رواية بقلم سلوى فاضل
طالعته رأت انكساره واضحا لم تهتم وأدرك هو عدم معرفتها لموافقته ولم يرد النقاش فأجاب باختصار شديد قدمي الطلب وأنا هكمل لك الإجراءات أبدل ملابسه وجلس بالشرفة ظل بها حتى اقتحمه النوم أما هي فشعرت بسعادة جراء حالته تدعو الله داخلها أن ينتقم منه وأن يزيد ألمه ومعاناته تملكها إحساسها بالقهر لما يفعله بها والذي ختمه بإرغامها على ترك العمل ورغم رفضها للفكرة إلا أنها رحبت بجانبها الآخر وهو الابتعاد عنه وعدم رؤيته والتعامل معه لفترة تستطيع أن تستنشق هواء نقي بعيدا عنه وعن قهره وجبروته لاذ بالصمت وتجنب الحوار اتخذ كل منهم مجلس بعيدا عن الأخر زادها بعده جرأة ترغب في إيلامه بأي طريقة وإن كانت بضع كلمات تحتد بالحوار تقذفه بالكلمات تدعو عليه جهرا بالبداية لم يستطع منع نفسه عن ټعنيفها باليوم الرابع لقراره و ذهابه للعمل وضعت حسناء طعام الإفطار على المنضدة وجلست بصمت ولم تتناول معه الطعام تجاهلها تماما كي لا يحدث صدام يمنع نفسه عنها بكل طاقته ولكن لمذاق الطعام رأي أخر فالبعض مالح والبعض فاسد وبقوة مزيفة اكتسبتها خلال أيام لا تتجاوز أسبوع أجابت أيه المشكلة بالسم الهارى ضړب المنضدة وكأنها اشتاقت للألم والإهانة حاول تهدئة نفسه لا يريد ايقاظ الۏحش الثائر الكامن داخله رغم ارتجافها لغضبه إلا أنها لم تتراجع حين لاحظت صراعه تريد الضغط عليه ورؤية معاناته نهض وتحرك ليغادر يعلم ان زاد دقيقة أخرى نفذت قوة تحمله وعاد لفعله لكنها لم تصمت والق على مسامعه ما حسم صراعه وأخرج وحشه الذي اصبح ثائر يا رب ما ترجع تاني حسبي الله ونعم الوكيل كاد أن يخطو خارج المنزل فأعاده دعائها أغلق الباب بقوة رجت أرجاء المنزل ارتجفت وشحب وجهها تيقنت من تذوقها الألم أرادت إيلامه وهي من سيتألم الآن بدأت تتراجع للخلف مع تقدمه البطيء وكلماته التي تلت حركته أنا ماسك نفسي عنك بالعافية بس واضح إنك حابة اللي بيحصل واشتقتي له صح تعالي أفكرك عملي لم تصمت أو تتراجع وسارت على دربها لاستفزازه بدأ ولم يفق من حالته إلا حين أخرج ما حپسه داخله طوال الأيام السابقة وحينها نهشه الندم من جديد ليس من أجلها ولكن لما آل إليه ووحشيته التي طفت وتصدمه يوما بعد يوم عدة ايام مضت وهم على منوال حياتهم هو يتجنبها قدر المستطاع وهي تستجمع شجاعتها كل حين وترميه بكلمات مسمۏمة تجاهر بدعائها عليه وهو يكبح زمام غضبه وإن تفاقم للذروة نالت من لسعات حزامه الكثير كره العودة للبيت فيرجع بأوقات متأخرة لا يرافق زوجته حين يذهب لوالدته رغم تذمر حافظة واشتياقها ممارسة دورها پقهر زوجة ابنها حين أيقنت عدم رضوخ عبد الرحمن لها ذهبت إليهما وضعت الكثير من الخطط حتى نالت مرادها مستمعة ولم تهتز لسماع دعاء حسناء على ابنها هي أرادت حياتها عادية لم تطمع بالحب ولكن طمعت في المودة والرحمة فلم يدور بذهنها أو تتخيل أن الشخص الذي طالما رأته مبتسما بشوشا متدين يتمنع بكل تلك القسۏة وهذا التناقض فهو لا يتعامل معها بلطف إلا حين يراها حبيبته السابقة ويناديها مها مما يزيدها بغضا له وإن حالفها الحظ ونظر لعينيها أثناء ټعنيفها ورأى حبيبته داخلهما فيتوقف على الفور بين ذراعيه بحنان وحماية معتذرا منها سئم عبد الرحمن من حياته فكلما عاد للمنزل رأي نظرات الكره بعينيها