دوائي الضرير
جبانة.. خاېفة تخرجي برة حيطان اوضتك لمجرد تجربة صعبة عدت عليكي..
هاعريكي قدام الكل و قبلهم قدام نفسك..
هدى انتي ازاي تكلميني كدة.. انتي فاكرة نفسك مين.. انتي هنا مجرد موظفة فاهمة... مجرد شغالة بتاخد أجرتها اخر الشهر فاهمة..
سارة و اديني بحاول أحلل الأجرة اللي باخدها.. بس عموما انا مش فاضيالك دلوقتي
هدى إيه قلة الزوق دي.. وراكي ايه أهم مني.. انتي هنا علشاني اصلا يعني ماينفعش تسيبيني عشان اي حاجة تاني فاهمة
لا انا بحضر ماجيستير يعني ورايا مذاكرة و اهلي اللي في امريكا و اخويا اللي شغال في اسكندرية لازم اكلمهم كلهم كل يوم اطمنهم عليا.. عشان مايقلقوش عليا و كمان عشان اطمن عليهم انا.
هدى و مافضلتيش جنب اهلك ليه..
إنما لما حبيت ارجع و اشتغل في مصر هما ماعترضوش و نزلت انا و اخويا قبل ما عقد بابا يخلص بسنة و نص عشان احنا كنا عايزين كدة.. عن اذنك بقى عشان عندي مكالمة فيديو مهمة اوي مع الدكتور اللي بيتابع معايا رسالة الماجستير.
الفصل الخامس
بدأت سارة في علاج هدى و التي اتضح أنها عنيدة أكثر مما يظهر عليها مما جعل مهمة سارة أصعب و لكنها لن تستلم مهما حدث.
هدى إيه هو دة!! هو انتي جاية هنا عشان تحكيلي قصة حياتك.. مش
المفروض انك هنا عشاني انا.. عشان تسمعيني انا ولا انا غلطانة.
هدىپغضب طفولي لا مش عايزة..
سارةبلامبالاة خلاص.. براحتك.
تراجعت هدى عن ڠضبها و عصبيتها و سألت سارة مرة أخرى حتى تتاكد من مكانها عندها.. و لكن سارة لنزتعطسها ما يقدمه الاخرون لها و هو الاهتمام المفرط الذي أدى بها إلى هذا الدلال المبلغ فيه...
سارة مش بالظبط.. بس بصراحة الجو هنا تحفة.. و اكل مامتك فظيع.. انا حاسة اني تخنت يجي ٥ كيلو في الاسبوعين اللي قعدتهم هنا.
هدىبحزن و يأس بس كدة
سارة انتي عايزاني اقولك ايه.. ما انا جيت لك اول يوم و قولتلك نبقى صحاب و انتي رفضتي.. خلاص بقى سيبيني استرزق.
هدىبحزن اكبر هاسيبك.
سارة طيب كفاية عليكي صداع كدة النهاردة و أشوفك بكرة..
هدىسريعا هو انتي مش هاتيجي بعد الغدا زي كل يوم..
سارةابتسمت بداخلها لأن هدي بدأت أن تعتاد وجودها و تريده أيضا و تريد أن تتحدث و لكنها لازالت خائڤة مش عارفة الحقيقة اصل عندي اجتماع مهم اوي.. بس لو عايزاني اجيلك انا ممكن الغيه و اجي اقعد معاكي زي كل يوم..
هدى اجتماع ايه.. هو انتي هاتسافري
قالتها بقلق و خوف لاحظته سارة فحاولت أن تطمئنها دون أن تشعرها بفرحهها لأنها بدأت في الإستجابة لها.. حتى لو كانت بطيئة....
سارة لا ده video conference يعني على النت.. ها الغيه
هدىتراجعت سريعا لا مش مهم.
تنهدت سارة بيأس و وقفت و اتجهت للباب و قبل أن تخرج سمعت هدى...
هدى طيب ممكن لو خلصتي بدري تيجي .
سارةابتسمت بحب و فرحة طبعا ممكن.. هاخلصه بسرعة و اجيلك نتعشى مع بعض موافقة
هدى بس انا مش باكل برة.
