دوائي الضرير
يشوفني ولا بيكلمني في التليفون ولا حتى على الواتس زي ما كان بيعمل.. و مش عارفة ليه..
ليه يا آسر إيه اللي حصل.. انا مش فاهمة حاجة..
آسر طيب اهدي.. اهدي طيب و بطلي عياط.. خديو اعطاه كوبا من المياه اشربي بس شوية ماية و اهدي..
تناولت بضع رشفات قليلة من المياه و استأنفت....
سارة انا سألته لو كان صدق كلام كريم عني و عشان كدة متغير معايا..
سارة ماهو برضه قالي لا.. بس أنت عرفت منين..
آسر عشان لو كان مصدقه ماكنش عاقبه كل العقاپ دة.
سارة هو عمل فيه ايه صحيح
آسر فضل حابسه في اوضة كدة ورا السرايا يجي اسبوعين.. و كل يوم يروح يسلم عليه ولا 4 مرات.
سارةبتعجب يسلم عليه.. ازاي يعني
آسرضحك لما تذكر شكل كريم ههههه.. اقصد يعني يضربه.. كان بيضربه بكل ۏحشية.. لدرجة ان كريم كان ابتدى يصعب عليا من اللي عاصم كان بيعمله فيه.. لا و ختمت بحتة دين حركة..
آسر جابله دكتور عشان ي....
ترك جملته مفتوحة فلم تفهم هي ما حدث.. فسألته
سارة عشان أيه.. يعالجه
آسر تؤ..
سارة اومال إيه يا آسر... هو انا نقصاك ماتتكلم يا اخي..
اقترب منها و همس في اذنها ببعض الكلمات التي جعلت وجهها يخضب باللون الاحمر.. فابتعدت عنه كمن لدغتها حية و وضعت يدها فوق فمها و جحظت عينيها... ثم هزت رأسها نفيا...
سارة مش ممكن..
آسر صدقيني زي ما بقولك كدة.. خلاه ماينفعش ببصلة تاني.. عشان مايقدرش يرفع عينه في اي بنت تاني..
سارة مش ممكن لا.. مش للدرجة دي..
آسر عشان اقولك ان عاصم بيحبك.. نسي ان كريم ابن خالته و عمل فيه كدة..
سارة بس دي چريمة.
آسر إيه صعب عليكي
سارة لا طبعا بس اي عقاپ غير دة.. دة ضيع مستقبله..
آسر معاكي حق.. بس هو يستاهل ولا مايستاهلش
صمتت بتفكير ينم عن موافقتها لما فعل.. فكنا قال عاصم سابقا الجزاء من حني العمل و لكنها اكملت باهي و حزن...
سارةبحيرة و لما بس عمل كل دة عشاني.. ليه بقى بيعاملني كدة بس..
آسر مش عارف.. أكيد في سر.. تحبي اكلمه.
سارة لا طبعا... هو مايعرفش انك تعرف حاجة..
آسر طيب و بعدين..
هاتفضلي كدة كتير يعني
سارة مش عارفة.. مش عارفة يا آسر.. انا اول مرة احب بجد و مش عارفة إيه اللي المفروض اعمله..
آسرزفر بتفكير بصي.. من الكلام اللي كنتي بتحكيهولي و اللي قولتيه دلوقتي.. انا شايف انك ماتسيبيش حقك..
آسر يعني ماتسيبيش عاصم.. انتي بتحبيه و هو بيعشقك.. يبقى خلاص.. خليكي وراه لحد على الاقل ما تعرفي كل حاجة.. تعرفي الحقيقة كاملة.. و ساعتها انتي بنفسك هاتقدري تقرري إيه اللي مفروض تعمليه.
سارة معاك حق.. و انا فعلا هاعمل كدة.
آسر يعني خلاص.. مافيش عياط تاني
سارة تؤ.. مافيش..
آسر تمام.. و لو زهقتي منه انا الم اصحابي و نروح نرنهولك علقة سخنة لحد ما يقول حقي برقبتي.. خلاص جوزوهالي ابوس ايديكم.
سارةضحكت اخيرا ههههههههههه... لا مش للدرجة دي.. يا أما يقولها من جواه و لوحده يا بلاش.. هو انا قليلة ولا إيه..
آسر فشړ.. دة انتي ست البنات كلهم..
سارة ربنا يخليك ليا يا آسر..
آسر و يخليكي ليا يا قلب آسر.. اسيبك تنامي و ترتاحي بقى.. تصبحي على خير...
سارة و انت من اهله...
