الأحد 24 نوفمبر 2024

دوائي الضرير

انت في الصفحة 10 من 123 صفحات

موقع أيام نيوز

دة فطير و عسل و جبنة و ليلة كبيرة اوي..
عدى قولتلك لا.. انتي إيه مابتفهميش.
سارة خلاص براحتك.. ماتزوقيش.. انتي الخسرانة.
ظلت سارة صامتة لمدة كبيرة و لم تحتمل هدى الصمت أكثر من ذلك.. فهي كانت تتوق للغاية حتى تعرف ما حل بها.. ما وجه الشبه بينهما الذي دوما تتحدث عنه سارة.. فسألتها هدى سؤال صريح...
هدى هو انتي ازاي فقدتي عنيكي..
سارةبسعادة لأنها هي من تريد أن تعلم دة موضوع كبير و حكاية طويلة.. مستعدة تسمعيها 
هدى ايوة مستعدة...
ياترى إيه هي حكاية سارة..
و ازاي فقدت نظرها..
و ياترى هدى هاتغير رأيها لما تسمع حكاية سارة ولا دة مش هايبقى ليه اي تأثير عليها...
الفصل السادس
أكل الفضول عقل هدى و قلبها على حد سواء عن حالة سارة و كيف وصل بها المآل إلى تلك الحالة.. و أيضا كانت تطوق و بشدة لمعرفة سبب تشبيه سارة نفسها بها..
فهل بالفعل قصتيهما

متشابهتين أم أنها تقول ذلك فقط حتى تسترعي إنتباه هدى لتتقبل العلاج..
ظل تفكيرها في حركة مستمرة حتى لم تستطع ان تكتم فضولها اكثر من ذلك فسألتها بشكل صريح ..
هدى سارة هو انتي ازاي فقدتي عنيكي..
سارةبسعادة لأنها هي من تريد أن تعلم دة موضوع كبير اوي و حكاية طويلة اوي اوي.. مستعدة تسمعيها!
هدىردت بعد القليل من التفكير الصامت ايوة مستعدة...
عادت سارة و جلست أمامها على أحد الكراسي حتى تقص لها حكايتها...
سارة يعني انتي فاضية و ناوية تسمعيني
هدى ايوة.
سارة بس على فكرة.. دي هاتبقى اخر مرة اتكلم فيها انا.. بعد كدة هاسمع انا و انتي تتكلمي... اتفقنا.
هدىبخجل بعد ما عرفت معدنها الجميل اوعدك اني هاحاول ..
سارةابتسمت بود و انا راضية بالوعد دة مؤقتا.. ها يا ستي عايزة تعرفي ايه
هدى ازاي حصلتلك الحاډثة..
سارةحاضر يا ستي... دة بقى كان اسعد يوم في حياتي
هدىبدهشة اسعد يوم في حياتك يوم الحاډثة اللي خرجتي منها مابتشوفيش ازاي بقى
سارة اصبري بس ما انا جيالك في الكلام اهو.. و بعدين مش دة قصدي.. أكيد مش هاكون اسعد واحدة لما اتعميت..
شوفي يا ستي.. يومها كان نتيجة البكالوريوس بتاعتي.. صحيت بدري او تقدري تقولي اني أصلا ماقدرتش انام.. جهزت و روحت الجامعة عرفت اني نجحت في آخر سنة ليا في الكلية و خلاص هابتدي اجهز الماستر و الماچيستير بقى.. و خلال سنة كمان تدريب هاخد رخصة مزاولة مهنة الطب نفسي و دي مش حاجة سهلة ولا بسيطة ابدا.. بالعكس حاجة صعبة جدا.
المهم اني كنت طايرة من السعادة وقتها أني اخيرا خلصت اهم خطوة في مشوار مستقبلي..
هدى و بعدين
سارة وقتها كنت مرتبطة بواحد مصري كان مسافر يدرس طب برضه بس كان تخصصه اورام.. كان أكبر مني ب 5 سنين و هو بقى كان بيجهز الماستر.. اتقابلنا في الجامعة و حصل استلطاف كدة بينا.. و بعدين اعترفلي بحبه و انا شوفته انسان كويس فوافقت...
جه أتقدم لبابا و عملنا حفلة خطوبة صغننة كدة على الضيق لحد ما ننزل كلنا مصر و يجيب أهله و يجي يتقدملي تاني و نبقى تتجوز.
يومها خرجت من الكلية علي بيته.
هدىبتعجب يا خبر.. بيته مرة واحدة
سارة لا يا هدى ماتفهمنيش غلط.. انا عمري ما روحتله البيت لوحدي.. و لو رحت لوحدي كنت برن عليه و هو ينزلي..
هدىبتفهم اه قولتيلي.. و طبعا المرة دي طلعتيله لوحدك.
سارة ايه دة.. فعلا.. انتي عرفتي منين دة انتي طلعتي سوسة اهو و مش سهلة.
هدى اممممم... و المرة دي بقى ما صدق انك طلعتيله فراح سقاكي حاجة اصفرة و.....
سارةقاطعتها بضحك ههههههههه... حيلك حيلك.. إيه انتي قلبتيها فيلم ابيض و اسود لية كدة.. لا طبعا مش دة اللي حصل..
هدى انا اسفة.. بس حاسة أن الموضوع يعني.....
سارة لا

