رواية بقلم سارة
سليم هتعيش عمرها كله جمبك ممرضه وحبيبه ... حتى الى عنده اعاقه وميقدرش يمشى هتكون رجليه و هتشيله فوق ظهرها العمر كله مضيعش بنت عمك من ايدك يا ابنى انت الى هتكون خسران
ثم ربت على كتفه وخرج ... وترك ذلك الذى يتخبط فى ظلمته لا يعرف ماذا عليه ان يفعل اين الصواب ان يكون انانى ويتمسك بها او يضحى بسعادته بقربها ويتركها لغيره ...
يارب ... يارب انا مش عارف اعمل ايه ... يارب دلنى للصح .... يارب
..... الفصل الخامس عشر
كان يتحرك فى صاله المنزل بعصبيه ... كيف يتعامل معها ... كيف يجعلها تفهمه ... كيف يجعلها تتخلى عن فكره انه وحش وشخص سيئ شرير .... ويمحى كلمات والدها لها ... انها تتعامل معه كسبيه ... جاريه لا قيمه لها .
وقفت امامه فانتبه اليها وجلس على الكرسى امامها وهو يقول
اعمل ايه يا امى ... انا محتار ..... ومش عارف اتصرف
ثم نظر اليها وهو يكمل
انت شفتى قالت ايه .... انا هضربها ..وهتنام على الارض ارض ايه .... انا هخليها تنام على الارض ليه هو انا ايه
اهدى يا ابنى .. هى محتاجه طوله بال ... يا ابنى باين ان البنت دى فى جواها حاجات كتير ... طول بالك ... وخدها براحه .. وواحده واحده .
بعد قليل من الوقت خرجت جودى من الغرفه ممسكه بيد مهيره وتوجهت بها الى حيث يجلسون ... وقالت
ايه يا امى مش هناكل النهارده ولا ايه انا جعانه جدا .
وتمسك بيد مهيره وتقول
تعالى تعالى ده النهارده على حسك هناكل كباب
ثم قالت بصوت عالى يملئه المرح
كبااااااااب .
ابتسمت مهيره بخجل وهى تتحرك معها بهدوء
كان يتابعها وعينيه تلتهمها شوقا وحبا
على كرسيها المدولب كانت على رأس المائده واجلست مهيره على الكرسى الذى بجانبها ... وجلست جودى بجانب مهيره اتى سفيان وجلس على الكرسى المواجه لمهيره فاخفضت رأسها تلقائيا
ربنا يخليكى لينا يا مهيره اهو بسبك اكلنا كباب .هى الى بتاكلنا ..
فضحك الجميع بسعاده ..مرت دقائق الاكل بطيئه جدا على مهيره ... لم تشعر بطعم الاكل خوفا من سفيان .. ولكن ما كان يهون عليها حقا خفه ډم جودى ... وحنان وطيبه السيده نوال
مر الساعات الباقيه من اليوم على الجميع ... بحلوها ومرها ... بكل من شغله الفكر وكل من احب وتالم ...
وجودى بعد ان اخبرت سفيان بما حدث فى الجامعه ...و طمئنها انه بجانبها ولن يسمح لاحد ان ېؤذيها
جالسه الان تفكر فى حذيفه وما عاناه مع زوجته وابنه .... المها قلبها وهى تتذكر انه لم يفكر بها يوما تزوج وانجب ... وهى لم تمر يوما على خياله ... هو من سكن قلبها منذ كانت صغيره بضفيره واحده دائمه على حانبها الايمن .... تنهدت بصوت عالى وهى تقول
اه يا حب حياتى واملى الى الضاع ... اه يحلم عمره ما هيحتقق .... اه يا ايام عمرى الى راح والى جاى .
