الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

دوائي الضرير

انت في الصفحة 34 من 123 صفحات

موقع أيام نيوز

لم تجيبها حيث كان ذهنها مشغولا بإيجاد طريقة حتى تبعد كريم عن دربها للأبد.. فهتفت هدى بإسمها عدة مرات لتنبهها
هدى سارة.. سارة انتي معايا ولا ايه
سارةو قد استعادت وعيها هاا.. اه معاكي.. كنتي بتقولي ايه
هدى منين معايا و منين كنت بقول ايه.. سرحان في ايه يا جميل..
سارة يابنتي خلاص مش سرحانة.. قولي بقى كنتي بتقولي ايه
هدى كنت بوري البت منة حتة فستان هيبقى تحفة عليكي.. ايه رأيك..
سارةبسخرية اممممم.. شكله تحفة.. بس مش ضيق شوية من تحت.
هدىو هي تضحك هابقى اوسعهولك يا ظريفة.. هاوصفهولك يا خفة.. و بعدين حتى لو ماعجبكيش.. هاتلبسيه و خلاص.. انا قلت كدة..
منة ديموقراطية اوي بنت خالتي.. عروستنا هادية و نسمة الحقيقة.
سارة انتي هاتقوليلي!!
هدى ايه يا حلوة

انتي و هي.. هاتحلووا عليا ولا ايه و الله اقلبلكم على وش البلطجة ما تعرفو تلموني.
سارة لا ياختي و على ايه.. اوصفي اوصفي.
هدى ايوة كدة.. ناس ماتجيش غير بالعين الحمرا.. بصي يا ستي.. الفستان كت و مش مفتوح اوي.. نازل ضيق كله و ليه ديل على الوسط بنفس طول الفستان.. لونه كشمير يخبل و كله جوبير.. بس بجد شكله فظيع.. 
سارة مش هيبقى اوڤر يعني في كتب الكتاب.. نخليه دة للفرح و البس حاجة ابسط في كتب الكتاب..
هدى اممممم.. بصي لا هو مش هيبقى اوڤر.. بس عموما نشوف غيره... احنا ورانا ايه
ظلت تبحث مع منة و يساعدا سارة في الاختيار بوصفهما لموديلات الفساتين حتى صدح صوت هاتف هدى باسم آسر ينير شاشته..
فهبت واقفة بسعادة..
هدى دة آسر... هاقوم ارد و اجي.
منة يا سلام يا سلام.. ما تردي هنا.. ولا الرد هنا حرام.
سارة سيبيها يا بنتي ماتبقيش من قطاعين الأرزاق.. روحي روحي يا دودو.. بس ابقي فكريه أنه ليه اخت هنا مابقاش يكلمها الواطي دة..
هدىضاحكة ههههههههه.. حاضر هافكره و هاتخانق معاه كمان عشان مزعلك يا قمر..
تركتهما و ذهبت لتحادثه بعيدا.. فاتجهت لغرفتها حتى تنعم بأكبر قدر من الخصوصية....
هدى الو.
آسر ايه يا قمر.. كل دة عشان تردي عليا.. الجميل تقلان عليا ليه كدة
هدى لا مش تقلانة ولا حاجة.. بس اصلي كنت قاعدة مع البنات و سيبتهم عشان ارد عليك..
آسر قلبي يا ناس.. سيبتي البنات عشاني.. دة انا طلعت مهم بقى.
هدىبابتسامة سعيدة طبعا مهم.
آسر طيب ليه.. ليه مهم
هدىبخجل ها... عادي يعني.. اصل... اصل لما بابا قالي أنه ادالك نمرتي قالي ارد عليك و اتكلم معاك.. بس بحدود برضه.
آسربغيظ حبيب هو انا جاي اشتري منكم محصول الموالح يابنتي..
هدىضحكت بمرح على غيظه طيب أهدى بس انت اتعصبت ليه كدة
آسر مانتي بتقولي حاجات تفور الډم برضة يا دودو.. دة انا خطيبك.. خطيبك يا هدهد.. و بعد كام يوم هابقى جوزك قرة عينك.. تقومي تقوليلي بابا.. بابا ايه اللي جابه هنا دلوقتي طيب بس!!
هدىضحكت بمرح ههههههههه.. طيب خلاص طيب.. ماتزعلش..
آسر يالهوي على الضحكة دي.. هو الخميس دة مش هايجي بقى..
ظلت تتحدث معه لمدة وجيزة حتى يتقربان لبعضهما أكثر و أكثر...
أما كريم فقد كان متواجدا في المنزل ذلك اليوم في انتظار فرصة للتحدث مع سارة.. و قد أتت فرصته.. اقترب من مجلس سارة و منة و أشار لشقيقته دون أن تسمعها سارة و طلب منها أن تذهب له دون أن تحدث اي صوت..
إنصاعت بالفعل لأمره و استأذنت من سارة...
منة طيب يا سارة انا هاروح الحمام و اجيلك تاني.
سارة ماشي يا حبيبتي..
ذهبت منة لأخيها فمسك بيدها و ابتعد عن سارة و همس في أذنها بصوت خفيض حتى لا تسمعه سارة...
كريمبهمس شاطرة.. ياللا شوفيلك سكة بقى خمس دقائق كدة عبال ما اتكلم مع سارة شوية..
منةبنفس الهمس هاتتكلم معاها في ايه.. و مقومني من جنبها زي الحرامية كدة ليه و بعدين ماتتكلم قدامي ولا في بينكم اسرار.
كريمظل يهمس پغضب انتي مالك انتي.. ماسورة أسئلة و انفتحت.. انتي تنفذي الكلام و انتي ساكتة.. فاهمة ياللا انجري من هنا شوفيلك اي داهية اتلقحي فيها عبال ما اخلص كلام معاها.. ياللا.
نفذت حديثه و ابتعدت بالفعل.. ليس طاعة له و لكن خوفا منه فكريم لم يكن في يوم الأخ الذي يحب شقيقته و يحنو عليه.. فقد كان دائما يتعامل معها پعنف و شدة..
تركته و ذهبت فأقترب هو من سارة التي شعرت بوجوده من رائحة عطره التي أصبحت تشعرها بالتقزز و الغثيان..
اعتدلت على مقعدها بتوتر و تأهب...
سارة مين هنا مين هنا جنبي
كريمو هو يجلس على المقعد المجاور لها ايه مالك.. اهدي كدة.. دة انا.
سارةبجمود على أساس أن انا كدة المفروض اطمن.. 
كريم و ماتطمنيش ليه يعني.. مانا وجودي زمان كان بيطمنك.. ولا نسيتي.
سارة مانسيتش.. بس زي ما انت قلت الكلام دة كان زمان... و الظاهر أن انت اللي نسيت اللي حصل.. عن اذنك..
كادت ان تقوم و لكن كريم اقترب منها أكثر و لمس يدها التي تمسك بها مسند مقعدها بتأهب و كأنها على استعداد كامل للهرب و جعلها تجلس مرة أخرى.. و لكنها سحبتها سريعا كمن لدغتها حية سامة قاټلة.. بل و الأكثر أن لدغة الثعبان الذي لدغها في غرفتها لم تؤلمها أو تزعجها مثلما ألمتها لمسته.. فقال هو برجاء مزيف..
سارة اوعى ايدك دي ماتلمسنيش.. انت فاهم
كريمابعد يده سريعا خوفا من صړاخها الذي يمكن ان يسمعه أحد فاهم فاهم.. و كمان مانسيتش.. مانسيتش يا سارة ولا عمري هانسى.. بس انا اتغيرت.. صدقيني اتغيرت.. انا مش كريم بتاع زمان.. خسارتي ليكي علمتني كتير.
سارة يا سلام.. و انا بقى المفروض اني اصدق الكلام الفارغ بتاعك دة.. مش كدة
كريم و ليه لا.. صدقيني يا سارة.. انا عمري ما حبيت حد غيرك.. انتي و بس اللي قلبي دق لها.. 
سارةبتهكم اممممم.. و اللي شوفتك معاها دي كان ايه اللي دقلها كبدك..
كريمضحك بتسلية ههههههههه.. لسة دمك شربات زي ما انتي ماتغيرتيش.. يا ستي اعتبريها كانت نزوة ولا حتى تصبيرة.. 

