دوائي الضرير
انتي طلعتي جبتي هدى بس امال فين سارة
منة انا مالحقتش اصلا.. قابلت هدى نازلة على السلم .
عاصم في ايه يا هدى.. هي سارة كويسة
هدى مش عارفة.. هي بتقول كويسة... بس شكلها مش مظبوط خالص.. شكلها تعبانة أو في حاجة ضايقتها.
عاصم ماقلتلكيش ليه
هدى ماقالتش.. بس قالت إنها هاتنام شوية و تقوم كويسة.
عاصم طيب ماتسيبيهاش كتير.. شوية و اطلعي شوفيها.
كريمبفضول حتى يعلم مدى عمق علاقة سارة بمنزل خالته هو انتو مالكم مهتمين اوي كدة بيها.. هي تبقى مين سارة دي.. مش تبقى الدكتورة بتاعتك يا هدى...
هدىبفظاظة فهي لا تطيق كريم كانت الدكتورة بتاعتي..
كريم و دلوقتي
هدى اقرب صاحبة ليا.. أو حتى تقدر تقول صاحبتي الوحيدة.. و قولتلك انها اخت خطيبي اللي خطوبتنا كانت من يومين بس يعني بقت من العيلة خلاص.
يعني ولاد جميل ياخدوا فلوس ولاد عبد الرحمن.. و هدى تلاقي حد يقبل بيها بعد ما كانت مشلۏلة.. حتى الفلاح دة يلاقي واحدة ترضى بيه و عمرها ما هاتعايره بعيبه.. ماهي كمان عامية..
منة اه صحيح.. نسيت اباركلك.. الف مبروك يا هدى.
هدىابتسمت لها بحب الله يبارك فيكي يا منة.. عقبالك يا قلبي.
منة بس انتي بتقولي خطوبة ازاي... هما مش كانو جايين يتقدمو بس و يحددو معاد الخطوبة.
هدىابتسمت بحب آسر مارضيش.. قال إنه عايز يكتب الكتاب على طول فحددناه بعد اسبوعين.. و كان جايبلي معاه خاتم عملنا بيه خطوبة صغننة كدة لحد كتب الكتاب.
هدىو تداري خجلها و انتي مالك انتي يا باردة..
عاصم و إيه يعني يا هدى لما يكون حب.. الحب عمره ما كان عيب يا منة طالما مشي في طريقه السليم.
الراجل اول ما حس بمشاعر ناحية هدى كلم أخته و كلمني.. و اول ما أهله رجعو من أمريكا جابهم و جه عشان يتقدملها..
ماينفعش يحبها في السر و يستغل فرصة وجودهم مع بعض في مكان واحد و يقرطس أهلها مثلا.
عاصمعقد حاجبيه پغضب قصدك ايه انت بكلامك ده
كريمابتسم بسخرية لأنه شعر أنه أصاب مقصده بالضبط لا ماقصدش حاجة.. انا بس بتكلم في العموم يعني.
هدى ماتخافش انا هاطلع اشوفها كمان شوية.
عاصم بعد اذنكم يا چماعة الدار داركم..
كريم طبعا... خد راحتك يابن خالتي احنا مش غرب..
ترك المنزل على مضد.. فهو كان يريد أن يطمئن على سارة و بشدة.. فقد كانت حالتها غريبة.. فقد كانت هذه هي اول مرة يراها مرتبكة و مهزوزة بذلك الشكل..
لم يبتعد كثيرا عن المنزل.. فقد اتجه لمنحل العسل الذي تمتلكه العائلة و الذي يقع في خلف المنزل.. جلس في مكتبه المغلف بواجهة زجاجية يفكر بها..
فكر أن يتصل بها و لكنه تراجع تحسبا لو كانت نائمة.. فقرر أن يرسل لها رسالة صوتية عبر تطبيق ال wattsapp حتى تراها عندما تصحو..
عاصمعبر الهاتف سارة.. حبيبتي.. انا مارضيتش اتصل بيكي.. خفت احسن تكوني نايمة و اقلقك.. و انتي كان شكلك تعبان ماحبتش ازعجك.
طمنيني عليكي.. مالك.. عشان خاطري اول ما تسمعي الرسالة دي تكلميني ضروري.. ماتسيبينيش قلقان عليكي يا حبيبتي.. ممكن
أغلق هاتفه و فتح بعض الملفات ليراجعها أو ليلهي نفسه عن قلقه لبعض الوقت..
أما سارة..
