رواية بقلم سارة
مش هو .
احضتنتها زينب وهى تقول
انت بنتى حبيبتى الى ربتها وكبرتها ومحبش ابدا اشوفك بتتحملى على حد كده ... ده غير انك قدامه بتبقى قطه .
وضحكت بصوت عالى ومهيره تغادرها حانقه ولولا عرج قدميها لركضت الى غرفتها حتى لا يراهها احد ابدا
فاق من ذكرياته على كلمات السيد راجى وهو يقول
انا عارف انك فى موقف محرج .. وعارف كمان عن اعاقه بنتى ... وانك راجل ما شاء الله متتعيبش ... بس انا مش هطمن عليها غير معاك .... اتجوزها و خليها فى حمايتك ... ولو عايز تتجوز غيرها انا معنديش مانع
الانسه مهيره متتعيبش يا راجى بيه ... وليا الشرف انها تكون مراتى ... بس يارب هى توافق
سعد الرجل جدا بكلمات سفيان وقال له
كان سفيان يشعر بالضيق من طريقه تعامل السيد راجى لمهيره ... لماذا لم يهتم برأيها هل سيجبرها .تحرك السيد راجى الى مكتبه وامسك ورقه ومد يده بها الى سفيان وهو يقول
كانت مهيره جالسه تحت شجرتها المفضله ترسم صوره جديده لتلك العينين ولكن هذه المره ميزت لونها بوضوح فى حلمها .. كانت خضراء زرعيه لونها مميز ونادرا ايضا كانت رائعه حقا ساحره
خرج سفيان ووقف بجانب السياره لا يستوعب شيء مما حدث حلم على وشك التحقق ولكن هناك الم بقلبه قوى ... هى تخافه ... تراه وحش اذا سترفض الزواج منه ... ولكن كلمات السيد راجى تعنى انه سيجبرها وهذا مالا يقبله ابدا .
وتحرك مهيره البطئ وتجنب النظر اليه حين مرت من امامه هل انكمشت على نفسها حين اقتربت من مكان وقفه .
اغمض عينيه بالم .... ثم نظر الى السماء وتنهد بصوت عالى وهو يقول
يااارب.
كانت تنظر الى والدها بذهول هل ما سمعته صحيح هل يقول ستتزوج ... ومن من الۏحش لم تعد تشعر بقدميها جلست على الكرسى الذى خلفها ونظرت الي ابيها قائله بتوسل
تكلم السيد راجى بصوت عالى وغاضب ايضا
لا هتتجوزيه .وده امر مش باخد رأيك اصلا .
كانت دموعها ټغرق وجهها وهى تقول برجاء
يا بابا انا بخاف منه .
نهرها والدها قائلا
ايه الكلام التافه ده وبعدين انت تحمدى ربنا ان حد زى سفيان راجل حقيقى ميعيبوش اى حاجه قبل اصلا انه يتجوزك بالإعاقة الى عندك دى ... وكمان فاشله لبتعرفى تتكلمى ولا ليكى فى شغل البيت ده غير انك فاشله اجتماعيا .. ده احنى المفروض نعمله تمثال انه هيتجوزك ... ده لو حتى هو شايفك مجرد خدامه فانت الكسبانه .
بذلك السوء .. فمبال سفيان ... اذا لا مفر والدها باعها لسفيان ... وسفيان اشترى جاريه فاشله بكل المقايس معيوبه شكلا ومضمونا هل عليها ان تذهب اليه وتقبل يديه وقدميه حتى تنول رضى سيدها الجديد اذا فهى تتوقع من الان اى حياه بأسه ستعيشها
نظرت الى والدها ثم وقفت على قدميها ونكست راسها وهى تقول باستسلام .
حاضر .
وخرجت مباشره دون كلمه اخرى .
