رواية بقلم سارة
انت في الصفحة 1 من 37 صفحات
الفصل الاول والثاني
فى حديقه قصر كبير كانت تجلس ارضا فتاه رقيقه جميله
فى عقدها الثانى ذات بشره خمريه جذابه وعيون عسليه لامعه لديها طابع الحسن بذقنها وشامه ايضا فوق شفتها من جه اليسار شعر عسلى كعينيها كانت تمسك بيدها .قلم و ورقه متعمقه فى رسم عينين تراهم يوميا فى احلامها عينان قاسيتان لكن تنظر لها بحنان غريب . تظهر لها فى احلامها بصور مختلفه وكل يوم ترسم تلك النظره بشكل مختلف واذا رأيت الصور لن تتخيل انهم جميعا لنفس العينين .
وقفت مهيره على قدميها وتقدمت بخطوات بطيئة فى اتجاهها وهى تقول
نعم يا داده أمرى يا قمر
ابتسمت زينب فى سعاده وهى تربت على كتف مهيره قائله
ميأمرش عليكى ظالم ... الغدا جاهز يا حبيبتى
وقفت مهيره تنظر اليها بسؤال غير منطوق تعرفه زينب جيدا ولكن ما باليد حيله
ايوه باباكى مستنيكى على السفره .
القت تحيه صغيره بصوت منخفض وجلست على يسار والدها فى مواجه الۏحش هكذا قالت لنفسها
نظر اليها السيد راجى
ازيك يا مهيره .
رفعت راسها عن طبقها وقالت بخفوت متلعثم
كويسه يا بابا .
ابتسم بواقره الذى يفرضه عليه سنه ومركزه وقال
كنت بترسمى ايه وانت قاعده فى الجنينه.
مجرد شخبطه يا بابا مش حاجه مهمه
ربت والدها على يدها فى حنان ابوى نادرا ما يظهر وقال
مفيش اى حاجه انت بترسميها بتكون شخبطه وخلاص ... صحيح انا عارفه انها حاجت ملهاش معنى بس اتمنى فيوم تخلينى اشوف شخابيطك دى
شعرت بالخجل لتحدث والدها عن هوايتها بذلك الاسلوب امام سفيان وخاصه وهى تشعر انه ينظر اليها الان من خلف تلك النظاره ولا تعلم هل هذا اهتمام ام كما تشعر دائما انه ف الاساس لا يراها ويرى كل شئ يخصها تافهه وبلا معنى كابيها .
عاد الصمت من جديد ولكن من كسره هذه المره هو سفيان وهو يسأل
سيد راجى ممكن النهارده اروح بدرى بما ان حضرتك هتقضى اليوم فى البيت
تنهد السيد راجى وهو يقول
على الرغم
من انى مش بطمن غير فى وجودك لكن كمان ولدتك ليها حق فيك ولازم تروح ... مفيش مانع طبعا .
انتهى الغداء وعادت مهيره الى غرفتها بعد ان استمعت الى الجمله الذى قالها والدها لسفيان
عايزك تفكر فى الى قولتهولك .... انا مش هكون مطمن عليها غير معاك .انت اكتر واحد عارف الخطړ الى حوليا .
ماذا كان يقصد ... هل يقصدها هى ... وما هذا الخطړ الذى يحوم حول والدها ....
لماذا لديها شعور ان القادم سئ جدا
توجهت الى نافذه الغرفه وفتحتها وقفت تنظر الى كل تلك المساحه الخضراء حول القصر ذلك المنظر يشعرها بالراحه يهدئ اعصابها وينسيها خۏفها . لاحظت ذلك الواقف عند بوابه القصر يتحدث الى الحراس يبدوا انه يعطيهم تعليمات امنيه فى فتره غيابه .هى ايضا رغم خۏفها منه الا ان وجوده يشعرها بالامان ولا تعرف تفسير لذلك .احيانا تشعر انها مجنونه كيف تخافه وتشعر بوجوده بالأمان
كان يتحدث وهو يشير الى جوانب القصر ثم صمت شعرت فى تلك اللحظه انه ينظر اليها ولا تعلم لما شعرت بأنها تريد ان تمد يدها لترى عينيه لاول مره و ترى ما لون عينيه . اخفضت نظرها ارضا ثم تحركت لتعود لداخل الغرفه .
جلست على مكتبها الصغير وأخرجت دفترها الوردى وفتحته وكتب
اريد ان اجد الحب يوما .... فلربما تغيرت حياتى واصبح لها معنى .... اتمنى ان اجد من لا يجدنى ناقصه او معيوبه ... اريد من يشعرنى بأننى استحق .فيا من احلم به كل يوم يا صاحب العيون القاسيه الحانيه .... فلتاتى سريعا لقد اوشكت ان اصاب باليأس.
الفصل الثانى ... من ....
اغلقت دفترها ووقفت على قدميها وتحركت باتجاه السرير جلست على طرفه ونظرت الى الكومود الذى بجانبه وبالتحديد الى تلك الصوره المقطره ظلت تنظر اليها كثير ودون شعور منها سالت دموعها وهى تقول
كل يوم بفضل اكلمك وقولك انا قد ايه كنت محتاجه وجودك بس انت مش هنا .... مش عارفه اكرهك ومش عارفه ابطل احتاجلك ..... على الرغم من انك انت سبب كل عذابى .
سمعت طرقات على الباب مسحت وجهها بظهر يدها وهى تتحرك سريعا جدا على قدر استطاعتها لتدخل الى الحمام .
