الخميس 28 نوفمبر 2024

دوائي الضرير

انت في الصفحة 54 من 123 صفحات

موقع أيام نيوز

ترد عليها سارة فقد كانت سارحة في ما يدور بينها و بين عاصم و فيما يجب ان تفعل.. نظرت لها هدى بعتب لأخيها و لما سببه لها من حزن... فجلست هدى بجوار سارة التي لم يغفل تجهمها و حزنها على اي منهم... و سألتها بعد ان ربتت على كتفها..
هدى مالك يا سارة.. انتي كويسة
سارةبعد أن عادت من شرودها آه يا حبيبتي كويسة.. في حاجة ولا ايه
هدى بكلمك من الصبح مش بتردي. 
سارةابتسمت ابتسامة مصطنعة معلش يا حبيبتي ماخدتش بالي.. كنتي عايزة إيه.
هدى سيبك انتي من اللي انا كنت عايزاه.. خلينا فيكي انتي.. زعلانة من عاصم صح
سارةتنهدت بحزن و حيرة انا بس نفسي اعرف إيه اللي غيره كدة.. عارفة عقلي بيقولي ايه.. بيقولي انه كان بيتسلى بيا و لما خلاص الموضوع كبر بعد كريم و اللي عمله و كمان جوازك انتي و آسر و لما لقي الحكاية داخلة في الجد و فيها نسب حب يخلع.
هدى إيه بس يا سارة اللي انتي بتقوليه دة... لا طبعا عاصم عمره ما كان كدة.. لا.
سارة برضه عقلي بيقولي كدة.. خصوصا انه قالي انه كان هايكلم بابا يوم كتب كتابكم عشان يخطبني منه..
زفرت بدنيران الحيرة التي بداخلها و قالت بتعب...
سارة امال إيه طيب.. إيه اللي حصل.. يابنتي مش انا كنت بحكيلك على كل حاجة.. و انتي قبلي كنتي بتأكديلي انه بيحبني.. 
هدى صدقيني انا مش عارفة اقولك ايه.. عاصم عمره ما خبى عليا حاجة خصوصا بعد الحاډثة.. كان بيكلمني في كل حاجة.. كلمني حتى في شغله اللي ماكنتش بفهم فيه اي حاجة..
لكن لحد سبب تصرفاته معاكي بعد ما خرجتي من المستشفى دي و هو مش عايز يتكلم معايا حتى مجرد كلام.. بمجرد ما بفتح معاه
الموضوع دة بيقفله أصلا و يبقى عايز يتخانق معايا كمان.
نظرت لها بإبتسامة أمل بس سيبك.. أحنا وراه لحد مايرجع لعقله.. ولا انتي عايزاه يرجع لقلبه
ابتسمت الفتاتان و هدى بدعم...
أما بداخل غرفة تبديل الملابس.. كان كل منهما بغرفة منفصلة.. و بعد حوالي 5 دقائق خرج اثنتيهما يرتديان بدلتيهما الجديدتين و وقفا بجانب بعضيهما امام المرآة الكبيرة التي تغطي الجدار يهندمان مظهرهما اكثر...
آسر ها يا عاصم إيه رأيك فيا.. انفع عريس
عاصم و أحلى عريس كمان.. 
آسرضحك بتهكم  غريبة..
عاصم هي إيه دي اللي غريبة
آسر بتكرر كلمة سارة مع انك مش طايق تبص في وشها حتى.. ولا بتتكلم معاها كلمتين على بعض.. مع ان دة ماكنش حالك قبل كدة.
عاصمالټفت له بدهشة  إيه يا آسر اللي انت بتقوله دة 
آسرالټفت له بهدوء خارجي فقط الحقيقة... مش هي دي الحقيقة برضه ولا انا غلطان..
عاصم طبعا غلطان.. مين قال ان انا مش طايقها ولا اني مابتكلمش معاها..
آسر هي.
عاصمپصدمة هي اللي قالتلك كدة..
كاد ان يقص عليه ما دار بينه و بين شقيقته من حديث بالأمس و لكنه تراجع.. فلم يريد ان يعطيه مساحة أكبر مما يستحق..
آسر ايوة هي.. عنيها المنفخة من كتر عياطها اللي انا سامعه بودني طول الليل من ورا بابها هو اللي قالي.. و لما اخبط عليها ماتردش و تعمل نايمة عشان ماكلمهاش ولا اسألها مالك و هي مايبقاش عندها رد..
نظرة الحزن اللي بقت ملازماها كل ما تشوفك هي اللي قالتلي.. 
سارة اختي و انا بعرفها من غير كلام.
عاصم آسر انا...
آسرپعنف انت ندل و واطي.. 
عاصمپغضب آسر.. الزم حدودك.