يا ست كرومبو مش هو دة اللي حصل..
هدىبفضول طيب اومال ايه.. ايه اللي حصل... قولي يا ستي و أنا هاسكت خالص اهو.
سارة ايوة كدة اسكتي و سيبيني أكمل.. المهم.. انا روحتله البيت فعلا و رنيت عليه بس ماردش.. مرة و اتنين و تلاتة و مافيش فايدة.. ماردش خالص.
كنت هامشي لكن لمحت الموتوسيكل راكن قدام البيت في مكانه عادي.. فقلت أنه اكيد فوق.. ماهو مش بيخرج ابدا من غير الموتوسيكل بتاعه.. رنيت تاني برضه ماردش.. قلقت.. 
خۏفت يكون تعبان ولا حاجة.. خصوصا انه قبلها بيوم ماقابلنيش عشان قالي أنه كان عنده برد.
باب العمارة مابيفتحش الا بمفتاح و المفتاح طبعا مع السكان بس.. ففضلت واقفة جنب باب العمارة برن عليه لحد ما واحد من السكان كان خارج فدخلت انا وراه بسرعة..
دخلت و طلعت لحد الشقة بتاعته و خبطت و بردة مافيش رد.. خبطت شوية و لما مالقيتش رد افتكرت أنه دايما بيسيب نسخة احتياطية للمفتاح في الزرعة اللي عند الباب.
كسا الحزن وجهها لمجرد الذكرى هدئت نبرة صوتها بعد أن تغلفت بالحزن و لكنها أكملت على أي حال..
سارة اخدت المفتاح و فتحت الباب و دخلت.. دخلت بالراحة خفت يكون تعبان و نايم و انا اقلقه.. بس الغريبة اني برضه مالقيتش حد.. مالقيتوش.
دورت عليه في المطبخ برضه مش موجود.. قلت يبقى اكيد خرج لمكان قريب و هايرجع كمان شوية.. قلت هامشي و ابقى أكلمه أو اجيله بعدين..
هدى و بعدين.. أكيد الموضوع مش هايخلص هنا.
سارة لا لسة.. ليه باقية.. روحت فعلا لحد الباب علشان امشي.. بس فجأة سمعت صوت غريب جاي من اوضة النوم..
بدأت ملامح الحزن ترتسم على وجهها أكثر و بشكل أوضح و ملأ صوتها الألم...
سارة قربت بشويش خالص لقيت الصوت بيعلى و بيوضح اكتر..
قربت كمان شوية و فتحت الباب و اټصدمت من اللي شوفته.. 
هدى ايه.. شوفتي ايه
سارةضحكت بتهكم و ألم البيه المحترم.. خطيبي اللي المفروض كنا هاننزل مصر في خلال شهر عشان يجيب أهله و يتقدملي تاني و نتجوز.. معاه واحدة في اوضة النوم.
كان نايم مع واحدة و انا فاكراه تعبان و قلبي كان هايقف من قلقي عليه.. وقفت متسمرة مكاني.. حسيت اني اتشليت من المنظر..
شعرت انها أخطأت في اللفظ فاعتذرت بلطف...
سارة اسقة يا هدى مش قصدي..
هدى لا عادي ماحصلش حاجة.
سارة فضلت واقفة مش عارفة اعمل إيه... و كنت بسأل نفسي هو اللي انا شايفاه دة صحيح و حقيقي ولا كابوس و هاصحى منه دلوقتي..
عقلي وقف عن التفكير و انا مش عارفة اعمل إيه لحد ما هو خد باله اني واقفة.. قام وقف بسرعة و حاول يتكلم معايا.. بس انا كنت فوقت من صدمتي و رجليا حسيتها اتحركت لوحدها و جريت بيا..
فضلت اجري خرجت

