الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

دوائي الضرير

انت في الصفحة 30 من 123 صفحات

موقع أيام نيوز

زي اللي انا مريت بيها.. و يفضل جنبي يعني يفضل جنبي حرفيا.. انا فضلت في المستشفى 4 شهور ماسابش المستشفى ساعة واحدة حتى..
أول شهرين ماكنش بيسيبني لحظة واحدة حرفيا ولا حتى كان بيروح شغله حتى مشواري لأوضة الأشعة كان بيكون مش بس معايا لا كان أحيانا بيشيلني على أيديه كمان.
الشهرين التانيين كان ابتدي ينزل الشغل بالعافية لما فضلت اتحايل كتير اوي عليه و اقنعته اخيرا.. كان بعد ما ينزل يفضل يكلمني لحد ما يوصل الشغل.. و طول اليوم يفضل يتصل بيا يمكن ولا 10 مرات في اليوم.. و كل مرة مش اقل من 5 دقايق كلام عشان يطمن عليا و يطمني انه مش سايبني و انه معايا.. و كان من الشغل للمستشفى و من المستشفى للشغل..
كانت ماما تجيبله حبيبي اللبس في المستشفى و يغير فيها و ياخد شاور و اكله و شربه و كل حاجة معايا.. كان مرافق ليا بالمعنى الحرفي.
قبل آسر يد شقيقته بكل حب.. و ربتت هي على يده..
آسر و عمري كله فداكي يا قلبي.
سارةابتسمت له بحب ربنا يخليك ليا يا حبيبي..ثم اكملت اما هدى بقى.. فأنا جيت هنا اصلا عشان كان في بنوتة قمراية محتاجة مستشار نفسي.. و في حالتها اللي كانت فيها دي.. دة كان شيء عادي و طبيعي جدا..
اللي ماكنش عادي ولا طبيعي بقى هو اني لما اتعاملت معاها و سمعت منها و عنها من الناس القريبين منها.. حبيتها جدا.. حبيتها زي اختي و يمكن اكتر.. مش انا يا بابا كنت بزن عليك زمان انت و ماما عشان تجيب لي اخت.. خلاص مافيش داعي تتعبو نفسكم ربنا بعتلي الاخت اللي كنت بتمناها من زمان..
إبتسم الجميع على حديثها و لم يعلق احد.. فأكملت هي..
سارة و مش بس عشان ظروفنا شبه بعض لكن هدى كمان إنسانة رقيقة و جميلة و حنينة مش ممكن حد يقابلها و مايحبهاش..
لما آسر قالي أنه معجب بهدى و عايز يتجوزها أنا كنت هاطير من الفرحة لدرجة اني قعدت اتنطط زي المچنونة على سريري.. اكتر اتنين بحبهم في حياتي هايرتبطو.. و مش بس كدة دول هايتجوزو كمان.
سعادتي بالخبر دة ماقدرتش اوصفها و فضلت ادعي ان هدى و اهلها يوافقو يمكن اكتر من آسر كمان.. و الحمد لله وافقو..
أما بالنسبة ليا انا بقى.. فلما بابا اخدنا و سافر أمريكا قال لنا اننا جايين هنا ناخد منهم حاجة واحدة بس... العلم و الدراسة و بس.. مش اي حاجة تانية.. اختلاطنا بيهم لازم يكون في اضيق الحدود عشان أحنا غيرهم في كل حاجة.
و فعلا زي ما سافرنا زي ما رجعنا.. ما قلدناهمش لا في لبس ولا اخلاق ولا علاقات ولا أي حاجة.. و كوم ان اخويا كان بيسافر و يسيبني لوحدي فهو ماكنش بيسيبني لوحدي ولا حاجة..
كان معايا الدادا بتاعتي مش بتفارق البيت ابدا طول ما انا فيه.. و السواق معايا في اي مكان بخرج فيه.
جميل و لو ان دة ماكنش عشان اي شك في سارة ابدا.. دة بس عشان ظروفها مش اكتر.
سارةنظرت له ببسمة ممتنة طبعا يا حبيبي.. ربنا يخليكم ليا..ثم حولت وجهها نحو حامد و قالت بنبرة قوية مكابرة متعالية اما بقى بالنسبة للعيلة يا حاج حامد فأنا اسمي سارة جميلثم اكملت بقوة سليمان خليل الصاوي.
عبد الرحمنو هو يحاول أن يتذكر الاسم خليل الصاوي!! عيلة الصاوي المنياوية
سارةابتسمت لنجاحها ايوة.. و عمي الكبير العمدة جمال الصاوي يبقى عمدة البلد و كبيرها برضه.. أكيد عارفه يا حاج عبد الرحمن.. و كان المفروض هايجي معانا النهاردة لكن للاسف ماقدرش.. كان عنده معاد مهم مع المحافظ.. لكن حكم على آسر ماحدش يكون وكيله في كتب الكتاب غيره.