سارة مين قال هانطلع برة... احنا هاناكل هنا في الاوضة.. ممكن
هدى ممكن.
خرجت سارة من الغرفة لتجد الجميع و قد تقابلوا على طاولة الغداء في جو صامت نوعا ما اعتاد الجميع أن تملئه سارة بالضحكات المرحة...
و لكن عاصم كان مغتاظا بشكل كبير من سارة كعادته و لكن تلك المرة كان غيظه و غضبه اكبر و اكثر و بالطبع لم يلاحظه سوى والده الذي كان يراقبه عن كثب منذ وصول سارة إليهم..
و لاحظ شجاره معها بشكل دائم.. لم يمنعه أو ينهره لأن سارة كانت دائما تستطيع أن ترد بكل حزم و احترام دون أن تترك أي ضغائن في صدر عاصم ..
كاد عاصم أن ينفجر من غيظه و ظهر ذلك في
طريقه اكله العڼيفة و هنا علم عبد الرحمن أنهم على وشك أن يشهدوا معركة جديدة.. فحاول أن يبدأها مبكرا حتى ينهيها سريعا...
عبد الرحمن و اخبار هدى ايه دلوجتي يا د سارة
سارة تاني دكتورة دي.. تاني يا حاج.
عبد الرحمن امال اجولك ايه بس
سارة تقولي زي ما ماما هنية ما بتقولي.. سارة.. سارة بس من غير اي حاجة.. ولا هو اسمي وحش و محتاج حاجة تزوقه..
عبد الرحمن لا يابتي.. دة انتي اسمك حلو و كلامك حلو و كلك جمر.
قصدها عبد الرحمن و لاحظ نظرات عاصم الغاضبة التي تشتعل بنيران ال......
حسنا لن اقول خمنوا انتم...
سارة ايه يا حاج عبده انت بتعاكس ولا ايه.. خدي بالك يا ماما هنية
عاصم و هو الحاچ عبد الرحمن بجى اسمه الحاچ عبده.. من مېته ده
سارة لا معلش هو مابقاش الحاج عبده الا ليا انا بس.. صح يا هنون
عاصمبغيظ أكبر و كمان هنون.. طيب.
صمت رغما عنه فتابعت هنية الحديث...
هنية ماتاخديناش في دوكة بس و ردي على ابوكي الحاچ..
سارة حاضر يا ستي هارد على ابويا الحاچ.. هدى ممتازة و ماشية على الخطوات اللي انا رسماهالها كويس اوي اوي.
عبد الرحمن طيب كويس.. بس هي برضه مابتخرجش من اوضتها ولا بتاكل معانا.
سارة ماتقلقش يا حاج عبده.. اوعدك في خلال الأسبوع ده هدى هاتبقى معانا هنا.
هنية يارب.
عاصمو هو يقطع طعامه بالسکين كمن يذبح أضحية اممممم.. بس يعني عرفتي منين.. و إيه اللي خلاكي متوكدة أكده أنها هاتخرچ جريب
ابتسمت سارة لأنها كانت تعرف أنه سمعهما في جلستها الصباحية مع أخته و عرف ما دار بينهما و كانت تنتظر انتقامه بفارغ الصبر... و لكنها فضلت أن تجعله يخرج كل ما في جعبته اولا قبل أن تريحه...
سارة يعني.. دة شغلي.
عاصم شغلك!! بجى شغلك..و قرر ان ينفجر فيها كعادتهطيب و هو شغلك ده مش المفروض انك تسمعيها فيه.. ولا بتاخدي فلوس عشان تجعدي تتحدتي و تحكي لها و هي تسمعك و بس.
عبد الرحمنبتحذير عاصم.
سارة سيبه يا حاج عبده.. استاذ عاصم ممكن أسألك سؤال..
عاصم انتي جاية هنا تسأليني ولا تعالچي هدى
سارة معلش خدني على قد عقلي.
عاصمبنفاذ صبر اتفضلي.
سارة هو حضرتك عرفت منين اني مش بسمع هدى لأنها مش عايزة تتكلم معايا لسة و اني بتكلم اكتر منها و بحكيلها فعلا قصة حياتي
عاصمبتلعثم ها.. اصل.. هدى.. هدى هي اللي قالتلي.. هدى ماعاتتحدتش غير ليا.