آسر بلا حدود بلا زفت بقى دة انت خليتها خل على الاخر... انت طلبتها مني يوم ما انا كلمتك على هدى.. حصل ولا بتبلى عليك
صمت عاصم دون رد خجلا من أفعاله... فأكمل آسر هجومه الحاد عليه...
آسر طبعا ماعندكش رد.. بس كمان اظن اني كنت قد كلمتي.. انما انت بقى بتتهرب و ماحدش عارف ليه..
إيه اللي حصل.. إيه اللي غيرك.. صدقت كلام كريم.. مش معقول ماكنتش عملت فيه اللي عملته دة.
يبقى إيه.. معذبها معاك ليه..
عاصمطأطأ رأسه بخجل  مافيش يا آسر.. انا.. انا بس إكتشفت اني كنت غلطان و اني اتسرعت..
آسراحتدت عيناه پغضب مكتوم اتسرعت.. بقى عاصم ابن الحاج عبد الرحمن المنياوي عمدة بلدهم و كبير سوهاج اتسرع.. 
مافكرش 1000 مرة قبل ما يختار البني ادمة اللي عايزها تشاركه حياته.. ماحسبهاش بدل المرة مليون قبل ما يقرر هو عايز إيه بالظبط من الدكتورة اللي بتعالج اخته..
كنت بتعاملها على أنها دكتورة ولا ضيفة ولا صديقة ولا اكتر
ماترد عليا ساكت ليه
عاصمو هو يعطيه ظهره بخجل هاقول إيه يا آسر
آسرمسك ذراعه و لفه له پغضب قولي ليه.. ليه عملت فيها كدة.. ليه طلعت بيها سابع سما و بعدين رميتها على طول دراعك لسابع ارض.. ليه.. إيه اللي غيرك بعد ما فاقت.. ايه
عاصم.. سارة دي مش اختي الصغيرة بس.. لا دي روحي عارف يعني ايه.. يعني سارة بالنسبة لي زي هدى بالنسبة ليك بالظبط.
عاصمنظر له بټهديد يشوبه بعض التوتر قصدك ايه
آسرفهم ما يدور بخلده فضحك بتهكم ماتخافش.. انا مش ممكن اخد هدى بذنبك.. انا بحب هدى بجد و مش ممكن اظلمها.. بس انا كفاية عليا نظرة القلق اللي ظهرت على وشك بمجرد ما حسيت اني ممكن آذي هدى.. دي تخليك تتخيل انا نفسي اعمل فيك إيه دلوقتي بسبب اللي انت عملته في سارة..
و بقولهالك لأول و لأخر مرة... مالكش دعوة بسارة نهائي تاني و مالكش دعوة بيها خالص بعد كدة.. و اياك اشوفك بتتكلم معاها ولا حتى تقول لها صباح الخير... انت فاهم
عن اذنك..
خرج آسر و حاول ان يتمالك نفسه و يبدو طبيعيا قدر الإمكان و لكنه لم يستطيع ان يخفي ما بداخله على شقيقته...
آسر ها يا بنات إيه رأيكم. 
سارة قمر يا آسر.. شكلك حلو اوي.
هدى يابني بتسأل على إيه انا زوقي لا يعلى عليه..
آسرنظر لها بخبث و غمز لها بعينيه يعني دي زوقك مش زوق سارة 
هدىبتلعثم و خجل  لا مين قال كدة.. خالص.
سارة خلاص بقى يا هدهد... اتكشفت يا جميل و اللي كان كان.
هدىبتهرب هو فين عاصم صحيح ماخرجش ليه..
آسر مستنيكي جوة مش عايز يخرج..
هدى طيب هادخل اشوفه.
دخلت هدى و تركتهما فوقفت سارة أمام اخيها الذي كان يضبط ملابسه و نظرت لعينيه الذي كان يبتعد بهما عنها...
سارة كلمته.. صح
لم يرد آسر سوى بنظرة حنونة لها...
سارة ليه كدة يا آسر.. انا ماكنتش عايزاك تتدخل في الموضوع دة لا انت ولا هدى..
آسر هدى برة الموضوع فعلا.. لكن انا لا.. مش قادر اشوف اللي بيحصل دة و اقف ساكت كدة.. 
سارة انتي مش اختي بس.. مع ان الفرق بينا مش كبير بس كمان بحسك بنتي.
سارة ربنا يخليك ليا يا حبيبي.. بس ارجوك تبعد نفسك انت و هدى عن الموضوع
دة عشان ماتحصلش بينكم مشاكل بسببه.. عشان خاطري يا آسر.
آسرقبل جبينها و احتضنها بحب و دعم ماتخافيش عليا انا و هدى.. انا مخرج علاقتنا برة حكايتكم خالص.. عشان هي فعلا مالهاش ذنب.. ماتقلقيش.
اما بالداخل...
دخلت هدى لتجد عاصم يجلس على أحد المقاعد واضعا رأسه بين كفيه مستندا بكوعيه فوق ساقيه و يبدو عليه الحزن الشديد..