سارةبتقزز تصبيرة و اللي انا ماشفتهمش معاك غيرها و اللي عرفت انهم كتير اوي دول كانو ايه كمان..
كريم نزوة.. نزوة يا حبيبتي زي ما قولتلك والله..
سارةپعنف ماتقولش حبيبتي.. انا مش حبيبتك.. لا عمري كنت ولا عمري هاكون حبيبتك.. انت فاهم.. 
كريمخوفا من ارتفاع صوتها و من أن يسمعه أحد طيب.. طيب خلاص اهدي.. ارجوكي يا سارة اديني فرصة تاني.. فرصة واحدة بس اثبتلك فيها اني اتغيرت و بقيت إنسان تاني.. عشان خاطري.
سارة مالكش خاطر عندي يا كريم.. اللي كان بيني و بينك انتهى بمجرد ما شوفتك في حضڼ واحدة تاني.. و هاقولهالك لأخر مرة.. انساني و ماتحاوليش تتعرض لي مرة تانية عشان ساعتها هازعلك..
هاوريك اللي عمرك ما شوفته.. هاوريك سارة تانية عمرك ما كنت تتوقعها.. فاهم.. و كفاية اوي انك كنت السبب في أن عينيا راحت و بقيت عاجزة بالشكل دة.. ولا انت عايز المرة دي ټموتني خالص.
همت أن تقف مرة أخرى لتذهب و لكنه فاجئها عندما امسك بيدها بقوة ألمتها لتجلس مرة أخرى رغما عنها... فجلست مټألمة...
سارة ااه ايدي.. انت اټجننت انت ازاي تمسكني كدة.. سيب أيدي..
كريمو قد تغيرت نبرته من الحنان و الحب الڠضب و الټهديد فهمس بفحيح كالافعى لا ماتجننتش لسة.. بس صدقيني عندي جنان كتير اوي لو ماسمعتش الكلام.. و بعدين ايه يعني ما امسكها عادي.. ما انا ياما مسكتها زمان ولا دلوقتي بقيت كوخة و هو يمسكها عادي..
سارة قصدك ايه
كريمترك يدها عندما علم أنه استرعى انتباهها قصدي انتي فاهماه كويس.. عاصم.. ولا مابيمسكش هو و يحضن و يفعص كمان ولا ليه هو حلال و انا تعلقيلي المشنقة.
سارةبتقزز انت ازاي حقېر اوي كدة
كريم انا مش حقېر.. انا شوفتكم امبارح بالليل مانتي عارفة يا روحي أني مابنامش بدري... قولت اطلع اتمشي و اشوفك عشان اتكلم