جلية يشعر ببغض شديد من نفسه أما حسناء فضاقت بها الدنيا وتحملت الكثير كي لا تلقب بمطلقة فالناس لا ترحم المطلقات خشت إن تطلقت عانت من الناس وحديثهم فهم يتركون المجال لخيالاتهم وظنونهم ويرون المرأة دائما مذنبة وإن كانت الحقيقة خلاف ذلك فاق الامر طاقتها استنفذت كامل طاقتها ضغطت على أعها لدرجة أرهقتها ذاب ها من وقع ما تتلقى من جلدات وجهها مما بات يتلقى من صڤعات فمؤخرا أختزل عقابها لعدة صڤعات ثم يتركها مغادرا البيت باكمله ترتعش بوجوده وإن ابتعد تصرخ كلما مر جانبها أحيانا يشفق عليها لم ترض حافظة لمحاولات عبد الرحمن في السيطرة على غضبه ففكرت بشيء جديد سألته عن علاقتهم الحميمية وتمكنت من اقناعه بعد طول حديث تخدام الشدة أثنائها لإحكام سيطرته على غضبه وتحت ترغيب واقناع فعل لم يهدأ بل زاد بغضه لذاته متذكرا توسلات حسناء ورجائها ليتوقف يشعر بالغثيان والاشمئزاز من نفسه بعد بضع مرات شحيحة زهدها نهائيا لا يقربها تعجب من نفسه لما وافق والدته ولما فعل فرحت حسناء بابتعاده عنها وقررت الانفصال لكنها تأخرت كثيرا وتدهورت حالتها وازداد هلعها لدرجة مرضية لم تعد تخفى عن الجميع منذ فترة ها يضيق عليها وعقلها يخبرها بوقوع مكروه لابنتها كلما حادثتها بالهاتف انقبض قلبها رغم طمأنت ابنتها لها زادت أحلامها التي تخبرها بمعاناتها قررت الذهاب إليها لتقطع الشك بالقين لكنها صدمت من حالتها تبدلت ابنتها علمت سبب تهرب عبد الرحمن منها ڼزف قلبها من هيئة ابنتها وطريقة حديثها بوجود عبد الرحمن الذي تركهما وغادر المنزل ضمت ابنتها بحنان وخوف واعتصر قلبها ألما ربتت على ظهرها حتى هدأت قليلا حاولت فهم ما حدث دون فائدة ايقنت ضرورة ذهابها من هذا البيت فأخذتها دون سؤال عبد الرحمن عاد عبد الرحمن ولم يجدهما فشعر بالراحة لأول مرة منذ زواجه تمنى ألا تعود مجددا وأن تثور عليه وعلى حياتهما لم تعلم والدتها ما عليها فعله فلجأت لسؤال جار لهما توطدت علاقته بهما منذ انتقاله للسكن جوارهما بسبب ظروف زوجته المړضية فدلها على طبيب نفسي فذهبت لاستشارته حطت عليها الطامة الكبرى صدمة أخرى طالتها أصيبت ابنتها بحالة نفسية جراء معاملة زوجها وستحتاج لفترة علاج طويلة تعتمد على مدى قوتها واستجابتها للعلاج وبعد جلسة مبدئية مع الطبيب وحديث مختصر متقطع من حسناء قصت مقتطفات مما عانت فتجلى سبب حالتها واضحا واخبرها الطبيب بوجوب ابتعاد حسناء عن زوجها وإلا تدمرت نهائيا شعرت والدتها بان العالم يدور بها اشتغلت ڠضبا من عبد الرحمن وابنتها ايضا لما صمتت! لما تحملت واخفت الامر عنها! عادت لبيتها مع ابنتها ظلت جوارها حتى ذهبت في نوم عميق بسبب العلاج الذي كتبه الطبيب لها ثم توجهت الي عبد الرحمن وهي بقمة ثورتها وڠضبها منه ما أن وقع بصره عليها شعر بالخزي من نفسه لم يجد ما يدافع به عن نفسه تحدثت ساخطة عليه هي دى الأمانة اللي آمنتك عليها تعمل في بنتي كده! عملت أيه عشان تها وتعذبها بالشكل ده! مهما كان غلطها ما يديكش الحق تعذبها بالصورة دي فرضا غلطت تعالي كلمني قولي بنتك غلطت في كذا وأنا أتصرف هافهمها غلطها وأخليها تعتذر لك كمان لكن بأي حق تمد إيدك عليها ها كله أزرق ومتقطع يرضي مين ده! ده الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام قال رفقا بالقوارير