فلم تستطع أن تلمس يد كريم حتى لو في سلام.. و لم تستطع أن تظل معه في مكان واحد أكثر من ذلك.. تعثرت في بعض الأطباق من توترها و قررت أن تصعد إلى غرفتها حتى تبتعد عنه..
ساعدتها هدى في الصعود لغرفتها و ظلت تسألها عما بها.. و لكن سارة لم تفصح عن حقيقة حالتها... فطلبت منها أن تتركها لتستريح قليلا..
و
ما أن تركتها هدى حتى تفجرت ينابيع دموعها أثناء مرور شريط أزمتها أمامها.. فعادت بذاكرتها دون قصد إلى تلك الحقبة من حياتها..
صوت السيارة التي صډمتها.. صړاخ المارة بجانبها عندما رأوا السيارة تقذف بها على بعد أمتار من قوة التصادم.. الإسعاف و صوتها الكريه الذي صدح في المكان.. صوت كريم الذي عرف نفسه على أنه خطيبها ليرافقها بسيارة الإسعاف.
صوت الأطباء و الممرضين و رجال الإسعاف و هم يتحدثون معا لتقييم حالتها.. انتهي وعيها بصوت الآلات و ادوات الجراحة المعدنية الموجودة بداخل غرفة العمليات..
أصوات فقط.. مجرد أصوات لم تشعر بأي شئ لم ترى اي شئ.. و كأنها فقدت جميع حواسها الا حاسة السمع...
حتى عندما فاقت و لم تستشعر أي ضوء و علمت أنها فقدت عينيها.
هنا و فقدت سارة السيطرة على ثباتها.. بكت بنشيج قوي ېمزق نياط قلبها.. جلست أرضا و هي تنعي حياتها التي تدمرت على يد شخصا حقېر مثل كريم..
دمر حياتها و حياته هو تسير دون أي توقف أو عقبات.. تحملت هي نتيجة غلطته و سقطته مع تلك الفتاة.. فتلك الحاډثة أثبتت لها أن الكون ليس عادلا حتى يتحمل أحدهم نتيجة أخطاء أخرين.
قاطع نحيبها رسالة عاصم.. فتحتها و سمعتها فساءت حالتها ..
فها هو عاصم حب عمرها الذي لم تشعر بأي حياة قبله.. لم تشعر بأنها موجودة الا معه.. لم تشعر بأنوثتها و جمالها و كمالها الا بلمسة يده.. عاصم الذي اكتشفت أنه قريب كريم الذي أضاع نظرها..
أما عاصم فلم يكن بكامل ذهنه في عمله.. فمراجعة تلك الحسابات التي كانت تأخذ منه بضع دقائق اخذت منه حوالى ساعة كاملة و لم ينهيها.. و لم لا فذهنه ليس معه و لكن معها هي..
فبداخل قلبه يشعر بها أنها ليست بخير.. فتح هاتفه حتى يرى إن كانت سمعت رسالته.. و بالفعل وجدها سمعته و لكنه لم يرى ردها.. فأرسل رسالة أخرى بعدما رفضت اتصاله عدة مرات..
عاصم سارة طيب ردي عليا.. انتي سمعتي الرسالة يعني مش نايمة.. بس مش عارف مالك.. ايه اللي حصل.. حرام عليكي تسيبيني هاتجنن عليكي من القلق كدة..
سمعته أيضا و لم ترد.. فأرسل مرة أخرى...
عاصمبصوت خائڤ طيب بتسمعي الرسايل مش بتردي ليه.. طيب هو انا زعلتك في حاجة.. قوليلي طيب و انا هاصالحك والله.. اقولك انا هاصالحك من غير ما اعرف انا زعلتك في ايه..
حقك عليا يا ستي بس ردي عليا.
لم تحتمل هي توسلاته فقد رقت هي لقلقه و خوف قلبه.. حاولت التماسك و لملمة شتات صوتها حتى يخرج طبيعيا ثم ارسلت له رسالة قصير جدا..
سارة ماتخافش.. انا كويسة.. مافيش حاجة.. بس مصدعة شوية.. شوية و هابقى كويسة.
عاصمبعد أن سمع رسالتها و شعر بخنقة صوتها كويسة ازاي.. لا صوتك مش كويس خالص.. طيب ردي عليا عشان خاطري عايز اكلمك..
ثم قام بالإتصال بها.. و ردت هي بعد مدة..
عاصمبلهفة ما أن فتحت سارة الخط الو.. سارة..
سارة ايوة يا عاصم.
