رواية بقلم اسراء عبد الطيف
انت في الصفحة 1 من 16 صفحات
فى أحد الاحياء الراقيه بالقاهره تقف فتاه أسفل أحد العقارات جميلة الشكل ذات البشره البيضاء و العينان الزرقاوتان و الشعر البنى المسترسل ترتدى ملابس خاصة بالمدرسه و لكن تغطي ملامح وجهها الجميله كميات من مستحضرات التجميل !!
و من تكون غير بسمه ... !
أخرجت بسمه الهاتف الخاص بها من حقيبتها و ظغطت على بعض الارقام لتجري اتصالا
بسمه
_ أيوه يا مريم أنا تحت البيت بقالى ساعه مستنياكي ...أنجزي يابت فى يومك ده .
_ حاضر ... حاضر نازله اهو .... سلام .
_ سلام
و بعد مده قصيره نزلت فتاه ليست جميله لدرجة الجمال و لكن ملامح وجهها الصافى البرئ تعطيها جمالا هادئ ذات العيون البنيه الواسعه و الانف الدقيق و الشعر البنى التى تتعمد أن تجعله غجري رغم نعومته و قد ربطته على هيئه كحكه .
مريم
_ أيه يابت خالتي ... أنا اتأخرت أطلعيلى ده حتى خالتك بتسأل عليكي .
_ معلش بقى يوم تانى أجى معاكى مخصوص ... بس قوليلي أيه التأخير ده لولا إنى عارفه إنك ملكيش فى جو الميك اب ده كنت قولت بتظبطى نفسك .
قالت بسمه هذه الجمله وهي تغمز
بعينها لمريم و تلكزها فى كتفها بخفه .
تنهدت مريم بهدوء و بنبره هادئه و رومانسه أردفت
_ هعمل أيه ياستى كنت سهرانه بخلص على روايه رومانسيه .
أطلقت بسمه صفيرا خاڤتا و أردفت
_ بركاتك ياعم عمر على أول السنه كده و البت مقضياها روايات .... إنتى مش ناويه تعرفيه يابت و لا إيه ...!!
_ما أنتي عارفه إنه مسافر و لما بينزل أجازه بالعافيه بحاول أقنع ماما نروح عند خالو مجدي
_ طيب ما تقولي لخالو مجدي .... جوزني ابنك ياا خاااالو .
قالت بسمه هذه الجمله و هي تمزح .
_ بطلى هزار يا بسمه ... أنا بتكلم بجد عمر ده أحلى حاجه في حياتى ... أول حب و أخر حب .. و أكيد هييجى يوم و يحس بيا .
_ يا أمى يحس بيكي أزاى و إنتى بالشكل ده ...!!
هو روش و عارف بنات كتير و يحب البنت الروشه المهتميه بنفسها لكن إنتى علي طول جينز واسع و تيشيرت و مفيش أى حاجه مزوقه وشك و كله كوم و النضاره دى كوم .... يبقى هيحس بيكي أزاى و إنتى شبه صاحبه كده ..!!
_ مش كل حاجه الشكل و هو لو هيحبنى هيحبنى زى ما أنا كده .
_ حبيبتي إنتي مش وحشه إنتى زى القمر بس لو تسبيلى نفسك و أنا أظبطك .
_ لا ياستى سبتلك إنتى التظبيط أنا عاجبنى شكلى كده .... المهم أحنا عندنا مجموعه بعد المدرسه عند مستر رامى .
_ آآآه مستر رامي .... و هشوف كريم النهارده فى المجموعه ...
قالت بسمه هذه الجمله وهى تتنهد برومانسيه و هدوء .
_ اهاااا .... هي فيها كريم و أنا أقول الحلاوه دى كلها مش علي الفاضى .... بسمه كريم مش كويس و كله عارفه .
_ بس بس يابت إنتى كريم ده مفيش زيه و على فكرة محمود صاحبه لسه برضوا عينه عليكى .
_ يووووه فكك بقى و يلا بقى ندخل المدرسه وصلنا أهو و شكلنا هنترد باللى إنتى عملاه فى وشك ده .
دخلت كلا من مريم و بسمه المدرسه و هن يسرعن الخطى
_ أستني يا بت إنتى و هى عندك هنا .