كان يستمع الى حديثهم عبر شباك المكتب الذى يقف امامه يستند على ظهر سيارته
كان يود لو يدخل الى ذلك الرجل ويبرحه ضړبا ما هذا الكلام اى خادمه فاشله هى ... هى سيده قلبه دون منازع من اول يوم رأها فيه حين دخل الى ذلك البيت لاول مره منذ عشر سنوات .كانت مازلت طفله فى الثالثه عشر بشعرها الغجرى الطويل وعيونها التى خطفت قلبه و يتألم لعرج قدميها الذى يقيدها .ولكن صبرا فقط تصبح له و سيغير كل ذلك ... سيثبت لها انها ملكه حياته كلها
كانت جودى تجلس بجوار زهره بالمدرج يتحدثان حين استمعت لصوت ذلك البغيض حازم وهو يقول
ازيك يا جودى
لم تجيب عليه فاكمل قائلا
طيب حتى ردى السلام ده احنى حتى زمله .
لم تجيبه ايضا فتحرك من خلفهم ليقف امامهم وهو يحاول ان يمسك يدها وقال بغل واقرار وتقزز
انا بس نفسى افهم انت عامله شريفه على مين
وقبل ان يكمل كلمته او ېلمس يدها رفعت يدها لتهوى على خده وهى تقول
شريفه ڠصب عنك ومحدش يقدر يقول غير كده .... وكلمه تانيه مش همد ايدى .... هقلع الى فى رجلى
كان كل المدرج يشاهد ما حدث حتى هو كان يقف عند باب المدرج يتابع ما يحدث ولكن بعد ما حدث وجب التدخل
قال بصوته الجهورى
خلاص ....
ووقف بجانب جودى وهو يقول
اعتذر لزميلتك فورا ... ولو حصل واتعرضتلها تانى مش هيصل كويس .
نظر حازم مغضب لجودى وقال
اسف .
وتحرك سريعا ليغادر المدرج كله وهو يتوعدها فى سره
نظر حذيفه لجودى ثم قال
كله مكانه ... مش حاوى هو ... واى حد هيتطاول او يتعدى حدوده مش يحصل خير ابدا .المفروض ان انتم رجاله وتخلوا بالكم منهم مش تعكسوهم ... على العموم زملكم غلط ونال عقاپ مناسب والحكاية خلصت خلونا نبدء المحاضره .
كانت جودى فى حاله عصبيه لا توصف ذلك الحازم لا يفهم ابدا انها ليست من هؤلاء البنات الذين يقيمون علاقات مع الشباب .لكنه غبى لا يفهم ابدا .
نظرت الى حذيفه الذى كان يلاحظ كل تعابير وجهها التى تدل على الضيق وحين التقت عيونهم ابتسامه عينه المشجعه انستها كل شئ .فجلست مكانها بصمت نظرت لها زهره سأله
انت كويسه
هزت رأسها بنعم ثم نظرت اليها قائله
تفتكري حازم هيعديها انا خاېفه اووى .وكمان خاېفه اقول لسفيان ..بس هو تعدى كل الحدود انت شاهده مش كده
ربتت زهره على يديها مهدئه وقالت
متقلقيش ان شاء الله خير ... ورائ قولى لاخوكى وهو هيتصرف صح صدقينى .احنى منعرفش رد فعل الحيوان ده هيكون ايه .... بس بصراحه الدكتور حذيفه ربنا يجازيه خير على موقفه بصراحه .
عادت جودى بنظرها الى حزيفه وهى تقول لنفسها
لسه زى ما انت يا حذيفه تجيب حقى بالعقل .
.... الفصل الخامس والسادس
كان فى سيارته عائد الى بيته يشعر پغضب شديد تلك الفتاه لقد تطاولت وتعددت كل الحدود كيف تضربه هو حازم زين الدين .... ابن رجل الاعمال الاكبر فى البلد حتى والدها بجانب والده لا شيء هو كان مجرد موظف بسيط ولكنها تتعامل وكائنها لا يوجد بنت مثلها ... فى الحقيقه كل الفتايات تتمنى نظره منه ترتمى تحت قدميه دون ان يطلب .. يتوسلون رضاه لما هى لا تراه .. لا تنظر اليه نظره عابره.... هو تراهن عليها وسيفوز بذلك الرهان مهما حدث ... عليه الان ان يفكر جيدا .. ويغير الخطه وسوف تدفع ثمن تلك الصفعه
جالس أمام امه منكس الرأس بعد ان اخبرها بما حدث دون التطرق لكلمات السيد راجى الجارحه لمهيره .ولكن ختم كلماته قائلا
پتخاف منى جدا يا امى جدا ... وبصراحه مش
عارف اعمل ايه فى الحكايه دى .... مش بتبصلى ولا بتقرب من المكان الى. انا فيه غير ڠصب عنها ..... على العموم انا هبدء اظبت الشقه فوق علشان انا قدامى شهر بس على ما هى تخلص امتحانات .
