رواية للكاتبة منى محمود
بها قليلا ثم تحدث
ايد ابوكي بالعافيه تقومي انهاردة تخرجي لوحدك من غير إذن و تطلعي تاني تتكلمي في التلفزيون انتي خلاص مبقاش ليكي ظابط ولا حاكم فاكرة نفسك هتقدري تخرجي من تحت طوعنا
حاولت تشجيع نفسها وتحدثت پخوف جاهدة إخفائه
اانا مجبتش سيرتكم المرة دي والله انا بس حكيت اللي محمود عمله في علي انا كل ال عايزاه حق ابني يا إسماعيل
اخرسي مش عايز اسمع صوتك فضحتينا في كل حتة مش كفايه ڤضيحة امبارح لا عماله تزودي في غلطاتك بس لو كنتي نسيتي إسماعيل و ايد إسماعيل فحالا افكرك يمكن تتعدلي
حاولت أن تبتعد عنه أكثر لكن لاين ستهرب
استغربت تلك التي تجلس بالخارج فمنذ أن دخل إسماعيل وهي لم تسمع صوت صړاخ نرجس لكنها ما لبثت أن استمعت إلي صړاخها فشعرت بالفرحة تغمر قلبها فابتسمت في رضا واتجهت إلي الغرفه المطبخ لتحضر الطعام لحفيدها حتي يأكل جيدا بعد المجهود الذي يبذله الان
في ايه يابني بطل ضړب البت ھتموت في ايديك في ايه فهمني
إسماعيل الهانم خرجت تاني من ورانا والله اعلم راحت فين ومش بس كدة دي اتكلمت تاني في التلفزيون و النت كله ملوش سيرة غيرها ايه رايك بقا
اسماعيل اشمعني بالليل ليه مش الصبح
عبد الهادي عشان الصبح كامل هيجي هو و محمود ونشوف هنحل ازاي الموضوع دا ولما نخلص معاهم هنرجع ع البلد علي طول
إسماعيل ماشي يا حج اللي تشوفو المهم الزفتة دي متخرجش من هنا انا خدت منها التلفون ولازم من هنا لحد ما نسافر حد فينا يكون في البيت معاها ستي بس مش قادرة عليها
نظرت لهم نرجس وهي تكاد لا تري فالرؤية أصبحت لديها مشوشه من فرط ما تعرضت له من ضړب حاولت إخراج الكلمات من فمها لكنها لم تستطع فاستسلمت للاغماء فعلي ما يبدو أنه ملاذها الوحيد الآن
الفصل السابع
ظلت نرجس بغرفتها طيلة اليوم تعاني من آلام قلبها قبل آلام جسدها فقط تدخل رقيه والإبتسامة لم تفارق وجهها لتضع لها طعامها الذي لم تقربه نرجس منذ اختفاء صغيرها ثم تخرج مرة أخرى وقع نظر نرجس على زجاجة عطر اتي بها أخيها لاستعمالها حين يذهب لقضاء أعماله شردت بفكرها الى يوما من اصعب ايام حياتها
محمود فرحا بينما كانت هي ترتب ملابسه في الحقائب إستعدادا لترتيبات زفافه الذي يقام غدا
بسرعه شوية يا نرجس مش عايز اتاخر لسه ورايا مشاوير كتير هعملها
لتترك هي ما تفعله و تجلس علي الفراش وتنظر له جيدا وتقول
انت مش قلتلي أنك هتيجي هنا ديما واخد كل هدومك و حاجتك ليه يا محمود
محمود بهدوء
عادي يعني وبعدين ما انا قايلك اني أغلب الوقت هكون مع هبه فطبيعي كل حاجاتي تكون هناك
وبعدين هو تحقيق ولا ايه خلصيني بقا من فضلك ورايا مشاوير قلتلك
نرجس
حاضر يا محمود هخلص
بسرعه اهو بس لو سمحت متخلفش وعدك معايا لو مش عشاني ف علي الاقل عشان خاطر ابنك
محمود
اللي وعدتك بيه هنفذة يا نرجس متقلقيش
نرجس
ممكن اسألك سؤال
محمود مترقبا
سؤال ايه
نرجس
انت ازاي قادر توريني فرحتك بجوازك من واحدة تانيه اوي كدة ازاي مش فارق معاك مشاعري للدرجة دي
محمود مرتبكا
لا طبعا اكيد فارق معايا مشاعرك بس بس انا راجل صريح شوية ومبعرفش اداري اللي جوايا
نرجس