سارةبنصف ابتسامة هدى غريبة.
عاصم ليه غريبة
سارة عشان الحوار ده دار بيني و بينها من ساعة واحدة بس.. و انت مادخلتلهاش من ساعة ما رجعت.
صمت عم المكان مع الاستعداد التام لانفجار أحدهم و الذي يعلم الجميع أنه سيكون عاصم بالتأكيد.. فقاطع الصمت عبد الرحمن...
عبد الرحمن ماتفهمونا يا چماعة في ايه
سارة الحكاية أن هدى متدلعة..
هنية متدلعة.. متدلعة كيف
يعني!!
عبد الرحمن جصدك إيه يا سارة
سارة مش قصدي حاجة وحشة يا جماعة.. بس هي اتعودت منكم على الاهتمام و الحب الغير مشروط.. اتعودت أنها محور حياتكم كلكم...
ثم اردفت بشرح ...
سارة الحاج عبد الرحمن مالوش غير أنه يدعي لها في كل صلاة و يحاول يشوفلها دكاترة تساعدها و مابيوفرش جهد أنه يعمل اي حاجة تسعدها و يحاول يخليها تخف و تتعالج..
التفتت برأسها لهنية التي كانت تجلس بجوارها و اكملت...
سارة و ماما هنية اللي مابتبطلش عياط على حالها و طول الوقت تتحايل عليها و تترجاها تاخد الدوا ولا تاكل لقمة..
و نظرت نحو عاصم و رفعت حاجبها الأيمن بتحدي مقصود..
سارة و استاذ عاصم.. اكتر واحد هدى بتحبه في الدنيا كلها... ما بيخرجش الصبح قبل ما يعدي عليها ولا ينام قبل ما يشوفها..و يا ويله يا سواد ليله اللي يفكر بس أنه يضايقها... هايلاقي استاذ عصام واقفله بالمرصاد.
كلكم واقفين دنيتكم و حياتكم كلها عليها... و هي معتمدة تماما على النقطة دي عشان تعمل اللي هي عايزاه..
عبد الرحمن و هو إهتمامنا بيها و حبنا ليها غلط ولا ايه
سارة مش بالظبط لكن للاسف اللي هي عايزاه عكس اللي احنا عايزينه.. هي عايزة تفضل تعبانة و مريضة عشان تفضلو حواليها عشان هي خاېفة تواجه الدنيا لوحدها.
و احنا عايزينها تخف و تبقى كويسة و ترجع تاني لحياتها و تخلص كليتها و تشوف حياتها.. تقف على رجليها من تاني مش بس فعليا و كمان معنويا
ثم اكملت بتوضيح ما قاله عاصم...
سارة فلما سألتني نفس السؤال اللي سألهوني استاذ عاصم قلتلها اني هنا بس عشان الفلوس طالما انتي مش عايزة تتعالجي.. و إني بدخل عندها قدامكم بس عشان يبقى اسمي اني بعمل بالفلوس اللي باخدها حتى لو بالكدب...
عبد الرحمن و ليه يابنتي جولتيلها أكده...
سارة عشان تعرف اني مش عشان سيبت القاهرة و جيت فضلت هنا يبقى خلاص ماوراييش غيرها.. لا انا ورايا مذاكرتي و الماجستير و اهلي و اخويا و الف حاجة تانية.. و حسستها أن المفروض الواحد يبقى خفيف حتى لو على أهله..
عايزة اوصل لها ان كل حد فينا ليه حياته الخاصة.. حتى ابوها و أمها و اخوها طبعا.
عاصم و ده اللي هايخليها تخرچ من وحدتها تاني.
سارة أن شاء الله.
عاصم اشك.. ابجى زودلها الفلوس شوي يابوي عشان تبدأ تسمع هدى زي ما هدى بتسمعها.
عبد الرحمنپغضب و صوت مرتفع عاصم.. بكفياك لحد اكده..
عاصموقف بعصبية لا ماكفياش.. ماكفياش يابوي.. اني اصلا مانيش عارف هي بقالها اكتر من اسبوعين