الأحد 06 أكتوبر 2024
تم تسجيل طلبك بنجاح

رواية بقلم سلوى فاضل

انت في الصفحة 27 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز

واعتذر فامسك يدها وتحدث بضيق بيين ليه يا حبيبة أنا قولت له رايح لو عايزة تيجي تعالي مش عايزة براحتك أنا رايح. لا يا عبد الرحمن مش حتروح. أيه يا حبيبة! أنت شايفاني صغير! يعني اتصل أقوله المدام قالت لي لأ مش هتروح. تجمدت من طريقته وجلست محلها شاحبة الوجه والله مش قصدي أنت تعبان أنا خاېفة عليك! مش كل شوية تقولي لي أنت تعبان أنت تعبان خلاص عرفت إني تعبان. ضغط براحتيه على رأسه واغمض عينه بقوة. فاقتربت منه بلهفة أنا آسفه ما تضايقش اخدت الدوا طيب أجابها بأشارة نافية بأع يده فأسرعت وأرته والماء تحب تنام شوية حنام ساعة كده. طيب تعالي يا حبيبي أنا حدخل جنبك. بكت خوفا لا تعلم ما يمكنها فعله لأجله. وبالمساء ذهبا إلى محمود اړتعبت حبيبة بمجرد رؤية محمود وشعرت بتحفزه دعت الله كثيرا أن يمر اليوم بسلام وأن يحفظ لها عبد الرحمن فكان محمود بقمة غضبه. طلب محمود من بسمة أن تعد لهما مشروبا وطلب من حبيبة مرافقتها فرفضت الاخيرة فأجابها محمود بصرامة. أنا عايز اكلم جوزك تفضلي. روحي يا حبيبة مع بسمة على ما أتكلم مع محمود خير يا محمود تفضل. تركتهما تشعر بالسوء متخوفة من حالة عبد الرحمن الصحية فبدا عليه التعب بشدة. يا عبد الرحمن والدتك زودتها قوي الصراحة أنا مش عارف هي إزاي كده! لاحظ إنك بتتكلم عن والدتي أنا عديت طريقة كلامك من شوية بالرغم إني ضيفك قولت مضايق شوية لكن عند أمي يا ريت تتكلم بطريقة أفضل. يمكن عندك حق في العادي لكن والدتك تصرفاتها غريبة اتصلت بي النهاردة وسمعتني كلام غريب جدا ما يناسبش حد في سنها. احتدت ملامح عبد الرحمن ونبرته كان جالسا فوقف وارتفع صوته اتكلم عنها كويس بقولك. ساقتها أقدامها إليهما فصړخ بها عبد الرحمن مش قولت لك خليك بره! انتفضت حبيبة وخرجت تبكي تراقبهما عن بعد وتحدث محمود بسخرية متسائلة ما تتعصب عليها وتزعق لها قدامي شوف والدتك اللي قالت كلام يصغرك ما يضايقني والدتك اتهمت حبيبة إنها سحرت لك وإنها ممشياك على هواها وبتوقع بينك و بينها عشان تبعدك عنها بتتهم اختي إنها سبب طلاقك لمراتك السابقة. صدمة ما تلقاه الآن لا يقل عن تلقيبه پصدمه لم يتوقع أبدا حديثها هذا اشتد ألم رأسه واختل توازنه فهبط على الكرسي جالسا اقتربت حبيبة تراقب وكاد قلبها يقف هلعا. عبد الرحمن بحزن شديد يبحث عن الكلمات التي قد تبرر ما فعلت هي أكيد متضايقة جدا فخانتها الكلمات يمكن عشان شديت معها بالكلام الصبح أنا آسف على اللي قالتهوبعتذر بالنيابة عنها ثم نده على حبيبة حبيبة يلا حنمشي. لا يا ريت تسيب حبيبة هنا كام يوم. هو أي تحكم وخلاص! دي مراتي وأنا بس أقول تقعد فين. أنا عارف إنها مراتك ودي كانت غلطتي خلص أمورك مع والدتك وبعدين تعالى خدها. عبد الرحمن انفعل بقوة وعلا صوته بقولك مراتي وكلامي هو اللي يمشي عليها وهتروح معايا. كانت بسمة تراقب الأمر من بعيد ولما احتدمت الأمور وأصبحت حبيبة بين شقي رحى تدخلت استهدوا بالله واستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم اللي بيحصل ده مش حيحل حاجة معلش يا عبد الرحمن محمود معذور طنط كلامها يوجع وفي اټهامات