عاصم مالك يا روحي.. فيكي إيه
سارةو هي تمثل التماسك مافيش يا عاصم صدقني.. انا كويسة.
عاصم لا يا سارة فيكي حاجة.. مش على طبيعتك النهاردة خالص.
سارةاطلقت زفيرا حارا حتى تحبس دموعها لا صدقني انا كويسة.. بس تعبانة و مصدعة شوية بس..
عاصمو أكد زفيرها كل قلقه مش مصدقك.. قلبي مش مصدق ولا كلمة من كلامك دة.. سارة اوعي تخافي تحكيلي اي حاجة مضايقاكي.. انا موجود هنا بس عشانك.. عشان اريحك .
سارة عارفة.. عارفة يا عاصم.. ربنا يخليك ليا.. بس صدقني انا كويسة.. أو هابقى كويسة.. هارتاح شوية بس و إن شاء الله هابقى كويسة.
عاصمبيأس من أن تفصح عما بها ماشي يا سارة براحتك.. انا هاسيبك ترتاحي و نتكلم بعدين.
سارة عاصم ارجوك ماتزعلش مني.. اكيد هاقولك كل حاجة مضايقاني.. بس مش دلوقتي.. مش قادرة دلوقتي.. ممكن تستناني يا عاصم
عاصمابتسم بحب لتمسكها به طبعا.. انا ممكن استناكي لاخر يوم في عمري يا عمري.. انا بس عايز ابقى مطمن عليكي.
سارة ماتقلقش عليا.
عاصم ماشي.. هاديكي الوقت اللي تحتاجيه.. و هاسيبك ترتاحي كمان دلوقتي و تنامي.. بس مش هاعمل دة لله.. لازم اخد تمن انتظاري و خۏفي و قلقي عليكي.
سارةحاولت المزاح حتى تبعد عنه اي قلق انت راجل مش جدع على فكرة.
عاصمبدهشة ايه
سارةتراجعت و ابتسمت بحب انت اجدع و ارجل راجل في الدنيا كلها.
عاصمابتسم بعشق و انتي اجمل و ارق بنوتة انا شوفتها في حياتي.. سلام يا روحي.
لم ترد كلمته و اغلقت المكالمة على ذلك.. هدأ قلقه و لكن ليس كثيرا.. فقد كان يعمل و لكن احتلت هي الجزء الأكبر من عقله و كل قلبه..
أما هي فتحولت من حالة الاڼهيار إلى التفكير في ذلك الموقف الحرج الذي هي به.. فتساءلت كيف يجب أن تتعامل مع ذلك الحقېر..
فكرت كثيرا حتى هداها تفكيرها لشئ واحد.. التجاهل.. سوف تتجاهله تماما.. و إن فكر في إزعاجها سوف توقفه عند حده و بشدة..
و ادي ماضي سارة ظهر عشان يطاردها تاني..
ياترى إيه حكايته سي كريم و هايعمل إيه مع سارة..
و ياترى سارة هاتعمل معاه ايه ..
و رد فعل عاصم لو عرف باللي حصل و ان سارة كانت مخطوبة لإبن خالته.
و لو سارة خبت عليه ممكن يسامحها ولا هايزعل منها ..
الفصل الخامس عشر..
مر يومين منذ وصول كريم و شقيقته منة الي منزل الحاج عبد الرحمن.. كان كريم يقضي معظم وقته بالقرب من المنزل متحينا اللحظة المناسبة حتى ينفرد بسارة حتى يحاول أن يعيدها إليه مرة أخرى.
أما هي فلم تكن تعطيه تلك الفرصة أبدا.. فقد كانت تتعمد الوجود بصحبة هدى أو الحاجة هنية أو فاطمة أو اي شخص فقط حتى لا تتحدث معه.. و انزلم أحد أحدا فقد كانت تلتزم بغرفتها وحيدة..
و لكن في ذلك اليوم...
كانت الثلاث فتيات يجلسن في حديقة السرايا يتسامرن و يبحثن عن فستانا مناسبا لكل منهن لحضور حفل عقد قران هدى.. كانت سارة معهن بجسدها أما عقلها فيسبح في دوامة كرهها لكريم و عشقها لعاصم..
هدى بس بصي يا بت يا منة الفستان دة ..
منة اه هو جميل بس مش شكله هايكبرني شوية.
هدى و هو انا بوريهولك ليكي انتي.. دة لسارة.. هيبقى تحفة عليكي يا سو..
و لكن سارة