تركها لتفكيرها في خطة محكمة حتى تعرف ما حدث له و ما يدور في ذهنه.. حتى قررت عدم الاستسلام.. فهي سوف تحاصره من كل صوب حتى تصل اليه او حتى تبتعد عنه دون رجعة..
أما آسر فقد حزن كثيرا لحال شقيقته و تكونت بداخله كتلة ڠضب من عاصم و كرهه كثيرا لكم الالم الذي يسببه لها.. فقرر التدخل...
الفصل الثالث و العشرون...
و في اليوم التالي..
إستيقظت سارة بكل همة و نشاط و هي كلها إصرار على تنفيذ خطة الھجوم المتواصل التي قررتها.. اتصلت بهدى حتى تتفق معها على خطواتهم لذلك اليوم.. و علمت منها ان عاصم قد ذهب الى مقر شركته حتى يتابع بعض الاعمال بها بما انه موجود بالقاهرة..
فأتصلت به هدى حسب الخطة... و قد كان هو منهمكا في مراجعة بعض الاوراق بتركيز عندما سمع صوت هاتفه...
هدى الو.. ايوة يا عاصم.. صباح الخير.
عاصم صباح النور يا هدهد.. صحيتي يعني.. دة انا قولت مش هاتصحي قبل الضهر..
هدى كان بودي والله بس مافيش وقت.. هانزل انا و سارة و آسر ننقي فستان لكتب الكتاب.. فحبيت اعرفك..
عاصمانتبه عندما سمع اسمها و.. هي.. سارة يعني خارجة معاكم
هدى ايوة طبعا.. عشان ننقي مع بعض.. هاتيجي معانا
عاصم ها.. لا.. انا اصلي عندي شغل كتير اوي متأخر هنا.. لازم اخلصه.
هدى و لو آسر سألني عليك اقوله إيه
عاصم بعصبية لأنه كان يريد ان يراها و لكنه يحاول ان يمنع نفسه بأي شكل اعتذريله و خلاص يا هدى بقى...ثم قفزت بذهنه فكرة سريعة ولا اقولك... انا لو لقيت نفسي فاضي ممكن اقابلكم على الغدا.
هدى خلاص اتفقنا.
حاول بعد ذلك ان يصب تركيزه على عمله و لكنه فشل و بجدارة.. فبرغم تلك المعركة الدائرة ما بين قلبه و عقله إلا ان شوق قلبه لها هو الذي انتصر كما ينتصر دائما و أراد أن يراها ليطمئن عليها بعد ما حدث بينهما بالأمس...
مر آسر بصحبة سارة على هدى ليصطحباها في جولتهم للبحث عن مستلزمات حفل عقد القران... فسألتها سارة سرا...
سارة اخوكي فين ماجاش ليه
هدى راح الشركة من بدري و قالي انه يمكن يحصلنا على الغدا.
سارة افففففف... لما نشوف..
ثم توجهوا إلى أحد أكبر مراكز التسوق المتخصصة في بيع مستلزمات الزفاف و الأفراح... دخلوا معا إلى أحد المحال هناك و الذي كان يحوي مجموعة متميزة من فساتين الزفاف و السهرة....
سارةو هي تمسك بفستان جميلا إيه رأيك في دة
هدى اممم.. لا مش حساه.. بصي انا عايزة فستان يكون جامد زحليقة فاهماني
سارةبتقزز مصطنع زحليقة.. و بتقولو عليا انا اللي بيئة.. ماشي ياختي ندور... ثم أشارت إلى غيره طيب إيه رأيك في دة
هنا تدخل آسر بكل حسم...
آسر لما تكون هاتتجوز سوسن ان شاء الله نبقى نجيبلها دة..
سارة و ماله دة بس
آسربغيظ من اخته و اختياراتها مالوش.. مفتح من كل ناحية بس.. بسيطة خالص.. اختارو حاجة محترمة بدل ما نروح و مانجيبش حاجة خالص. ولا انتي إيه رأيك يا عروسة
هدىابتسمت بحب لغيرته عليها على فكرة انا ماكنتش هاوافق عليه أصلا .
آسرابتسم بحب بجد..
هزت هدى رأسها ايجابا دون تعليق فقالت سارة بغيظ غير خبيث..
سارة يارب صبرني..
آسر مالك بس يا سو مش بنحط النقط على الحروف قبل ما نطلع على الروف..
ابتسمت هدى بخجل و نظرت ارضا فقالت سارة بحنق..
سارة طيب ياللا نكمل لف خلونا نخلص بقى.. و بطلو مرقعة انتو الاتنين.