لحبيبة ربنا يشهد إنها بريئة منها وأنت كمان يا محمود هي والدته ولازم نلتمس ليها العذر اهدوا وما تجوش على حبيبة شوفوا واقفة مقطعة نفسها من العياط مقسومة بينكم. اشفق عبد الرحمن على حبيبة وحاول النهوض فقد توازنه وكاد أن يسقط فتمالك ذاته ذهب إليها وكانت جالسة على السفرة فجلس بجانبها وامسك يدها ما تخافيش مش حسيبك أبدا. وتحدث معها بصوت خاڤت وبالمقابل تحدثت بسمة مع محمود. بالراحة شوية يا محمود عبد الرحمن شكله تعبان قوي هو مش مسئول عن كلام والدته ومش حيقدر يعملها حاجة هي أمه مش مراته وأنت بنفسك شوفت اهتمامه بحبيبة وبدراستها شوف حبيبة عاملة ازاي تايهة بينكم عينها ورمت من البكى بص عليهم بالرغم من إن شكله تعبان جدا ومتعصب بس ماسك ايدها وبيهديها حط نفسك مكانه. عمري ما حكون مكانه أمه هي اللي عملت فيه كده مش أنا أما حبيبة فأنا مش عارف أقول أيه! بصي أنت على شكلها هي دي حبيبة اللي كانت هنا! شايفاها بقت إزاي! طول الوقت توتر ومشاكل. أنت عملت اللي عايزه سيبهم يروحوا وتتكلموا بعدين عشان خاطري يا محمود. فكر قليلا ماشي يا بسمة أنا داخل جوه حسيبهم يعملوا اللي عايزينه. بعد حديث طويل بين حبيبة وعبد الرحمن تحدثت حبيبة برجاء باكية هكلم لمحمود ثوان ما أنزل. مش عايزة تيجي معايا يا حبيبة لا والله! بس مش عايزة أنزل وهو زعلان مني عشان خاطري يا عبد الرحمن! ربت على ظهر كفها يطمئنها ماشي يا حبيبة واغسلي وشك ما تنزليش كده. جلست أمام محمود خجلة منه تخشي غضبه ما أن نطقت اسمه انخرطت في نوبة بكاء حادة ثم استحلفته ورحمة بابا وماما ما تزعل مني! ولأول مرة يده وايترسلت والله هو ما لوش ذنب! والدته هي السبب في كل اللي بيحصل. اشفق عليها واختلطت مشاعره بين حزن وأسى ڠضب منها فلم يفهم موقفها توقع ان توافقه الرأي نظر إليها بحنان ومسد على رأسها مغا بسمة مجبرة صغيرة ليبثها الطمأنينة اعملي اللي شايفاه يا حبيبة. ذهبت حبيبة مع عبد الرحمن ولم تستطع ان توقف دموعها فعبد الرحمن منهك القوى يداهمه صداع شديد استنزف باقي طاقته وشوش رؤيته فترك سيارته وعادا سيرا وكانت هي عكازه طوال الطريق وهي توزع نظراته بينه وبين طريقهما يرتعد قلبها خوفا وحسرة عليه كل منها يحدث ذاته ليه يا أمي تعملي كده! تصغريني تخلي حد أصغر مني يكبر عليا! يغلط فيك وفيا وما أقدرش ارد ابص في وش مراتي ازاي اقف أكلمك وأنا عارف اني شايفاني صغير ازاي! زمان بابا كان يعاقبني لما اغلط وأنت بتعاقبيني عشان بطلت اغلط ليه عايزاني آذي إنسانة حبتني بصدق ما وقفتش قدام عيوبي وشافتني بقلبها استحملت اللي عملتيه فيها وسامحت أنت حتى ما سألتيش لحد النهاردة أنا روحت للدكتور ليه ولا قال أيه يا تري يا أمي شايفاني أصلا! ولا مش شايفة غير اڼتقامك من اللي حصل لك زمان! وټنتقمي من مين! ليه يا طنط كده! أنا من وقت ما تجوزت بحاول أقرب بين محمود وعبد الرحمن كده بعدت قوي مش كفاية تعب عبد الرحمن ده بيرجع من عندك كل مرة تعبان قوي وأنا بمۏت كل لحظة وأنا عاجزة عن علاجه وبخاف بخاف قوي عليه يا رب نجيه واشفيه يا رب! ما تخدوش مني أو خدني معه وريحيني من الدنيا اللي مش عايزاني أفرح أو ارتاح. طوال الطريق يراودها القلق وخوف يتملكها هاجس حلول مكروها به تشعر بمرضه ووهنه الذي يحاول جاهدا تحمله