فأقتربت منه و جلست بجانبه ثم ربتت على كتفه بحنان ام....
هدى عاصم.. مالك قاعد كدة ليه
رفع رأسه و حاول ألا يظهر حزنه و ما به من مشاعر سلبية من وراء قلبه الذبيح...
عاصم مافيش يا هدى سلامتك.
هدى متأكد يا عاصم
عاصمتنهد بتعب  متأكد.. بس مصدع شوية.
هدى بس صداعك دة مش هاتلاقيله مسكن..
نظر لها بإستفهام حتى اكملت هي...
هدى صداع الراس مقدور عليه.. لكن اللي عندك دة صداع في قلبك يا عاصم.. و صداع القلب يا حبيبي مالوش مسكن غير عند الحبيب.
عاصمنظر لها بابتسامة كبرتي يا هدى و بقيتي تقولي حكم في الحب.
هدى تلميذتك و تربية احن قلب في الدنيا.
عاصماحتضنها  ماتشغليش بالك بيا انتي و ركزي مع خطيبك.. آسر بيحبك و واضح ان انتي كمان بتحبيه.. ولا ايه
هد ى اختبأت في بخجل اللي تشوفه يا عاصم.. 
عاصم ربنا يسعدك و يتمملكو بخير يا حبيبتي..
هدى و يريح قلبك انت كمان يا حبيبي.
انتهى يومهم و كان عاصم و آسر يتجنبان بعضهما طوال الوقت حتى لا يشتعلان بڼار الڠضب... 
ثم انتهت عطلة عاصم و هدى في القاهرة و انتهى الجميع من تجهيز انفسهم لتلك المناسبة و سافر الشقيقين اولا على اتفاق بان تلحق بهم أسرة الاستاذ جميل لاحقا...
تقرر عقد قران آسر و هدى في منزل الحاج عبد الرحمن يوم الخميس حسب العادات و التقاليد الصعيدية.. 
وصلت عائلة الاستاذ جميل يوم الاربعاء حسب طلب الحاج عبد الرحمن حتى يستريحو قبل الخميس و تعبه...
و قد اتفقتا هدى و سارة مع إحدى أكبر صالونات التجميل في سوهاج حتى تأتي لهم في المنزل يوم الخميس لتجهيزهن.. و انهيا جميع التجهيزات..
اجتمعت أسرة الحاج عبد الرحمن و اقاربهم في اليوم السابق لعقد القران... كان المنزل يعج بالمدعويين.. منهم المحب و منهم الكاره.. و منهم عبير التي كانت تشتعل بالغيرة من تلك الزيجة و زيادة القرابة بين عاصم و سارة و التي تعلم ان هناك شيئا ليس عاديا بينهما و هو الحب و هي التي كانت تريد ان تعود له مرة أخرى.. و منه فقد قررت ان تفسد علاقتهما.
ظلت تتعمد مضايقة سارة في كل وقت دون مراعاة لشعورها ولا لكونها ضيفة في قريتهم.. حتى انها لم تعود لبيت أبيها تلك الليلة و ظلت في بيت عمها بحجة مساعدتهم في تجهيزات عقد القران و لكن سارة كانت لها بالمرصاد.. فلم تعطيها فرصة الانتصار مطلقا...
ثم أتى اليوم المنتظر...
بدأ اليوم بشكل عادي جدا.. تناول الجميع الفطور معا.. و هذه المرة لم توافق سارة هدى بأن يتناولا فطورهما في الغرفة مثل ما حدث من قبل.. فقد كانت تتحين الفرصة لتبقى مع عاصم اطول فترة ممكنة..
لم تتركه عيناها قط طوال الوقت.. حتى أنه إعتذر بشكل مفاجئ...
عاصمو هو يقف من مكانه الحمد لله.
هنية على فين يا ولدي.. ماكملتش فطورك زين.
عاصم معلش ياما ورايا حاچات كتير لازم اعملها جبل الليل..
هنية طيب اجعد كمل وكلك هي الدنيا طارت
سارةبنبرة ذات معنى  سيبيه يا ماما هنية براحته.. احسن شكله كدة مش بياكل مع حد غريب.
عبيرتأكيدا على حديثها و حتى تزيد من الفجوة التي شعرت بها بينهما و انتي عاتجولي فيها.. عاصم واد عمي ماعيعرفش ياكل مع حد غريب صح.
عبد الرحمننهرها بحسم طفيف إيه اللي عاتجوليه ده يا عبير يابتي.. و هو في حد غريب... أحنا خلاص بجينا اهل..
جميلبمزاح خفي حتى يمتص حدة جملة ابنته قال يا عاصم.. مش عايز تاكل معانا عشان
53  54  55 

انت في الصفحة 54 من 123 صفحات