دوائي الضرير
انه لا يوجد مانع من السؤال او حتى الھجوم للدفاع عن حبها.. فقررت ان تستعين بهنية مثل ما نصحتها هدى من قبل.. و أيضا لا أحد يعرفه مثلها..
سارةبتردد ماما هنية.. هو انا ممكن اطلب نصيحتك من غير ما تفهميني غلط.
هنيةبإستفسار عشان عاصم تاني اياك
سارةبخجل ايوة.. معاملته ماتغيرتش ليا
عن ما حكيتلك لما كنت في المستشفى.. يمكن بقت اوحش كمان.. و لسة مش قادرة اعرف سبب تغيره دة يا ترى تعرفي ليه
نظرت لها سارة بأمل و لم تعقب فاردفت هنية بحب....
هنية اعرف انه عايحبك.
سارةو قد توردت وجنتاها بخجل برئ طيب ما انا عارفة.. و انا كمان يعني... ما انتي عارفة بقى.
هنية شوف لؤم البنتة عاد.. و اما انتي عارفة انه عايحبك و جوي كمان.. عاتسألي على إيه تاني
بيتجاهلني و كأني مش موجودة أصلا.. ليه يا ماما هنية ليه دي وصلت انه قالهالي في وشي كدة..
أني كنت مجرد دكتورة هدى و دلوقتي بقيت اخت خطيبها اللي هايبقى جوزها.
هنيةبتعجب من عاصم و تصرفاته واه.. للدرچة دي
هنيةتنهدت بحزن لحيرتها اهي دي بجى ماعرفهاش.. بس أني عايزة اجولك نصيحة من ام عاصم اللي نفسها و منى عينها ان ربنا يجمعه ببت جمر و بت ناس اكدة زيك..
ولدي عاصم راچل صعيدي صح.. يغير على اهل بيته و اللي يخصوه و يحميهم بروحه.. عارفين انه عايحبك بس عايداري و ينكر.. بس إحنا بجى اجوى منه..
هدى ايوة بقى يا هنون يا جامد يا بتاع الخطط انت..
سارة لا بس انا ماقدرش اعمل كدة.. او ماعرفش اعمل كدة.
هدى ليه بس
سارة زي ما ماما هنية قالت.. عاصم راجل صعيدي و دمه حامي.. مش ممكن يعدي لي حكاية اني اغيظه بحد تاني دي لا صعب.
ثم خرجت لتتركهما يكملان حديثهما.. بين افكار متخبطة غير واضحة منهما..
اما عبير فقد خرجت من الغرفة لتجد عاصم يصعد درجات السلم بهيبته الخاطفة التي لم تؤثر فيها مسبقا و لكنها لفتت نظرها الآن و الآن فقط...
فأقتربت منه بدلال لم يستميله مسبقا ولا حاليا قط...
عاصمبتأفف ايوة يا عبير..
عبير كيفك يا واد عمي
عاصم بخير يا عبير.. لازمك حاچة عشان ورايا 100 حاچة و مافاضيش.
عبير وااه.. هو انت مابجتش طايج لي كلمة اكده ليه.
نظر لها بتفحص ممزوج بدهشة.. فأقتربت منه بدلال لم يراه منها قط و هي تفرك اناملها بتوتر ملحوظ..
عبير هو انت مش ناوي ترضى عني بجى يا عاصم.
عاصمبتفحص ارضى عنيكي!! ترضى عنيكي كيف يعني!!
عبيرازدردت لعابها بتلعثم و خجل مصطنعين يعني اجصد مش ناوي تسامحني على اللي حصل مني زمان و تنساه.. والله يا عاصم اني ندمانة.. ندمانة جوي جوي..
وجتها اني كنت عيلة صغير مانيش فاهمة حاچة و مشيت ورا كلام اهلي و غرجوني.. اتچوزت من كتر زنهم و اديني اطلجت عشان ارچعلك تاني يا واد عمي.. ماعيزناش نرچعو تاني يا عاصم... ما اتوحشتش عبير واصل.
عاصمنظر لها بعمق و تدقيق انتي واعية للي عاتجوليه ده يا عبير.
عبيربلهفة ايوة.. ايوة طبعا واعية.. و واعية جوي كمان.. و نفسي و منى عيني نرچعو تاني لبعضينا.. اني لسة بحبك يا عاصم.. و انت كمان أكيد مانسيتنيش.
عاصم و إيه اللي مخليكي متوكدة جوي اكده
عبيرو هي تقترب منه اكثر و تلعب بأزرار سترته بدلال انك ماتچوزتش لحد دلوجيت.. أكيد مش قادر تنساني.. صح يا عاصم..