و اكملوا رحلة بحثهم حتى استقرو على فستانين للفتاتين و قرروا ان بتناول طعام الغداء قبل أن يستأنفوا رحلة التسوق خاصتهم...
جلس ثلاثتهم ينتظرون عاصم و الذي قد هاتف هدى عندما فشل في التركيز في عمله و قرر أن ينضم لهم و يتناول معهم الغداء... و قد حدث...
و عندما أراد الفتاتان ان يشتروا بدلة آسر رفض ان يختار
بدلته و فضل أن ينتظر عاصم ليختارا بدلتهما معا.. و لكنه في الحقيقة كان ينوي شيئا أخر.
عاصم مساء الخير يا جماعة.. اتأخرت عليكم ولا إيه
آسر يعني مش اوي..
هدى انت موتنا من الجوع بس.
عاصم يا ساتر موتكم من الجوع مرة واحدة.
هدى طبعا.. انت ماتعرفش ان الجوع خطړ على الشوبنج
عاصم پصدمة مزيفة اوبااا.. فعلا يعني طلع الجوع خطړ على الشوبنج
هدى ايوة طبعا اوعي تخرج تعمل شوبنج على معدة فاضية.. غلط خالص.
عاصم لا طبعا انا مستحيل اعمل شوبنج على معدة فاضية.. ميرسي على المعلومة القيمة التافهة دي .
هدى بتكبر متصنع عفوا عفوا..
آسر انا حاسس ان انا انضحك عليا سيكا في الجوازة دي.. ولا إيه رأيك يا سو..
سارةو التي تعمدت الصمت و تجاهل عاصم كليا لا طبعا.. هدى مافيش منها ابدا.. دى هي اللي اتضحك عليها .
هدى ربنا يخليكي ليا يا سو يا قمر انتي ياللي نصفاني دايما..
آسر لهدى لا والنبي إيه..و نظر لسارة ثم انا عايز اعرف انتي اختي انا ولا اختها هي..
سارة ضحكت بخفوت هههههههه.. هو انا عشان بقول الحق ابقى وحشة يعني.. و بعدين بقولك إيه انتي و هو أحنا مش فاضيين عايزين نتغدى بسرعة عشان نقوم نكمل اللي ورانا..
آسر هو أحنا لسة هانلف.. و بعدين أحنا مش هانجيب غير بدلتي بس.
سارة و هي بدلتك دي شوية.. و بعدين دي بدلة العريس و مش اي عريس دة آسر أحلى عريس في الدنيا.
آسرقبل يدها بحب ربنا يخليكي ليا يا أحن و اجمل اخت في الدنيا.
هدى سيدي يا سيدي على الحب دة..
آسررفع كفه فاردا اصابعه في وجهها الله أكبر الله أكبر... هاتحسدينا ولا إيه...
هدىتشبثت بذراع شقيقها و استندت برأسها على كتفه و احسدكم ليه ياخويا ربنا يخليلي اخويا حبيبي.. ولا إيه يا عاصم..
عاصم طبعا يا حبيبتي.. ربنا يسعدك..
هدى طيب ياللا نطلب بقى عشان هانجيب بدلة لعاصم كمان..
عاصم و انا كمان
هدى طبعا.. و احلى من بدلة العريس كمان.
آسر دة تحدي بقى..
هدىبإصرار ايون.
آسر هانشوف..
طلبوا الطعام و تناولوه في جو لطيف و لكن لم يخفى على عاصم تورم عينا سارة و التي علم منه انها قضت ليلتها في بكاء منه و بسببه و قد تألم قلبه كثيرا لذلك.. فلم يتناول سوى بضع لقيمات صغيرة حزنا عليها و ندما على ما بدر منه نحوها.
حتى ان قلبه همس له حتى يعود عن قراره بالبعد عنها و لكن عقله سريعا أعاده لأرض واقعه و خوفه مما قد يترتب على ذلك.. فرجع عن قراره و فضل الصمت...
انتهى الجميع بعد قليل من طعامهم ثم اتجهوا معا إلى أحد محال بيع الملابس الرجالية و اختارت كل فتاة بدلة لأخيها و لو انهما تشاركا الاختيار في الخفاء لتختار كل منهما لحبيبها..
ثم اتجه آسر و عاصم الى غرفة تبديل الملابس... فجلست سارة على احد المقاعد الكبيرة في المتجر بينما قامت هدى تبحث لآسر عن رابطة عنق تتماشى مع مناسبة عقد قرانهما و مع لون فستانها...
هدى قوليلي بقى اجيب لأخوكي كرافتة لونها إيه... ولا نخليها بيبيون.. ولا اقولك لا خلي البيبيون للفرح..
لم