فتحت زينب الباب وهى تنادى عليها
مهيره انت هنا يا حبيبتى
اجابتها مهيره من داخل الحمام بصوت حاولت اظهاره ثابت
ثوانى يا داده وخارجه
جلست زينب على كرسى طاوله الزينه وهى تقول
براحتك يا بنتى
ظلت مهيره بالحمام تحاول تمالك نفسها ...غسلت وجهها وسرحت شعرها ووضعت بعض من ذلك الكريم الخاص بالوجه حتى تدارى اثار بكائها .... حيث ان زينب هى من ربتها وتعرفها جيدا ..وسوف تكتشف بكائها بمجرد النظر الى وجهها وانفها الاحمر .
خرجت من الحمام وهى تحاول رسم ابتسامه على ملامحها .ولكن زينب شعرت ان هناك شيء ما سألتها مباشره دون مراوغه
انت كنت بتعيطى ولا انا بيتهيألي
ضحكت مهيره بصدق من قلبها وهى تقول
لا بيتهيألك.
وجلست على السرير امامها.
قالت زينب وهى تلوى فمها
ماشى هعديها المرادى .... المهم
تكلمت مهيره سريعا قائله
ايوه خلينا فى المهم .
ظلت زينب على صمتها تنظر اليها بتمعن حتى شعرت مهيره بالتوتر والقلق
ثم قالت
انت امتحاناتك الاسبوع الجاى مش كده
لوت مهيره فمها بشكل طفولى وهى تقول
ايوه للأسف
رفعت زينب حاجبها قائله
وليه للأسف ان شاء الله ... هو حضرتك مش بتذاكرى ولا ايه ... ولا شطره بس قاعده ترسميلى فعيون ... ويارتنى عارفه عيون مين دى !.
ضحكت مهيره بانطلاق لا يحدث غير مع داده زينب فقط وقالت
اولا انا مذاكره كويس جدا ... وللأسف لأنى هروح الجامعه .... والعيون دى انا نفسى معرفش عيون مين ... بس بشوفها كل يوم فى الحلم .
تنهدت زينب بصوت عالى وهى تقول
انا بس نفسى افهم انت كارهه الجامعه ليه .
وقفت مهيره على قدميها وتتحركت خطوتان لتجثوا امام زينب قائله
انت الى بتسألى السؤال ده يا داده ... ما انت عارفه كل حاجه .
ربتت زينب على رأسها فى حنان وقالت
يا بنتى ده قضاء الله ... انت هتعترضى.
رفعت مهيره راسها الممتلئه بالدموع وقالت
اللهم لا اعتراض ... انا مش
معترضه بس الناس مش بترحم يا داده ... اذا كان بابا نفسه لولى ان الناس عارفه ان عنده بنت كان خبانى عن كل الناس علشان مفضحوش ويقولوا ان السيد راجى الكاشف عنده بنت عارجه .
وضعت زينب يدها على كتف مهيره واوقفتها على قدميها ثم وقفت امامها وضمتها الى صدرها بقوه وهى تقول
سيبك من كل دول ... انت بنتى حبيبتى .... انت اغلى حاجه فى حياتى يا مهيره اغلى من نفسى يا بنتى .
ابتسمت مهيره بحب حقيقى لتلك المرأه التى ربتها منذ كانت فى الخامسه بعد هروب والدتها من والدها .
ابعدتها زينب قليلا عن حضنها وهى تقول
طيب مش المفروض تعرفى باباكى علشان الترتيبات إياها.
لوت مهيره فمها باستياء وهى تقول
و ده سبب تانى يخلينى اقول للأسف .
ضحكت زينب على تلك الطفله لا تفهم سبب خوف مهيره من سفيان ... دائما تشبه بالۏحش .... دائما تتجنبه ...
ترجمت افكارها لسؤال تعلم انها لن تجد له جواب ككل مره سالتها عنه ولم تجيبها يوما ولكن هذه المره كانت مختلفه فمهيره بحاجه للكلام حقا
مش ناويه تقوليلى المرادى كنوع من التغير يعنى انت بتخافى من سفيان ليه .
نظرت اليها مهيره فى حيره ثم قالت
فى مره كنت نازله لبابا المكتب وكان معاه سفيان ...كان بابا بيقوله ان حمايتى انا اهم من اى حاجه تانيه ... وساعتها سفيان قاله تحت امرك ..بعدها بدقايق تلفون بابا رن ... خرج للفرنده علشان يرد سمعت سعهتا سفيان بيقول
هم جديد يا سفيان ... حت بت لاراحت ولا جت ... انا مشفاهش اكتر من خدامه وتنضرب بالجزمه كمان
قطبت زينب حاجبيها قائله
ودى مين دى الى مغلول منها اوى كده .
نظرت لها مهيره بندهاش وغل وقالت
اكيد انا ... مش انا الى كان بابا بيوصيه عليها قبل الكلام ده على طول .
اقتربت زينب منها وهى تقول بتعقل وهدوء وكأنها تتعامل مع طفل صغير
مش شرط يا حبيبتى ممكن يكون بيتكلم عن اى واحده تانيه ... واكيد مش عارف يبرطم قدام الباشا .
ضحكت وهى تحركت باتجاهها و قالت .
انسى كل ده هو ما يقدرش يعملك حاجه من كل ده حتى لو انت المقصوده بالكلام ... المهم قومى قولى للباشا على مواعيد امتحاناتك.
وخرجت واغلقت الباب خلفها
تنهدت مهيره بصوت عالى وهى تقول
انا او
غيرى هو