قالت هذه الجمله سيده فى منتصف الثلاثينات ترتدى حجابا و يظهر فى نبرة صوتها الحده ثم تابعت و هى تشير إلى بسمه
_ أيه الهباب اللى فى وشك ده جايه فرح يااختى ...!!
_ أسفه يا ميس بس أنا بحب أهتم بنفسى شويه .
_ خدى امسحي الزفت ده و على الله أشوفك بالمنظر ده تانى هعملك فصل .... فاااهمه .
تناولت بسمه المنديل من المدرسه و مسحت وجهها و هى تزفر فى ضيق .
_ يلا يااختى ع فصلكم .... بنات عايزه الحړق بصحيح .
سارت مريم
و بسمه إلى أحد الطوابق بالمدرسه و دخلن فصلهن و هن يتضاحكن على اسلوب المدرسه و تقابلن مع صديقاتهن و قبلوهن و ظلت بسمه تضحك مع صديقاتها أما بالنسبه لمريم فألتزمت بمقعدها على الفور و جلست تفكر .
أنتهي اليوم الدراسي دون أحداث مثيره فبسمه تسيطر عليها خفة ډمها أما لمريم فهى الفتاه الهادئه .
وصلن الفتاتين مع صديقاتهن إلى أحدى البنايات اللى يقطن بها مدرسهم الخاص .
...........................
داخل شقة المدرس ...
غرفه واسعه إلى حد ما تتوسطها طاوله مستطيلة الشكل يوجد على جانبيها مجموعه من الكراسى الخشبيه و قد خصصت ناحيه منها للفتيات و الناحيه الآخرى للشباب و على رأس الطاوله مقعد جلدى خلفه سبوره بأتساع الجدران .
جلست بسمه بجانب مريم و أمامها شاب له شعر اسود كثيف و بشره خمريه و أعين رماديه حاده و لكن تذوب ملامحه هذه بشئ من المكر ... حقا فهذا هو كريم ..!!
_ أزيك يا بسمه أخبارك أيه ...و إنتى يا مريم ..
قالها كريم و هو ينظر إلى بسمه و تابع و هو ينظر لمريم نظرات غريبه ...!!
_ آآها ... آآ ازيك يا مريم .
قال هذه الجمله شاب الطويل الجالس بجانب كريم و إبتسامة بلهاء على وجهه هذا هو محمود .
_ أزيك يا كيمو .... أنا كنت هكلمك أمبارح بس معلش نمت بدرى أنت عارف المدرسه بقى .
قالت بسمه عبارتها الاخيره بغنج واضح
كان كريم على وشك أن يتكلم حتى قاطعهم دخول المدرس لتبدأ الحصه ..
لم يخلو وقت المجموعه من بعض النظرات إحداها نظرات الاعجاب و الحب و بعضها الحقد .. !!!
أنتهى الوقت و هم الطلاب بالذهاب حتى أوقف المدرس كريم قائلا
_ كريم شد حيلك شويه مش معقول هتفضل سنه تانى فى الثانويه أنت زمانك تالته جامعه يابنى أنت ماشى فى الواحد وعشرين .
_ حااضر ...
قالها كريم بجمود قبل أن يخرج .
أسفل البنايه
_ يا روما علشان خاطرى بليز تعالى معايا بليز بليز .
قالتها بسمه و هى تترجى مريم .
_ إنتى عارفه إنى مش بطيق اللى اسمه كريم ده ... و. بعدين إنتى أزاى هتخرجى معاه إنتى أتهبلتى ... !!
قالتها مريم بشئ من العصبيه .
زفرت بسمه بضيق
_ خلاص يا مريم ماتجيش و بعدين دى مش أول مره أخرج مع كريم و النهارده بمناسبة المدرسه بس ....علشان خاطرى يا روما متقوليش حاجه لخالتو يعنى أنا روحت مع رقيه مشوار تمام .
_ حاضر ياستى خلاص .
نزل كريم إلى أسفل البنايه و ذهب مع بسمه التى كانت فى انتظاره إلى أحدى الكافيهات .
أما بالنسبه لمريم فعادت للبيت لتتفاجأ
بأحدى الكافيهات على النيل
جلست بسمه برفقة كريم على أحدى الطاولات .
_ ھموت و أعرف أيه التاتش اللى بينك و بين مريم لا أنت بطيقها و لا هى كمان .
قالتها بسمه بمزاح بعد أن أرتشفت بعض من عصير الليمون .