ولو غلطت قال اهجروهن في المضاجع حتى لما شرع ضړب المرأة كان أخر حاجة وبحدود لم يجد ما يجيب به فهي محقه بكل ما قالت أخفض رأسه خزيا بحث عن كلمات يدافع بها عن نفسه ولم يجد يا طنط أنا أنا قاطعته پحده أنت غلطان من ساسك لراسك أنت فاكر عشان يتيمة ومالهاش أب يجيب حقها هتبيع وتشتري فيها لا تبقي غلطان بنتي مش داخله هنا تاني طلقها وزي ما دخلنا بالمعروف نخرج بس ياريت يبقي بالمعروف مش زي عشرتها معك هي غلطانة عشان سكتت ورضيت وللأسف بقت مشتركة معك في الغلط اللي هي بس هتتحمل نتيجته وعايزة أقول لك اني مش مسامحاك وهدعي ربنا كل يوم ياخد حق بنتي منك حسناء بقت مريضة بسببك منك لله يا أخي تركته غارقا في خزيه رغم راحته النفسية التي غزته كأنه تخلص توا من حمل شديد الثقل أخيرا سترحل حسناء دون عودة أربعة أشهر فقط هي فترة زواجهما فترة كفيله بإعيائها وإتها بحالة نفسية فترة ډمرت روحها وحطمت معنوياتها وكبريائها فترة ليس فقط ازهاق الروح ازهاق الأمل والرغبة في الحياة أربعة أشهر أرته جانبا سيئا به لم يعرفه ا ولم يتوقعه يوما جانب ۏحشي غير إنساني لم تكن تلك الصدمة الوحيدة فصډمته بوالدته كان هائلة لم يتوقع تعطشها للعڼف وميلها للقسۏة لتلك الدرجة بدأ الناس بتناقل ما حدث أصبح حديث العامة يضعون تحليلهم ولمساتهم يؤولون الأحداث يضيفون ما رغبوا ولا رقيب أو حسيب على حديثهم والحقيقة الثابتة التي لم يختلفوا عليها هي الصدمة صدمتهم جميعا بشخصية عبد الرحمن قد تبين للجميع مدى سوءها ومدى لم تلتفت والدت حسناء لما يقصه الناس عزلت ابنتها عنهم وابعدتها عن اي ضغط أو توتر لم تعاتبها حتى فقط تحتويها وضعت حسناء قدمها على أول درجات الشفاء ببعدخا عن معذبها عبد الرحمن الناقمة الوحيدة لما حدث هي حافظة لم يعشبها ما حدث ما زالت متعطشة للمزيد رفضت بشدة توثيق الطلاق ورغم أن عبد الرحمن قد عزم على إتمامه ولن يحيد عنه إلا إنه لم يعارضها وترك الأمور معلقه لبعض الوقت مخططا إنهائها بالوقت المناسب رفضت حبيبة تصديق ما سمعت وكأنهم يتحدثون عن شخص أخر قلبها يخبرها أن هناك خطأ ما حزنت من أجله رغم تألمها لزواجه وتأكدها أنها لم تخطر بباله يوما إلا أنها لم تتمنى فشل زواجه وتمنت له السعادة والنجاح بها تابعت أخباره التي زادتها اكتئابا جلست مع سما بالمكتبة التي اعتادت الوقوف بها بعد ۏفاة والدها احمدي ربنا أنك عرفت حقيقته وأنت بعيد بدل ما كنت أنت مكانها اجابتها بحزن عميق إستحالة يكون زي ما بنسمع إستحالة متأكدة إن في حاجة غلط أكيد الناس بتهول ليه متأكده كده! محمود كان قال أن ده طبعه قال مش بيسيب حقه يعني لو حد أذاه بصي اسمعي مني سيبك من اللي بيحصل وركزي في المذاكرة الترم اللي فات مركزتيش بسبب جوازه والنتيجة انك شيلتي مادتين على غير العادة وأنت دايما متفوقه ومحمود فضل أسبوع كامل مش بيكلمك وفيه أنت ما بطلتيش عياط ربنا يكرمك بقي ركزي في المذاكرة عشان أنا شايفاكي مكتئبة أكتر من الترم اللي فات بتروحي الكلية بالعافية وتقريبا مش بتفتحي كتاب أجابتها بوهن مش قادرة تعبانة قوي حاسة إن مكان قلبي حجر تقيل مش قادرة أشيله مش قادرة أتحرك من تقله حزنت سما من أجلها وأشفقت عليها مرددة ربنا يستر وعلي النقيض كان عبد الرحمن سعيدا بانتهاء زواجه بعد فترة مماطلة لإراحة