وقبل هو
قبل ان يغوص في بحر الحب متحملا كافة النتائج مادام في الاخير ..ستصبح