_ بنت خالتك دى واحده معقده أصلا و عامله زى الشباب أنا مالى بيها .
قالها كريم و هو ينظر حوله بهدوء .
_ مريم طيبه جدا و جدعه بس هى طبيعتها كده ... بس تعرف هى رومانسيه جدا يمكن أكتر منى كمان .
نظر اليها كريم بجانب عينه و بأبتسامه جانبيه قال
_ هو إنتى فى حد زيك برضو يا بوسى .
_ حياتى يا ناس .... أنا بجد بحبك أوى يا كريم .
قالتها بسمه وهى تنظر إلى كريم بحب و عيناها تتراقص فرحا .
وتابعت
_ بس جامده العربيه الجديده دى يا كيمو شد حيلك بقى علشان نكون فى جامعه واحده و نتجوز بقى .
_ إن شاء الله يا حبيبتي ....
فى منزل مريم ...
وصلت مريم لشقتها التى تقطن بها مع والدتها فقط لانها وحيده و والدها متوفى .
أغلقت مريم الباب خلفها و ظلت تنادى على والدتها .
_ أنا هنا يا مريم تعالى .
أتاها صوت والدتها من غرفة الصالون فأتجهت اليها و ما شرعت بدوخلها حتى تسمرت مكانها و أزدردت لعابها بصعوبه و أتسعت عيناها حتى كادتخرجا من مقلتيهما
_ آآآآ .. عمر ....!!
_ تعالى يا مريم سلمى على عمر ابن خالك لسه جاى من السفر أمبارح .
ما كانت مريم
قادره على النطق و أخيرا خرج صوتها مبحوحا
_ آآآآ .. أز ..أزيك يا عمر .
وقف ذلك الشاب البالغ من العمر خمس وعشرون عاما شاب طويل ذو جسد رياضى و شعره بنى قصير و عيناه بالون الزيتونى و لحيه خفيفه جدا .
مد عمر يده بعد أن وقف ناحية مريم و قال بأبتسامه تعتلى ثغره .
_ أزيك يا مريم أخبارك أيه ....!
هزت مريم رأسها عدة مرات إلى أعلى و أسفل .
_ تصدقى أنا أول مره أشوفها بلبس المدرسه يا عمتو .
_ كويس إنك لحقت تشوفها بلبس المدرسه دى أخر سنه ليها .
_ آه ما أنا عارف هى و بسمه بنت عمتو راويه ثانويه عامه ربنا معاهم بقى .
جلست مريم على أقرب مقعد لها و هى تنظر إلى عمر ذلك الشاب الوسيم و الفرحه تطاير من عينيها و شردت بخيالها و أحلامها الورديه حتى أفاقت على جملة والدتها
_ مش عمر ساب شركة الهندسة اللى كان شغال فيها فى اسكندريه يا مريم
_ بجد يا عمر
قالتها مريم بتلقائيه و الفرحه تتراقص فى عينيها .
_ بجد يا مريم ... إنتى عارفه طبعا إن ابن خالك مهندس شاطر و مطلوب كمان فاجاتلى فرصه أستحاله أضيعها ...
قطبت مريم حاجبيها و تسألت بأستغراب
_فرصة أيه دى ...!!
_ سفر للامارات هشتغل في شركة هندسة كبيره بمرتب خيالى لمدة خمس سنين .
وقعت هذه الجمله كالصاعقه على مسامع مريم و باتت مصدومه حتى كادت الدموع تزرف منها.
و أخيرا خرج صوتها بصعوبه
_ خمس سنين ... و مش هنشوفك .. !!
_ لا طبعا أزاى هنزل أجازات طبعا و بعدين دى فرصة أستحالة تتعوض ليا علشان أبنى مستقبلى .
قالها عمر وهو يبتسم ويتحدث بحماس .
_ هتسافر أمتى ياابنى ...
_ بعد اسبوعين إن شاء الله يا عمتو .
_ طيب عن أذنكم أنا هروح علشان أغير هدومى
قالت مريم جملتها هذه بجمود و شرعت بالخروج و أوقفتها جملة والدتها .
_ مريم ... خالتك رباب كلمتنى و سألت عليكى أبقى روحى أقعدى معاها شويه هى و جدتك و جدك .
_ حاضر يا ماما .
دخلت مريم غرفتها بسرعه و هى تبكى