زهره جالسه تشاهد صورها هى وصهيب منذ صغرهم
... تتذكر مذحهم سويا ... كم كان ياخف عليها كم من مره تشاجر مع الاولاد فى شارعهم بسببها .... كيف كان ينظر لها
كان قلبها يرقص داخل صدرها فرحا بحبه وغيرته ... والان كيف يتعامل معها ... هى تشعر به ... تفهم ما بداخله تعلم انه يحبها ولكن تلك الحاډثه اللعينه هى السبب
تذكرت منذ اكثر من سنتين كان صهيب يعمل بشركه كبيره كان سعيد جدا بذلك العمل لانه كان قد انتهى من اول مشروع له والشركه اقامت حفله كبيره لتكريمه على مجهوده وعمله المتقن شعر بعدها حين استلم ذلك العمل الجديد انه تحدى ليأكد إمكانياته ... ويذيد من تأكد الشركه لقدراته ... كان يقف فى وسط المشروع ويعطى تعليماته للعمال حين وجد احدى العمال يقف على سطح احدى المبانى غير المكتمله يلملم بعض الاغراض ويوشك على السقوط ركض سريعا ليصعد لذلك العامل وهو يأمر باقى العمال بعمل حماله كبيره حتى إذا لم
يلحق به قبل سقوطه يقع على هذه الحماله .
ركض سريعا وصعد الثلاث طوابق بسرعه بفضل قوته البدنيه وتدريبه المستمر .... وحين وصل للعامل بالفعل كاد ان يسقط فامسك به وسحبه الى الداخل ولكن اختل توازنه هو وسقط .... لم يكن العمال يتوقعون سقوطه بعد ان راه يسحب العامل فاخفضوا الحماله ارضا فسقط واظلمت الدنيا امامه والى الابد
حين نقل الى المستشفى قال الطبيب
ان نجاته من المۏت معجزه حقيقيه .... فهناك كسور كثيره جدا ساقه اليمنى وشرخ فى كاحل اليسرى و كسر فى كتفه الايسر .... وشرخ مضاعف فى عظمه الحوض ...وثلاث ضلوع ... وچرح قطعيى فى الرأس ومنذ ذلك الحاډث وقد تبدل صهيب من ذلك الشاب المرح المنطلق الى ذلك المنطوى العدواني
استفاقت من ذكرياتها على صوت طرقات على الباب ودخلت الحاجه فضيله وهى تبتسم قائله
لسه صاحيه يا زوزو
ضحكت زهره وهى تنهض وتقف امام امها قائله
لا طبعا نايمه ... وروحى هى الى بتكلمك دلوقتى
ضړبتها الحاجه فضيله على جانب رأسها وقالت
هو انت على طول غلبويه كده
احتضنتها زهره وهى تقول
ربنا ما يقطعلى عاده
ربتت الحاجه فضيله على كتف ابنتها وقالت
طيب يا غلبويه ... نامى بقا علشان تصحى بدرى تنظفى البيت علشان خطيبك جاى بكره
تشنج جسد زهره للحظه وسألت بخفوت
صهيب جاى بكره ... غرييه
ضړبتها امها على ذراعها وهى تقول
ايه الغريب يا هبله انت ان خطيبك وبيت عمك يزرونا .
ابتسمت زهره وهى تقول
ابدا يا ماما بس صهيب من ساعه الحاډثه مش بيخرج فعلشان كده استغربت .
هز الحاجه فضيله رأسها فى يأس من تلك المجنونه وقالت
طيب يا حضره المستغربه ... نامى بقا علشان يومك بكره طويل.
وتركتها وخرجت .... جلست زهره على طرف سريرها وهى تقول
ربنا يستر .
كان سفيان جالس فى غرفته يفكر كيف يتعامل معها .. هل يظهر لها حبه .. ام يجعلها تتعرف عليه اولا وعلى شخصيته وطباعة .... هو لا يعلم ... هو لم يتعامل يوما مع اى إمرأه
وقت جامعته كان رجال فقط فبالتأكيد كليه الشرطه لن يكون بها بنات وحين تخرج تعين فى مكان نائى حتى تم نقله الى القاهره بعد اكثر من ثلاث سنوات ... وجاء نقله للآداب ... وهناك كان يتعامل مع النساء ولكنهم ليس اى نساء نساء رخيصات ... تبيع انفسها لمن يدفع اكثر ...وهناك سمع وراء الكثير .. وكثيرات حاولت استمالته ولكنه كان كالتوط لا يلين .... حتى اتت تلك الاصابه بساقه وعينيه التى على اثرها أرادوا نقله للاعمال الاداريه ولكنه رفض واستقال وعمل مع صديق له فى شركه الحراسات الخاصه التى منها تعرف على السيد راجى ومهيره .