انا كدة خلصت كلامي يا جماعة.. و قبل ما بابا يقوم عشان ياخدنا و نمشي هانسمع كلمتك يا حاج عبد الرحمن.. عشان هي دي الأصول.
تبادل الجميع النظرات فيما بينهم.. فقد ارضت سارة جميع الأطراف و بمنتهي السهولة.. أعجب الجميع بذكائها و فطنتها في التعامل مع الموقف.. و ابتسم الجميع على حسن تصرف تلك الفتاة الصغيرة..
اما عاصم فلم يحيد نظره عنها منذ بدأت في الحديث حتى انتهت.. و كانت نظراته ملؤها الحب و الفخر بمن يحب.. و بذكائها و حلو لسانها..
فنطق عبد الرحمن أخيرا كاسرا حالة الصمت تلك..
عبد الرحمن عاجولك يا دكتورة سارة.
سارةبإبتسامة قول يا حاج عبد الرحمن..
عبد الرحمن الا هو انتي ماعتجوليليش ليه يا حاچ عبده كيف ما اتعودتي.
سارةبإبتسامة رقيقة و فرحة استنى بس خليها بيني و بينك احسن الحاج جميل بيغير.
و بذلك قد اعلن العمدة عبد الرحمن عن موقفه من تلك الزيجة.. ضحك الجميع على مزاح عمدتهم و خفة ظل تلك الحورية الشقية.. و لكن لم يحتمل حامد ما حدث فخرج مثل قذيفة المدفع و خلفه زوجته و ابنته على مضد فقد أرادت أن تكمل الليلة حتى تعلم بكل التفاصيل.
تجاهله الحاج عبد الرحمن لمعرفته حقيقة ما يجيش بقلبه و قلب زوجته و ابنته و لكنه قرر ان يكون لهم بالمرصاد...
عبد الرحمن طيب نجرو الفاتحة الاول و بعدين نشوفو موضوع الغيرة دى.
و تمت قراءة فاتحة آسر و هدى رغم انف جميع الحاقدين و الرافضين.. و بعد قراءة الفاتحة احتضن آسر أخته بفرحة..
سارة الف مبروك يا حبيبي.
آسربهمس ربنا يخليكي ليا يا احلى اخت في الوجود.
عادت سارة لمجلس النساء مرة أخرى و جلس الرجال معا لتحديد موعد الزواج و الوقوف على كافة التفاصيل...
عاصم خلاص يبجى نعملولهم حفلة خطوبة صغيرة كدة الخميس اللي بعد الچاي.
عبد الرحمن على خيرة الله.
آسر بعد إذنك يا حاج عبد الرحمن و بعد إذنك يا بابا و انت كمان يا عاصم طبعا.. و. كل اللي موجودين طبعا.
أشار له الجميع بالتحدث فقال..
آسر انا بصراحة كدة مش عايز اعمل خطوبة.. انا كنت عايز نخليها كتب كتاب بالمرة..
عبد الرحمن واه.. مستعچل انت جوي يا باشمهندس.
آسربحرج و لكنه أوضح هدفه الحقيقي اللي تشوفه يا حاج.. بس انا عارف الصعيد و عاداته 
تقاليده.. و مجرد خطوبة مش هاتخليني على راحتي.. اجي ازوركم هنا او نخرج انا و هي لوحدنا.. يعني..
فأنا بصراحة كنت عامل حسابي أنها تبقى خطوبة و كتب كتاب لحد ما الشقة تخلص و نعمل الفرح.. فبعد إذنك يا عمدة انا عايز اكتب كتابي على هدى مش بس تبقى خطوبة.
عبد الرحمن ها يا عاصم.. ايه رأيك
عاصم والله يابوي اللي تشوفه.. و اني شخصيا ماعنديش مانع.
عبد الرحمن خلاص.. خليها كتب كتاب كمان يا باشمهندس.
آسر يبقى نخليها النهاردة خطوبة.. 
عاصم واه.. كيف يعني
آسر انا كنت جايب هدية صغيرة كدة للآنسة هدى و يارب تعجبها.. هالبسهالها و بكدة دي تبقى خطوبة.. بس طبعا دي حاجة غير الشبكة اللي هي هاتختارها بنفسها.
عبد الرحمن ماشي كلامك.. يا ام عاصم.. هاتي هدى و تعالو.
و وسط زغاريد النسوة اتجهت سعاد و هنية بصحبة هدى و سارة التي لم تتركها هدى من فرط توترها..