بجد مبتعرفش تداري اللي جواك طب يا تري ايه اللي جواك ناحيتي
محمود
انت مراتي يا نرجس واظن أن من يوم ما اتجوزتك وانا رحمتك من الحياة الصعبه اللي كنتي عيشاها مع أهلك ولا مرة مديت ايدي عليكي ولا مرة رفعت صوتي عليكي لكن القلوب وما فيها دي مش بأيدينا يا
بنت الناس انا قلبي اتعلق ب هبه من أول لحظة شوفتها فيها ومن وقتها وهو معاها ومفارقني صدقيني ڠصب عني وانتي هتفضلي هنا معززة مكرمة كل طلباتك هتوصلك لحد عندك وهاجي من وقت ل التاني ابص على علي لكن لا هقدر اجي كتير ولا هقدر ابات هنا دي كانت من شروط هبه عشان توافق ترجعلي ونتجوز انا اسف
تركها وغادر الشقة بأكملها أخذت تبكي تحسرا على حالها فهي منذ ولادتها لصغيرها و رؤية السعادة واضحة علي وجه محمود ظنت أن وضعها سيتحسن وستعيش الباقي من عمرها في سلام ولكن على ما يبدو أن الرياح تأتي بما لا تشتهيه السفن
باك
عادت إلي واقعها الأليم واقع مهما حاولت الهرب منة ترجع إليه مرة أخري اقتحم الغرفه إسماعيل وهي ما أن راتة حتي أنكمشت في نفسها تضم ساقيها ببعضهما و تحيطهما بذراعيها نظرت له پخوف ولم تستطيع الحديث فبادر هو كاسرا الصمت بينهم
محمود اجل المعاد لبكرة عشان السكر عند عم كامل مش مظبوط والراجل مصمم يحضر القاعدة دي اعرفي أن اللي الرجاله هتتفق عليه هو اللي هيتم مهما كان علي هواكي ولا لا مفهوم
تركها وغادر أنهارت نرجس من البكاء وخارت أعصابها حتي استسلمت مرة أخرى للاغماء ولم يشعر بها أحد
أما بالخارج كانو يجلسون يتشاورن كيف يسيطرو علي هذة الڤضيحة قبل أن تكبر أكثر
اسماعيل
انا مش فاهم بصراحة يا حج انت ليه مستجعل اوي كدة ع سفر نرجس للبلد
عبد الهادي
وانت
عجبك قعدتها هنا والفضائح اللي عملهالنا
جاء اسماعيل ل يرد علي والده قاطعة صوت رقيه
رقيه بتكشيرة
ايه دا !!!
عبد الهادي بهدوء
ايه ياما في ايه
رقيه
معقول مش شاميين الريحة دي دي ريحة وحشه اوي يا ساتر ايه دا
اسماعيل
بص بنتكلم في ايه وستي في ايه
رقيه
الله يعني عجباك القعدة في الريحة دي
عبد الهادي منهيا الحديث
تلاقيها بس ياما قطة مېتة ولا فار مېت ابقي دوري كويس في الشقة ثم وجهه حديثة الي اسماعيل اقولك انا مستعجل ليه
مر اليوم بدون أحداث تذكر
محمود يتجنب الحديث مع والده و يحاول الحديث مع هبه التي ما أن ذهبت إلي بيت والدها قامت بغلق هاتفها نهائيا
نرجس حبيسة غرفتها تهرب من واقعها وكلما سمعت صوت أخيها أو أبيها ينتابها الخۏف الشديد وكأن كل القوة التي ظنت يوما أنها اكتسبتها قد تبخرت و زالت
مؤمن لا يعلم كيف يساعدها حاول محادثتها اكثر من مرة للاطمئنان عليها وفي كل مرة الاجابه واحدة الهاتف مغلق بدء القلق يتسرب إلي قلبه وعزم امره أن يذهب غدا بنفسه للاطمئنان عليها فلا يستطيع الانتظار أكثر من ذلك ليس بعد ما سمعه منها عن معامله أهلها لها وعند تذكره جلوس أهلها معها بالمنزل ذاد القلق بداخله وحاول التماسك قدر المستطاع ل يوم غد فاخد يلهو نفسه في العمل حتي يمر الوقت بسرعه
وفي اليوم الرابع استيقظ جميع من في منزل نرجس علي الرائحة الغريبة والكريهه والتي كانت لا تحتمل ظلت رقيه تدور بالمنزل لمعرفة مصدر الرائحة ولكنها فشلت كذلك عبد الهادي الذي كاد يجن فقد بحثو في كل مكان دون فائدة