مهيره اه يا مهيره .قالها بالم حقيقى على تلك الفتاه البريئه التى تألمت كثيرا ... ومازالت انتبه لطرقات على الباب فتوجه سريعا وفتحه ليجدها امامه منكسه الرأس تحرك خطوه حتى يسمح لها بالمرور ولكنها لم تتحرك فقال
اتفضلى .
وبعد ان دخلت واغلق الباب قال
وبعد كده مش محتاجه
تخبطى علشان تدخلى ... دى اوضك زى ما هى اوضتى ...
لم تجيبه ولكنها حركت راسها بنعم ....ظلت واقفه فى مكانها فتحرك هو ليجلس على احدى الكرسيين ومدد قدميه امامه .... حركه عاديه لشخص طبيعى ولكن تلك التى تظن الظنون فى ذلك العاشق فهمت تلك الحركه غلط فتوجهت اليه سعد هو كثيرا بحركتها تلك ظنا منه انها ستجلس على الكرسى المجاور له و لكنه تفاجئ بها تجثوا امامه وتمسك بقدمه تخلع عنه حذائه سحب قدمه بقوه من بين بدبها وهو يقول بزهول
انت بتعملى ايه
لم ترفع عينيها عن الارض وهى تقول بصوت خفيض
بقلع لحضرتك الجذمه
مد يده ليمسكها من كتفيها لتقف امامه وهى منكسه الرأس
وقال
بصيلى
لم ترفع عينيها .. فقالها مره اخرى بصوت اعلى
بصيلى
رفعت راسها لتقابل عينيها بعينه لاول مره وترى ذلك الچرح عند عينيه عينيه انها رأتها قبل ذلك تلك العيون الخضراء خضار مميز خضار زرعى ... لكن ما هذا الچرح
افاقت من تاملها له وهو يقول
مين طلب منك تعملى كده .... ليه
ظلت تنظر اليه بتامل فانتبه انه بدون نظارته الان رات الچرح
عند عينيه .
اخفض بصره عنها دون ان يفلتها ثم قال
متعمليش كده تانى يا مهيره ... انت مراتى مش جاريتى
وتركها وعاد ليجلس فى نفس مكانه ولكنه خلع حذائه وجوربه ووضعهم جانبا .... ولبس خفه المنزلى و تحرك ليلتقط حقييتها التى كانت مازالت بجوار الباب ووضعها على السرير ... ثم تحرك الى الخزانه وفتحها واخرج بعض من ملابسه ليضعها فى الناحيه الاخرى ثم قال لها بهدوء
رتبى هدومك هنا .. وغيرى هدومك علشان تنامى
قالت سريعا
طيب فى اى حاجه افرشها على الارض
نظر لها ببلاه و قال
ليه
قالت بطيبه شديده
علشان انام عليها
كان الان يشعر بان بداخله ڼار هل ما تقوله حقيقه هل تظن للحظه انه سيتركها تنام ارضا
تقدم منها ووقف امامها وقال
وانت فاكره انى هخليكى تنامى على الارض .. لو انت مش عايزانى انام جمبك على السرير ..على الرغم من انه شيء عادى بما اننا متجوزين يبقا انا الى هنام على الارض
نظرت له ببلاهه وقالت
لا طبعا ازاى حضرتك تنام على الارض ده بيتك ودى اوضك وده سريرك ... لكن انا .... انا
كان ينظر لها بتركيز وقال
انت ايه .... انت مهيره الكاشف ...بنت اغنى رجل اعمال ليه بتعملى كده ليه
نظرت اليه و عينيها تمتلئ بالدموع وقالت
حقيقى عايز تعرف .... انا هحكيلك
.... الفصل السادس عشر
كان حذيفه جالس يشاهد التلفاز بعد ان انام أواب فى سريره .... ظل يفكر ويتذكر اشياء متفرقه من حياته مع مارى
حين قابلها اول مره كان قد لمح بها شبه من جودى بشعرها الذهبى الطويل ...و عينيها التى كانت تشبه العسل
ابتسم فى داخله وهو يتذكر مجنونته زئرده الصغيره وكم كانت تناكفه ... وكيف سافر وهى تخاصمه ... لقد طلبت منه الا يسافر .... ارادته بجانبها ولكنه لم يستطع كان لابد من سفره لاكثر من سبب
الاول الهروب من تلك المشاعر التى تتملكه لصغيرته