كانت تنظر اليه وعلى وجهها ابتسامه رقيقه هى تعلم بحبه لمهيره لكن زواجه منها بتلك الطريقه غريب فهناك سر وذلك السر يقلل من مهيره من وجه نظره ولذلك لا يريد اخبارها .ابتسمت وهى تربت على رأسه المنكس وهى تقول
مبروك يا حبيبى هنروح نطلبها رسمى امتى .
رفع رأسه ينظر اليها بشكر وابتسم وهو يقول
يوم الجمعه ان شاء الله .
ثم جثى على ركبتيه امامها وهو يقول
امى عايزك تحسسيها بالامان ... كفايه پتخاف منى انا و ياريت لو جودى تصاحبها .علشان متحسش انها هنا لوحدها .
تأكدت ظنونها هناك سر كبير .... ولكنها ابتسمت وهى تقول
زيها زيك وزى اختك عندى وربنا يعلم متقلقش ... المهم انت اشترليها هديه حلوه .
اخفض بصره ارضا وقال لنفسه
لو اطول اديها عمرى وقلبى متاخرش عليها .
لكنه نظر لامه وقالى
تفتكرى اجبلها هديه ايه .
رفعت كتفيها بمعنى لا اعلم وقالت
انت اكتر حد فاهمها وعارفها وعارف هى بتحب ايه .
هز راسه بنعم ثم جلس جيدا على الارض ووضع راسه على فخذها وقال
ادعيلى يا امى ادعيلى ارجوكى
واكمل بصوت منخفض
الى جاى مش سهل ابدا . انا خاېف عليها اوى .
كانت مهيره تبكى وهى تكتم أنفاسها فى وسادتها حتى لا تغضب اباها
فتحت زينب الباب لتطمئن عليها وحين وجدتها على هذه الحاله اقتربت منها سريعا وضمتها الى صدرها بقوه وهى تحاول تهدئتها قائله
اهدى يا بنتى والله سفيان طيب وحنين ... وهيشيلك جوه عنيه
نظرت اليها مهيره وهى تقول بصوت متقطتع
هيشلنى جوه عنيه ايه بس يا دادا اذا كان ابويا شايفنى معيوبه ... وفاشله هو هيشفنى ازاى .
استغفرت زينب بصوت واطى وقالت
معيوبه ايه وفاشله ايه .. هو انت فى زيك .... وبعدين اكيد باباكى ميقصدش كده انت الى حساسه اووى يا مهيره .هو انا يعنى مش عارفاكى .
وقفت مهيره على قدميها پغضب وهى تقول .
ليه مش انا فعلا عارجه ولا ده مؤقت .. وهو انا مش فعلا مليش صحاب و لا بعرف فى المجاملات الاجتماعيه الى كلها نفاق . تفتكرى واحد زى سفيان كلكم شايفينه مافهيوش غلطه يتجوز واحده زى ليه ها ... هى كل الحكايه بيعه وشړوه هيكسب اسم عيله كبير وكمان هكون فى بيته جاريه ولا اقدر اتكلم وكمان بابا يخلص من الهم الكبير الى فى حياته ... والمفروض كمان اشكره انه اتجوزنى مش كده .
كانت زينب تشعر بنهيارها خائفه عليها ... تتمنى ان يتزوجها سفيان فهى تشعر انه يهتم بها ... هى ليست صغيره وتستطيع فهم هذه الاشياء
ولكن مهيره بكل تلك العقد التى تكونت لديها منذ كانت طفله ذات خمس اعوام هروب امها ومعامله ابيها السيئه لها بعد ذلك الحاډث ... و تنمر صديقاتها فى المدرسه و فى الجامعه كانت تسمع كلمات جارحه ففضلت ان تذهب فقط فى الامتحانات ... حتى سفيان كان يتجنبها لانها فى الاساس تتجنبه وتخاف منه وهو يعرف ذلك جيدا ايضا شغله
ينحصر فى الحراسه فقط ..نظرت