من الاوضة و من الشقة كلها و اخدت السلم في نفس واحد و لقيت نفسي في الشارع بنهج بسرعة كأني في سبق.
وقفت في الشارع مش عارفة اعمل ايه ولا اروح فين ولا عارفة افكر خالص.. ماعرفش وقفت هناك قد ايه.. فضلت في حالة التوهان دي لحد ما سمعته بينادي عليا بصتله لقيته بيقرب و قبل ما يوصلي كنت جريت و للاسف ماشوفتش العربية اللي كانت جاية قدامي.
و فجأة الدنيا ضلمت و لحد دلوقتي مانورتش تاني.
صمتت هدى كي تحاول استيعاب مأساة سارة فهي لا تختلف كثيرا عما حدث لها.. حاډث انتهى بعاهة.. و لكن قصة سارة أصعب و اقوى بكثير.
فتأكدت هدى و قټلها من حديث سارة ان هناك ما هو أكبر و اقسى و اقوى من قصتها.. فاردفت سارة....
سارة عرفتي بقى إن حكايتي اصعب من حكايتك..
هدى أصعب ازاي بقى.. دة حتى أحنا الاتنين ضحاېا حوادث السيارات.
سارةضحكت بمرح ههههههههه.. انا اقولك يا ستي أصعب ازاي.. انا خطيبي او اللي كان خطيبي يعني كان هو السبب في اللي انا فيه.. هو اللي وصلني لكدة.. لو ماكنش خانني ماكنتش اټصدمت فيه كدة و ماكنتش جريت من غير ما اخد بالي و خبطتني العربية.. 
انما انتي حبيبك سابك لما تعبتي و دي مش حاجة وحشة على فكرة.
هدى ازاي بقى مش حاجة وحشة هو في اوحش من كدة ان خطيبي اللي هو الراجل اللي المفروض أكمل معاه حياتي سابني في اول مشكلة تقف قدامي.. سابني في اكتر وقت انا كنت محتجاله و محتاجة دعمه..
أكيد مافيش اوحش من كدة.
سارة لا طبعا كل دة مش حاجة وحشة.. هو كان قدامه مسؤلية كبيرة اوي أنه يقف جنبك و يتحملك و يفضل معاكي لحد ما تخفي.. و هو عارف نفسه جبان و ضعيف و عشان كدة هرب.
هرب و سابك لحد يكون أقوى منه و اشجع منه.. حد يستاهل أنه يكون معاكي.. صحيح الحد دة لسة ماظهرش بس اكيد هايظهر و هايعوضك عن كل حاجة..
طلع مش راجل قد مسئولية جواز و علاقة متينة و المفروض أنها تكون قوية زي الجواز.
و بعدين خلينا نفترض ان الحاډثة دي حصلتلك بعد ما كنتو اتجوزتو.. تفتكري كان هايكمل معاكي ولا كان هايجيبك هنا لبيت ابوكي و يقوله سوري بنتكم باظت من الاستعمال و عايز ارجعها.
و ساعتها كنتي هاتبقى مطلقة و يمكن معاكي عيل ولا اتنين كمان.
هدى تفتكري
سارة طبعا.. و بعدين دة سابك بعد الحاډثة مش احسن من اللي كان هو السبب فيها زي حالاتي..
هدى معاكي حق.. طيب و بعدين ايه اللي حصل
سارةتنهدت بملل لما حدث بعد ذلك ولا حاجة.. لما فوقت في المستشفى ماكنتش شايفة حاجة خالص.. الدكاترة قالو أن في تجمع دموي في المخ و

ضاغط على عصب الأبصار عندي.. باخد أدوية عشان التجمع دة يتفك أو يتحرك لكن لسة ربنا ما أردش.
هدى و خطيبك.. سابك
سارةضحكت بتهكم سابني ياريت... كنت ارتحت.. المشكلة أنه البجح ماكنش عايز يسيبني...جالي المستشفى و عمل فيها الحمل الوديع و أنه يا عيني مايعرفش اللي حصل دة حصل ازاي.. و لما حكيت لبابا و ماما و اخويا اللي حصل طبعا وافقوني جدا على قرار الانفصال.
بابا اتكلم معاه و آسر اخويا ضربه و اټخانق معاه طبعا في الاخر لما لقينا كلنا مش طايقينه... اخيرا خرج من حياتي.. بس يا ستي هي دي حكايتي.
هدى طيب و انتي ازاي اتأقلمتي يعني.. مع..
لم تستطيع ان تكمل جملتها مراعاة لشعور سارة...
سارةاكملت بهدوء قصدك عنيا يعني.. الموضوع ماكنش سهل ابدا يا هدى صدقيني.. انا لما فوقت كنت فاقدة الامل في كل حاجة يمكن اكتر منك كمان..
بس لقيت معايا بابا و ماما.. كانو جنبي و ماسابونيش لحظة و كمان آسر اخويا.. حبيبي كان بيفضل جنبي في المستشفى مش بيروح خالص.. ماسابنيش ساعة واحدة حتى عشان ياخد دوش ولا يغير هدومه..
كانت ماما بتجييله هدومه المستشفى يغير و
10  11 

انت في الصفحة 10 من 123 صفحات