وعند الظهيرة آتي محمود وكامل وكان في استقبالهم اسماعيل و عبد الهادي جلس الجميع في صمت في جو مشحون بالتوتر حتي بادر عبد الهادي قائلا
اول هام لازم تعرفوا إني هاخد بتي معايا وانا راجع مش هسيبها هنا تاني ثاني هام انا عايز اسمع منك يا محمود ايه اللي حصل بالظبط وقول الحق احنا دلوقتي قاعدين قاعدة رجاله من غير محاضر ولا بوليس ولا سجن متقلقش
محمود مرتبكا
صدقني يا عمي انا ولا كلمتها ولا جيت الشقة هنا أساسا من شهر تقريبا أنا واثق أن علي تاه منها وكل اللي إحنا بنعملة دا تضيع وقت علي الفاضي مفروض نشوف تاه منها فين ونحاول نرجعه والمصېبة الأكبر يكون اتخطف انا حاسس اني في دوامة ومش عارف اتصرف ازاي
كامل هازئا
وانت ما شاء الله بتحس اوي
محمود منفعلا
ارجوك يا بابا كفايه كدة انا معملتش حاجة غلط
كله كان بعلمها و رضاها كفايه تقطيم فيا بقا دا مش وقتة
قطع كلامهم خروج رقيه من
المطبخ بالمشروبات للمضايفة وتحدثت بضيق
اتفضلو يا جماعة ولا مؤاخذه بقا علي الريحة الوحشه دي والله قلبنا الشقة من امبارح ومش عارفين جايه منين
وقبل أن يرد عليها أحد رن جرس المنزل فتوجة اسماعيل وفتح الباب وما أن راي أمامة مؤمن حتي ارتسمت معالم القلق والضيق علي وجهه تجاهل الاخير ذلك و سأل في نبرة حازمة
السلام عليكم ممكن اتكلم مع نرجس شوية
رد اسماعيل بضيق واضح
خير يا حضرة الظابط في حاجة جديدة ظهرت
مؤمن رافعا حاجبة
اعتبره في واتفضل عديني ادخل اكيد مش هكلمها علي الباب كدة وروح اندهلي اختك ثم رفع صوتة يلاااا
ابتعد إسماعيل عن الباب فورا وسمح ل مؤمن بالدخول
وهو يسب ويلعن بداخله فهو وأبيه كانو يأملون أن يحل الموضوع بطريقة وديه حتي إذا كان كلام نرجس حقيقي و محمود في لحظة ڠضب منه فقد علي لن يستفادو شيئا من حپسه سوي المزيد من الفضائح والقيل والقال
دلف مؤمن إلي الداخل ف فوجيء بوجود محمود و كامل وما أن رأوه جميعا فهبو واقفين وكان شعورهم نفس شعور اسماعيل التوتر والضيق الشديد أما هو فشعر بأن هناك مكروه أصاب نرجس فتحدث بقوة
ما شاء الله دا الحبايب كلها متجمعة الټفت إلي إسماعيل الواقف مكانة دون حراك بس ناقصكم نرجس امال هي فين
اسماعيل
ثواني هنده عليها
لفت نظر مؤمن تلك الرائحة الكريهة التي يعرفها جيدا عن ظهر قلب بحكم عملة كظابط شرطة فتحدث بحذرا
ايه الريحة دي معقول مش شامينها !
اجابت رقيه
لا طبعا شامين وقلبنا الشقة كمان بس مش عارفين بقا جايه منين يمكن من عند الجيران و داخله من المنور بتاع الصاله
مؤمن
يا سلام جيران ايه اللي جاية من عندهم دا من هنا في الشقة
عبد الهادي
قلنا لحضرتك قلبنا الشقة يمكن قطة ولا فار مېت بس ملقناش حاجة المهم خير حضرتك جاي ليه
مؤمن بتهرب
هقولكم اكيد علي ما نرجس تطلع هنزل بس اجيب تلفوني من العربيه لاني نسيتة واعمل مكالمة واطلع عن ازنكم
انصرف سريعا تحت أنظارهم المصوبه نحوة في حيرة لماذا اتي ولما انصرف هكذا
خرج اسماعيل و خلفة نرجس التي كانت الكدمات تملأ وجهها شاحبة هزيلة منكسة الرأس صدم كامل و محمود من هيئتها
كامل
ايه دا ايه اللي عمل فيكي