لم يرد عليها بل ظل يتأملها بشيء من الحيرة و التقزز.. فمن تلك الانسانة التي امامه.. فهل تتخيل بعد أن أهانته و أهانت كرامته امام الجميع انه قد يعود إليها مرة أخرى..
و سأل نفسه هل يمكن ان يعود لها.. و لم لا.. فهي بالفعل إبنة عمه.. و من الواضح انها قد تعلمت درسها تماما.. و عودتهما لبعضهما البعض سوف تقطع كل السبل على سارة و تجبرها على نسيانه.. فلما لا!!
صمته اعطاها اشارة واضحة قوية في أنه مال اليها و لطلبها.. حتى قطعت والدته صمتهما عندما خرجت من الغرفة لتجدهما يقفان معا بذلك القرب الذي دب القلق في قلبها...
هنية عبير انتي لساتك اهنه.. مش جولتلك تشوفي البنات تحت..
عبير معلش يا مراة عمي اصل عاصم لما جابلني وجف يتحدت معاي شوي و اني ماجدرتش اكسفه.
لم يعلم لما لم ينكر ذلك و يقول انها هي من اوقفته لتعرض عليه الصلح.. و لكن شيئا بداخله رفض تكذيبها.. ليسمع صوت والدته...
هنية طيب ياللا اتدلي انتي و اني هاحصلك..
عبير حاضر يا مراة عمي.. هاشوفك تاني يا عاصم.. بالإذن يا واد عمي..
تركتهما وحدهما و ذهبت.. و انتظرت هنية حتى تأكدت انها ابتعدت تماما حتى لا تسترق السمع لهما كعادتها.. ثم نظرت لعاصم و سألته پخوف..
هنية كانت عاتجولك
إيه بت صالحة
عاصمتنهد بثقل ماكنتش هاتجول حاچة يامه.. عادي يعني.
هنية يا سلام.. يعني ماكنتش بتجولك انكو ترچعو لبعض..
تعجب عاصم من معرفة هنية بما دار بينهما فسألها بإستفهام..
عاصم و انتي عرفتي منين ياما انها جالتلي اكده..
هنية جالت جدامنا چوة انها عايزة المية ترچع لمچاريها معاك و انكم ولاد عم و أولى ببعض.
عاصم جالت جدام مين يعني الجدين ده
هنية جدامي اني و هدى و... و سارة.
عاصمبتعجب سارة...
هنية ايوة سارة..ثم اكملت برجاء اوعي يا عاصم.. اوعي تكون ناوي تچيبهالي تاني يا ولدي.. اوعي تعمل في أمك اكده تاني دة اني ما صدجت خلصت منيها..
و انت كمان ماصدجت انك تنساها.. أنساها يا عاصم.. أنساها يا ولدي و فكر في اللي عاتحبك جبل ما ياچي اللي يخطفها منك و ټندم.
عاصم جصدك ايه
هنية انت فاهم جصدي زين.. جصدي سارة.
عاصم مالها.
هنية عاتحبك و انت عاتحبها.. بس كانك عايز تطفشها و مانيش خابرة ليه..
عاصمانهد بثقل و قال بغموض ربك يعدلها يامه ربك يعدلها.. هاروح اني تغير خلاجاتي عشان اشوف اللي ورايا.. احسن اهل آسر زمناتهم على وصول..
قبل رأسها و تركها لتتمتم له بالدعاء بصلاح الحال..
و بعد فترة وصلت فتيات صالون التجميل و بدأن في تجهيز سارة و هدى لحفل عقد القران.. انتهين من تصفيف شعرهن و جاء وقت مستحضرات التجميل.. تفاجئت دلال خبيرة التجميل بسارة تسحبها من يدها بعيدا عن هدى التي كانت تجلس امامها على الكرسي تستعد لتضع مكياچها...
سارةلخبيرة التجميل و هي تشير لهدى بقولك إيه يا قمر سيبك منها خالص البت دي و ركزي معايا انا.
دلال حاضر من عنيا.. بس هو مين العروسة مش هي ..
هدىوضعت يدها على خدها بانتباه لحديث سارة المفروض.
سارةنطرت يدها بلا اهتمام لا سيبك منها.. دي خلاص هاتتجوز و أصلا العريس لو شافها من غير مكياچ خالص مش هايقول حاجة.. بالعكس هو بيحب المكياچ الهادي... خليكي معايا انا.