فكان مصفر الوجه تعلم إنه لن يشكو يتحمل مهما زادت وطأة الألم وما زاد قلقها عليه طريقة مشيه وثقل حركته. وبالبيت بدأ عبد الرحمن يفقد توازنه فجلس على أول كرسي قابله. مالك يا عبد الرحمن تعالي نروح للدكتور لا أنا اكلمه دلوقتي يجي. رد بصوت متعب وضعيف لا يا حبيبة أنا اخد الدوا وأنام. يا عبد الرحمن أنت تعبان بقالك كتير سبني اتصل بالدكتور يجي. خلاص يا حبيبة بكرة بكرة. حاول عبد الرحمن النهوض ولم يستطع فساعدته حبيبة وقف وحاول طمأنتها تحرك خطوتين ولكنه لم يستطع التحمل أكثر فسقط أرضا. صړخت مه وحاولت إفاقته دون جدوى فاتصلت بمحمود مڼهارة بالكاد تتحدث الحقني يا محمود. في أيه يا حبيبة ضړبك! قولت لك... حرام يا محمود حرام كفاية عبد الرحمن وقع ومش بيفوق أنا خاېفة قوي الحقني بالله عليك. حكلم الإسعاف واجيلك ما تخافيش يا حبيبة. فاغلق معها واتصل بالإسعاف كانت بسمة بجانبه فتساءلت بقلق شديد في أيه يا محمود مين تعبان تحدث وهو يتخرك ليبدل ملابسه عبد الرحمن فقد وعيه ومش بيفوق وحبيبة مڼهارة. قولت لك تعبان شكله كان باين وأنت ضغطت عليه جامد وللأسف أول مرة تغلط في حد. رد بعصبية وتوتر خلاص يا بسمة ربنا يعديها على خير. طيب اجي معاك. والأولاد نسيبهم فين مش ينفع لازم انزل بسرعة. وصلت الإسعاف ولازال عبد الرحمن فاقدا لوعيه تحركت حبيبة مع محمود خلف سيارة الاسعاف وهي وأ حالاتها مڼهارة وصل خۏفها لدرجة الړعب والذعر شعر محمود بالذنب تجاه عبد الرحمن وتألم كثيرا من اجلهما. وبالمستشفى نقل عبد الرحمن غرفة العناية المركزة أخبرهم الاطباء بارتفاع ضغط الډم بصورة مقلقة وكذلك نسبة السكر واخبروهم باحتمال وجود جلطة وسيجرون بعض الفحوصات للتأكد وتحديد مكانها. صدمت لم تعد تحملها قدمها فجلست أرضا بموضعها تكرر كلمة واحدة. جلطة. جلطة يا رب يا رب سيبه يا رب خليه. حبيبة مش كده قومي تعالي معايا لسه الدكتور بيقول لسه بيتأكدوا. مش قادرة والله يا محمود! مش قادرة هو كان تعبان و بقالي كتير بتحايل عليه نروح للدكتور مرضيش مآجلها من الامتحانات والله تحايلت عليه والله! والله! جلسا لأكثر من ساعة لا يعلمان شيء عنه وحالة حبيبة سيئة جدا لم تجف دموعها سأل محمود عنه وحاول معرفة أي شئ فاخبره الأطباء ان لديه جلطة قريبة من القلب لكن ولحسن الحظ في بدايتها و اعطوه ادوية لإذابتها و سيظل بالعناية المركزة حتى يسترد وعيه. حبيبة اهدي بقي وبطلي عياط. خاېفة قوي يا محمود هما مش عايزين يقولوا تأكدوا ولا لأ ليه هو حالته متأخرة قوي عشان كدة مش عايزين يقولوا! هيسيبني صح! ما تعبش كده غير بعد جوازنا. يا حبيبتي ما تخافيش ان شاء الله خير ده نصيب في الأول والاخر أنا سألت على عبد الرحمن وقالوا حالته. التفتت اليه حبيبة وامسكت يده قالوا لك أيه عرفت حاجة فاق يا محمود! اهدي بس بالراحة كده هما حددوا حالته خلاص. وأيه يا محمود قول بالله أنا مش قادرة قول هو تعبان قوي! صح انتحبت مع كلمتها الأخيرة. أنت كده ممكن يحصل لك حاجة على الاقل اهدي شوية عشانه هو محتاجك. حاضر . جففت دموعها وحاولت ألا تبكي قول بقي. هو عنده جلطة فعلا. عاودت البكاء من جديد فاسترسل ما تخفيش كده قالوا في بدايتها ويسطروا على الحالة
26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 63 صفحات