معاكي شوية عشان كنتي وحشاني اوي.. روحت لك اوضتك بس مالقتكيش فيها.
سارةپصدمة اوضتي.. هي حصلت انك تدخل اوضتي كمان
كريمببجاحة اه.. حصلت.. بس خسارة مالقتكيش.. فضلت أسأل نفسي يا تري راحت فين يا ترى راحت فين.. قلت اكيد عند حبيب القلب.. اينعم انا ماكنتش متأكد بس قولك أتأكد بنفسي..
اصل نظراته ليكي كانت مفضوحة اوي.. هو صحيح بيداريها كويس بس على مين.. دة انا كيمو برضه..
المهم اني روحت له اوضته و خبطت عليه بس ماردش.. فتحت الأوضة لقيتها فاضية..
ظهرت على ملامح سارة التقزز و الازدراء.....
سارةپغضب مكتوم انت بني ادم ساڤل و حقېر.. انت ايه فاكر كل الناس ژبالة زيك
كريمبإستفزاز ما انا كنت فاكر أن مش كل الناس ژبالة زيي.. بس لما روحت فتحت باب السطح اټصدمت يا بنتي من اللي شوفته..
خطيبتي في حضڼ ابن خالتي.. شوفتي بقى انا قد ايه شايل في قلبي و ساكت.
سارةحزن على اسنانها و قالت بحدة ماتقولش خطيبتك.. انا مش خطيبتك.. كنت فاهم... كنت.. انا مش خطيبتك.. 
كريمببرود و نبرة تشبه فحيح افعى سامة بس حبيب القلب مايعرفش انك كنتي خطيبتي.. و شوفي بقى لما يعرف أن السنيورة اللي عايمة في بحور العسل معاه مخبية عليه أنها كانت مخطوبة و لمين لابن خالته كمان.. شوفي بقى هايعمل فيكي ايه
سارةو قد تلألأت دموع الحزن في مقلتيها انت حيوان.. حيوان.
كريم حيوان حيوان.. بس بحبك و عايزك ترجعي لي..
سارةبقوة مستحيل.. دة لما تشوف حلمة ودنك.
كريمببرود عموما انا هاديكي فرصة النهاردة.. لو ماجيتيليش اوضتي عشان نتفاهم و بمزاجك.. هاتصرف انا بقى تصرف مش هايعجبك.. 
سارة انت فاكر اني هاجيلك اوضتك مهما حصل. 
كريم و هو انا اوضتي و السطح ايه.. ما هم واحد.. دة حتى اوضتي و السطح يبقو ولاد خالة.. هاستناكي و ياريت ماتتاخريش عليا عشان بقيت انام بدري.. سلام يا سو.
رحل و تركها في دوامة أفكارها التي ارتبكت لمجرد فكرة وصوله و دخوله غرفة نومها.. بل و يريدها أيضا أن تذهب له لغرفته..
لم يكن يعلم كريم ان سارة قد قصت على عاصم كل ما حدث في حياتها قبله.. تحدثت معه عن خطيبها السابق و ما حدث منه و لكنها لم تذكر اسمه.. 
لم تحتار سارة في تفكيرها كثيرا.. بل فهي لم تفكر من الأصل في احتمالية ذهابها لغرفته فهذا أمر مرفوض تماما و ليفعل ما يريد.. و لكنه و بكل سفاقة ېهدد علاقتها بعاصم.. ېهدد علاقة الحب الوحيدة التي مرت بحياتها.. 
و لكن ماذا إن نفذ تهديده.. 
هل سيتركها عاصم بالفعل.. هل سيتركها من أجل قريبه الذي تسبب في عاهتها.. لا فعاصم قد ذاق مرارة الخذلان مع شقيقته و مع زوجته أيضا.. و لن يسلمها له

33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 123 صفحات