دلال هو حضرتك مين
سارة انا اخت العريس..
صدمت دلال من فعل اخت العريس الشريرة من وجهة نظرها و ما تفعله.. فهي تريد ان تكون اجمل من العروس في يوم زواجها.. فأكدت سارة على الفكرة التي طرأت في عقلها و بدت على ملامحها...
سارة ايوة بالظبط عمتو الحرباية.. انا عمتو الحرباية.. انا عايزة النهاردة بقى اللي يشوفني يطب ساكت من جمالي ماشي.... عشان هدى كمان تاخد لقب عمتو الحرباية معايا..
دلال شهقت پصدمة هو انتي حاطة عينك على مين... على عاصم.. كبير البلد..
سارةڠضبت بغيرة مالك يا حبيبتي في إيه.. شهقتي كدة ليه.. كتير عليا ولا إيه.. و بعدين كبير البلد على نفسه يا ماما مش عليا..
هدىشهقت پصدمة و قالت بوعيد والله يا سارة دة لو سمعك ليعمل من فخادك دي بطاطس محمرة.
سارة مش مهم ساعتها نبقى وصلنا..
هدى وصلنا لأيه يا فالحة
سارة للي انا عايزاه.. ماهو عشان يوصل لفخادي عشان يعملها بطاطس محمرة ولا بيوريه حتى لازم الاول يطلبني من بابا و انا افكر و بعدين اوافق و نعمل خطوبة و كتب كتاب و فرح و ساعتها يبقى ياخد ياستي فخادي يعمل فيها اللي هو عايزه.. خلصوني بقى..
ضحكت هدى و دلال بشدة على تلك التي ذهب عقلها حبا في عاصم.. و بدأن في وضع المكياچ لكلتاهما وسط ضحكاتهما و سعادة هدى الغامرة.....
الفصل الرابع و العشرون...
حل المساء و حضر المدعويين من كلا الطرفين.. و وصلت عائلة الاستاذ جميل و على رأسهم عميد العائلة الحاج جمال الصاوي عمدة كفر الصاوي.. حضر خصيصا بعد ان قص عليه اخيه الاستاذ جميل ما بدر من الحاج حامد قبلا.. فقرر الحضور حتى يوقف حامد عند حده إن لزم الامر.. و حتى يرفع شأن اخيه و ولده أمام عائلته الجديدة.
تم الترحيب بالمدعويين على أكمل وجه و تعالت زغاريد النساء عندما وصل المأذون و تعالت معها دقات قلبي عاشقين سوف يجتمعا معا طوال العمر...
جلس المأذون و على يمينه الحاج عبد الرحمن كوكيل عن ابنته هدى و على يساره آسر مرتديا بذته الجديدة الثمينة التي جعلته كأبطال السينما...
المأذون اومال فين العروسة عاد
عبد الرحمن اطلع يا عاصم هات اختك..
عاصم حاضر يابوي.
صعد عاصم إلى غرفة شقيقته طرق الباب عدة مرات لتفتح له سارة التي كانت ترتدي فستانا من اللون الرمادي من القماش الچوبير المنقوش بدون اكمام.. له ذيل من نفس اللون و الخامة..
تفرد شعرها الاسود المموج يغطي ظهرها.. تضع بعض مستحضرات التجميل البسيطة التي اظهرت جمالها المصري الجميل الطبيعي.. فسألته بإستفسار و إبتسامة خبيثة بعدما لاحظت تأثيرها عليه عندما تجمدت كل عضلات جسده و فتح فمه بذهول من جمالها الذي حثه على أن يختطفها بعيدا عن كل شئ و كل أحد..
و لكنها أفاقته و هي تقول بخبث...
سارة عاصم!! في حاجة!!
عاصمردد دون وعي بإنبهار بجمالها و مظهرها بسم الله ما شاء الله... إيه الجمال دة كله.
سارةابتسمت بسعادة بجد يا عاصم.. عجبتك
عاصمقال و كأنه مغيب عما ينطقه لسانه انتي طول عمرك عاجباني.. و طول عمري شايفك زي القمر.
سارةابتسمت بسعادة و نظرت في عينيه طيب.. طيب انت جاي ليه!! عايز حاجة
عاصمبعد ان عاد لرشده احمم... ايوة.. ايوة اصل.. اصلي كنت عايز هدى عشان تنزل معايا عشان كتب الكتاب..
سارةفتحت الباب على مصراعيه طيب.. اتفضل.
عاصمتنحنح لينبه من بالداخل احمم... يارب