وقف آسر و اقترب منهم فتوهج وجه هدى من الخجل.. فتح علبة قطيفة بها خاتم جميل.. به فص من الألماس بشكل قلب يبهر من يراه..
آسر ايدك يا عروسة.
رفعت هدى كفها المرتعش دون حديث.. ألبسها آسر الخاتم و تعمد ام ېلمس يدها فزاد ارتعاشها و سحبت يدها سريعا و سط الزغاريد التي أطلقتها النسوة احتفالا بإتمام اتفاقات الزواج...
عبد الرحمن إيه يا ام العروسة.. مش هانتعشو ولا إيه.. چوعتونا عاد.
هنية حالا يا عمدة.
انتهت ليلتهم بسلام و كانت الفرحة عامرة بقلوب الجميع.. و لكن ليس بمنزل الحاج حامد الذي كان يستشيط ڠضبا بسبب إهمال أخيه له و لخروجه غاضبا من منزله و عدم اهتمامه به...
و زادت زوجته بنزينا فوق ناره فاشټعل أكثر و أكثر..
و في صباح اليوم التالي اتجه آسر و والدته و شقيقته مع هدى و والدتها بصحبة عاصم حتى يشترون لهدى شبكتها من أحد محلات المجوهرات في المدينة.. حتى يتثنى لآسر و أسرته العودة مرة أخرى للقاهرة حتى يستعدون لحفل كتب الكتاب..
و لكن هدى ترجت سعاد و جميل حتى يتركون سارة معها حتى يحين موعد الحفل لأنها لن تستطيع أن تستعد للحفل بدونها..
وافق جميل على مضد.. فهو كان يود أن يقضي بضعة أيام مع ابنته التي اشتاق ها و اشتاق لحديثها مدة تزيد عن ال 7 أشهر..
و بالفعل تركوها و عادو وحدهم للقاهرة..
ب..
الفصل الرابع عشر...
عاد الهدوء مرة أخرى لمنزل الحاج عبد الرحمن و لو بشكل مؤقت بعد تلك الجلبة التي تسبب بها آسر و خطبته على هدى.. فقد عادت سارة مرة أخرى لغرفتها التي تقطنها وحدها.. 
و في نهاية اليوم التالي بعد شراء شبكة هدى دخلت سارة إلى غرفتها بعد أن انتهي العشاء بين اهل المنزل و اهل سارة و جميع الحضور.. و قد ودعت سارة أسرتها مؤقتا على وعد بالقاء مرة أخرى بعد 10 ايام لحضورهم مع باقي أفراد العائلة من أجل عقد القران.. و قبل أن تغير ملابسها سمعت رنة ضعيفة تصدر من هاتفها بوصول رسالة صوتية إلى تطبيق ال whatsapp ففتحتها أولا..
ابتسمت و هي تستمع لصوت عاصم و هو يقول پغضب...
عاصم قسما بالله يا سارة لو ماطلعتي الروف دلوقتي حالا ما هايحصل خير ابدا.. ثانية واحدة والاقيكي قدامي.. فاهمة
كتمت ضحكتها السعيدة بكم الشوق الذي استشعرته في صوته ثم أغلقت الهاتف و خرجت من غرفتها لتتجه إلى ذلك الباب الذي شهد على انطلاق شرارة حبهما و عشقهما..
أما عاصم...
فقد ضاق ذرعا من كثرة شوقه إليها.. فهو لم يتحدث معها منذ وطأت قدم عائلتها ارض الكفر.. و حتى قبلها بيوم كامل..
فقد اعتاد هو على أن يقابلها في ذلك المكان الفسيح بعد أن ينام الجميع.. المكان الذي أصبح مكانهما السري الذي شهد على اول شرارة حب لهما و على مشوار عشقهما القصير.. 
و كم قد اشتاق لجلساتهم كثيرا.. استعاد أنفاسه بعد أن غادرت عائلتها.. فها هو المانع الذي كان يحول بينه و بينها قد زال..
صعد بعد العشاء و ذهب الجميع إلى الطابق الثاني بحجة أنه يشعر بالإرهاق و يريد أن ينام و لكنه ذهب لينتظرها في مكانهما ثم ارسل لها تلك الرسالة الټهديدية التي ڤضحت ما بداخله بشكل اكبر و ظل ينتظرها بفارغ الصبر.. 
و بعد عدة دقائق سمع صوت الباب يفتح و طلت منه أميرة أحلامه فشعر بقلبه يتراقص على نغمات صوتها المنادي بإسمه..
دخلت هي تتلمس ما حولها كعادتها حتى لا ترتطم بشئ.. تعجبت عندما لم
29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 123 صفحات